استعدادات لدى حزب الله.. هل تعود المواجهة في لبنان بعد اتفاق غزة؟
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
تلوح في الأفق احتمالية عودة جولة جديدة من الحرب بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وخلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على لبنان مستهدفة شمال البلاد وجنوبها بذريعة تدمير بنية تحتية لحزب الله.
وأسفر العدوان عن سقوط عدد من الشهداء زعم الاحتلال ارتباطهم بحزب الله كان أشهرهم علي الموسوي الذي اغتالته طائرة مسيرة الأحد في البقاع.
وزعم الاحتلال اغتيال عبد محمود السيد الذي عمل مسؤولا لحزب الله في منطقة البياضة جنوب لبنان وأضاف أنه كان مسؤولاً عن العلاقة بين حزب الله وبين سكان المنطقة في القضايا الاقتصادية والعسكرية، وساهم في محاولات إعادة ترميم القدرات العسكرية لحزب الله في القرية، فيما استشهد شخصين الخميس زعم الاحتلال أن أحدهم مسؤول الشؤون اللوجيستية في قيادة جبهة الجنوب في الحزب، وفي الثانية عنصرا كان يهم بمحاولات إعادة إعمار قدرات عسكرية للحزب.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة فإن عدد شهداء العدوان منذ الخميس الماضي فقط وصل إلى 11.
خلال 48 ساعة فقط، إغتال الجيش الإسرائيلي 8 قادة من منظمة حزب الله في لبنان.
التقدير في إسرائيل ان حزب الله يتعافى pic.twitter.com/D8lEdAWPxK — Hanzala (@Hanzpal2) October 27, 2025
سيناريو للحرب
الأحد الماضي، أعلن جيش الاحتلال استكمال تدريب للفرقة 91، وهو أوسع تمرين منذ بداية العدوان، بهدف تعزيز الجاهزية العملياتية للدفاع والهجوم على الحدود مع لبنان، في البحر والجو والبر.
وذكر موقع "واي نت" العبري، أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن العمل لمنع إعادة تأهيل حزب الله والحفاظ على الإنجازات التي حققها على الجبهة اللبنانية وتعزيزها.
من جانبها ذكرت صحيفة معاريف، أن الهجمات الاسرائيلية الأخيرة تبعث رسالة إلى لبنان مفادها أنها مصممة على مواصلة فرض قرار وقف إطلاق النار في لبنان بذريعة أن حزب الله حاول في الأيام الأخيرة خلق معادلة جديدة، يمتنع فيها عن تفكيك سلاحه ويسعى للوصول إلى مستودعات الأسلحة التي تضررت، كما يحاول إعادة بناء قوته العسكرية بهدف تعقيد مهمة الحكومة اللبنانية في تنفيذ الجزء الخاص بها من اتفاق تفكيك سلاح حزب الله.
وأوضحت الصحيفة، أنه خلال 11 شهرا، أي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، نفذ الجيش الإسرائيلي، وخاصة عبر سلاح الجو، مئات الغارات داخل الأراضي اللبنانية، من جنوب لبنان وحتى سهل البقاع، بل نفذ بعض الاعتداءات في مناطق قريبة من بيروت.
وشملت الأهداف بنية تحتية عسكرية لحزب الله وطرق تهريب، وقواعد تدريب، ومقرات قيادة، بالإضافة إلى نشطاء وقادة في التنظيم
هدنة غزة إنذار للبنان
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف حرب غزة يجب أن يُقلق حزب الله كثيراً، كون الجيش الإسرائيلي، منذ بدء وقف إطلاق النار، بات يمتلك الوقت الكافي والموارد البشرية والذخيرة والقدرات اللازمة لتعزيز وتكثيف فرض الإجراءات ضد الحزب في لبنان.
حزب الله بدء ف التعافي وقدر انه ينظم صفوفه من جديد وده تم رصده استخباراتيا.
عودة الحرب مع الحزب قاب قوسين او أدني. — عُبَيْدَة???? (@UnDarkEvil) October 27, 2025
هدوء الحزب
ومع عدم رد الحزب على هجمات الاحتلال باتت العيون "الإسرائيلية" تنظر أبعد من المواجهة العسكرية المحتملة، حيث تحدث موقع "والا" العبري عن سياسة جديدة يتبعها الحزب تعرب بـ "الهدوء والاحتواء" تهدف لبناء صفوفه استعدادا لحرب أوسع.
وذكر تحليل الموقع، أن الحزب على استعداد بالتضحية بقادته الميدانيين لمواصلة حملته العسكرية واسعة النطاق، لإعادة ترتيب صفوفه.
