بموافقة الملك تشارلز الثالث.. الأمير أندرو يتنازل عن لقب دوق يورك وأوسمته الملكية
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
الخطوة تأتي وسط ضغوط متجددة بعد نشر مذكرات فيرجينيا غيفري التي أعادت تسليط الضوء على قضية جيفري إبستين، في وقت يؤكد فيه أندرو نفيه التام لجميع المزاعم المنسوبة إليه. اعلان
أعلن الأمير أندرو، الابن الثاني للملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية والشقيق الأصغر للملك تشارلز الثالث، رسميًّا عن تخلّيه عن استخدام لقبه كـ"دوق يورك"، فضلًا عن أوسمته الملكية، بما في ذلك رتبة فارس الصليب الكبير من وسام الملكة الفيكتوري (GCVO) وفارس وسام الرباط الملكي.
ويأتي هذا القرار تتويجًا لسلسلة إجراءات بدأت منذ سنوات، شملت سحب ألقابه العسكرية، وعزله من مناصبه في الجمعيات الخيرية، ومنعه من تمثيل العائلة الملكية في المناسبات الرسمية.
وجاء القرار في بيان صادر عن قصر باكنغهام، أكد فيه الأمير أندرو أن الاتهامات المتكررة الموجّهة إليه "تشكّل تشتيتًا غير مرغوب فيه عن مهام جلالة الملك وأعمال العائلة الملكية". وأضاف: "كما فعلت دائمًا، وضعت واجبي تجاه عائلتي وبلدي في المقام الأول".
وأشار إلى أن قراره يأتي "بموافقة الملك"، بعد مشاورات مع أفراد عائلته المباشرة والموسّعة، مؤكّدًا مجددًا أنه "ينفي بحزم جميع المزاعم المنسوبة إليه"، وأنه لم يرتكب أي أفعال مخالفة للقانون أو للأخلاق العامة.
اللعبة الدستورية للألقابورغم أن لقب "دوق يورك" لا يمكن سحبه قانونيًّا إلا عبر تشريع برلماني، فإن الأمير أندرو لن يستخدمه بعد اليوم، ما يجعله لقبًا نظريًّا غير نشط، تمامًا كما حدث مع لقب "صاحب السمو الملكي" (HRH) الذي سُحب منه سابقًا من الناحية العملية دون إلغائه رسميًّا.
وبحسب مصادر مقربة من القصر، فإن القرار جاء بعد سلسلة اجتماعات داخلية وُصفت بأنها وصلت إلى "نقطة تحوّل"، في ظل مخاوف متزايدة من أن تستمر القصص المتعلقة بأندرو في تشويه صورة المؤسسة الملكية، لا سيما في مرحلة حساسة من عهد الملك تشارلز الثالث.
تأثير القرار على الدائرة المقربةبموجب هذا الترتيب، ستتوقف سارة، زوجة الأمير أندرو السابقة، عن استخدام لقب "دوقة يورك"، وستُعرف رسميًّا باسمها المدني "سارة فيرغسون". أما ابنتاه، الأميرة بياتريس والأميرة يوجيني، فستحتفظان بلقبيهما دون أي تعديل.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، رحب الملك تشارلز بالخطوة، التي جرى التشاور بشأنها مع ولي العهد وأفراد آخرين من العائلة، باعتبارها "ضرورية لحماية سمعة العرش".
Related الشرطة البريطانية لن تتخذ إجراءات إضافية في ملف اتهام الأمير أندرو بالاعتداء الجنسيإتهامات بالاعتداء الجنسي على قاصر في نيويورك تطال الأمير أندرو أحد أفراد العرش البريطانيتسوية مالية في قضية الاعتداء الجنسي المرفوعة ضد الأمير أندرو في الولايات المتحدة مذكرات غيفري تعيد إشعال الجدلتصاعد الضغط على الأمير أندرو بعد نشر صحيفة "الغارديان" مقاطع من مذكرات الراحلة فيرجينيا غيفري، التي انتحرت في نيسان الماضي عن 41 عامًا. ومن المقرر نشر كتابها يوم الثلاثاء، حيث تدّعي أن الأمير "اعتقد أن ممارسة الجنس معي كان حقًّا مكتسبًا له منذ ولادته".
وتصف غيفري في إحدى الفقرات لقاءً جمعها بالأمير في لندن، قائلة:"عند عودتنا إلى المنزل، قالت غيسلين ماكسويل وجيفري إبستين تصبحان على خير وصعدا إلى الطابق العلوي، في إشارة إلى أن الوقت قد حان لأعتني بالأمير. بدا مستعجلًا في ممارسة الجماع، وبعد انتهائه شكرني بلهجته البريطانية الجافة. في ذاكرتي، لم يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة."
وأضافت أن ماكسويل قالت لها في اليوم التالي: "أحسنتِ. لقد استمتع الأمير"، مشيرة إلى أن إبستين دفع لها 15 ألف دولار مقابل "خدمتها".
