هل تُحقق "إسرائيل" معادلة لبنان في غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
غزة - خاص صفا
مقارنة ما تقوم به "إسرائيل" في غزة وما تقوم به في لبنان، هناك شبه كبير في الأساليب والتكتيكات العدوانية واختلاف في الاهداف والأطماع، ولكن بالرغم من هذا الشبه، إلا أن تطبيق ما يجري بلبنان على جبهة غزة، له محاذير.
ونقلت تقارير عبرية مؤخراً أن "إسرائيل" وبعد اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، في العاشر من أكتوبر المنصرم، ستطبق تجربة لبنان بغزة، والتي تعرضت هي الأخرى لحرب لا تقارن بحرب القطاع، وتوصلت لاتفاق، لكن القصف لا يتوقف بأراضيها، في معادلة فرضها الاحتلال.
ورغم أن محاولات فرض ذات المعادلة بغزة قائمة، كون الشبه كبير بين الجبهتين، إلا أن ما ترسم له "إسرائيل من سيناريوهات، تختلف، حسب خبيران بالشأن الأمني والسياسي لوكالة "صفا".
شبه كبير ولكن
ويقول الخبير بالشأن الأمني واصف عريقات "إن الشبه كبير بين غزة ولبنان فيما يتعلق باستمرار الاعتداءات والقتل والتدمير وعدم الالتزام بالاتفاقيات والتخطيط ورسم سيناريوهات البقاء والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأر".
ويوضح أن الاحتلال يمهد في كلا الجبهتين للتوسع والتمدد أكثر مستقبلاً، من حيث إبقاء الاحتلال والسيطرة على خمس مواقع جنوب لبنان، و٥٣٪ والخطوط الصفراء والحمراء في غزة.
كما يعمل الاحتلال على تأليب الجبهات الداخلية والتحريض في غزة ولبنان، وإحداث الانقسامات بين الشعوب، خدمة للرواية الاسرائيلية غير المقنعة لعدد كبير من القادة والمفكرين الإسرائيليين أنفسهم، حسب عريقات.
وفي هذا السياق، كتب "أبراهام بورغ"، الذي شغل منصب رئيس الكنيست الإسرائيلي لأربع سنوات، إن "هناك احتمالاً حقيقياً بأن يكون جيلنا هو الجيل الصهيوني الأخير".
وكان بورغ يرى أن "المشروع الصهيوني الاستعماري الذي بدأ في القرن التاسع عشر، قد شارف على نهايته، ولم يعد له مكان في القرن الحادي والعشرين".
اختلاف المطامع وطبيعة الأرض
ولكن "بالمقابل تأتي الأهداف والأطماع الاسرائيلية في غزة مختلفة عن لبنان، ففي غزة إسرائيل خاضت وتخوض حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي كلي للشعب الفلسطيني وتهجيره من كل أراضي غزة ضمن خطة تدمير ممنهج ليحل محله آخرين لا سمة للشعوب فيهم"، يقول عريقات. ويكمل "في حين أطماعهم جزئية في لبنان أرضاً وشعباً، اقتصرت وتقتصر على ردع حزب الله وبيئة المقاومة اللبنانية وترحيل وتفريغ قرى ومنع إمداده وتواصله مع إيران".
ومن وجهة نظر عريقات، فإن أطماع "إسرائيل" في الأرض بحدود نهر الليطاني مرحلياً، واذا نجحوا يتمددوا مستقبلاً إلى شمال صيدا ونهر الأولي.
ومن الناحية العسكرية، يشير الخبير عريقات، إلى أن هناك فرق في ميزان القوى وحجم العدوان والقتل والتدمير.
وكما يقول "إمكانيات المقاومة الفلسطينية في غزة متواضعة من حيث العديد البشري والعتاد والإمكانيات العسكرية والجغرافيا المحاصرة لفترة طويلة، ذات المساحة الصغيرة والمكشوفة".
ويضيف "في حين المقاومة اللبنانية وحزب الله يملكون عديداً بشرياً وإمكانيات عسكرية أكبر وانتشار جغرافي واسع وجبال ووديان وتحصينات وأراضي زراعية وقرى حدودية وطبيعة جغرافية معقدة وطرق إمداد وتزويد وحدود مفتوحة تعوض بعض الشيء عن الخلل في ميزان القوى مع الجيش الاسرائيلي".
