حقيقة "مقام سيدي شبل" بالمنوفية ونسبة لآل بيت رسول الله ﷺ
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تنتشر مقامات أولياء الله الصالحين في مركز الشهداء في محافظة المنوفية، ومنها حسب بعض الروايات، جاءت تسمية المركز باسم واحد من هؤلاء، هو «سيدى شبل الأسود»، أهم مقام تتميز به مدينة الشهداء، حيث توارث الأهالى عن جدودهم ومشايخهم أن المدفون داخل المقام هو سيدنا محمد بن الفضل بن العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلى جوار مقام «شبل الأسود» مجموعة أخرى من مقامات أولياء الله الصالحين، من مساعدى «سيدى شبل» الذين جاءوا معه إلى مصر واستقروا بهذا المكان، أما مسجد «شبل الأسود» بهيئته الحالية فقد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، ويشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية.
و ذكرت عدة مجلدات مصرية أن محمد شبل جاء إلى مصر على رأس جيش لمحاربة الكفار وأنه مات شهيدًا سنة 40 هـ في المنوفية في المنطقة التي عرفت باسم الشهداء نسبة إلى من استشهد في تلك المعركة، ولكن ام يوجد دليل واحد على صحة تلك الرواية، وإذا فرضنا جدلا أن محمد شبل حضر إلى مصر محاربًا في أيام فتحها أي عام 21 هـ فمعنى هذا أنه كان في الثانية عشرة من عمره، وبذلك يستبعد حضوره وقت الفتح، واما عن حدوث معارك في منطقة المنوفية بين أنصار عبدالله بن الزبير وبين جنود مروان بن الحكم فهذا ثابت في جميع المراجع التاريخية ولذلك فمن المرجح أن يكون حضور محمد شبل كان سنة 64 هـ وأنه استشهد في تلك المعركة ومات سنة 65 هـ ودفن في مقابر الشهداء.
وذادت أقاويل كثيرة حول الشخصية التي تسمى بها مسجد "سيدي شبل" بمركز الشهداء في محافظة المنوفية، وسطرت حول كراماته أساطير، وللناس عند عتباته وضريحه أفانين وأشكال، ما بين متمسح وراكع، وطائف وداع، وناذر مالًا، وطالب شفاعة ومددا، ومستغيث به دون الواحد الأحد، وما بين معتقد فيه أنه من آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه ابن الفضل ابن عم رسول الله، فأقيمت لذلك الموالد، وانتشرت البدع العوائد، وأقيمت سرادقات الطعام في الجُمَع والموالد، بل عند بعض المريدين في سائر الأيام، واعتقد فيه عدد من العوام أن صلاة الجمعة في مسجده بأضعاف الأجر عن سائر المساجد، بل غلا بعضهم أن جعلها مساوية للعمرة وزيارة بيت الله الحرام!
هذه أقوال العلماء مرتبة حسب الوفيات أن المدعو "سيدي شبل" لا حقيقة له، ولا نسب له، ليثبت الحق لكل باحث بدلائله الواضحة:
قال الإمام ابن سعد (المتوفى: 230هـ): "فولدَ الفضلُ بْن الْعَبَّاس أمَّ كلثوم ولم يلد غيرها وأمها صفية بِنْت مَحمِيَة بْن جزء بْن الْحَارِث بْن عريج بْن عَمْرو الزُّبَيْديّ من سعد العشيرة من مَذحِج". [الطبقات الكبرى (4/ 54- ط: صادر)].
وقال الإمام مصعب الزبيري (المتوفى: 236 هـ): "ولم يترك ولدًا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب؛ ثم فارقها؛ فتزوجها بعده أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ثم خلف عليها عمران بن طلحة بن عبيد الله، حين مات عنها أبو موسى". [نسب قريش (ص: 25)].
وقال الإمام البخاري (المتوفى: 256هـ): "وَلم يُولد للفضل بْن عَبَّاس إِلَّا أم كُلْثُوم". [التاريخ الأوسط (1/ 423- ط: الرشد)].
وقال الإمام الزبير بن بكار (المتوفى: 256هـ): "الفضل بن عبّاس كان يكنى أبا العبّاس، مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، ولم يترك ولدا ذكرا". [تاريخ مدينة دمشق (48/ 334)].
وكان يجيء إلى مصر في كل عام مرة، يجلس أحيانًا بالجامع الأزهر، وأحيانًا بمدرسة السيوفية، وأحيانًا بمدرسة الحطابية، والناس يزدحمون عليه، ويلتمسون أدعيته الصالحة، ثم يعود إلى مسجده، ولم يزل كذلك إلى أن توفي سنة ثلاث وأربعين وألف، ودفن بخلوته التي بمسجده، وضريحه ظاهر يزار -رحمه الله تعالى-".
فهذا نص أن المسجد المقام هو مسجد بناه الشيخ السحيمي لنفسه ليقوم بالوعظ وإقراء القرآن للناس، ثم تطور الأمر بلا سبب معروف ليقال عنه في وقت ما أن هذا مسجد سيدي شبل.
