ما الذي قد يعنيه الغد بالنسبة لنا؟ وما الذى يمكن أن تكون عليه مصر الغد؟ وما هى القاعدة التى يمكن لنا أن ننطلق منها لإحداث التغيير المطلوب في المجتمع المصري؟ إذا كنا نعيش اليوم في وضع معين، ولا نرضى عنه لسبب، أو لآخر فلا بد أن نخطط لفجر جديد.غير أن الأمور لا تحدث بلمسة سحرية، كما أننا لا نستطيع أن نغير شؤون اليوم في نفس اليوم، فالغد يعنى التخطيط لشيء أفضل.
ولا شك أن المفاهيم الأخلاقية تعد الأساس لأى مجتمع فاضل متوازن، ولكن أكثر ما يصدمنا في المجتمع هو تصرفات البعض التى تشيع الفوضى والتسيب والعبث بمقدرات الآخرين واللامبالاة والاستهتار بكل شىء. ولهذا نتساءل اليوم: ما الذى يحول بيننا وبين التغيير نحو الأفضل؟ وكيف يمكن لنا أن نبدأ؟. التصرف الإنساني بمنتهى البساطة مبنى على محور ذي طرفين: أن يثاب المرء إذا ما أحسن، وأن يعاقب إذا أساء. وهذه الصيغة البسيطة جدًّا صادقة للغاية، بمعنى أنه إذا اهتز هذا المحور اهتزت القيم في المجتمع كله، ولهذا فإن الأمر مرتبط بإدارة المجتمع وسلامة القوانين المشرعة وسلامة تطبيقها.
وهنا نتساءل: هل هذا يعنى أن الدولة بقوانينها تستطيع رأب الصدع؟ وإذا كان هذا صحيحًا فلماذا لم نستطع إبراء الذمم، وتنقية النفوس ونشر النظام المنشود على الرغم من كثرة قوانيننا؟ ربما لا تكون القوانين لدينا بصفة عامة قاصرة، ولكن قد تكمن المشكلة الأساسية في تطبيق القانون، أو بالأحرى في الأذرع التنفيذية في الدولة، فهذه هي التي يجب أن ينصب عليها اهتمامنا قبل القانون نفسه. يهمنى الشرطى.. مأمور الضرائب.. عضو مجلس الشعب.. رجل القضاء.. رجل النيابة. وقد يكون القلق هنا في غير محله، أو لا يكون بنفس الدرجة لدى هؤلاء جميعًا، لكنهم هم صورة الدولة، وصورة القانون كما يطبق. ولهذا وللأسف فكل ما يلم بالمجتمع من أوضاع، ويصيبه من توعك يؤثر حتمًا على الأذرع التنفيذية للدولة حيث إنها، وقبل كل شىء ليست معزولة عن الدولة، وما فيها.
ونتساءل: ما السبيل إلى تغيير السلوكيات التى تعرضنا يوميًا إلى إرهاصات، وتصدم الحياة والشعور معًا؟ وبمعنى آخر كيف يمكن لنا تحقيق الانتظام في حياتنا الاجتماعية، واكتساب أساليب سلوكية أكثر اعتبارًا للآخرين. وهنا لا بد لنا أن نعمل معًا من خلال الجماعة لنستخدم قوتها وتأثيرها في تشكيل الفرد.أما أن تكون وحدة السلوك هى الفرد فهذا هو التسيب وفيه تسود النزعات الأنانية وانعدام الرقابة الجماعية. بل إنه لو طبقت الإدارة الجماعية الشعبية لكل حى في أبسط الأمور اليومية كانتشار القمامة والفاقد من مياه الشرب، لأصبحت هذه الإدارة رقيبة على الأفراد، وهي رقابة أقوى من رقابة الدولة والشرطة التى لا تستطيع أن تصل إلى كل فرد.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
السيسي : دعمنا غزة منذ اليوم الأول ولن ننجر لصراع
صراحة نيوز -أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال ندوة احتفالية للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر، أن القاهرة قدّمت الدعم لقطاع غزة “منذ اليوم الأول” مشدداً على أن مصر لن تسمح لنفسها بالانزلاق إلى اقتتال داخلي أو مواجهة تُثقل كاهل الدولة أو تُهدّد أمن مواطنيها.
وقال السيسي إن الانتقادات الموجّهة لمصر لجهة أنها لم تقم بما يكفي للدعم “مغالطة”، مستهجناً دعوات تتطلب من بلاده الانخراط في صراعات قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. وأضاف: «هل مطلوب من مصر — ذات المئة وعشرة ملايين ونحو عشرة ملايين ضيف — أن تضحي بمقدّراتها من أجل فكرة؟»، مشيراً إلى أثر أي صراع داخلي على الدولة وسلامتها الوطنية.
وتطرق الرئيس إلى تكاليف المواجهة الأمنية الداخلية السابقة، موضحاً أن مصر أنفقت ماديًا وبشريًا خلال مواجهات مكافحة الإرهاب على مدى السنوات الماضية، مؤكداً أن «الحرب ليست فقط بالسلاح بل بالمعرفة والاقتصاد والإرادة والتحمل»، وأن ما مرّت به البلاد بعد ثورة 2011 مثّل حرباً بأشكال مختلفة خلفت تبعاتٍ استمرت أثرها لسنوات.
كما أدان السيسي «الهجمات على السفارات المصرية والتشويه الإعلامي» وصفها بأنها «مكر وكذب وإفك»، مؤكداً أن موقف القاهرة مبنيّ على حماية المواطنين وأمن الدولة، وأن أي تدخل عسكري لفتح معبر أو إدخال مساعدات بالقوة «يعني خوض حرب»، وهو ما ترفضه مصر إذا كان سيؤدي إلى تدمير مقدراتها أو تعريض شعبها للخطر.
وختم السيسي بالتأكيد على أن سياسة الدولة تهدف إلى الدفاع عن النفس وحماية الأمن القومي، وعدم الانزلاق إلى إجراءات قد تضرّ بمصلحة الوطن.