يديعوت: تحولات إقليمية محتملة في مسار التطبيع مع تل أبيب بين بيروت ودمشق
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
كشفت الصحفية الإسرائيلية سمدار بيري في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن وفدا سوريا رسميا يضم دبلوماسيين ومسؤولين كبارا من وزارة الخارجية في دمشق، وصل إلى مدينة بون الألمانية قبل يومين، لبحث قضية عودة نحو مليون لاجئ سوري من ألمانيا إلى بلادهم، في وقت تؤكد فيه الغالبية الساحقة من هؤلاء اللاجئين رفضهم العودة وتمسكهم بالبقاء في أوروبا.
ووفق التقرير، فإن اللاجئين السوريين في ألمانيا ينتقدون علنا نظام بشار الأسد، وكذلك ما وصفته الصحيفة بـ"النظام الجديد لأحمد الشرع (الجولاني)"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا منهم حصل على إقامات طويلة الأمد واندمج في سوق العمل الألماني، في حين تسعى برلين لتحقيق "هجرة توافقية" مع دمشق، غير أن النتائج حتى الآن مخيبة للآمال.
بالتزامن مع ذلك، أفادت الصحيفة أن القنصل السوري في دبي زياد زهير الدين، المنتمي للطائفة الدرزية، انشق عن النظام السوري ووصل إلى ألمانيا مؤخرا.
وقالت بيري إن زهير الدين، الذي عُين قبل عامين في منصبه في عهد "الرئيس الهارب بشار الأسد"، أرسل ابنته قبل ثلاثة أشهر للدراسة في ألمانيا، ثم التحق بها مع أسرته.
وفي مقابلة مسجلة مسبقا بثت الأحد الماضي، أعلن القنصل استقالته من وزارة الخارجية السورية، مبررا قراره بـ"الممارسات الوحشية للنظام الجديد ضد أبناء الطائفة الدرزية وسكان محافظة السويداء جنوب سوريا".
وأكدت الصحيفة أن تصريحاته أحدثت صدمة واسعة، ودفعت وزارة الخارجية في دمشق إلى إصدار وثيقة تزعم أن القنصل كان قد استُدعي إلى البلاد الشهر الماضي "بسبب دعمه للنظام السابق"، في محاولة للتقليل من شأن انشقاقه.
وأشارت بيري إلى أن محاميا سوريا مقيما في ألمانيا رفع دعوى قضائية ضد زهير الدين، متهما إياه بسرقة مقتنيات ثمينة من مبنى القنصلية السورية في دبي قبل مغادرته، فيما لم يصدر أي رد رسمي من ألمانيا أو دبي حول مصيره أو وضعه القانوني حتى الآن.
علاقة الانشقاق بالاحتلال
تقول الكاتبة الإسرائيلية إن إعلان القنصل المنشق تزامن مع تصاعد التوتر في جنوب سوريا، خاصة بعد "المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات النظام الجديد قبل نحو ثلاثة أشهر، وأودت بحياة مئات القتلى والجرحى وأدت إلى نزوح آلاف المدنيين".
وخلال ظهوره الإعلامي، أعلن زهير الدين دعمه لرجل الطائفة الدرزية حكمت الهجري، الذي يدعو إلى منح الدروز حكما ذاتيا في الجنوب السوري، في ظل تصاعد الانتهاكات ضدهم.
وأشارت بيري إلى أن للهجري علاقات وثيقة مع تل أبيب٬ "إذ زار مئات الدروز السوريين إسرائيل هذا العام"، كما تمكن دروز إسرائيليون من دخول الأراضي السورية، فيما صرح الهجري للإعلام السوري بأن "العلاقة بيننا وثيقة"، مؤكدا استمرار التواصل بين الجانبين.
وأضافت أن تصريحات الهجري دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتعليق علنا، قائلا إن "إسرائيل لن تتسامح مع أي مساس بالدروز في سوريا".
وكشفت بيري أن "إسرائيل قدمت ملايين الدولارات كمساعدات مالية وإنسانية للدروز في جنوب سوريا، مشيرة إلى أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر عقد أربع لقاءات مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في أوروبا خلال الأشهر الماضية".
منافسة إقليمية نحو التطبيع
وأوضحت الصحفية أن السلطات الألمانية لم تعلن حتى الآن موقفا رسميا من القنصل المنشق، كما التزمت دبي الصمت الكامل.
وأضافت أن القضية لا تزال مفتوحة، إذ لم يعرف بعد ما إذا كانت ألمانيا ستطلب من زهير الدين التخلي عن وضعه كلاجئ سياسي والعودة إلى بلاده.
وترى بيري أن هذا "الاضطراب الدبلوماسي" يعكس تغيرات أعمق في المشهد السوري والإقليمي، مشيرة إلى أن تل أبيب تتعامل مع الملف السوري على مستويين متوازيين:
الأول، العلاقات المستمرة بين ديرمر ووزير الخارجية الشيباني.
والثاني، العلاقات المتنامية بين الدروز الإسرائيليين ونظرائهم في سوريا بدعم وتشجيع رسمي من تل أبيب.
