الثورة نت:
2025-10-30@05:41:24 GMT

عُشَّاق الحياة الخالدة في دروب المواجهة

تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT

 

في خضمّ سجالات الأمم وصراع الإرادات، تبرز حقيقةٌ ساطعةٌ كنورِ الشمسِ في وَضَحِ النهار نحن لسنا مُجَـرّد طلابِ نجاة عابرة، بل نحن عُشَّاق الحياة الأبدية الخالدة بحقّها وكمالها.

هذا العِشق ليسَ ترفًا عاطفيًّا، بل هو فلسفة وجود متكاملة، ترفض الانصياعَ لسلطان الجمود أَو لواقع القهر والاضمحلال، حَيثُ إنهُ إيمانٌ عميقٌ بـالحقّ في العيش الكريم، والنموّ المتصاعد، والازدهار الإنساني غير المنقوص.

ومن هذا المنطلق الإيماني والوجودي، كان اختيارنا لطريق المواجهة الشاقة والقاسية ضدّ قوى الاستكبار العالمي ليس مُجَـرّد رد فعل انفعالي، بل هو ضرورة وجودية وفعل عقلي مُتعمَّد.. فلِمَ اخترنا هذا الدرب الوعر؟ لأنّ هذه القوى، بطبيعتها وجوهر منهجها، هي أعداء الحياة.

وعلى رأس هذه القوى، يتربّع الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، التي تُشكّل مركز الثقل للهيمنة والغطرسة، وتُشرعِنُ بـ»قوة القانون» أَو «قانون القوة» كُـلّ أشكال الظلم والتعدي على سيادة الشعوب وإلى جانبها، يقف الكيان الصهيوني، الذي يُجسّد الاستكبار في صورته الأكثر وقاحة ودموية، فهو مشروع اغتصاب وإبادة جماعية مُعلنة، ويُمثّل سرطانًا ينهش في جسد الأُمَّــة، يهدف إلى تجميد كُـلّ حراك حيويّ وتنمويّ في المنطقة.

إنّ الاستكبار بآلياته وأدواته وهيمنته الاقتصادية والعسكرية هو مرادفُ التجميد، والتبخيس، والتدمير المنهجي لكلّ ما هو حيّ ونابض بالحيوية والأمل، إنه نقيضُ الحُبّ، ونقيضُ البناء، ونقيضُ الامتداد الإنساني الطبيعي، حَيثُ إنهم لا يكتفون بقتل الأجساد، بل يستهدفون قتل الروح المعنوية، ووأد الإمْكَانات التنموية، وتجفيف منابع الكرامة الإنسانية.

لذلك اخترنا فلسفة الامتداد والخلود وهي الشهادة كضمانة للحياة الأبدية الخالدة، حَيثُ إنّ فقهنا للحياة يتجاوز النظرة القاصرة للوجود الزائل، وبالنسبة لنا، إن حياتنا الأُخرى هي امتداد طبيعي ومنطقي لحياتنا الدنيا، فليست الحياةُ الدنيويةُ جُزُرًا معزولة عن محيطٍ آخر، بل هي طورٌ أول، ومحطة عبور، ومزرعة للخلود، هذا الترابط العضوي بين العاجل والآجل يمنح معركتنا ضدّ الاستكبار بعدًا أعمق، فهي ليست معركة على حدودٍ جغرافية أَو موارد مادية فحسب، بل هي معركة على مفهوم الوجود ذاته.

وفي هذا السياق، يبرز مشروع الشهادة كأرقى صور العِشقة الحقيقية للحياة، فالشهادة ليست فعلَ يأسٍ أَو طلبًا للعدم، بل هي ذروة البذل لتأمين ديمومة الحياة الحرة الكريمة للأجيال القادمة وإن الشهيد هو عاشق الحياة الذي يرفض المساومة على جوهرها، فيُقدّم روحه ثمنًا لاستمرار حيوية الأُمَّــة، وهو بذلك يُحقّق أعلى درجات الامتداد الوجودي.

