احتجاجات في دوالا الكاميرونية بعد رفض زعيم المعارضة فوز بيا
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
تعهد زعيم المعارضة في الكاميرون بمواصلة المقاومة حتى تحقيق "النصر النهائي" على الرئيس بول بيا، داعيا أنصاره إلى البقاء في حالة تعبئة، في وقت نددت فيه مجموعة من المجتمع المدني بسقوط قتلى واعتقالات خلال احتجاجات شهدتها مدن عدة.
توتر سياسي بعد إعلان نتائج الانتخاباتالرئيس بيا البالغ من العمر 92 عاما يُعد أكبر زعيم دولة في العالم سنا، ويحكم الكاميرون منذ عام 1982.
وقد أدى إعلان فوزه في انتخابات 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري -والذي صدر يوم الاثنين- إلى تصاعد التوترات في البلاد المنتجة للكاكاو والنفط، حيث يتهمه منتقدوه باستخدام مؤسسات الدولة للبقاء في السلطة.
أنصار المعارضة يتظاهرون في دوالاوصباح الأربعاء، خرج أنصار عيسى تشيروما بكاري المتحدث الحكومي السابق الذي تحول إلى منافس لبيا إلى شوارع العاصمة الاقتصادية دوالا التي كانت لا تزال مليئة بالحطام والإطارات المحترقة بعد أيام من الاضطرابات.
وأفادت مجموعة "قفوا من أجل الكاميرون" بأن ما لا يقل عن 23 شخصا قُتلوا نتيجة قمع قوات الأمن للمتظاهرين منذ عطلة نهاية الأسبوع.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، كما لم يرد المتحدث باسم الحكومة على طلبات التعليق.
نتائج الانتخابات غير قابلة للطعنفي أجزاء أخرى من مدينة دوالا التي عادة ما تكون مزدحمة بدأت المراكز التجارية في إعادة فتح أبوابها تدريجيا بعد أن أُغلقت بسبب الاحتجاجات، لكن الحركة ظلت خفيفة.
وقال تشيروما في أول خطاب علني له مساء الثلاثاء بعد تأكيد المجلس الدستوري فوز بيا "حقيقة صناديق الاقتراع واضحة، لقد فزنا بهذه الانتخابات بأغلبية كبيرة، هذا النصر ليس لي وحدي، بل هو للشعب الكاميروني".
إعلانوأضاف "نحن متحدون، متعبئون، وسنواصل المقاومة حتى النصر النهائي".
وقد أكد المجلس أن قراره نهائي وغير قابل للطعن، في حين اتهم زعماء معارضون آخرون الحكومة بارتكاب تزوير واسع النطاق، وهي اتهامات نفتها السلطات.
اتهامات بالتحريض على العنفاتهم وزير الداخلية بول أتانغا نجي أول أمس الثلاثاء تشيروما بالتحريض على العنف والتمرد بعد إعلانه المبكر عن الفوز في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال في بيان "هذا المرشح غير المسؤول أطلق مدفوعا برغبة في تنفيذ مؤامرة لزعزعة النظام العام دعوات متكررة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحرض على الاضطرابات المدنية".
وأضاف أن مجموعات صغيرة "غالبا ما تكون تحت تأثير المخدرات" قامت بنهب المتاجر وإضرام النار في المباني العامة، دون تقديم أدلة على تعاطي المحتجين المخدرات.
ظروف احتجاز غير إنسانيةأشارت مجموعة "قفوا من أجل الكاميرون" إلى أن المحتجين المعتقلين وغيرهم من المدنيين يُحتجزون في ظروف "غير إنسانية".
وقالت المجموعة في بيان "تشير شهادات المحامين إلى وجوه منتفخة وكدمات ومعاملة مهينة تعرّض لها مواطنون سعوا إلى ممارسة حقوقهم الدستورية".
مقطعا فيديو مثيران للجدلتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر قوات الأمن وهي تضع جثة هامدة في مؤخرة شاحنة عسكرية، وفي مقطع آخر سُمع المتظاهرون وهم يهتفون "أعيدوا الجثة".
ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة هذين المقطعين، في حين أحالت قوات الأمن جميع الأسئلة المتعلقة بمعاملة المحتجزين إلى الحكومة.
أضرار واسعة واعتقالات جماعيةفي دوالا -التي شهدت بعضا من أعنف أعمال العنف- قال الوزير نجي إن العديد من الممتلكات العامة والخاصة تعرضت للتخريب، وإن أفرادا من قوات الأمن أصيبوا، في حين قُتل متظاهرون خلال الاشتباكات.
وأعلن حاكم المنطقة في مؤتمر صحفي أول أمس الثلاثاء أن أكثر من 200 شخص اعتُقلوا على خلفية الاحتجاجات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات قوات الأمن
إقرأ أيضاً:
المعارضة بالإكراه
هالنى كيف انجرف يساريون ومثقفون نحو هاوية التعصب، فى أحداث قرية نزلة جلف بالمنيا، وهو انجراف يكشف أن من السهولة أن تعارض ومن الصعب أن تتحمل المسئولية.
