كشفت ورقة بيانات حديثة من جامعة ستانفورد أن ما كان يُنظر إليه سابقًا كأحد أكبر عوائق الذكاء الاصطناعي - وهو ارتفاع تكاليف التشغيل والنشر- بات يتراجع بوتيرة كبيرة، مما يمهد الطريق لنماذج أكثر شمولًا، وسرعة، وتخصيصًا.
 انخفاض تكاليف التشغيل بفضل الكفاءة التقنية
بحسب التقرير، انخفضت تكاليف تشغيل النماذج الذكية بأكثر من 280 ضعفًا خلال السنوات الثلاث الماضية، مدفوعةً بتحسينات كبيرة في كفاءة العتاد وتقنيات ضغط النماذج وخوارزميات التدريب المحسّنة.


ويشير الباحثون إلى أن هذا التراجع يعني أن المؤسسات الصغيرة والباحثين الأفراد باتوا قادرين على تشغيل نماذج لغوية قوية بتكلفة كانت قبل عامين حكرًا على الشركات العملاقة.

تدريب النماذج لا يزال التحدي الأكبر
وبالرغم من هذا الانخفاض في تكاليف التشغيل، أكد تقرير ستانفورد أن مرحلة تدريب النماذج لا تزال مرتفعة التكلفة. فبناء نموذج ذكي جديد يتطلب استثمارات ضخمة في وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، وبنية تحتية سحابية متقدمة، وكميات هائلة من البيانات النظيفة.
ويقدّر التقرير أن تدريب بعض النماذج الكبرى يتجاوز تكلفة مئات ملايين الدولارات، ما يحدّ من قدرة الشركات الناشئة على المنافسة في هذا المجال دون شراكات تمويلية ضخمة.
نماذج مفتوحة تغيّر خريطة المنافسة
يشير التقرير إلى أن انتشار النماذج مفتوحة الأوزان مثل Llama وMistral أسهم في تعزيز المنافسة، حيث يمكن للمطورين تعديلها وتشغيلها بتكاليف منخفضة نسبيًا.
ويرى الباحثون أن هذه الاتجاهات قد تخلق بيئة أكثر تنوعًا وابتكارًا في تطوير الذكاء الاصطناعي.

أخبار ذات صلة "التوأم الرقمي".. شرارة جديدة تشعل سباق الذكاء الاصطناعي حول العالم أبوظبي تستضيف «روبوكب» للابتكار في الذكاء الاصطناعي

تحذيرات من الاستخدام غير المسؤول
في المقابل، حذّر خبراء ستانفورد من أن انخفاض التكاليف قد يفتح الباب أمام استخدامات غير آمنة أو مضللة للنماذج الذكية، داعين إلى تعزيز الأطر التنظيمية والأخلاقية لمواكبة هذا التوسع.
نحو ذكاء اصطناعي أكثر شمولًا وأقل كلفة

خلص التقرير إلى أن الاتجاه العام يسير نحو ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وشمولًا، قادر على خدمة قطاعات جديدة مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات العامة.
ومع ذلك، شدد الباحثون على أن تحقيق التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والمسؤولية الأخلاقية سيبقى التحدي الأكبر في السنوات المقبلة.
لمياء الصديق (أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التوليدي المنصات الإلكترونية الذكاء الصناعي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يعلن الحرب على السرطان

في خطوة قد تغير قواعد مكافحة السرطان، أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على كشف المرض في مراحله الأولى قبل ظهور أي ورم، ما يفتح الباب أمام علاجات أكثر فاعلية وفرص أعلى للنجاة.
من خلال تحليل الإشارات البروتينية في الدم، يمكن للباحثين اكتشاف الخلايا السرطانية الخاملة التي غالبًا ما تفوتها الفحوصات التقليدية، مما يمثل ثورة حقيقية في التشخيص المبكر.


رغم تأثيره الكبير على حياة البشر، يعتبر السرطان مرضًا متعدد الأنواع، إذ يختلف من شخص لآخر وحتى بين خلايا السرطان نفسها في الجسم الواحد. هذه التنوعات تجعل الكشف المبكر صعبًا جدًا، خصوصًا لأن بعض الخلايا السرطانية قد تدخل مجرى الدم قبل أن يظهر أي ورم، مختبئة عن الاختبارات التقليدية.

 


الذكاء الاصطناعي كنظام أمني جديد

تشبه آلية الكشف الجديدة ما يحدث في الشبكات الحاسوبية، حيث يتطلب العثور على برامج مختبئة ضمن بيانات كثيرة نظام مراقبة دقيق. يستخدم الذكاء الاصطناعي في Astrin Biosciences تقنيات متقدمة من البروتيوميات، النانوتكنولوجي، الكيمياء الحيوية، الروبوتات والبصريات لتحليل الرسائل البروتينية التي تطلقها الخلايا السرطانية، مما يمكن الباحثين من تحديد كيفية تواصل هذه الخلايا وكيفية تعامل جهاز المناعة معها.

 

أخبار ذات صلة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يجتمعون في لوكسمبورج «الملا» يضع «أبوظبي للدراجات المائية» في المنافسة على لقب المونديال

أكثر من مجرد اكتشاف مبكر


ووفقاً لموقع "تك كرانش" الميزة الرئيسية للنظام الجديد أنه لا يكتفي بالكشف المبكر، بل يمكنه أيضًا التنبؤ بمدى شراسة السرطان، تحديد أفضل طرق المراقبة أو العلاج، وتقدير احتمالية عودة المرض بعد العلاج. هذا يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم صورة شاملة ومفصلة عن تطور السرطان لكل مريض على حدة.



نحو مستقبل أكثر أمانًا للمرضى

 

بينما يظل الذكاء الاصطناعي حاضرًا بقوة في حياتنا، فقد أثبت دوره في الطب كأداة فعّالة لإنقاذ الأرواح. ويؤكد الباحثون: "حتى لو كانت احتمالية الخطر للعالم p(doom) غير صفرية، فإن p(doom للسرطان) تتجه نحو الواحد"، في إشارة إلى الأمل الكبير الذي يتيحه الذكاء الاصطناعي في مواجهة المرض.

وتواصل الجهود العلمية استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتسريع الكشف المبكر عن السرطان وتحسين رعاية المرضى، من خلال تحليل آلاف البروتينات في الدم للكشف عن الإشارات الجزيئية الأولى لتطور المرض، والتي غالبًا ما تفوتها الفحوصات التقليدية.


إسلام العبادي(أبوظبي)

 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يعلن الحرب على السرطان
  • الذكاء الاصطناعي يكتشف السرطان في عينات دم خلال دقائق
  • المرأة في عصر الذكاء الاصطناعي
  • وزير العمل: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل الوظائف
  • وزير التعليم العالي: أكثر من 100 كلية و50 ألف طالب يضعون الذكاء الاصطناعي في قلب التنمية
  • حكم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الموظفين.. الإفتاء تجيب
  • OxygenOS 16 يصل مع OnePlus 15 .. تحول كامل نحو الذكاء الاصطناعي
  • هل أصبح الذكاء الاصطناعي هو صانع الرأي العام الجديد؟
  • بيع أكثر من مليون تذكرة لكأس العالم 2026