من خلال تلك الرحلات الافتراضية، توطدت في نفوسنا أواصر المحبة والمودة بيننا وبين شخصيات من مختلف أقاليم السودان
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
تعود بي الذاكرة لأيام الطفولة، ونحن تلاميذ صغار في قريتنا تنقسي الجزيرة الحالمة على ضفاف النيل، بالصف الثالث الابتدائي، إلى معلم لا يُمحى من الذاكرة، كان واحداً من كوكبة من المعلمين الذين تركوا بصمتهم الخالدة في حياتنا..
لا تزال صورته ماثلة أمامي، وهو يدخل علينا هاشًّا باشًّا، بهندامه الأنيق وشَعره الكثيف المرتب، ليُدرّسنا مبادئ جغرافية السودان من كتاب سبل كسب العيش في السودان لمؤلفه عبد الرحمن علي طه.
الكتاب شارك فيه عدد من أساتذة معهد بخت الرضا، الذين قاموا بزيارات حقيقية إلى مناطق مختلفة من البلاد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً..
كان من بين هؤلاء الأساتذة: مكي عباس، النور إبراهيم، الشيخ مصطفى، عبد العزيز عمر الأمين، عبد الحليم جميل، أحمد إبراهيم فزع، عبد الرحمن علي طه، عثمان محجوب، مستر ومسز سمث، وسر الختم الخليفة..
وشملت الزيارات كلاً من القولد، وريرة، والجفيل، وكيلك، ويامبيو، ومحمد قول، وود سلفاب، وأمدرمان، وعطبرة، وبورتسودان..
في تلك المادة تلاقى جمال المنهج ومتعة المعرفة مع روعة وأسلوب معلمنا الجليل محمد عمر الهمجاوي، الذي غرس في قلوبنا حب جغرافية الوطن، ونحن نُنشد معه بأصوات بريئة ولحن جماعي عذب: “في القولد التقيت بالصديق، أنعم به من فاضل صديق”..
من خلال تلك الرحلات الافتراضية، توطدت في نفوسنا أواصر المحبة والمودة بيننا وبين شخصيات من مختلف أقاليم السودان كنا نحفظ أسماءها عن ظهر قلب: صديق عبد الرحيم في القولد، محمد القرشي في ريرة، سليمان في الجفيل، محمد الفضل في بابنوسة، منقو زمبيري في يامبيو، حاج طاهر في محمد قول، أحمد محمد صالح في ود سلفاب، إدريس إبراهيم في أمدرمان، وأخيراً عبد الحميد إبراهيم في عطبرة..
ذلك كان المنهج المؤثر، وذاك هو المعلم المبدع، اللذان غَرَسا في قلوبنا حب هذا الوطن المترامي الأطراف بلا تفرقة، فعرفنا أقاليمه وأهله وسبل عيشه وأحببناها منذ الصغر، حتى كبر هذا الحب معنا إلى الآن..
ولهذا تدمى قلوبنا اليوم مع كل بقعة تتألم من أرضه، كيف لا، ونحن من ردد يوماً: ومرة بارحت أهلي لكي أزور صاحبي ابن الفضل، ألفيته وأهله قد رحلوا من كيلك وفي الفضاء نزلوا، في بقعة تسمى بابنوسة، حيث اتقوا ذبابةً تعيسة”..
محمد الطاهر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: حماس موجودة في مواقع خاضعة لسيطرتنا في خان يونس ورفح
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، في بداية اجتماع حكومته، اليوم الأحد، إنه توجد جيوب لحركة حماس في قطاع غزة ، وكرر محاولته لنفي تبعية إسرائيل لقرارات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.
وتطرق نتنياهو في بداية أقواله إلى قضية تسريب النيابة العامة العسكرية الإسرائيلية إلى وسائل إعلام شريط فيديو يوثق تعذيب جنود إسرائيليين لمعتقل فلسطيني في منشأة الاعتقال "سديه تيمان"، واعتبر أن "الحدث في سديه تيمان تسبب بضرر هائل لصورة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي ولجنودنا. وربما هذا الهجوم الإعلامي الأصعب الذي شهدته دولة إسرائيل منذ قيامها، وأنا لا أتذكر أمرا بهذه القوة. وهذا يستوجب تقصي حقائق مستقل وغير منحاز وأتوقع أن هذا سينفذ أيضا".
