قال الشيخ أحمد المشد عضو مركز الأزهر الشريف العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالسعي، حيث قال تعالى "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" فالله سبحانه وتعالى ذلل لعباده هذا الكون مستشهدا بقوله تعالي "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا"، فالله سخر هذا الكون للإنسان وأوجد في الأرض المنافع التي تخدم الإنسان وتقوم على مصالحه.


وأكد المشد خلال لقائه ببرنامج صباح الخير يا مصر المذاع على القناة الأولى، أن الإنسان اذا استثمر في الأرض واستصلحها وقام بالبحث فيها واخرج منها الكنوز فإنه بذلك يقوم على إفادة نفسه وإفادة الناس، لافتا إلى أن السعي أمر شرعي من الله سبحانه وتعالي للإنسان.

السعي والعمل والتوكل على الله

وتابع: أن الله سبحانه وتعالي أمر عباده  بعد أن  يؤدي عباده الصلاة الإنتشار  في الأرض  للسعي والعمل، فضية السعي الله سبحانه وتعالي أمرنا بها ويجب أن يرضي الإنسان  بالنتائج بعد السعي والعمل والتوكل على الله، فالنتائج بعد السعي والعمل يجب أن يرضي بها الإنسان لأنها مرتبات من الله.


واستشهد عضو مركز الأزهر الشريف العالمي للفتوى الإلكترونية  أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا بـ "الطير" فإنه ليس لديه القدرة والمكان أن يخزن غذائه فيه لايام أو شهور او أوقات ومنية قادمة ولكن رزقه ياتي يوما بيوم، فالنبي محمد صلي الله عليه وسلم  يقول " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا".

جزاء الصابرين

وأكد أن رزق العبد في يد الله وهو عليه أن يسعي ويعمل ويرضي الله، ورزقه كثير أو  قليل يجب على العبد أن يرضي نتائج الله، ويمكن أن يبتلي العبد فحينها يجب أن يتحلي الإنسان بالصبر والرضا لان مقام الصابرين كبير جدا عن الله  حيث ذكر الله سبحانه وتعالي مقام الصابرين وجزائهم عنده مستشهدا "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الازهر الشريف السعي العمل التوكل الصابرين

إقرأ أيضاً:

التهافت على المال

الله عز وجل لما خلق البشرية جعل بينهم الرحمة والمودة والإنسانية واللطف، فلا يمكن أن تستقيم الحياة إذا انتفت الأخلاق السامية والرحمة بين البشر والتعاون فيما بينهم، لابد أن يكون مبدؤنا في عمارة الأرض هو التكاتف وخدمة الناس كل بما أعطاه الله، وأن تكون نظرتنا تشاركية في المغنم والمغرم ، الحياة لن تدوم والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب السماوية قد دلت على ذلك؛ بل وزهدت في الدنيا المؤقتة وأنها طريق إلى الجنة والحياة الأبدية ،

ولما خلق الله الدنيا جعل المال والبنون زينتها، قال الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} المال هو عصب الحياة وهو من أسباب الرفعة في الدنيا ومع تكاثر المعاملات المالية أصبح الناس رأس ماليين الكل يفكر كيف ينمي ثروته سواء بتجارة أو بوظيفة مرموقة وهذا محمود،

ولكن غير المحمود عندما ينتقل حب المال إلى نفوسنا ويقتل الإنسانية والرحمة ويكون هو المحرك الأساس في التعامل والتواصل مع الناس، فلا نتحدث إلا بالمال ولا نعمل إلا لأجل المال ولا نتواصل إلا لأجل المال؛ بل حتى وصل بعضهم إلى بيع دينه ووطنه لأجل المال ،

فعندما يتَشرب قلبه بتلك الأرصدة البنكية قد يصل إلى مرحلة أن يتجرأ على أكل المال الحرام من ربا وتعاملات مشبوهة والكذب والتدليس وأخذ أموال الناس بغير حق والاستيلاء على حقوق اليتيم ويبيع وطنه بترويج المخدرات ، لأن منتهى غايته أن يصل إلى الدراهم والدنانير ويكنزها ولايفكر أنها سوف تغمسه في النار عند وضع الموازين بالقسط ، والبعض قد يكون أخذ المال بالحلال ولكن أصبح قلبه معلقاً بالدراهم وهي المحرك له،

