ميزة فحص المكالمات في iOS 26.. درع آبل الجديد للحماية من الازعاج والاحتيال
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
في خطوة طال انتظارها، أعلنت شركة أبل عن ميزة جديدة في نظام iOS 26 تحمل اسم "فحص المكالمات"، تهدف إلى حماية مستخدمي هواتف آيفون من سيل المكالمات العشوائية والاحتيالية التي أصبحت مصدر إزعاج دائم للكثيرين.
وتُمثل هذه الميزة قفزة كبيرة في عالم الخصوصية والأمان الرقمي، إذ تمنح المستخدم قدرة على التحكم الكامل في المكالمات الواردة من الأرقام غير المعروفة قبل الرد عليها.
تعتمد الميزة الجديدة على نظام ذكي يُشغّل تلقائيًا عند ورود مكالمة من رقم غير محفوظ في قائمة جهات الاتصال. في هذه الحالة، يقوم الهاتف بالرد نيابةً عن المستخدم عبر رسالة صوتية تطلب من المتصل التعريف بنفسه وذكر سبب اتصاله، ثم تُحوّل ردّه في الحال إلى نص يظهر مباشرةً على شاشة الهاتف، وهنا، يمكن لصاحب الجهاز قراءة الرسالة وتحديد ما إذا كانت المكالمة تستحق الرد، أم أنها محاولة احتيال أو تسويق مزعجة.
بهذه الطريقة، يصبح المستخدم في مأمن من المقاطعات المفاجئة، إذ يمكنه فرز المكالمات بدقة عالية دون الحاجة إلى الرد فعليًا، مما يقلل من فرص الاحتيال ويزيد من راحة الاستخدام اليومية.
ورغم أن أبل كانت قد طرحت سابقًا ميزة "إسكات المتصلين المجهولين"، إلا أن ميزة "فحص المكالمات" تُعتبر تطورًا أكثر ذكاءً وتفاعلية، فبدلًا من تجاهل المكالمة كليًا، تمنح الميزة الجديدة المستخدم فرصة معرفة من يحاول الاتصال ولماذا، في تجربة تشبه البريد الصوتي المباشر، ولكن بطريقة فورية وخصوصية تامة.
وتؤكد أبل أن جميع عمليات الفحص والمعالجة تتم داخل الجهاز نفسه، دون إرسال أي بيانات أو تسجيلات صوتية إلى خوادم الشركة أو السحابة، مما يعزز من مستوى الخصوصية ويحافظ على سرية المعلومات الشخصية للمستخدمين.
للاستفادة من هذه الميزة، يجب أولًا التأكد من أن الهاتف يعمل بنظام iOS 26، والمتاح لطرازات iPhone 11 وما بعده. يمكن للمستخدمين التحقق من توفر التحديث من خلال الذهاب إلى "الإعدادات"، ثم اختيار "عام"، وبعدها النقر على "تحديث البرنامج" لتحميل أحدث إصدار.
بعد تثبيت النظام الجديد، تصبح الميزة متاحة ضمن إعدادات تطبيق الهاتف. لتفعيلها، يتوجه المستخدم إلى "الإعدادات" ثم "الهاتف"، ومن هناك إلى خيار "فحص المتصلين غير المعروفين". عندها ستظهر ثلاثة خيارات رئيسية:
"أبدًا": استقبال جميع المكالمات بشكل طبيعي دون تصفية.
"سؤال عن سبب الاتصال": وهو الخيار الذي يُفعّل ميزة الفرز الجديدة، ويطلب من المتصلين المجهولين التعريف بأنفسهم قبل أن تظهر رسالتهم النصية على الشاشة.
"كتم الصوت": يرسل المكالمات المجهولة مباشرة إلى البريد الصوتي دون رنين.
باختيار خيار "سؤال عن سبب الاتصال"، يبدأ الهاتف في تصفية جميع المكالمات المجهولة تلقائيًا، مما يجعل تجربة الاستخدام أكثر هدوءًا وسلاسة. وتُفعّل الميزة مباشرة بعد مغادرة إعدادات النظام، لتبدأ عملها دون الحاجة إلى أي خطوات إضافية.
وعندما تصل مكالمة جديدة من رقم غير معروف، سيستمع المتصل إلى رسالة آلية تطلب منه ذكر اسمه وسبب اتصاله. يظهر ردّه فورًا كنص على الشاشة، فيمكن للمستخدم أن يقرأه ويقرر الرد أو التجاهل. أما المكالمات الواردة من جهات الاتصال المعروفة أو الأرقام التي تم الاتصال بها مؤخرًا، فلن تتأثر بالميزة وستُرن بشكل طبيعي.
بهذه الإضافة، تُقدّم أبل حلًا عمليًا لمشكلة لطالما عانى منها المستخدمون في جميع أنحاء العالم. فميزة "فحص المكالمات" لا تقتصر على منع المكالمات المزعجة فحسب، بل ترفع من مستوى الحماية ضد محاولات الاحتيال الصوتي، التي تعتمد غالبًا على إقناع المستخدم بالرد والتفاعل.