وكان الأمير أندرو قد سوّى دعوى مدنية مع غيفري مقابل مبلغ قُدّر بنحو 12 مليون جنيه إسترليني، من دون اعتراف بأي مسؤولية، مؤكّدًا في كل مناسبة أنه ينفي تمامًا إقامة أي علاقة معها عندما كانت قاصرًا.
عائلة غيفري: القرار "اعتراف ضمني"ردّت عائلة فيرجينيا غيفري على القرار الملكي ببيان قالت فيه إن تخلّي الأمير أندرو عن ألقابه "يشكّل تبريرًا لموقف فيرجينيا"، ووصفت الخطوة بأنها "انتصار للناجيات في كل مكان".
وطالبت العائلة الملك تشارلز بـ"سحب لقب 'الأمير' منه"، مشيرة إلى أن الاعتراف الرمزي لا يكفي دون مساءلة فعلية.
اتهامات تجسس صينية تزيد من تعقيد المشهدإلى جانب قضية إبستين، تشير تقارير إلى أن الأمير أندرو التقى في عامَي 2018 و2019 مع تساي تشي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، الذي يُشتبه في تورّطه في قضية تجسس عبر مواطنَين بريطانيَّين.
وقد أسقطت النيابة العامة لاحقًا الاتهامات ضد كريستوفر بيري وكريستوفر كاش، اللذين نفيا ارتكاب أي مخالفات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس العائلات الملكية المملكة المتحدة الملك تشارلز الثالث قصر باكنغهام دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة إيران باكستان أفغانستان الاتحاد الأوروبي فلاديمير بوتين الأمیر أندرو الملک تشارلز إلى أن
إقرأ أيضاً:
مذكرات جيوفري تكشف تفاصيل عن اعتداء الأمير أندرو عليها جنسيا
في مذكرات نُشرت لها بعد وفاتها، تتهم فيرجينيا جيوفري دوق يورك بأنه كان متعجرفاً وكأنه يعتقد أن (ممارسة الجنس) معها كانت من حقوقه الطبيعية بحكم مولده وفقاً لمقتطفات نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية.
الكتاب، الذي يحمل عنوان "فتاة لا تخصّ أحداً" (Nobody's Girl)، كتبته جيوفري - وهي أبرز من اتهم جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية - ومن المقرر صدوره الأسبوع المقبل، بعد نحو ستة أشهر من إقدامها على الانتحار، ويتناول الكتاب، الذي تصف فيه إبستين بأنه "سيّد في التلاعب النفسي"، ثلاث مناسبات تزعم فيها أن الأمير أندرو أقام علاقات جنسية معها، من بينها في منزل غيلين ماكسويل في لندن، وتُعدّ هذه القضية مصدر إحراج إضافي للأمير أندرو الذي توصّل إلى تسوية مالية مع جيوفري عام 2022، وظلّ على الدوام ينفي ارتكابه أيّ فعل خاطئ.
"ضحية الاتجار بالجنس"
وفي نيسان/أبريل الماضي، انتحرت جيوفري، التي اتهمت الأمير أندرو وجيفري إبستين بالاعتداء عليها جنسياً، عن عمر يناهز 41 عاما، حسب عائلتها، ولطالما تحدثت جيوفري مرارا عن المُدانين بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين وصديقته السابقة غيلين ماكسويل، وزعمت أنهما قاما بالاتجار بها إلى دوق يورك، الأمير أندرو، عندما كانت تبلغ 17 عاماً، وهو ما نفاه الأمير بشدة، وقالت عائلتها إن جيوفري كانت "محاربة شرسة في المعركة ضد الاعتداء الجنسي"، وإن "وطأة الاعتداءات أصبحت لا تطاق"ـ مؤكدين أنها انتحرت بعدما كانت طوال حياتها ضحية الاعتداءات الجنسية والاتجار بالجنس.
جيوفري التي التقت جيفري إبستين من خلال غيلين ماكسويل، زعمت أنها كانت واحدة من بين العديد من الفتيات والنساء الشابات الهشّات اللواتي استغلهنّ إبستين وشبكته الثرية جنسياً، ويقال إن من بين أصدقاء إبستين النافذين كان الأمير أندرو، إذ تروي جيوفري في المقتطف الذي نشرته صحيفة الغارديان تفاصيل لقائها به في لندن في آذار/مارس 2001، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها.
وتقول جيوفري إن ذلك اليوم بدأ عندما أيقظتها غيلين ماكسويل قائلة: "اليوم سيكون يوماً مميزاً، تماماً مثل سندريلا، ستقابلين أميراً وسيماً!"، وعندما وصل أندرو في وقت لاحق، تزعم جيوفري أن ماكسويل طلبت منه تخمين عمرها، وكتبت جيوفري في مذكّراتها: "كان دوق يورك، البالغ حينها 41 عاماً، دقيقاً في تخمينه: 17. قال لي: 'ابنتاي تصغرانك قليلاً فقط'، مفسّراً بذلك دقّته. وكعادتها، سارعت ماكسويل إلى إطلاق نكتة: 'يبدو أننا سنضطر إلى استبدالها قريباً"، وأضافت جيوفري أنها، مثل إبستين، كانت تناديه باسم "آندي".