وانتقل نتنياهو إلى الحديث عن الحرب، في السنتين الأخيرتين، وقال إن "المحور الإيراني تلقى ضربة هائلة، وكسرناه في أماكن كثيرة، وهو لا يزال موجودا في الأماكن التي كسرناه فيها أيضا، ويلعق جراحه ويحاول إعادة بناء نفسه. وجهدنا يرمي إلى سلب قدرته على إعادة بناء نفسه وهكذا نفعل في الجبهات المختلفة".
وتابع أن "حماس تلقت ضربات ساحقة في غزة، وهي ظل ما كانت عليه، لكنها تحاول الانتعاش أيضا. ونحن نعمل على إعادة مخطوفينا. وتحاول خداعنا وخداع الولايات المتحدة والعالم، ولن ينجحوا طبعا وسنعيد جميع مخطوفينا تدريجيا".
وأضاف أنه "لا تزال هناك جيوبا لحماس في المناطق التي تحت سيطرتنا في غزة، ونحن نصفيهم بشكل منهجي. ويوجد جيبان في رفح وخانيونس، وسنقضي عليهما. وفيما يتعلق بالخطر على قواتنا، فإن تعليماتي قاطعة، وهي أنه إذا كانت هناك محاولة لاستهداف قواتنا، فإننا نستهدف أولئك الذين يستهدفونها وكذلك تنظيمهم من أجل الدفاع عن قواتنا".
وادعى نتنياهو "أننا نبلغ أصدقاءنا الأميركيين، ولا نطلب منهم إذنا. وينبغي أن ندرك هذا الأمر لأنني أسمع أقوالا ليست صحيحة (حول تبعية إسرائيل لأميركا). ونحن نحتفظ بالمسؤولية الأمنية العليا ولن نتنازل عنها".
واعتبر أن "نزع سلاح حماس ونزع سلاح قطاع غزة هو المبدأ الذي نتطلع إليه، وهذا المبدأ المتفق حوله بيني وبين الرئيس ترامب وهكذا نعمل وفق خطة واضحة. وبالطبع، إذا لم يتم هذا بطريقة ما، سيُنفذ بالطريقة الثانية، والجميع يعلم ما هي الطريق الثانية ومن سينفذها" في إشارة إلى استئناف الحرب.
وانتقل نتنياهو إلى الحديث عن لبنان، وقال إن "حزب الله يتلقى ضربات طوال الوقت، وفي هذه الأيام أيضا، لكنه يحاول التسلح والانتعاش. ونحن نتوقع من الحكومة اللبنانية أن تنفذ ما تعهدت به، أي نزع سلاح حزب الله، لكن من الواضح أننا سنطبق حقنا في الدفاع عن أنفسنا مثلما تقرر هذا الأمر في شروط وقف إطلاق النار. ولن نسمح للبنان بأن تتحول إلى جبهة متجددة ضدنا وسنعمل كلما اضطررنا لذلك".
وتطرق إلى الحوثيين في اليمن، معتبرا أن "الحوثيين يبدون كمصدر إزعاج هامشي، وكأمر صغير. يطلقون صاروخا باليستيا علينا ونحن نعترض هذه الصواريخ. وهذا ليس أمرا صغيرا، هذا تهديد كبير جدا من جانب حركة متعصبة بالشكل الأكثر تطرفا الذي يمكن تخيله، ولديها قدرات إنتاج ذاتية لصواريخ باليستية وأسلحة أخرى أيضا وهي ملتزمة بما يسمونه ’خطة القضاء على إسرائيل."
وأردف نتنياهو أن "هذا ليس أمرا نظريا، هذا أمر يمكن أن يتطور مع الوقت، وهذا منسق بالطبع مع إيران وسنفعل كل ما بوسعنا من أجل إزالة هذا التهديد. هذا يعني أننا ما زلنا نعمل مقابل محور لا يزال، رغم أنه مكسور ومضروب، يحاول استئناف خطته للقضاء على إسرائيل. ونحن سنسلب منه القدرات لتنفيذ ذلك".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صورة: إسرائيل تستعد لاحتمال تسلّم جثث 3 أسرى من حماس الليلة الجيش الإسرائيلي يسحب مئات المركبات الصينية من ضباطه لهذا السبب هل سيتحول "الخط الأصفر" إلى حدود جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة؟ الأكثر قراءة إسرائيل: المستشارة القضائية ترفض قانونا يوقف محاكمة نتنياهو الحكومة الإسرائيلية: سنحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة محدث: ريال مدريد يفوز على برشلونة ويوسع الفارق بصدارة الدوري "الجهاد الإسلامي" تكشف عن ملابسات محاولة اغتيال أحد قيادييها في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025