إنّها استثمار لا ينضب في هذا الامتداد الأبدي، نُطهّر به مسيرتنا من شائبة الرضوخ التي تحول دون الوصول إلى الكمال الوجودي.

ولذلك، فإنّ كُـلّ خطوة نخطوها على هذا الطريق، وكلّ قطرة عرق أَو دم تُسال، هي بمثابة رُفعةٍ وتقدم نحو الغاية العُظمى، أن يوصلنا هذا الطريق إلى المُستقرّ الأبديّ الآمن، والحياة الخالدة التي لا انقطاع لها أبدًا، وهذا المستقر ليس وعدًا ضبابيًّا، بل هو النتيجة المنطقية لجهادِ الصابرين والمُحافظين على قيمة الحياة في أسمى صورها.

إنّ الاستكبار يُقدِّم للمستضعفين خيارين: إما حياةُ الذلّ الدنية في ظلال هيمنته، أَو الموتُ والاندثار.. أما نحن، عُشّاق الحياة، فقد اكتشفنا الخيار الثالث والوحيد الذي يليق بكامل إنسانيتنا مواجهةُ الموتِ بالحقّ، لِنَنَالَ الحياةَ الخالدةَ المُمتدّة.

إنّ المعركة إذَا ليست انتحارا ولا هروبًا من الواقع، بل هي قمة الالتزام بمتطلبات الحياة السليمة وهي شهادةٌ عمليّة على أنّ الحياة ليست مُجَـرّد نفس يتردّد في الصدر، بل هي كرامة، وحرية، وعدالة، وفتحٌ مُستمرّ، وفي ميزان الوجود، لا يُمكن لهذه القيم السامية أن تتحقّق وتستمر إلا بنبذ أعدائها الألدّاء.

فلنمضِ، ونحن مُتوشّحون بعباءة اليقين، وندرك أنّنا نقف على أرضٍ صلبةٍ من الوعي والتبصّر ونحن أصحاب مشروعِ حياةٍ لا يزول، ومشروعِ خلودٍ لا يفنى، وهذا هو جوهرُ القوة التي لا تُقهر في وجه جبروت قوى الهيمنة والجحود، إنّها لعِشقةٌ تستحقّ كُـلّ هذا العناء، وإنه لثمنٌ زهيدٌ مقابل الخلود الأبديّ الآمن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

استعدادات لدى حزب الله.. هل تعود المواجهة في لبنان بعد اتفاق غزة؟

تلوح في الأفق احتمالية عودة جولة جديدة من الحرب بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وخلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على لبنان مستهدفة شمال البلاد وجنوبها بذريعة تدمير بنية تحتية لحزب الله.

وأسفر العدوان عن سقوط عدد من الشهداء زعم الاحتلال ارتباطهم بحزب الله كان أشهرهم علي الموسوي الذي اغتالته طائرة مسيرة الأحد في البقاع.


وزعم الاحتلال اغتيال عبد محمود السيد الذي عمل مسؤولا لحزب الله في منطقة البياضة جنوب لبنان وأضاف أنه كان مسؤولاً عن العلاقة بين حزب الله وبين سكان المنطقة في القضايا الاقتصادية والعسكرية، وساهم في محاولات إعادة ترميم القدرات العسكرية لحزب الله في القرية، فيما استشهد شخصين الخميس زعم الاحتلال أن أحدهم مسؤول الشؤون اللوجيستية في قيادة جبهة الجنوب في الحزب، وفي الثانية عنصرا كان يهم بمحاولات إعادة إعمار قدرات عسكرية للحزب.

ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة فإن عدد شهداء العدوان منذ الخميس الماضي فقط وصل إلى 11.

خلال 48 ساعة فقط، إغتال الجيش الإسرائيلي 8 قادة من منظمة حزب الله في لبنان.

التقدير في إسرائيل ان حزب الله يتعافى pic.twitter.com/D8lEdAWPxK — Hanzala (@Hanzpal2) October 27, 2025
سيناريو للحرب
الأحد الماضي، أعلن جيش الاحتلال استكمال تدريب للفرقة 91، وهو أوسع تمرين منذ بداية العدوان، بهدف تعزيز الجاهزية العملياتية للدفاع والهجوم على الحدود مع لبنان، في البحر والجو والبر.

