كان فيتامين K، المعروف تقليديًّا بدوره في تخثر الدم وصحة العظام، قد رُبط مؤخرًا بفوائد عصبية، لكن أشكاله الطبيعية ــ مثل "ميناكينون-4" (MK-4) ــ تفتقر إلى الفعالية الكافية للاستخدام العلاجي المباشر. اعلان

طوّر باحثون يابانيون نسخة مُعدَّلة من فيتامين K أثبتت فعاليةً تفوق بثلاث مرات الفيتامين الطبيعي في تحفيز تكوين خلايا عصبية جديدة، في تقدُّم علمي قد يُمهّد الطريق لعلاجات جديدة لأمراض تنكسية مثل الزهايمر وباركنسون وهنتنغتون.

وتشهد هذه الأمراض تدهورًا تدريجيًّا في الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة، وضعف الإدراك، واضطرابات الحركة. ورغم وجود أدوية تخفف الأعراض، لا توجد علاجات قادرة حاليًّا على وقف تقدُّم المرض أو استعادة الخلايا العصبية المفقودة.

وتركّز الأبحاث الحديثة على تحفيز الدماغ لإنتاج خلايا عصبية جديدة عبر عملية تُعرف بـ"التمايز العصبي"، كوسيلة لتعويض الخلايا التالفة.

وكان فيتامين K، المعروف تقليديًّا بدوره في تخثر الدم وصحة العظام، قد رُبط مؤخرًا بفوائد عصبية، لكن أشكاله الطبيعية ــ مثل "ميناكينون-4" (MK-4) ــ تفتقر إلى الفعالية الكافية للاستخدام العلاجي المباشر.

Related وسط جدل طبي واسع.. الاتحاد الأوروبي يجيز دواء "كيسونلا" لداء الزهايمروكالة الأدوية الأوروبية تتراجع عن رفضها لعقار "كيسونلا" لعلاج الزهايمر وتدعمه بشروطاختراق علمي في علاج الزهايمر: علاج نانوي يُصلح الحاجز الدموي الدماغي ويعيد وظائف الدماغ

ولتعزيز فعاليته، صمّم الفريق 12 نظيرًا هجينًا لفيتامين K، دمجوا فيه تركيبه الكيميائي مع مكونات نشطة بيولوجيًّا، أبرزها حمض الريتينويك المستقلب النشط لفيتامين A والمعروف بتحفيز التمايز العصبي.

وأظهر أحد هذه المركبات، الذي يجمع بين بنية حمض الريتينويك وسلسلة جانبية من إستر الميثيل، نشاطًا في تحفيز تكوين خلايا عصبية يفوق بثلاث مرات المجموعة الضابطة، وتفوّق بشكل ملحوظ على فيتامين K الطبيعي. وأُطلق على المركب اسم "نظير فيتامين K الجديد" (Novel VK).

ومن خلال تحليل النشاط الجيني، اكتشف الباحثون أن تأثير فيتامين K يعتمد على مستقبل الغلوتامات الأيضي mGluR1، وهو بروتين يلعب دورًا محوريًّا في الإشارات العصبية. وتأكيدًا لذلك، أظهرت نمذجة الحاسوب تفاعلًا قويًّا بين Novel VK ومستقبل mGluR1.

كما بيّنت التجارب أن المركب الجديد يُحوَّل داخل الخلايا إلى الشكل النشط MK-4 بكفاءة أعلى، وينجح في عبور حاجز الدم-الدماغ لدى الفئران، محقّقًا مستويات أعلى من MK-4 في أنسجة الدماغ مقارنةً بالفيتامين الطبيعي، مع الحفاظ على ملف دوائي مستقر.

وقال الدكتور هيروتا، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "أظهرت نظائر فيتامين K المصنعة حديثًا فعالية أكبر بنحو ثلاثة أضعاف في تحفيز تمايز الخلايا السلفية العصبية إلى خلايا عصبية مقارنةً بالفيتامين الطبيعي. وقد تمثّل هذه المركبات خطوة حاسمة نحو علاجات تُعيد بناء الخلايا العصبية المفقودة، لا مجرد تخفيف الأعراض".