المعارضة ليست مجرد عملية نقد أو اعتراض سطحى، وفيديو ومقال يجمع «شير» و«لايكات».. بل المفترض أنها بديل حقيقى للحكم، أى فن الإدارة، والتوفيق بين المصالح، والتعامل مع الحقائق القاسية.
وربما العودة القوية لحزب الوفد العودة الأولى فى السبعينيات، كان سببها أن الزعيم فؤاد سراج الدين، ورفيقه إبراهيم باشا فرج، مارسا تجربة الحكم والمعارضة ونجحا فيهما.
الأول كان وزيراً لثلاث حقائب وزارية فى حكومة 1942، هى الزراعة ثم الشئون الاجتماعية ثم الداخلية، وزعيماً للمعارضة الوفدية فى مجلس الشيوخ عام 1946 ثم وزيراً للمواصلات فى وزارة حسين سرى الائتلافية التى مهدت لانتخابات عام 1950، ثم وزيراً للداخلية حتى حريق القاهرة عام 1952.
أما الباشا إبراهيم فرج، تلميذ مصطفى النحاس فتدرج فى القضاء إلى أن أصبح مديراً للإدارة التشريعية بوزارة الداخلية، ثم مديراً للمستخدمين ومديراً للتفتيش فيها، وبعدها وزيراً للشئون البلدية والقروية فى حكومة 1950، وفى بعض الوقت وزيراً للخارجية بالنيابة، ووزيراً لشئون السودان.
كانت لغة المعارضة الوفدية، نقداً بناء، وليست حشداً وتجييشاً للجماهير ضد السلطة، وتصيداً لأخطائها.. فمن تداول مقاعد المعارضة والحكم، يدرك جيداً أن الشعب هو من سيدفع الفاتورة.. فاتورة الحكم وفاتورة المعارضة أيضاً.. فلا شىء مجانيًّا.
حتى الشهور الأخيرة من حياته، كان فؤاد سراج الدين، يتابع كل سطر يكتب فى جريدة «الوفد»، ويرسل ملاحظاته إلى رؤساء التحرير المتعاقبين على جريدة «الوفد»، مدققاً فى الأخبار والحوارات، لدرجة أنه ألزم رئيس تحرير بدفع قيمة مقال فى الصفحة الأولى، لأنه كان فى صيغة إعلان.
الكلمة أمانة، حتى لوكانت خلطاً بين التحرير والإعلان.
وفى كل بيانات الوفد، حال نشوب فتنة طائفية كانت كل كلمة بميزان، ولم يجرِ الحزب محاولة واحدة لتوريط الدولة فى مواجهة طائفية قد لا تنتهى قريباً أو بعيداً.. بل كان يسعى لرفع الوعى الوطنى وجمع الشمل، ونصرة المظلوم.
المهم.. وكما كان متوقعاً أن يتم إشعال النار فى مصر بعد فشل إسرائيل فى تهجير الفلسطينيين، ووفق روايات الأهالى فى المنيا وتقارير صحفية، أغمى على فتاة مسلمة ( قاصر) داخل محل تجارى بملكية أسرة مسيحية، فنشبت نار الفتنة بين اتهامات باختطاف، وأخرى عن قصة حب بين الشاب نجل صاحب المحل ( قاصر) والفتاة، وثالثة عن أن الشاب نقل الفتاة إلى منزله فى محاولة لمساعدتها.. وباقى الأحداث نعرفها.
وكما يحدث فى كل ريف مصر تم عقد جلسة عرفية، حضرها الطرفان، وانتهت إلى مغادرة الأسرة المسيحية القرية وتغريمها مليون جنيه.
ومن يتابع المجالس العرفية، سيدرك أنها أقرب طريق للحل فى مجتمعاتنا، وأنها تضمن توافقاً على الحل وربما لا تضمن تحقيق العدل الكامل.. لكنها فى النهاية ليست اضطهاداً موجهاً ضد أحد لصالح أحد.. وكل طرف يأتى بمحكمين وشهود.
وفى القرية نفسها وقبل سنوات، نشأت علاقة حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، انتهت بجلسة عرفية أقرت ترك الشاب المسلم للقرية وبيع الأسرة منزلها، لتستقر فى بلد آخر.. دون أن تكون هناك اتهامات بمحاباة الأسرة المسيحية.
الحكاية ببساطة، أن الأهالى مسلمون ومسيحيون اتفقوا على إبعاد كل من يتسبب فى مشكلة بصرف النظر عن ديانته.
لكن أقسى ما قرأته هو اتهام بعض المعارضين للسلطة بأنها «ترسخ الامتيازات الطائفية، وتستدعى العصبيات القديمة كأداة للضبط والسيطرة».
هذه ليست معارضة، وإنما محاولات لإشعال نار الفتنة، التى لن تحرق السلطة وحدها.. بل ستحرقنا جميعاً مسيحيين ومسلمين.. هذه معارضة ليست من أجل مصر، وإنما من أجل أعداء مصر.
وهذا هو الفارق بين معارضة الوفد و«المعارضة بالإكراه».
حفظ الله مصر