سيُجرى اختبار الدواء على الخنازير للتأكد من مستوى أمانه وفعاليته.

كشف باحثون من مركز "Max Delbrück" في برلين بالتعاون مع علماء من الولايات المتحدة عن علاج تجريبي جديد يمكن أن يساعد في استعادة مرونة القلب لدى المرضى الذين يعانون من قصور القلب مع وظيفة ضخ محفوظة (HFpEF)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا بين كبار السن، والذي لم يتوفر له حتى الآن أي علاج فعال يقلل من الوفيات.

مشكلة متزايدة مع التقدّم في العمر

مع التقدّم في العمر، تفقد العضلات، بما فيها عضلة القلب، جزءًا من مرونتها الطبيعية. وفي هذا النوع من قصور القلب، يظل القلب قادرًا على ضخ الدم، لكنه يصبح "صلبًا وغير قادر على التمدد والامتلاء بشكل كافٍ" بين النبضات، ما يؤدي إلى تراجع كفاءته الوظيفية.

يقول البروفيسور مايكل غوتهارت، رئيس مختبر أمراض القلب الانتقالية وعلم الجينوم الوظيفي في مركز "Max Delbrück": "لا يوجد حاليًا أي دواء فعّال يقلل من معدلات الوفاة المرتبطة بـ "HFpEF"، لذلك فإن إيجاد علاج جديد يشكل أولوية كبيرة".

Related في قلب غابة الأمازون.. نمو غير متوقع للأشجار الكبيرة رغم التغير المناخيتفتح آفاقًا لأساليب علاجية دقيقة.. دراسة تكشف أثر التمارين المنتظمة على أعصاب القلبالضغوط النفسية شريك خفي في الخطر…الأزمة القلبية لا تنتهي بالعلاج الجسدي دواء يعيد المرونة

في الدراسة المنشورة في مجلة "Cardiovascular Research"، وصف غوتهارت بالتعاون مع البروفيسور هنك غرانزيير من كلية الطب في جامعة أريزونا، كيف أن المركّب التجريبي "RBM20-ASO" نجح في زيادة مرونة عضلة القلب وتحسين تدفق الدم إلى البطين في نموذج فئران يحاكي الحالة البشرية المعقدة.

يعمل الدواء على تقليل نشاط عامل جيني يسمى "RBM20"، الذي يحدد ما إذا كانت خلايا القلب ستنتج شكلاً أكثر مرونة أو أكثر صلابة من بروتين تيتين (Titin)، وهو عنصر أساسي يعمل بمثابة "زنبرك" داخل العضلة القلبية. وقد أظهرت النتائج أن هذا التعديل الجيني يدفع القلب لإنتاج الشكل المرن من البروتين، كما هو الحال في القلوب الفتية، ما ساعد على عكس الأعراض الشبيهة بـ "HFpEF".

امرأة بجانب سيدة مسنّة مستلقية في سريرها. Canva اختبار في نموذج يحاكي الواقع البشري

قالت الدكتورة مي مياثاواسين، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة ميزوري: "للمرة الأولى، اختبرنا الدواء على فئران مصابة ليس فقط بـ "HFpEF"، بل أيضًا بأمراض مصاحبة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم، وهي عوامل شائعة لدى المرضى".

وأوضحت أن تقليل مستويات "RBM20" بنسبة تقارب 50% كان كافيًا لتحسين وظيفة الامتلاء القلبي (الوظيفة الانبساطية) من دون التأثير على قدرة القلب على الضخ (الوظيفة الانقباضية).

نتائج واعدة وتأثيرات جانبية محدودة

أظهر العلاج انخفاضًا ملحوظًا في تيبّس البطين الأيسر وتراجعًا في سماكة جدران القلب حتى في وجود الأمراض المصاحبة. كما كانت الآثار الجانبية لدى الحيوانات محدودة، ويتوقع الباحثون تقليصها أكثر عبر تعديل جرعات العلاج والفواصل الزمنية بين الجرعات.

