عُثر على فاروق فاتح أوزر، مؤسس منصة العملات الرقمية التركية "ثوديكس" (Thodex)، مشنوقا داخل زنزانته في سجن تكيرداغ غربي تركيا، في حادثة صادمة أثارت جدلا واسعا في الأوساط التركية، نظرا لصيت الرجل الذي كان يُعرف بأنه أحد أبرز المتورطين في قضايا الاحتيال المالي الكبرى خلال العقد الأخير.

ووفقا لتقارير إعلامية تركية، تم العثور على أوزر مشنوقا في زنزانته الانفرادية، مما دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الوفاة، وسط تضارب الروايات حول ما إذا كانت الحادثة انتحارا أم أن هناك شبهة جنائية تقف خلفها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المكسيك.. فعاليات "يوم الموتى" تجذب الملايين وانفجار مروّع يفسد الفرحةlist 2 of 2بعد ساعات من حادث اللوفر.. سرقة ألفي قطعة نقدية من متحف فرنسي آخرend of list

وذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات فتحت تحقيقا جنائيا رسميا لتحديد سبب الوفاة، في حين أمرت النيابة بإجراء تشريح طبي مفصّل لجثمانه. كما تم تعليق مهام عدد من حراس السجن مؤقتا إلى حين اكتمال التحقيقات.

ولم تُصدر وزارة العدل التركية حتى الآن بيانا رسميا يؤكد أو ينفي فرضية الانتحار، مكتفية بالقول إن "التحقيق مستمر تحت إشراف النيابة العامة في تكيرداغ".

"أكبر محتال في تاريخ تركيا"

كان فاروق فاتح أوزر، البالغ من العمر 30 عاما، يُعدّ حتى عام 2021 أحد الوجوه الصاعدة في عالم الاقتصاد الرقمي التركي. وُلد في إسطنبول عام 1994، وأسس في عام 2017 منصة "ثوديكس" لتداول العملات المشفّرة، التي سرعان ما جذبت مئات الآلاف من المستثمرين بفضل الوعود بتحقيق أرباح مرتفعة وسهولة التداول عبر الإنترنت.

غير أن المنصة انهارت بشكل مفاجئ في أبريل/نيسان 2021، بعد أن تعذّر على المستخدمين الوصول إلى حساباتهم أو سحب أموالهم، ليتضح لاحقا أن أوزر اختفى ومعه أموال تقدّر بمليارات الليرات التركية. عندها، وصفته وسائل الإعلام المحلية بـ "أكبر محتال في تاريخ البلاد".

القبض عليه في ألبانيا

وفي 20 أبريل/نيسان 2021 الذي توقفت فيه عمليات "ثوديكس"، غادر أوزر البلاد عبر مطار إسطنبول متوجها إلى العاصمة الألبانية تيرانا.

إعلان

وبعد مطاردة استمرت أكثر من عام، أعلنت السلطات الألبانية في 30 أغسطس/آب 2022 القبض عليه.

وفي وقت لاحق، وافقت محكمة استئناف دوريس في ألبانيا على تسليمه إلى تركيا. وبناء على القرار، تم ترحيله إلى إسطنبول في 20 أبريل/نيسان 2023، حيث أُلقي القبض عليه فور وصوله من قِبل قاضٍ مناوب في محكمة العدل الأناضولية.

"محاكمة القرن" المالية

شهدت محاكمة فاروق فاتح أوزر، التي تابعتها الصحافة التركية باهتمام واسع، سلسلة طويلة من الجلسات والتحقيقات، شملت أيضا أفرادا من عائلته وشركاءَه في المنصة.

في 7 سبتمبر/أيلول 2023، أصدرت المحكمة الجنائية العليا التاسعة في الأناضول حكمها بعد جلسة استماع امتدت قرابة 11 ساعة، حيث قضت بالسجن على أوزر لمدد غير مسبوقة في تاريخ القضاء التركي.

وصدر بحقه أحكام بالسجن 11 ألفا و190 عاما و6 أشهر بتهم تأسيس منظمة إجرامية وقيادتها والانتماء إليها، والاحتيال المشدد على نطاق واسع، وغسل الأموال.

لاحقا، وبعد توسيع التحقيقات، قضت المحكمة أيضا بالسجن 11 ألفا و196 عاما و10 أشهر و15 يوما على أوزر وشقيقيه غوفين أوزر وسراب أوزر، بالتهم نفسها.

كما فرضت المحكمة غرامات مالية ضخمة بلغت إجمالا 26 مليارا و615 مليونا و25 ألف ليرة تركية (ما يعادل أكثر من 900 مليون دولار)، تشمل 8.87 مليارات ليرة على كل من الإخوة الثلاثة، إلى جانب غرامة إضافية قدرها 135 مليون ليرة، مع السماح بسداد بعض المبالغ على أقساط تمتد لـ 24 شهرا.

لائحة اتهام شملت 21 شخصا

كان مكتب المدعي العام قدّم في وقت سابق لائحة اتهام موسّعة ضد أوزر و21 شخصا آخر، من بينهم 7 رهن الاحتجاز. وطالبت النيابة العامة حينها بعقوبات تصل إلى 40 ألفا و562 عاما من السجن بحق أوزر، استنادا إلى الاتهامات التالية:

تأسيس وإدارة منظمة إجرامية. الاحتيال عبر أنظمة المعلومات. غسل الأموال.

وبعد مراجعة الأدلة، برّأت المحكمة 16 متهما من تهمة الاحتيال المشدد لعدم كفاية الأدلة، وأفرجت عن 4 آخرين، في حين صدرت بحق باقي المتهمين أحكام متفاوتة بالسجن بتهم مختلفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات فی تاریخ

إقرأ أيضاً:

النيابة تحقق فى واقعة تسريب فيديو للفنانة رحمة محسن.. وتتبع مصدر النشر

تباشر النيابة العامة في الجيزة، التحقيق في واقعة انتشار فيديو منسوب للفنانة رحمة محسن، بعد تقديمها بلاغًا رسميًا تتهم فيه طليقها بنشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وطلبت النيابة من الأجهزة الأمنية، سرعة التحريات حول الواقعة، وكلفتها بتحديد مصدر تسريب الفيديو ومتابعة خطوط الاتصال المستخدمة في تداوله.

المطربة تتهم طليقها باستخدام رقم دولي لابتزازها

وكشفت التحقيقات الأولية، أن المطربة الشعبية رحمة محسن، المقيمة بمنطقة حدائق الأهرام، حررت محضرا رسميا ضد طليقها، تتهمه فيه بإرسال مقاطع الفيديو من أرقام دولية عبر تطبيق واتساب، ومساومتها على مبالغ مالية مقابل عدم نشر المقطع، مشيرة إلى أن الفيديو المتداول تم تداوله على نطاق واسع عقب تهديدات متكررة من طليقها خلال الأيام الماضية.

تكليف قطاع تكنولوجيا المعلومات بتتبع مصدر التسريب

ووجهت جهات التحقيق ، قطاع تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية بتتبع رقم الهاتف المستخدم في إرسال الفيديو، وتحديد موقعه الجغرافي والجهة القائمة على نشر المقطع لأول مرة، كما أمرت بفحص الأجهزة الإلكترونية والهاتف المحمول الخاص بالمجني عليها، لبيان مدى تعرضها لاختراق أو تسريب عبر الإنترنت.

وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها بالتنسيق مع مباحث الإنترنت لضبط المتورطين في الواقعة وتحديد دوافعهم الحقيقية، تمهيدًا لعرض النتائج على النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.



مقالات مشابهة