كما كشف التحليل أن الغارات تتركز على ثلاثة نقاط رئيسية "الأولى في القطاع الحدودي الجنوبي، بمناطق مثل كفرا، دير عاموس، عيتا الشايب، بليدا، راجر، هار دوف وكاتير حرمون، حيث تحاول الهجمات إضعاف البنية التحتية لقوة الرضوان بينما تتركز الهجمات في قطاعات النبطية وخربة سالم ودونين، على مراكز القيادة والدعم اللوجستي التابعة لحزب الله؛ ما يؤدي إلى فصل المستوى الميداني عن القيادة.
وكانت النقطة الثالثة في وادي لبنان، إذ تكتسب الغارات أهمية استراتيجية أكبر، حيث تُظهر مؤشرات على استهداف البنية التحتية الحيوية التي تُعد بمثابة شريان لوجستي ومواقع تخزين للأسلحة الإيرانية والصواريخ بعيدة المدى، فضلاً عن الأسلحة المُهرّبة إلى لبنان.
وأكد الموقع نقلا عن مصادر، أن حزب الله يهيئ نفسه استراتيجيا ليس فقط لمواجهة الجيش الإسرائيلي، بل أيضا للتعامل مع الصراعات الداخلية في لبنان، بينما تواصل الحكومة اللبنانية الضغط من أجل نزع سلاحه.
وخلص التحليل إلى أن إصرار حزب الله على الحفاظ على قدراته، وترميم ما تضرر، وتعزيز قوته يعكس جهودا مدروسة لإعادة الإعمار والاستعداد لصراع مستقبلي.
سيناريو "نهاريا"
ويبدو أن صمت الحزب عن الرد وسع مخاوف الاحتلال من المستقبل حيث تحدثت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال يتعامل مع سيناريوهات مرعبة على الشمال من بينها هجوم مفاجئ على مدينة نهاريا ومستوطنات الجليل من قبل مئات المقاتلين من ميليشيا حزب الله.
وقالت صحيفة معاريف إن الجيش أطلق الأسبوع الماضي مناورات عسكرية مكثفة استمرت 30 ساعة على طول الحدود مع لبنان، تركز على اختبار التكامل بين القوات البرية والبحرية وسلاح الجو، إضافة إلى التدريب على منع محاولات نقل رهائن إلى الأراضي اللبنانية.
وذكر جيش الاحتلال بحسب الصحيفة، أن الهدف من المناورات اختبار قدرات الجيش القصوى والعمل تحت ضغط شديد للاستفادة من دروس فشل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، مع فرض سيناريوهات طارئة ومتنوعة لتقييم الاستجابة الفورية ووضع خطط دفاعية وهجومية فعّالة.
وعزز جيش الاحتلال وجوده في المنطقة الشمالية عبر نشر مواقع اختراق في جنوب لبنان، وتعزيز فرق المشاة ووحدات التدخل، وزيادة القوة النارية لتأمين المستوطنات والمنشآت الحيوية، في محاولة لضمان الاستعداد الكامل لأي هجوم مفاجئ من حزب الله أو أي تهديد آخر.
الحزب مستعد
على الجانب الآخر يبدو حزب الله مدركا لاحتمالية الحرب حيث قال الأمين العام للحزب نعيم قاسم إن احتمال الحرب الإسرائيلية على لبنان موجود لكنه غير مؤكد مبينا أن الحرب ليست نحن من نصنعها، ونحن من يعتدى علينا.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن سلاح الحزب باقٍ كوسيلة حماية في مواجهة إسرائيل. وأوضح قاسم أن الحزب جاهز للدفاع، وليس لشن هجوم، ولكنه سيقاتل بكل ما تبقى لديه إن فرضت عليه المعركة، وفق قوله.
كما ذكر باستهداف الحزب لمنزل نتنياهو العام الماضي قائلا، أنها عملية مدروسة وكانت إنجازا استخباريا.
وشدد قاسم على جاهزية المقاومة للدفاع عن لبنان، واستمرار التحقيقات في الخروقات، مؤكّدا أنّ حزب الله بقيادته الجماعية وبتنسيق مع الدولة قادر على مواجهة أيّ عدوان والحفاظ على قدراته العسكرية والسياسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حزب الله الإسرائيلي لبنان غزة نتنياهو لبنان إسرائيل غزة نتنياهو حزب الله المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار جیش الاحتلال لحزب الله فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يحول أطراف غزة لمكب نفايات ومخلفات بناء
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، الأحد 26 أكتوبر 2025 ، إن الجيش الإسرائيلي ينقل كمياتٍ ضخمة من النفايات ومخلّفات البناء من مستوطنات "غلاف غزة "، ويُلقيها داخل القطاع المدمّر أصلًا بفعل الحرب والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
جاء ذلك وفق ما يتّضح من مشاهد مصوّرة تُظهر شاحنات إسرائيلية تغادر مناطق الغلاف متجهة إلى داخل القطاع عبر معبر "كيسوفيم"، محمّلة بمخلّفات البناء.