فتمل الجلوس معه فلا يتكلم إلا عن كيفية كسب ذلك المال وماهي الطرق التجارية والأسهم التي ترفع من أرصدته البنكية ومحور تفكيره واهتمامه في الدنيا ، وعندما تنظر ماذا قدم للأخرة تجده محروماً لم يقدم إلا القليل لم يكفل يتيماً ولم يقضِ حاجة مسكين ولم يطعم جائعاً! صدأ قلبه عن الإنفاق فهو يرى أن ذلك ينقص من ماله ، عندما تحدث قضايا مجتمعية وتحتاج إلى من يتبنى الوقوف لحل تلك القضايا ينقسم الناس إلى قسمين قسم يتلذذ بالعمل ويجعل هدفه كيف يكون مساهماً في حل تلك القضية التي أرقت الناس فيقضي ليله ونهاره في التفكير في الحلول المنطقية وبكل احترافية يبتغي بذلك الأجر والمثوبة مع مايتقاضاه من أجور دنيوية إن تيسرت ولكن هدفه الرئيس هو قضاء حوائج الناس ،

وقسم آخر يفكر بماسيجنيه من تلك الأعمال فهمه كم سوف أحصل عليه من حفنة مال؟ ولا يعمل إلا إذا أخذ ويعطي بقدر ما أخذ لا تهمه تلك القضية حلت أم لا فمنتهى مراده كم ارتفع الرصيد البنكي فهؤلاء المساكين لم يذوقوا طعم الحياة الحقيقية فقد أعمى الله أبصارهم عن فعل الخير ، إن أعمال الخير إذا خالطها حب المال والتعلق به فسدت النية ،

فلا نجعل المال هو منتهى علاقاتنا وإنسانيتنا فنتقاطع ونتدابر ونتباغض فكم من أخ فارق أخاه لأجل حفنة مال وكم من زوج فارق زوجته لأجل الاختلاف على المال وكم من صديق فارق صديقه ودخلوا المحاكم لأجل المال وكم من أولاد اختلفوا مع والدهم لأجل المال وكم من أسر تقاطعت لأجل الميراث من الأموال وكم وكم أمثلة لاتعد ولاتحصى وهذه الفتنة التي تصدأ منها القلوب عظم رسول الله ﷺ شأنها، فقال:( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال)،

ولذلك كان ﷺلا يخشى على أصحابه الفقر،( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )،

وفي الختام تأمل قصة قارون عندما رزقه الله سعة وكثرة من المال والرزق الوفير حتى فاضت خزائنه وكانت مفاتيحها يحملها المجموعة من الأشداء فطغى وبغى وتجبر على قومه وربما حرمهم من حقوقهم في ذلك المال ونصحه قومه بتمتع بالمال في الدنيا ولاينس الآخرة فإنها خير وأبقى ولكن غرته تلك النعمة فلم يستجب ونسبها إلى نفسه وعلمه ولم يسمع لنداء قومه وافتتن الناس به وتمنوا مكانه فعاقبه الله وخسف به و بداره الأرض فهي سنة كونية لاتبديل لخلق الله فمن طغى وتجبر في الأرض على عباد الله فلن يتركه الله سدى، اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين .

مقالات مشابهة

  • ملتقى الجامع الأزهر: تقبيل الحجر والطواف شعائر توحيد لا وثنية كما يزعم البعض
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • أحمد فؤاد أباظة: النائب الناجح من يخدم الناس بإخلاص وعلى الأرض
  • التهافت على المال
  • ملتقى الجامع الأزهر يوضح المفهوم الشامل لتعظيم شعائر الله
  • أسامة فخري الجندي: التقوى تمنع العبد من أكل الحرام
  • إيران لم تكتشف سوى 2% فقط من كنوزها المعدنية
  • دعاء الصباح لمن عليه امتحان.. بـ10 صيغ تحل أصعب الأسئلة بسهولة
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. داعية تكشف
  • برنامج روتا ينفذ برامج تعليمية وتنموية في مخيمات اللاجئين بكينيا