يقول غوتهارت: "تشير نتائجنا إلى أن تعديل مستويات بروتين "RBM20" باستخدام تقنية "ASO" يمكن أن يشكل علاجًا بديلاً أو مكملاً لقصور القلب من نوع "HFpEF"، عبر استعادة الوظيفة الانبساطية ومنع تدهور الأعضاء الأخرى".

Related فرنسا تحقّق إنجازًا طبيًا: أول زراعة ناجحة لمضخة قلب من الجيل الجديددراسة تكشف: المطاردة قد تزيد خطر إصابة النساء بأمراض القلب والسكتة الدماغيةعقار جديد يقلب موازين الوقاية من الإيدز عالميًا.. ما الذي نعرفه عن "يييتوو"؟ الخطوة التالية: تجارب سريرية محتملة

بدعم من المركز الألماني لأبحاث القلب والأوعية الدموية ومؤسسة الأبحاث الألمانية، يخطط الفريق للانتقال إلى مرحلة الدراسات السريرية بالتعاون مع مركز القلب الألماني في مستشفى شاريتيه ببرلين. وقبل ذلك، سيُختبر الدواء على نموذج خنازير للتحقق من أمانه وفعاليته.

وتُعد هذه النتائج إنجازًا مهمًا بعد سنوات من البحث عن علاج فعّال لهذا النوع المعقد من قصور القلب، الذي يمثل تحديًا متزايدًا للأنظمة الصحية في العالم مع ارتفاع أعمار السكان.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دراسة الصحة فرنسا دونالد ترامب سرقة إسرائيل دراسة الصحة فرنسا دونالد ترامب سرقة بحث علمي الولايات المتحدة الأمريكية برلين كبار السن دراسة أمراض القلب إسرائيل دراسة الصحة فرنسا دونالد ترامب سرقة روسيا مشروبات الاستهلاك المنزلي تلوث المياه صحة غذائية بحث علمي الدواء على قصور القلب

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف طريقة سهلة لمحاربة التدهور المعرفي لدى كبار السن

توصلت دراسة إلى طريقة بسيطة تساعد على محاربة التدهور المعرفي عند الكبار في السن.

وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة موناش في ماليزيا إلى أن الاستماع المنتظم للموسيقى في سن الشيخوخة يمكنه محاربة الخرف ويبطئ وتيرة التدهور المعرفي، وفق "روسيا اليوم".

اعتمد الفريق البحثي في سبيل الوصول إلى النتائج على تجليل بيانات 10800 شخص تجاوزا من العمر 70 عاما، وتراجع خطر الإصابة بالخرف لدى المواظبين عى سماع الموسيقى بنسبة 39%، كما انخفض معدل الضعف الإدراكي لديهم بنسبة 17 %.

وركز الباحثون على العلاقة السببية بين الاستماع للموسيقى والصحة العقلية لم تثبت بعد بشكل قاطع، لكنهم أكدوا أن الموسيقى يمكن أن تكون استراتيجية سهلة ومتاحة لدعم صحة الدماغ في سن الشيخوخة.

الخرفكبار السنأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف طريقة بسيطة لمحاربة التدهور المعرفي لدى كبار السن
  • عادة بسيطة تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى كبار السن
  • فهد الطبية توضح أعراض قصور عضلة القلب وأسبابه
  • باحثون يتوصلون لطريقة بسيطة لمحاربة التدهور المعرفي لدى كبار السن
  • كيف ضمن القانون حقوق كبار السن والمسنين؟ .. تفاصيل
  • صحة الشرقية: 66 ألف زيارة منزلية لرعاية كبار السن وذوي الهمم خلال عام
  • دراسة تكشف طريقة سهلة لمحاربة التدهور المعرفي لدى كبار السن
  • ليست كل الحلويات مضرة.. نصائح مهمة لمرضى السكر
  • اكتشف كيفية علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب الطبيعية