وذكر موقع "واي نت" العبري، أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن العمل لمنع إعادة تأهيل حزب الله والحفاظ على الإنجازات التي حققها على الجبهة اللبنانية وتعزيزها.

من جانبها ذكرت صحيفة معاريف، أن الهجمات الاسرائيلية الأخيرة تبعث رسالة إلى لبنان مفادها أنها مصممة على مواصلة فرض قرار وقف إطلاق النار في لبنان بذريعة أن حزب الله حاول في الأيام الأخيرة خلق معادلة جديدة، يمتنع فيها عن تفكيك سلاحه ويسعى للوصول إلى مستودعات الأسلحة التي تضررت، كما يحاول إعادة بناء قوته العسكرية بهدف تعقيد مهمة الحكومة اللبنانية في تنفيذ الجزء الخاص بها من اتفاق تفكيك سلاح حزب الله.

وأوضحت الصحيفة، أنه خلال 11 شهرا، أي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، نفذ الجيش الإسرائيلي، وخاصة عبر سلاح الجو، مئات الغارات داخل الأراضي اللبنانية، من جنوب لبنان وحتى سهل البقاع، بل نفذ بعض الاعتداءات في مناطق قريبة من بيروت.



وشملت الأهداف بنية تحتية عسكرية لحزب الله وطرق تهريب، وقواعد تدريب، ومقرات قيادة، بالإضافة إلى نشطاء وقادة في التنظيم

هدنة غزة إنذار للبنان

وأشارت الصحيفة إلى أن وقف حرب غزة يجب أن يُقلق حزب الله كثيراً، كون الجيش الإسرائيلي، منذ بدء وقف إطلاق النار، بات يمتلك الوقت الكافي والموارد البشرية والذخيرة والقدرات اللازمة لتعزيز وتكثيف فرض الإجراءات ضد الحزب في لبنان.

حزب الله بدء ف التعافي وقدر انه ينظم صفوفه من جديد وده تم رصده استخباراتيا.

عودة الحرب مع الحزب قاب قوسين او أدني. — عُبَيْدَة???? (@UnDarkEvil) October 27, 2025
هدوء الحزب
ومع عدم رد الحزب على هجمات الاحتلال باتت العيون "الإسرائيلية" تنظر أبعد من المواجهة العسكرية المحتملة، حيث تحدث موقع "والا" العبري عن سياسة جديدة يتبعها الحزب تعرب بـ "الهدوء والاحتواء" تهدف لبناء صفوفه استعدادا لحرب أوسع.

وذكر تحليل الموقع، أن الحزب على استعداد بالتضحية بقادته الميدانيين لمواصلة حملته العسكرية واسعة النطاق، لإعادة ترتيب صفوفه.

كما كشف التحليل أن الغارات تتركز على ثلاثة نقاط رئيسية "الأولى في القطاع الحدودي الجنوبي، بمناطق مثل كفرا، دير عاموس، عيتا الشايب، بليدا، راجر، هار دوف وكاتير حرمون، حيث تحاول الهجمات إضعاف البنية التحتية لقوة الرضوان بينما تتركز الهجمات في قطاعات النبطية وخربة سالم ودونين، على مراكز القيادة والدعم اللوجستي التابعة لحزب الله؛ ما يؤدي إلى فصل المستوى الميداني عن القيادة.

وكانت النقطة الثالثة في وادي لبنان، إذ تكتسب الغارات أهمية استراتيجية أكبر، حيث تُظهر مؤشرات على استهداف البنية التحتية الحيوية التي تُعد بمثابة شريان لوجستي ومواقع تخزين للأسلحة الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى، فضلاً عن الأسلحة المُهرّبة إلى لبنان.