وتتقدّم الشاحنات الإسرائيلية المحملة بالنفايات ومخلفات البناء لمسافة تتراوح بين 200 و300 متر داخل أراضي غزة، وتفرغ حمولتها على أطراف الطرقات لا في مواقع مخصّصة، قبل أن تعود إلى داخل إسرائيل فارغة.
وفي الجانب الإسرائيلي، تُعاد تعبئة الشاحنات بالنفايات مجددًا بواسطة جرّافات، لتسلك المسار ذاته نحو القطاع وتلقي ما تحمله مرة أخرى.
ووفق ما جاء في التقرير، تتراكم في المنطقة كميات ضخمة من نفايات البناء والمخلّفات التي خلّفها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، نتيجة إنشاء عشرات القواعد والمواقع العسكرية قرب المنطقة الحدودية، التي أُقيمت فيها بنى تحتية وسياجات وطرقٌ وحواجز إسمنتية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن ضباط في الجيش قولهم إن قادة ميدانيين أصدروا تعليماتٍ تسمح بدخول شاحنات تابعة لشركات خاصة إلى داخل القطاع، وبتفريغ حمولتها "في أي موقع يرونه مناسبًا".
وقال أحد الجنود العاملين حاليًا داخل غزة والمقيم في كيبوتس مجاور للحدود: "سيبقى أمام بيوتنا جبال من القمامة داخل القطاع طوال حياتنا. ما المنطق في إلقاء آلاف الأطنان من النفايات على بُعد مئات الأمتار فقط من منازلنا؟".
من جانبه، اعتبر ضابط آخر أنّ ما يجري "عمل مشين يصعب تصديق أن الجيش الإسرائيلي منخرط فيه"، مضيفًا أنّ النفايات الملقاة "تحتوي على كميات كبيرة من الحديد وأنابيب الريّ والكتل الإسمنتية، التي قد تستخدمها حماس لاحقًا لأغراضها الخاصة".
وأشار أحد المصادر، الذي حاول الاستفسار من قادته عن سبب إلقاء النفايات داخل القطاع في مواقع غير مخصصة لذلك، إلى أنّ الإجابة التي تلقاها كانت أنّ "دولًا ستدخل قريبًا إلى غزة للإشراف على إعادة الإعمار، وهي من سيتولى معالجة هذه المخلّفات".
ويواجه قطاع غزة ما وصفه المكتب الإعلامي الحكومي بـ"أكبر كارثة إنشائية وإنسانية في التاريخ الحديث"، إذ تشير التقديرات إلى وجود ما بين 65 و70 مليون طن من الركام والأنقاض الناتجة عن حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين الماضيين.
ويضم هذا الركام بقايا آلاف المنازل والمنشآت والمرافق الحيوية التي دمّرها الاحتلال عمدًا، ما حوّل القطاع إلى منطقة منكوبة بيئيًا وإنشائيًا، وعرقل جهود الإنقاذ وإيصال المساعدات الإنسانية.
وتواجه عمليات إزالة الركام معوّقات جسيمة، في ظلّ منع الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة والمعدات اللازمة واحتجازه مواد الإنقاذ، إلى جانب وجود نحو 20 ألف جسم متفجر لم ينفجر بعد من قنابل وصواريخ أُلقيت خلال الحرب.
ويؤكد المكتب الإعلامي أنّ هذا الواقع يفرض على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية للضغط من أجل فتح المعابر والبدء الفوري بإزالة الركام، تمهيدًا لإعادة إعمار غزة بعد الكارثة التي لحقت بها.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يبحث عن جثث أسرى داخل الخط الأصفر في غزة كان : إسرائيل تسمح بدخول طاقم مصري إلى غزة بضغط أمريكي كان : واشنطن تدير فعليا عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة الأكثر قراءة مستوطنون يضرمون النار بمركبات في "ورشة تصليح" غرب بيت لحم قوات الاحتلال والمستوطنون يهاجمون المزارعين في ترمسعيا الاحتلال يعتقل أربعة مواطنين من طوباس مستوطنون يهاجمون قاطفي الزيتون شرق نابلس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025