ويعد مسجد سيدى شبل الأسود مقصد الطرق الصوفية من جميع المراكز لاحتوائه علي ضريح محمد بن الفضل العباسي بن المطلب، والذى تم بناءه في بداية القرن الحادى عشر الهجرى علي يد الشيخ احمد الاحمدى السحيمي.
والجدير بالذكر أن مسجد الموجود حاليا قد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، وهو يشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية إذ أنه يتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف، وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثانى فهو عبارة عن إيوان القبلة ويتكون من صفوف من الأعمدة موازية لحائط القبلة مغطاة بسقف مسطح وفى وسطه ثمانية أعمدة تقوم عليها رقبة ثمانية بكل ضلع منها فتحة للإضاءة وهى أشبه بالشخشيخة وفى الضلع الغربى من إيوان القبلة يوجد ضريح سيدى محمد بن شبل الأسود، وتتكون واجهة المسجد من مدخلين رئيسيين أحدهما يؤدى إلى إيوان القبلة والثانى يؤدى إلى صحن الجامع، يتقدم الواجهة ردهة بطول الواجهة تقريبا صدرها محجوز بسور مزخرف وينتهى طرفاها بسلمين لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع بمقدر سبعة أمتار
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف محافظة المنوفية مقابر الشهداء رسول الله صلى الله عليه وسلم شبل الأسود رسول الله سیدی شبل إلى مصر
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تفتتح 17 مسجدًا اليوم الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
تواصل وزارة الأوقاف جهودها لإعمار بيوت الله -عز وجل- بافتتاح (١٧) مسجدًا اليوم الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠٢٥م؛ حيث تم إنشاء وبناء مسجدين جديدين، وإحلال وتجديد (١٠) مساجد، وصيانة وتطوير (٥) مساجد.
وأعلنت الوزارة وصول إجمالي عدد المساجد المفتتحة منذ أول يوليو ٢٠٢٥م حتى الآن، إلى (٣٥٥) مسجدًا، من بينها: (٢٦٩) مسجدًا بين إنشاء جديد وإحلال وتجديد، و(٨٦) مسجدًا صيانة وتطويرًا، وأكدت الوزارة أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو ٢٠١٤م بلغ (١٣٨٤٤) مسجدًا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو ٢٤ مليارًا و ٣٢٩ مليون جنيه.
وشهدت قائمة المساجد المقرر افتتاحها تنوعًا جغرافيًّا، بيانها كالتالي:
ففي محافظة الإسماعيلية:
- تم إحلال وتجديد مسجد الشيخ رضوان، بعزبة الكربة - مركز القنطرة غرب.
- تم صيانة وتطوير مسجد الرحمن، بقرية الملاك ٣ – مركز التل الكبير؛ ومسجد أصحاب اليمين، بقرية سرابيوم – مركز فايد.
وفي محافظة سوهاج:
- تم إحلال وتجديد مسجد مجمع المصطفى، بقرية الغريزات – غرب المراغة.
- تم إنشاء وبناء مسجد آل البيت، بنجع أبو شافع بالحرجة بحري، بقرية عرابة أبيدوس – مركز البلينا؛ ومسجد السلام، بمنطقة الإسكان الاقتصادي – مدينة سوهاج الجديدة.
وفي محافظة المنوفية:
تم إحلال وتجديد مسجد أبو بكر الصديق، بقرية ميت أبو الكوم – مركز تلا.
وفي محافظة المنيا:
تم إحلال وتجديد مسجد الهدى، بعزبة الشيخ عبد العظيم – مركز بني مزار؛ ومسجد التوحيد، بقرية زاوية برمشا – مركز العدوة؛ ومسجد الأنوار المحمدية، بقرية هور – مركز ملوي.
وفي محافظة مطروح:
- تم إحلال وتجديد مسجد التوبة – مدينة السلوم؛ ومسجد عبد الله بن مسعود، بقرية الطوارسة – مدينة سيدي براني.
- تم صيانة وتطوير مسجد الزويدة، بقرية الزويدة – مدينة سيدي براني.
وفي محافظة الدقهلية:
تم إحلال وتجديد مسجد الشط، بقرية كفر الوكالة – مركز شربين.
وفي محافظة الجيزة:
تم إحلال وتجديد مسجد الدعوة، بقرية العزيزية – مركز البدرشين.
وفي محافظة الوادي الجديد:
تم صيانة وتطوير مسجد العبور، بمدينة الخارجة - حي المشارع.
وفي محافظة القليوبية:
تم صيانة وتطوير مسجد الصفا، بقرية صنافير – مركز قليوب.
وتؤكد هذه الجهود التزام وزارة الأوقاف بتطوير بيوت الله – عز وجل - وتحديثها؛ لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية، في إطار اهتمام الوزارة بإعمار بيوت الله – عز وجل – ماديًّا وروحيًّا وفكريًّا