وأكد الموقع نقلا عن مصادر، أن حزب الله يهيئ نفسه استراتيجيا ليس فقط لمواجهة الجيش الإسرائيلي، بل أيضا للتعامل مع الصراعات الداخلية في لبنان، بينما تواصل الحكومة اللبنانية الضغط من أجل نزع سلاحه.

وخلص التحليل إلى أن إصرار حزب الله على الحفاظ على قدراته، وترميم ما تضرر، وتعزيز قوته يعكس جهودا مدروسة لإعادة الإعمار والاستعداد لصراع مستقبلي. 

سيناريو "نهاريا"
ويبدو أن صمت الحزب عن الرد وسع مخاوف الاحتلال من المستقبل حيث تحدثت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال يتعامل مع سيناريوهات مرعبة على الشمال من بينها هجوم مفاجئ على مدينة نهاريا ومستوطنات الجليل من قبل مئات المقاتلين من ميليشيا حزب الله.

وقالت  صحيفة معاريف إن الجيش أطلق الأسبوع الماضي مناورات عسكرية مكثفة استمرت 30 ساعة على طول الحدود مع لبنان، تركز على اختبار التكامل بين القوات البرية والبحرية وسلاح الجو، إضافة إلى التدريب على منع محاولات نقل رهائن إلى الأراضي اللبنانية.

وذكر جيش الاحتلال بحسب الصحيفة، أن الهدف من المناورات اختبار قدرات الجيش القصوى والعمل تحت ضغط شديد للاستفادة من دروس فشل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، مع فرض سيناريوهات طارئة ومتنوعة لتقييم الاستجابة الفورية ووضع خطط دفاعية وهجومية فعّالة.

وعزز جيش الاحتلال وجوده في المنطقة الشمالية عبر نشر مواقع اختراق في جنوب لبنان، وتعزيز فرق المشاة ووحدات التدخل، وزيادة القوة النارية لتأمين المستوطنات والمنشآت الحيوية، في محاولة لضمان الاستعداد الكامل لأي هجوم مفاجئ من حزب الله أو أي تهديد آخر.

الحزب مستعد
على الجانب الآخر يبدو حزب الله مدركا لاحتمالية الحرب حيث قال الأمين العام للحزب نعيم قاسم إن احتمال الحرب الإسرائيلية على لبنان موجود لكنه غير مؤكد مبينا أن الحرب ليست نحن من نصنعها، ونحن من يعتدى علينا.


وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن سلاح الحزب باقٍ كوسيلة حماية في مواجهة إسرائيل. وأوضح قاسم أن الحزب جاهز للدفاع، وليس لشن هجوم، ولكنه سيقاتل بكل ما تبقى لديه إن فرضت عليه المعركة، وفق قوله.

كما ذكر باستهداف الحزب لمنزل نتنياهو العام الماضي قائلا، أنها عملية مدروسة وكانت إنجازا استخباريا.

وشدد قاسم على جاهزية المقاومة للدفاع عن لبنان، واستمرار التحقيقات في الخروقات، مؤكّدا أنّ حزب الله بقيادته الجماعية وبتنسيق مع الدولة قادر على مواجهة أيّ عدوان والحفاظ على قدراته العسكرية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يشعل فتيل المواجهة النووية مع روسيا من جديد
  • المصري: “مدينة عمرة” ليست مدينة جديدة بل مشروع إسكان ميسّر
  • واشنطن وافقت .. الخارجية الأمريكية: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست انتهاكا لوقف إطلاق النار
  • محمد فودة يكتب عن رؤية فنان وصناعة تاريخ: «المتحف المصرى الكبير».. تحفة فاروق حسني الخالدة
  • استعدادات لدى حزب الله.. هل تعود المواجهة في لبنان بعد اتفاق غزة؟
  • نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار: ما تمر به بلادنا اليوم لحظة صعبة لكنها ليست نهاية الطريق
  • نقمة على الحكومة.. ليست المرة الاولى
  • ترامب يرد على تجارب بوتين الصاروخية: ليست مناسبة
  • الملك: القوات الدولية ليست هي الجهة لفرض السلام في غزة