لماذا كل هذا الاستعراض الإعلامي الذي يرافق الأسرى الإسرائيليين؟
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
وصف الكاتب الإسرائيلي، رون كوفمان في مقال نشرته صحيفة معاريف، كيف تحوّل مستشفى إيكيلوف من مكان للعلاج إلى استوديو للقاءات إعلامية، حيث جرى استضافة 5 أسرى محررين لتلقي العلاج الطبي.
في الوقت ذاته، انتشرت وسائل الإعلام المحلية والدولية لتغطية وصول الأسرى، مع مقابلات مع عائلاتهم والمقربين منهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدفاع المدني: 70 ألف طن من المتفجرات بغزة تشكل تهديدا كبيرا للسكانlist 2 of 2أبرز الصور في أسبوع.. تكشف حجم مأساة غزة بعد وقف إطلاق النارend of list
وأشار كوفمان إلى أنه جرى تجهيز المعدات والفرق التلفزيونية لإجراء مقابلات مع عائلات الأسرى المفرج عنهم والمقربين، ويشبه الكاتب المشهد ببرامج الواقع مثل "الأخ الكبير"، مؤكدا أن الهدف كان إبقاء الجمهور في حالة من الإثارة المستمرة، رغم أن الحدث نفسه كان مأساويا بالنسبة للأسرى وأسرهم.
ويصف الكاتب كيف تم نقل الأسرى إلى الطوابق العليا في المستشفى، حيث أُعدت أقسام العناية الجلدية والأورام لاستيعابهم وأسرهم، مع اتخاذ إجراءات عزل لضمان الخصوصية وتسهيل التأقلم.
كما تابع تجمعات ضباط الاحتياط في قسم الأورام، حيث ناقشوا خطة العلاج والتأقلم للأسرى، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على السرية والخصوصية.
ويلفت كوفمان إلى التنسيق المستمر بين الفرق الإعلامية والأسر، مع تفاعل متبادل يسمح للعائلات بفهم ما يجب قوله أمام الكاميرا، مع الحفاظ على مشاعرهم وتجربة الأسرى، وهو ما وصفه الكاتب بأنه تعاون مشترك بين الإعلام والمجتمع المحلي.
حزب الليكود بدأ يستغل المناسبة تمهيدا للانتخابات الداخلية، حيث رفض بعض القيادات دعوة كبار المسؤولين للمشاركة في فعاليات رسمية، وهو ما يعكس صراع الأنا السياسي والانقسامات الداخلية.
في الوقت نفسه، يوضح الكاتب أن حزب الليكود بدأ يستغل المناسبة تمهيدا للانتخابات الداخلية، حيث رفض بعض القيادات دعوة كبار المسؤولين للمشاركة في فعاليات رسمية، بما في ذلك الرئيس ونائب المستشار القضائي، وهو ما يعكس صراع الأنا السياسي والانقسامات الداخلية.
ويضيف الكاتب أن هذه الانقسامات تأتي في وقت يحتاج فيه الجيش الإسرائيلي إلى مراجعة شاملة لوضعه العسكري، بما في ذلك ترقيات الضباط وتجهيز المعدات الأساسية التي كانت ناقصة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مثل الذخيرة والمعدات الواقية للجنود، مما استلزم دعما ماليًا عاجلا من الولايات المتحدة.
إعلانويوضح كوفمان أنه برغم مرور عامين، فإن المسؤولين السياسيين لم يتحملوا المسؤولية عن الفشل في حماية المواطنين والجنود، وأن السياسة الحزبية والانقسامات الداخلية مازالت تسيطر على المشهد.
وتحدث عن دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تهدئة التوتر النفسي لدى العائلات والجنود، وتوفير شعور بالأمان النفسي مؤقتا، لكنه لم يغلق الملفات السياسية الداخلية التي أثارتها الأزمة.
ويوضح الكاتب أن الجيش الإسرائيلي ما زال يواجه نقصا حادا في المعدات العسكرية، بما في ذلك الألبسة الواقية، والمركبات المدرعة، والذخيرة. ويؤكد أن المبالغ التي قدمتها الولايات المتحدة ساعدت على تغطية هذه النواقص، وإلا كان الجيش مضطرا لتفعيل برامج مؤقتة لتعويض النقص.
كما يعرض الكاتب تساؤلات حول قانون التجنيد وترقيات الضباط وتأثيرها على تشكيل السياسة مع الحاجة إلى جيش قادر على مواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
من التهدئة للتصعيد.. كيف تغير موقف عائلات الأسرى الإسرائيليين؟
في موقف متناقض، أصبحت فيه بخندق واحد مع اليمين الإسرائيلي المتطرف الداعي دوما إلى التصعيد العسكري في غزة، طالبت عائلات الأسرى حكومة بنيامين نتنياهو، بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار، بحجة استعادة جثامين أسرى، ما زال العثور على رفاتهم بحاجة إلى وقت وجهد وإمكانات شحيحة في القطاع المدمر.
وقالت عائلات الأسرى، في بيان، إنها تطالب الحكومة الإسرائيلية "بالتوقف فورا عن تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق ما دامت حماس مستمرة في عدم إعادة جميع الجثامين"، وفق زعمها.
ومنذ الاثنين، أطلقت "حماس" الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين، وسلمت جثامين 10 من بين 28 ، وتقول إنها تحتاج إلى معدات خاصة للبحث واستخراج الجثامين الـ18 المتبقية.
بينما تقول تل أبيب إن أحد الجثامين الـ10 التي تسلمتها لا تتطابق مع أي من الأسرى بالقطاع.
بالمقابل، أطلقت إسرائيل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 تشرين الأول / أكتوبر 2023، ولا يزال في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني.