ويكشف الكتاب أيضاً أن جيوفري كانت تتناول مهدّئات لتتمكّن من التأقلم مع حياتها أثناء عملها لدى إبستين، وتقول: "أحياناً، عندما كنت أجد صعوبة شديدة في التحمل، كنت أتناول ما يصل إلى ثماني حبوب زاناكس في اليوم"، كما شرحت سبب عدم مغادرتها "وكر إبستين حتى بعد أن عرفنا ما الذي كان يريده منا"، قائلةً: "كيف يمكنك أن تشتكي من التعرض للإساءة، كما سأل بعضهم، عندما يمكنك ببساطة أن تبتعدي؟ لكن هذا السؤال يتجاهل ما مرّت به كثيرات منا قبل لقائنا بإبستين، ويتجاهل أيضاً مهارته في اكتشاف الفتيات اللواتي جعلتهنّ جراحهنّ السابقة هشّات وسهلات الاستغلال".
"تسوية خارج المحكمة"
وبعدما تركت إبستين، استقرّت جيوفري في أستراليا، حيث عاشت مع زوجها وأطفالها الثلاثة، قبل أن تنهي حياتها انتحاراً عن عمر ناهز 41 عاماً، كما انتحر إبستين في سجنه في نيويورك أثناء انتظار محاكمته، بينما حُكم على غيلين ماكسويل بالسجن بتهم تتعلّق بالاتجار الجنسي.
أما الأمير أندرو، كان قد توصّل إلى إفلات الرجال الأقوياء من العقاب مع جيوفري بعدما رفعت دعوى مدنية ضده، وقد أنكر على الدوام جميع الاتهامات الموجّهة إليه، وهو ينفي روايات جيوفري بشأن العلاقات المزعومة في المواقع الثلاثة، إذ قال: "أستطيع أن أؤكد بشكل قاطع أنها لم تحدث أبداً".
ومع ذلك، واجه الأمير أندرو تساؤلات حول بعض الجوانب في روايته الخاصة، إذ قال إنه قطع جميع علاقاته بإبستين بعد لقائه به في نيويورك في كانون الأول/ديسمبر 2010، لكن لاحقاً ظهرت رسالة إلكترونية مؤرَّخة في شباط/فبراير/2011 تُظهر أنهما ما زالا على تواصل، متضمنةً عبارة: "سنلعب معاً مجدداً قريباً".
إفلات الرجال الأقوياء من العقاب
وعقب صدور مقتطفات من الكتاب، قال خبراء بريطانيون إن قصة فرجينيا جيوفري عن الإساءة تكشف عن إفلات الرجال الأقوياء من العقاب، وتؤكد ناشطات في مجال حقوق المرأة إن مقتطفات من كتاب تكشف عن "شبكة امتياز" تحمي جيفري إبستين وسط ثقافة كراهية النساء الأوسع نطاقًا
وقالت ناشطات في مجال حقوق المرأة إن الفضائح الأخيرة التي كشفتها فرجينيا جيوفري هي "مرآة تعكس نظامًا" لا يزال يمكّن الرجال الأقوياء من استمالة النساء وإساءة معاملتهن واستغلالهن دون عقاب.
ووصفت شارلوت براودمان، المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة، المذكرات بأنها "رواية شخصية عن إساءة لا يمكن تصورها" فضلاً عن كونها "مرآة لنظام لا يزال يسمح للرجال الأقوياء باستغلال الفتيات والنساء دون عقاب"، وتوافق ماجس ليسياك، عالمة الإجرام بجامعة كامبريدج التي تبحث في العنف القائم على النوع الاجتماعي، على أن المذكرات تؤكد على أن "الاستغلال الجنسي ليس انحرافًا فرديًا - بل هو نظام"، وقالت: "لا يبدأ الاستمالة بالعنف، بل بالإطراء، والفرصة، والجاذبية، والوصول"، مشيرةً إلى أنه على الرغم من التشكيك العام في افتقار جيوفري للقدرة على التأثير، فإن بحثها يُظهر أن الاعتماد النفسي ينشأ قبل وقوع العنف بوقت طويل.
مذكرات الشاهدة على جرائم إبستين تُنشر بعد وفاتها انتحاراً قبل أشهر https://t.co/G6RNByIr2p — BBC News عربي (@BBCArabic) October 16, 2025
أما أندريا سيمون، مديرة تحالف إنهاء العنف ضد المرأة ، فقالت إن المذكرات تسلط الضوء على الطرق التي "يتمكن بها الجناة ذوو السلطة والثروة والمكانة من إسكات ضحايا العنف الجنسي من خلال تسليح القانون", وأضافت: "هذا الاستحقاق متجذر في عدم المساواة بين الجنسين وما ينتج عنه من سلطة وسيطرة. وما لم نعالج عدم المساواة، فلن نعالج الأسباب الجذرية للعنف ضد النساء والفتيات".