وأضاف: "إن دواءً مشتقًّا من فيتامين K قادرًا على إبطاء تقدُّم الزهايمر أو تحسين أعراضه لن يُحسّن نوعية حياة المرضى فحسب، بل سيقلّل أيضًا من العبء المتزايد على أنظمة الرعاية الصحية".

وتشير النتائج، التي نُشرت في مجلة علمية متخصصة، إلى إمكانية تطوير علاجات سريرية مستقبلية تستهدف جوهر الأمراض العصبية التنكسية، وليس فقط مظاهرها السطحية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حروب لبنان سوريا الصحة إسرائيل دونالد ترامب حروب لبنان سوريا الصحة فيتامين اليابان مرض ألزهايمر علاج دراسة علم الأعصاب إسرائيل دونالد ترامب حروب لبنان سوريا الصحة روسيا غزة حزب الله بحث علمي حركة حماس خلایا عصبیة فیتامین K

إقرأ أيضاً:

اكتشاف “إكسير الشباب” لتجديد خلايا الدم!

الولايات المتحدة – اكتشف باحثون أمريكيون من جامعة إلينوي في شيكاغو طريقة جديد لتجديد خلايا الدم، ما يفتح آفاقا في معالجة الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.

وأشارت مجلة “Blood” إلى أن الباحثين وأثناء دراسة أجروها لاكتشاف أسباب شيخوخة خلايا الدم وجدوا أن البروتين الذي يسمى عامل الصفائح الدموية 4 (PF4)، تنخفض معدلاته في الجسم مع التقدم بالعمر، ما يؤدي إلى ضعف أداء الخلايا الجذعية في نخاع العظام، ويزداد مع ذلك خطر الإصابة بالالتهابات وسرطان الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية

واكتشف العلماء أثناء الدراسة أن بروتين (PF4) في أجسام الكائنا الشابة ينظم انقسام الخلايا الجذعية المكونة للدم ويمنع تكاثرها المفرط، ومع التقدم في العمر تضعف تأثيرات هذا البروتين، ما يتسبب بانقسام الخلايا بوتيرة أكبر حيث ويزداد تراكم الطفرات فيها، وتفقد قدرتها على إنتاج خلايا ليمفاوية سليمة، مما يضعف جهاز المناعة في الجسم.

وعندما قام العلماء بحقن هذا البروتين في أجسام فئران التجاربة المسنة لاحظوا بعد شهر أن الخلايا المكونة للدم “استعادت آلية التجدد”، واستعادت وظيفتها المناعية، وأصبحت بنية الدم شبيهة ببنية الدم عند الفئران الشابة، كما لوحظ نفس هذا التأثير عند إجراء هذه التجربة على خلايا بشرية.

وبناء على هذه النتائج يعتقد القائمون على الدراسة أن بروتين (PF4) قد يصبح بمثابة “إكسير الشباب”، وجزء من علاج متكامل في المستقبل لمكافحة الشيخوخة، ومعالجة أمراض الدم المرتبطة بالعمر وبعض أمراض الجهاز المناعي.

المصدر: لينتا.رو

مقالات مشابهة

  • بلاغ القسام حول رفح يوقظ ذكرى ضابط ياباني قاتل 30 عاما بعد انتهاء الحرب
  • اكتشاف “إكسير الشباب” لتجديد خلايا الدم!
  • اختراق علمي يعيد تنشيط خلايا البنكرياس الساكنة لمرضى السكري
  • بروتين الزهايمر يعزز قدرة الخلايا على مقاومة السرطان.. باحثون يوضحون
  • تحذير رسمي من حقن مجهولة المصدر لعلاج نقص فيتامين د
  • أمناء جامعة بنها الأهلية: مركز البحوث والتطوير والإبتكار يستهدف تحفيز وتشجيع شباب الباحثين
  • «قطة» يكشف سر عصبية يورشيتش على خط الملعب
  • تعرف على أسباب العصبية عند الأطفال
  • الخلايا التجسسية للمنظمات الأممية.. مصائد الموت في اليمن!