صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-20@11:59:29 GMT

لا يقبلون لكنهم يخضعون

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

لا يقبلون لكنهم يخضعون

لا يقبلون لكنهم يخضعون

خالد فضل

المسألة لا تحتاج إلى تحليل كثير أو تفسير لعسير، فالمجموعة المسيطرة اليوم على القرار في أجزاء من السودان، وتهيمن على أقدار مجموعات من المواطنين هم في غالبيتهم في وضعية الأسرى والرهائن، هي نفس المجموعة التي ظلت تسيطر على السودان منذ يونيو1989م.

الناس الذين عايشوا تلك السنوات لا يحتاجون إلى من يخبرهم، ربما بعضهم نسي فيحتاج إلى تذكير.

كانت بداية العهد نفخة كاذبة عن استقلال القرار الوطني، والسيادة، وعلو الشأن، والزارعنا غير الله يجي يقلعنا، وأمريكا وروسيا قد دنا عذابها. وعلى مرّ البلاوي وكثر المصائب وانفلات الأوضاع عن السيطرة جيئ بالإستيكة لمحو كل ما قيل، فتسلّمت أمريكا ملفات جميع المطلوبين الإرهابيين الذين تطاردهم. فدنا عذاب المستجيرين بإخوة الإسلام، ولم يدن عذاب أمريكا، أما روسيا فقد سعى إليها قائدهم البشير محتمياً ببوتين من غضب الأمريكان. ودنا إنجاز قاعدة عسكرية روسية فأين دنو العذاب يا كذاب.

قصة الحرب الأهلية هي نفسها معادة ومكررة، نفس الحشود والفيالق والمسميات والمتحركات نفس المآكل والنثريات والتربح في الأزمات، وذات قرنق الذي أيامو انتهن.. يعود للخرطوم نائباً أولاً للرئيس. فمن أخرج قرنق من الركن القصي الذي قيل إنّه قد انزوى فيه على الحدود وحطّ بطائره الميمون في مطار الخرطوم.

نفس الفيلم عن، لن تطأ أرض السودان بوت عسكري أجنبي واحد، فإذا بقوات أفريقية أممية عددها 26 ألف عنصر تجوس أرجاء دارفور، تمكث لسنوات وسنوات لم يخرجها سوى انجاز حكومة د. عبد الله حمدوك بإخراج السودان من البند السابع بما فيه من جنود إلى البند السادس وفيه بعثة مساعدة فنية وتنموية لدعم الانتقال، وشتان ما بين البوت وكرافتة فولكر بيرس. لكن كثيراً من الناس لا يعقلون.

كل مبادرات السلام مرفوضة، أي مقترح للحل غير مقبول، أي فكرة لوقف المأساة لا تطاق، ما الذي يريدون؟

استمرار الحروب إلى أجل غير مسمى، بدأ بأربع ساعات وإذا لم يلجموا ويخضعوا يريدون أن تتواصل لأربعة عقود، فهناك دوماً وقود من المغفلين، تارة باسم الدين ومرة تحت راية الوطنية والكرامة، لماذا لا يصرحون بأن الدين هم والوطن هم والكرامة تعني أن يظلوا مسيطرين متنفذين.

ليس هناك حاجة لإخبار الناس عمّا فعلوا ويفعلون، كل فرد يدرك ذلك، ومع ذلك هناك من يبررون.

هذه الجماعة لا تقبل بالآخر أبداً، تعتبر نفسها مركز الكون، وحق لها التحكم ونيل الامتياز، من طالب بحقه البسيط جزاءه عندها القتل والاستئصال، فهل هذا هو مشروع الكرامة الجديد، ونبأ الاستقرار المنشود، وخبر السلام الشامل العادل المثقوب.

إنّ من لا يملك مشروعاً للحكم في ظل السلام والحرية والعدالة لا يجد أمامه سوى درب الحرب والخراب، هذا هو حالهم اليوم، ما لاحت بارقة أمل في وقف الحرب واستعادة المسار المدني السلمي حتى نهضوا يعطلون تلك البارقة، فهم لا ينعمون إلا بشقاء الآخرين ولا يسعدون إلا بعذابات الناس أجمعين، فحتى متى يظل بقية من شعبنا في عداد الغافلين.

الوسومأمريكا الإرهابيين البحر الأحمر الحرب الأهلية الخرطوم الدكتور عبد الله حمدوك السودان جون قرنق خالد فضل روسيا قاعدة بحرية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أمريكا الإرهابيين البحر الأحمر الحرب الأهلية الخرطوم الدكتور عبد الله حمدوك السودان جون قرنق خالد فضل روسيا قاعدة بحرية

إقرأ أيضاً:

الحرب على مصر

ظن الاعداء انهم أكملوا حصارهم على مصر ورغم الفرحة الكبرى في غزة ونجاح مصر في شرم الشيخ، فإن جميع التوقعات تشير الى ان الأعداء يتربصون بنا.

و الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي نجح في تشكيل جيوش من العملاء تحارب معه وتتلقى كل الدعم العسكري والاستخباري والإعلامي وهناك من ينتصر للخونة ويحاول إقناعنا بأن لا خيار لنا إلا أن يحكمنا هولاء ويتحرك العملاء غربا في ليبيا وشرقا في فلسطين وجنوبا في السودان وان كنا لا ننسى الحقد الاثيوبي الاسود الذي يتربص بمقدرات الشعب المصري.

فى البداية ظهر المخطط بشكله العلني في السودان في أبريل 2019 عندما جاءوا لنا بعبد الله حمدوك رئيسا للوزراء فأصدر الرجل قرارات جميعها تصب في صالح الغرب واحتلال السودان وتقسيمه والقضاء على الدور المصري.

واول هذه القرارات كان الاعتراف بأن السودان قد شارك في جريمتي الاعتداء على سفارتي امريكا في تنزانيا وكينيا في أغسطس 1998 وتم دفع 300 مليون دولار من خزانة السودان الخاوية كتعويضات لاسر الضحايا على الرغم من حصول نظام البشير قبله على احكام امريكية تبرئ الخرطوم من المشاركة.

وكان القرار الثاني مطالبة الأمم المتحدة بتشكيل بعثة دولية بحجة مراقبة تطبيق الديمقراطية والسلام في السودان وجاءت البعثة كوصاية دولية استخبارية تفتش في كل شبر من أرض السودان وتحاكم نوايا وخواطر العقول السودانية.

و القرار الثالث

بتشكيل لجنه ازالة التمكين وتحركت اللجنة لتقطع رؤوس قيادات البلد وتصادر أموالهم وبيوتهم وتعتقل كل ذويهم و حتى جيرانهم وكان هذا تأسيسا لحرب أهليه حدثت فيما بعد.

ثم جاء القرار الرابع الذي كان باتفاق حمدوك مع الحكومة البريطانية على صرف راتبه ورواتب مستشاريه والوزراء ومديري مكاتب الوزارات وكل طاقمه الفني ومعاونيه من الحكومة البريطانية مباشرة.

أما القرار الخامس

فيه اسند الرجل ملفى الاقتصاد والسلام لحميدتى للسيطرة الكاملة على ثروات السودان ونهبها استعدادا لتصفية الجيش والاستخبارات كما حدث فيما بعد.

كان حمدوك وصحبه هم الذين تفتح لهم عواصم الغرب ومقار الاستخبارات وهي تغلق الآن امام قادة الدولة السودانية لانهم عزلوا حمدوك و يحاربون حميدتي ذراعه العسكري الذي اسس جيشا للخيانة يتلقى أحدث أنواع الاسلحة في العالم لتدمير الشعب السوداني من ناحيه وتحويل السودان الى قاعدة دولية استخبارية معادية لمصر من ناحية أخرى.

في غزة شكلوا سبعة فصائل من العملاء تريد لهم امريكا واسرائيل ان يقضوا على شعب غزة من ناحية ويتحولوا الى مجموعة قنابل مؤقتة على الحدود المصرية يمكن من خلالها تفجير حرب عالمية ضد مصر في أي وقت.

اما في ليبيا فقد زرعوا لنا تيارا يعتقد ان الشعب الليبي غير قادر على إدارة ثرواته والافضل ان تاتي الدول الأوروبية لتدير هذه الثروات حتى يعيش الشعب الليبي في جنة أوروبا ونعيمها.

إذا يظن الاستعمار الجديد أنه يخدعنا بل يبالغ في غبائه ويطالبنا أن نساند جيوش أعدائنا ولكن يقظة الامة المصرية وعظمتها تستحضر كل دروس الدنيا في مواجهة الخونة وأنصارهم حتى ولو توسعت دائرة الانصار لتشمل أقارب وجيران ليس لديهم هذا العمق التاريخي.

مقالات مشابهة

  • الحرب على مصر
  • كير يُعيد تشكيل لجنة محادثات الوضع النهائي لأبيي
  • حوارات السلام روتانا
  • ياسر سرور: جهود القاهرة ستستمر لضمان نجاح أي خطوات تهدف لإنهاء الحرب في السودان
  • القائد الذي لم ينحني .. الرواية الكاملة لاستشهاد رئيس هيئة الأركان اليمنية
  • السودان.. سلامه يتنفس وحربه تترنح
  • تحذير أممي من تأثير نقص التمويل على بعثة حفظ السلام في جنوب السودان
  • هل السودان قريب من السلام فعلاً بواسطة الرباعية؟
  • “صمود” يدعو السودانيين للخروج في مليونية ويحدد الموعد