انتهاكات وجرائم حرب.. إقالة المدعية العسكرية تكشف أزمة خطيرة داخل الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
القدس المحتلة - الوكالات
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن المدعية العسكرية العامة المقالة، اللواء يفعات تومر يروشالمي، امتنعت خلال الأشهر الأخيرة عن فتح تحقيقات في حوادث يُشتبه بأنها ترقى إلى جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك تحت ضغط التهديدات والتحريض من جانب اليمين الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن يروشالمي تجنبت التعامل مع ملفات حساسة عقب موجة من الهجمات السياسية والإعلامية ضدها، خاصة بعد الاشتباه بدورها في تسريب مقطع مصور يُظهر اعتداء جنود إسرائيليين على أسير فلسطيني في معتقل سدي تيمان سيئ السمعة.
ونقل المراسل العسكري للصحيفة عن مصادر بالجيش أن يروشالمي امتنعت عن إحالة عدة قضايا إلى التحقيق الجنائي، من بينها مقتل سبعة من متطوعي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في قصف إسرائيلي بدير البلح في أبريل 2024، ومقتل 15 من أفراد الطواقم الطبية في غزة في مارس من العام نفسه، رغم توفر أدلة موثقة على الحادثين.
وأشار التقرير إلى أن المدعية العسكرية كانت قد واجهت تهديدات مباشرة وصلت إلى منزلها، مما جعلها تتراجع عن مواقفها وتكتفي بتحقيقات داخلية محدودة، خوفًا من استهدافها من قبل التيارات اليمينية المتشددة.
كما ربط التقرير بين سلوك يروشالمي وملف “الصندوق الإنساني لغزة”، الذي تخلّت عن متابعته بعد تدخل جهات سياسية عليا في الحكومة الإسرائيلية.
وختمت هآرتس تقريرها بالقول إن إقالة يروشالمي تكشف أزمة أخلاقية وقانونية عميقة داخل الجيش الإسرائيلي، إذ باتت القيادة القانونية تخشى الضغوط السياسية أكثر من المساءلة القانونية، مما يثير تساؤلات حول التزام المؤسسة العسكرية بالقانون الدولي في حرب غزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بعد التسريبات.. إسرائيل تعتقل المدعية العسكرية العامة ورئيس النيابة
ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على المدعية العسكرية العامة المنتهية ولايتها، اللواء يفعات تومر يروشالمي، بشبهة عرقلة سير التحقيق، بعد الاشتباه في إخفائها هاتفها المحمول عمدًا. كما تم توقيف المدعي العام العسكري السابق ماتان سولماش ضمن القضية ذاتها.
وجاءت هذه التطورات على خلفية فضيحة تسريب مقطع فيديو يوثق تعذيب أسير فلسطيني في معتقل سدي تيمان بالنقب، على يد جنود إسرائيليين، وهو التسجيل الذي أثار موجة غضب واسعة داخل إسرائيل وخارجها.
وفي أعقاب الأحداث، عقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اجتماعًا مع كبار ضباط النيابة العسكرية، لمناقشة تداعيات الأزمة الأخيرة.
وقال زامير إن ما جرى خلال الأيام الماضية ألحق ضررًا بالغًا بثقة الجيش والجمهور في منظومة القضاء العسكري، مؤكدًا في الوقت ذاته ثقته بقدرة النيابة على استعادة الثقة ومواصلة أداء مهامها بمهنية ومسؤولية.
وكانت القناة 12 العبرية قد أفادت في وقت سابق بفقدان الاتصال بتومر يروشالمي قبل أن تعلن الشرطة العثور عليها بصحة جيدة.
وقبل اعتقالها، قدمت يروشالمي استقالتها إلى رئيس الأركان، بعد أن كشف التحقيق تورطها في تسريب المقطع المصور من داخل معتقل سدي تيمان. وسبق أن أقالها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من منصبها، مؤكدا أنها "لن تعود إلى عملها" بسبب تورطها في ما وصفه بـ"التشهير الدموي" بجنود الجيش الإسرائيلي.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن التحقيقات استأنفت بعد خضوع إحدى الموظفات في النيابة العسكرية لاختبار كشف الكذب، الذي قاد إلى الاشتباه في تسريب الفيديو من داخل النيابة ذاتها. كما نقلت الصحيفة عن مصادر في إنفاذ القانون أن هناك مؤشرات إلى تورط مقربين من مسؤولين في الشرطة في الحادثة.
يُذكر أن الفيديو الذي بثته القناة 12 الصيف الماضي أظهر اعتداءً وحشيًا وجنسيًا على أسير فلسطيني من غزة، ما تسبب له بإصابات خطيرة في الأمعاء والرئتين وكسور في الأضلاع، وأثار موجة غضب غير مسبوقة على وسائل التواصل الاجتماعي.