ومع هذا الابتكار، تؤكد أبل مجددًا التزامها بتطوير ميزات تحافظ على خصوصية المستخدم وتُسهّل تجربته اليومية، لتجعل من هواتف آيفون بيئة أكثر أمانًا واتزانًا في عالم يزداد ازدحامًا بالمكالمات غير المرغوب فيها.
بهذا التحديث، يبدو أن أبل لم تكتفِ بمجرد تحسين الأداء أو واجهات النظام، بل وضعت حماية المستخدم وراحته في صميم استراتيجيتها لتطوير iOS 26، لتقدم تجربة هاتف ذكي أكثر ذكاءً وأمانًا من أي وقت مضى.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إذا طاح «جمل» الاتصال المؤسسي.. كثرت سكاكينه!
يتسارع المشهد الإعلامي العالمي بوتيرة غير مسبوقة، محدثاً تحولات جذرية في مفاهيم الاتصال وتقاطعاته مع الإعلام والتسويق. هذا التسارع أفرز قلقاً متزايداً لدى كثير من القيادات التنفيذية حول كيفية إدارة السمعة المؤسسية، وصون الصورة الذهنية في مواجهة الطوفان الرقمي والجماهيري المتشابك. وفي زاوية المشهد، يقف مدير الاتصال المؤسسي يصارع يوميات مثقلة بالمهام العاجلة، بينما تُفلت من بين يديه مشاريع كان يمكن أن تصنع بصمة مؤسسية فارقة. ومع تعدد «السكاكين» وتزايد النقد، يسقط الجمل الاتصالي، لتبدأ رحلة البحث عن «جمل» جديد قادر على تحمل الطعنات القادمة.
العمل الاتصالي لم يعد إنتاجاً فقط، بل مواجهة دائمة للتشويش الإعلامي وفقدان الثقة في زمن تضخمت فيه الشائعات، وتعددت المنصات التي تتطلب محتوى متكيفاً مع ذوق جمهورها وسرعة تفاعله. دخول الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة أضاف بعداً جديداً من التحدي، جعل القائمين على الاتصال بين مطرقة التطور وسندان اللحاق بالتقنيات المتسارعة. ولعل أحد أعقد التحديات غياب التناغم بين إدارة الاتصال وبقية الإدارات، ما يؤدي إلى تضارب في الرسائل وانعكاس سلبي على الصورة العامة للمؤسسة، فيتحول مدير الاتصال إلى «كبش فداء» لإخفاقات لا تخصه وحده. أما على الصعيد الداخلي، فإن ضعف التواصل مع الموظفين يؤدي إلى تآكل الولاء المؤسسي، إذ تُوجَّه معظم الجهود نحو الخارج وتُهمَل الجبهة الداخلية.
وتبقى الأزمات المفاجئة «القشة» التي قد تقصم ظهر البعير؛ إذ تختبر قدرة فرق الاتصال على سرعة الاستجابة، وحسن إدارة الرسائل الإعلامية في بيئة رقمية تفيض بالمعلومة لحظة بلحظة. وهنا يتكرر المشهد ذاته: مدير اتصال يندفع للتصريح أو التفاعل، فتتحول نيته الطيبة إلى أزمة جديدة، ويسقط الجمل مجدداً. ولكي لا نعيش دوامة «سقوط الجمال»، لا بد من إعادة هندسة منظومة الاتصال المؤسسي برؤية تقدّر دوره وتمنحه الأدوات الكفيلة بنجاحه. من أبرز الحلول إنشاء وحدات ذكاء اتصالي وتحليل بيانات على غرار تجربة Coca-Cola Content Factory، التي توظف الذكاء الاصطناعي لرصد التوجهات وتقييم التفاعل قبل اتخاذ القرار. كما يمكن استلهام تجربة Google في تعزيز الاتصال الداخلي الشفاف، وتجربة Toyota في بناء خطط استباقية لإدارة الأزمات. وكذلك الاطلاع على نموذج الأمم المتحدة UN Brand Manual الذي يعد من أبرز الأدلة التي توحد الخطاب الاتصالي عالمياً وضمان اتساق الرسالة عبر الزمن.
بقي القول بأنه لا يمكن للاتصال المؤسسي أن ينجو من “سكاكين” النقد ما لم يتحول من أداء وظيفي تقليدي إلى منظومة فكرية واستراتيجية متكاملة. فالقضية ليست فيمن “يسقط الجمل”، بل في غياب بيئة داعمة تُمكّن مدير الاتصال من إدارة الصورة والسمعة بذكاء واحتراف، وإن المؤسسات التي تُدرك أن الاتصال هو عقلها وضميرها الحي، هي وحدها القادرة على البقاء والتأثير. ولذا، فإن بناء وحدات ذكاء اتصالي، وتمكين القيادات الاتصالية بالتقنيات والتحليل والتدريب، ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية، كما أن الاتصال المؤسسي لم يعد مجرد أداة ترويج، بل بوابة الثقة والاستدامة، ومن دونها ستتكرر قصة الجمل الذي سقط… وسنظل نبحث عن جملٍ جديد.
أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.