تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تحذيرات من هشاشته ومخاوف أميركية من إمكانية تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بنوده، في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لتثبيت الهدنة ومنع تجدد القتال.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الإستراتيجية الحالية للإدارة الأميركية تتركز على الحفاظ على وقف إطلاق النار، لكنها عبّرت عن قلق داخل واشنطن من سلوك نتنياهو وإمكانية تراجعه عن الاتفاق واستئناف العمليات العسكرية ضد غزة.

وأوضحت الصحيفة أن الإدارة تخشى أن يلجأ نتنياهو إلى خرق الاتفاق تحت ضغط شركائه في الائتلاف اليميني، مشيرة إلى أن زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس والمبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى المنطقة تأتي ضمن جهود منع التصعيد وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

أما مجلة الإيكونومست فرأت أن الهدنة في قطاع غزة، رغم الخروق المتكررة، لا تزال صامدة بفضل الضغط الأميركي وما وصفته بـ"مصلحة إسرائيل وحركة حماس في استمرارها"، معتبرة أن الاشتباكات الأخيرة في رفح كشفت هشاشة الاتفاق وصعوبة تطبيق بند نزع سلاح حركة حماس.

وأضافت المجلة أن واشنطن تضغط بقوة على تل أبيب لعدم الانسحاب من الهدنة خشية انهيارها بالكامل، لافتة إلى أن خطة نشر قوة حفظ سلام دولية ما زالت تواجه تحفظات عربية خشية التورط في صدام مباشر مع الفلسطينيين أو تحميل تلك الدول عبء أمني في القطاع.

وختمت الإيكونومست تحليلها بالقول إن احتمال اندلاع حرب شاملة يبدو ضعيفا في الوقت الراهن، لكن الهدوء الحالي لا يمكن اعتباره سلاما دائما، إذ تظل المفاوضات المقبلة محددة لمستقبل الوضع الميداني والسياسي في غزة.

علامات تعذيب وتنكيل

في المقابل، ركزت صحيفة الغارديان البريطانية على قضية جثث الشهداء الفلسطينيين التي تعيدها إسرائيل إلى قطاع غزة، وقالت إنها تحمل علامات واضحة على التعذيب والتنكيل، مشيرة إلى أن صورا اطلعت عليها تظهر تشوهات وعلامات خنق وضرب شديد على أجساد الأسرى.

إعلان

وذكرت الصحيفة أنها امتنعت عن نشر تلك الصور بسبب قسوتها، مؤكدة أن سلطات غزة تسلمت 135 جثة لأسرى احتجزوا في مركز "سدي تيمان" العسكري بصحراء النقب، وهو الموقع الذي يواجه اتهامات بارتكاب عمليات إعدام وتعذيب خارج نطاق القانون.

وأضافت الغارديان أن منظمات حقوقية طالبت بفتح تحقيق دولي في ما وصفتها بعمليات القتل الممنهجة في "سدي تيمان"، داعية إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات التي وثقتها شهادات أسرى سابقين وصور طبية للجثث المعادة.

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا اعتبر أن وقف إطلاق النار وعودة بعض الرهائن الأحياء لم ينهيا القمع الإسرائيلي أو معاناة الفلسطينيين، بل كشفت المرحلة الراهنة استمرار سياسة تفتيت المجتمع الفلسطيني وإبقاء غزة في حالة دمار شامل وفوضى دائمة.

وأشار المقال إلى أن سكان غزة يعيشون في غياب تام لأي خطة لإعادة الإعمار، بينما تتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية عبر الاعتقالات اليومية والحواجز وعنف المستوطنين، في ظل دعم أو غضّ طرف من الحكومة الإسرائيلية.

بديل تفاوضي فاعل

وأضافت هآرتس أن حكومة نتنياهو تتعمد -وفق المقال- إحباط أي محاولة لظهور قيادة فلسطينية موحدة يمكن أن تشكل بديلا تفاوضيا فاعلا، ما يجعل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية أقرب إلى "إدارة صراع" لا "حل نزاع".