وفي ختام تقريرها، قالت بيري إن "منافسة غير معلنة تدور اليوم بين سوريا ولبنان حول من سيبادر أولا إلى التواصل العلني مع إسرائيل"، متسائلة: "هل سيتمكن الرئيس اللبناني ورئيس وزرائه من تجاوز نفوذ حزب الله؟ أم أن الشرع (الجولاني) سيكون أول من يتجه نحو تعاون اقتصادي مع إسرائيل؟"
ونقلت الصحفية عن مسؤولين سوريين ولبنانيين قولهم إن "أمرا مثيرا للاهتمام يختمر على نار هادئة" في المنطقة، في إشارة إلى تحولات إقليمية محتملة في مسار التطبيع مع تل أبيب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سوريا الشرع الدروز التطبيع اللبناني سوريا لبنان تطبيع الدروز الشرع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تل أبیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير
وأضاف في لقاء خاص مع الجزيرة (يبث لاحقا) أن الحكومة اللبنانية تلقت تحذيرات غربية وعربية حملها موفدون دوليون مباشرة إلى بيروت، وتفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في الجنوب وفي مناطق أخرى، وأن وتيرة الغارات الحالية تأتي في سياق هذا التمهيد.
وأوضح الوزير أن هذه الرسائل تزامنت مع إعلان إسرائيل عمليا فصل المسارين السياسي والعسكري، بحيث لا يؤثر تقدم المفاوضات على قرارها بالتصعيد، وهو ما عبّرت عنه بوضوح في الاتصالات التي وصلت إلى الخارجية اللبنانية خلال الأيام الأخيرة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب اللهlist 2 of 4إسرائيل تشن سلسلة غارات على لبنان وتعلن مهاجمة مراكز لحزب اللهlist 3 of 4الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهامlist 4 of 4بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سورياend of listوأشار إلى أن إدخال السفير السابق سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني المفاوض يندرج ضمن جهود بيروت لتثبيت قواعد تفاوض واضحة، لكنه لا يعني -على حد قوله- أن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ستتراجع، فالاتصالات الدولية تفيد بأن هناك مرحلة تصعيدية قد تكون واسعة.
وقال الوزير إن الحكومة اللبنانية تكثف اتصالاتها مع أطراف عربية ودولية ومع الأمم المتحدة في محاولة لمنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة، موضحا أن بيروت تعمل على "تحييد المرافق العامة" وتقليل الأخطار المحتملة التي قد تطال البنية التحتية الحيوية.
تفاوض غير تقليديوأضاف أن المسار التفاوضي الحالي غير تقليدي، وأن لبنان يسعى من خلاله إلى إعادة تثبيت اتفاقية الهدنة لعام 1949، مشيرا إلى أن الحديث عن معاهدة سلام ليس مطروحا حاليا، وأن الأولوية تتمثل في وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى.
وقال الوزير إن المفاوضات مع إسرائيل مستمرة عبر آلية قائمة، لكن بالتوازي تخوض الحكومة حوارا داخليا مع حزب الله بخصوص سلاحه، إلا أن الحزب -بحسب ما نقل عنه- يرفض حتى الآن تسليم السلاح.
وذكر أن سلاح حزب الله لم ينجح في حماية لبنان، ولا غزة أو القدس، معتبرا أنه استجلب الاحتلال إسرائيلي على لبنان.
وفيما يتعلق بإيران، أكد الوزير أنه رفض زيارة طهران مؤخرا، وأن أي لقاء مع نظيره الإيراني يجب أن يتم في دولة محايدة، معللا ذلك باستمرار التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية وإطلاق تصريحات تمس السيادة، إضافة إلى "تمويل تنظيم غير شرعي" على حد قوله.
وشدد على أن المعطيات التي وصلت إلى بيروت حول نية إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة تضع البلاد أمام مرحلة خطيرة، لافتا إلى أن التهديدات لم تعد في إطار التصريحات الإعلامية، بل وصلت عبر قنوات دبلوماسية متعددة ومن موفدين غربيين.
وقال الوزير إن الهدف المباشر لتحرك الدبلوماسية اللبنانية هو منع انزلاق الوضع الميداني، وأن الحكومة تتعامل على أساس أن الضربة الإسرائيلية قد تكون وشيكة، خصوصا بعد إصرار تل أبيب على التعامل مع مساري التفاوض والتصعيد كملفين منفصلين بالكامل.
وأضاف أن الجيش اللبناني سيعلن نهاية العام الجاري استكمال مهمة حصر السلاح في جنوب الليطاني وفق الخطة الموضوعة، رغم الاعتداءات المستمرة، لكن الوزير أشار إلى أن رسائل غربية أفادت بأن ما هو مطلوب من لبنان يتجاوز جنوب الليطاني ليشمل مناطق أخرى شماله أيضا.
العلاقات مع سورياوفي ملف العلاقات مع سوريا، أوضح وزير الخارجية أن العلاقات تمر بمرحلة إيجابية هي "الأفضل منذ استقلال البلدين"، وأن دمشق تتعامل بمرونة مع الملفات العالقة، غير أن ذلك لا يغيّر من حقيقة أن التصعيد الإسرائيلي هو التحدي الأكبر حاليا بالنسبة لبيروت.
وأكد الوزير اللبناني أن فصل إسرائيل لمسار التفاوض عن مسار التصعيد يمثّل مؤشرا خطيرا، وأن الحكومة اللبنانية تتصرف وفق هذا المعطى، مشددا على أن أي جهد دبلوماسي يجري اليوم يهدف أولا إلى حماية المرافق العامة وتقليل احتمالات الانزلاق نحو مواجهة واسعة.
وشن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة سلسلة غارات على جنوب لبنان وشرقه، زاعما استهداف أماكن تابعة لحزب الله، في تصعيد جديد وخرق يضاف إلى سلسلة خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ارتكبت الأخيرة آلاف الخروقات، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 16:15 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:15 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