وزعمت العائلات أن "حماس ما زالت تحتجز (جثامين) 19 مختطفا"، مدعية أن الحركة "تنتهك الاتفاق".
وتابعت: "بالتالي، لا مجال لأي تقدم أحادي الجانب من قبل إسرائيل، وأي خطوة سياسية أو أمنية لا تضمن عودتهم الفورية تعد تخليا عن مواطني إسرائيل".
وشددت العائلات على أن "مسؤولية استعادة جميع المختطفين، أحياء أو قتلى، تقع بالدرجة الأولى على الحكومة الإسرائيلية".
واعتبرت أن "أي خطوة تخفف الضغط عن حماس أو تسمح باستمرار الاتفاق دون إعادة المختطفين تشكل فشلا أخلاقيا وقياديا خطيرا".
صعوبات الملف
على عكس المزاعم الإسرائيلية، أكدت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، أنها تبذل جهدا كبيرا لإغلاق ملف الجثامين المتبقية.
وأوضحت أنها تحتاج إلى معدات وتقنيات خاصة للبحث تحت الأنقاض وانتشال ما تبقى من جثامين الأسرى الإسرائيليين.
وخلاف حركة حماس، يتناقض الموقف الجديد لعائلات الأسرى الإسرائيليين مع موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قضية الجثامين المفقودة.
والأربعاء، قال ترامب، إن "حماس" تبحث بالتأكيد عن جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة وإن بعضها مدفون منذ وقت طويل وبعضها تحت الأنقاض، وإن الأمر "سيسير بشكل جيد".
وفي نفس اليوم، قال مسؤولون إسرائيليون إن المفاوضات الخاصة بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لم تبدأ بعد، رغم تصريحات ترامب، الثلاثاء، أكد فيها بدأها.
ونقلت قناة "إسرائيل 24" عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم: "خلافا للتقارير، لم تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية بعد، ولن تبدأ إلا بعد اكتمال المرحلة الأولى بإعادة جميع جثث الرهائن".
ويستند الاتفاق بين "حماس" وإسرائيل إلى خطة طرحها الرئيس الأمريكي الذي دعمت بلاده حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023.
وقتلت إسرائيل خلال الإبادة 67 ألفا و938 فلسطينيا وأصابت 170 ألفا و169 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وتسببت في مجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.
مطالب اليمين المتطرف
مطالبة عائلات الأسرى بوقف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وضعها لأول مرة منذ بدء الإبادة الجماعية في الثامن من تشرين الأول / أكتوبر 2023، في خانة اليمن الإسرائيلي المتطرف.
ومنذ إقرار اتفاق غزة الحالي، ما زال أبرز مسؤولي اليمين التطرف أمثال وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، يواصلون تحريضهم ضد الاتفاق، داعين إلى مواصلة الحرب.
بن غفير، اتهم مساء الثلاثاء، بحسابه على منصة شركة "إكس"، حركة حماس بتأخير إعادة جثامين الأسرى المتبقين.
وأضاف أن الحركة "ما زالت حية وباقية وأن مهمة تدميرها لم تُنجز بعد، ويجب أن تُنجز في أقرب وقت كجزء من أهداف الحرب".
كما كتب سموتريتش، على المنصة ذاتها: "الضغط العسكري فقط هو الذي يعيد المختطفين" في إشارة لرفضه وقف الحرب وفق خطة ترامب.
حماس أم نتنياهو؟
وطيلة عامي الإبادة، ظلت عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم نتنياهو، بالتخلي عن أبنائهم في غزة بالإصرار على عرقلة كل جهود "حماس" ومواصلة الحرب، بل واتهامه بتعريض ذويهم الأحياء للقتل والأموات باختفاء جثامينهم.
وفي 21 آب / أغسطس الماضي، قالت عائلات الأسرى إن "حماس" وافقت على اتفاق تبادل ووقف إطلاق النار لكن مكتب نتنياهو "يعمل على إفشاله، الأمر الذي سيحكم على المختطفين الأحياء بالموت والموتى بالاختفاء".
وخلال بيان في 13 أيلول / سبتمبر المنصرم، علقت العائلات على تدوينة لنتنياهو، اتهم فيها "قادة حماس في قطر بعرقلة جميع محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية".
وذكر البيان، أن نتنياهو طرح سببا جديدا "بشأن عدم إعادة المختطفين"، وهو أن "قادة حماس في قطر يعرقلون أي اتفاق"، مؤكدة أنه "ثبت بشكل قاطع أن هناك عقبة واحدة أمام عودة المختطفين الـ48 وإنهاء الحرب، وهي نتنياهو".
وقبيل بدء تنفيذ الاتفاق الأخير في 4 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، قالت العائلات، عبر بيان، إنه "بينما يواجه المختطفون الأحياء خطر الموت، وقد يختفي الموتى إلى الأبد على أرض غزة، اختار نتنياهو توسيع نطاق القتال ونسف الاتفاق لإعادتهم".
اتفاق مسبق
وتتناقض دعوات وقف تنفيذ اتفاق غزة بحجة عدم إعادة جميع جثامين الأسرى، مع وثيقة الاتفاق التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية، والتي أقرت فيها بصعوبة ملف الجثامين.
وسبق أن نشرت هيئة البث العبرية الرسمية فحوى وثيقة الاتفاق التي أشارت إلى أن على حركة "حماس" تسليم جميع المعلومات التي بحوزتها حول القتلى الإسرائيليين إلى آلية مشتركة سيتم إنشاؤها بمشاركة قطر ومصر وتركيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ووقتها، نقلت الهيئة عن مصادر مطّلعة (لم تسمها) أن بعض الجثث الإسرائيلية ما زال مكانها غير معروف، وأن عملية البحث عنها ستُدار من خلال آلية إسرائيلية-فلسطينية-مصرية-قطرية-تركية مشتركة.