أما واشنطن بوست الأميركية، فلفتت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار عزز صورة قطر كوسيط دولي فاعل، مشيرة إلى أن الدوحة حوّلت الهجوم الإسرائيلي عليها إلى مكسب دبلوماسي قاد إلى تثبيت الهدنة وإطلاق "الرهائن" من غزة.

وأوضحت الصحيفة أن قطر باتت طرفا لا يمكن تجاوزه في جهود الوساطة الأميركية، خصوصا بعد نجاحها في أدوار سابقة مثل إجلاء المدنيين من أفغانستان والتوسط في صراعات بأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، لتصبح لاعبا مركزيا في هندسة الدبلوماسية الإقليمية.

وختمت واشنطن بوست تحليلها بالقول إن الهدنة الراهنة لا تزال هشة، لكن نجاح قطر في الحفاظ على قنوات الاتصال بين الأطراف وتخفيف التوتر عزز مكانتها وسيطا إقليميا رئيسيا لا غنى عنه في أي تسوية مقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات وقف إطلاق النار إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس: الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار

صراحة نيوز-أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، مساء الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي لديه سياسة ممنهجة في استمرار خرق اتفاق وقف إطلاق النار.اضافة اعلان

وأوضح قاسم في تصريحات صحفية يوم الإثنين، أن الحركة التزمت بكل تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة وخاصة في المرحلة الأولى من خلال تسليم كل الأسرى الأحياء دفعة واحدة.

وقال: “نعمل بشكل يومي على استكمال تسليم كل جثامين الأسرى الإسرائيليين”، مشيرا إلى وجود تحديات كبيرة في تسليم الجثامين بسبب الدمار الكبير وركام الأنقاض.

وشدد على أن الاحتلال تعمد في بداية الحرب قصف الأسرى الإسرائيليين وآسريهم والمربعات السكنية من حولهم.

وأضاف الناطق باسم الحركة أن من بين الصعوبات التي يواجهونها في تسليم جثامين الأسرى، هي عدم وجود معدات ثقيلة لإزالة الركام، مؤكدا أنهم أوضحوا ذلك للوسطاء.

وأشار إلى أن حماس تتواصل مع الوسطاء بشكل مستمر بشأن استمرار الخروقات الإسرائيلية، مفيدا بوجود تواصل مستمر مع الجانب الأمريكي بشأن التجاوزات التي يتعمد الاحتلال القيام بها.

ولفت حازم قاسم إلى أنه على كل الأطراف التي تريد استمرار الهدوء في هذه المنطقة الضغط على تل أبيب لضمان تنفيذ التزاماتها، مشددا على أن إسرائيل تستغل ملف المساعدات لابتزاز الموقف السياسي ويلوح بالتجويع مرة أخرى.

كما أكد في تصريحاته على أن إسرائيل لم تتخل عن سياسة التجويع في وجه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الوزراء الإسرائيلي: نتنياهو يعتزم تعيين جيل رايخ مستشارا للأمن القومي
  • حماس: الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • واشنطن في رسالة حازمة لنتنياهو: لن نسمح بتعريض اتفاق غزة للخطر
  • بين نيران رفح ومساعي التهدئة.. هل تصمد الهدنة أمام التصعيد الإسرائيلي؟| محلل يجيب
  • أكسيوس: واشنطن تسعى جاهدة لإنقاذ اتفاق السلام في غزة وسط اندلاع الاشتباكات
  • إسرائيل تشن غارات جديدة.. وواشنطن تسعى لـ"إنقاذ" اتفاق غزة
  • رغم انتهاكه لـ"الهدنة".. الاحتلال يقرر وقف دخول المساعدات إلى غزة
  • إسرائيل تشن غارات جديدة.. وواشنطن تسعى لـ"إنقاذ" اتفاق غزة
  • صحف عالمية: منظومات غزة منهارة وعودة غارات إسرائيل تضغط عليها