ولكن عريقات يرى في ذات الوقت، أن أوجه الشبه تبقى في استمرارية العدوان واحتمال العودة للمواجهة الشاملة ومسألة الانسحاب الكلي لجيش الاحتلال من عدمه، بالإضافة لمسألة عودة الحرب وهل باتت مسألة وقت.
ويجزم أنه "إذا ما أصر نتنياهو على نزع السلاح ومنع إعادة الإعمار واستمرار الحصار فهي مسألة وقت، كما يبقى السؤال هل سيسعى نتنياهو لتنفيذ تهديده بإنشاء إسرائيل الكبرى وممر داود أم تجميد الوضع الراهن بهدن مفخخة وسيطرة أمنية واعتداءات يومية، تحت عنوان لا حرب ولا وقف إطلاق نار، بانتظار تهيأة الأجواء وتوفر الفرص
تجنبا لمزيد من العزلة الدولية ومحاولة تغيير في مناطق سيطرتها ليتناسب لرؤيتها الأمنية".
ويشدد على أن الجواب على ما سبق يكمن فيما كان سينجح "ترامب" في كبح جماح "نتنياهو"، في تنفيذ اتفاقية شرم الشيخ.
معيار النجاح إسرائيلياً
ولكن المختص بالشأن السياسي والأمني عادل شديد، يجزم بأن قدرة "إسرائيل" على تحقيق النموذج اللبناني بغزة، يعتمد على قبول الطرف الفلسطيني، المتجسد في المقاومة، بالمعادلة التي تحاول فرضها.
ويقول لوكالة "صفا"، إن "إسرائيل" قادرة على القيام بغزة كما فعلت في لبنان كما تتصور، فأسبوعين من الاتفاق لم يتوقف القتل والغارات، ولكن الاتفاق ليس نهائيًا بعد في القطاع.
ويضيف "بالعودة لمدى قبول المقاومة بما يتم محاولة فرضه، فالإجابة بكل تأكيد لا، كما أن لبنان قادمًا لن تقبل بالوضع الحالي وسينهار الاتفاق فيها".
لكن طبيعة لبنان تختلف من حيث وجود طوائف وقوى لا مشكلة لديها من تواصل الوضع الراهن، وهي التي تقود الحكومة هناك، حسب شديد.
ويستطرد "حزب الله تعرض لضربة كبيرة، والحكومة كانت لا مشكلة لديها في الغارات طوال الأشهر الماضية، ولكن الأمر حديثًا اختلف، حيث نلمس تطورًا في الخطابين، فحزب الله أرسل إشارات بأن الوضع الحالي لن يدوم، كما أن الحكومة أعطت تعليمات لقوى الأمن بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية".
"لن تقبل"
وأمام هذه الحقائق، يرى شديد أن ما حققته "إسرائيل" في العشرة شهور الماضية بلبنان سيفشل، كما سيفشل في غزة.
ويأخذ شديد بعين الاعتبار، أن معيار النجاح الإسرائيلي في فرض قاعدة الاشتباك في غزة أو لبنان، هو "أن يضرب متى وكيف وأينما يشأ، وفي المقابل لا ترد المقاومة في غزة ولبنان".
ويجزم "هل هذا الواقع ستقبله غزة؟، الإجابة لا بكل تأكيد، كما لن تقبله لبنان لاحقًا".
وتتعرض جبهة لبنان لخروقات "إسرائيلية متواصلة تصاعدت مؤخرًا، وذلك من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في 19 سبتمبر عام 2024، فيما تواصل "إسرائيل" خروقاتها لاتفاق غزة الذي تم في العاشر من أكتوبر المنصرم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: غزة لبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
استونيا: الوضع في غزة كارثي ويجب ممارسة ضغط كبير على إسرائيل
قال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا، إن الوضع الإنساني ب غزة كارثي ويتوجب فرض قدر كبير من الضغوط على إسرائيل.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، اليوم الجمعة، مع نظيره التركي هاكان فيدان، عقب لقائهما في العاصمة أنقرة.
وأكد دعم بلاده لحل الدولتين، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين، وتوقيعها على إعلان نيويورك بشأن حل الدولتين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأمم المتحدة: 87% من أراضي غزة تضررت بسبب الحرب تركيا تحتضن الاثنين القادم اجتماعا لبحث وقف إطلاق النار بغزة الاحتلال يصدر أمرًا بالاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي عناتا الأكثر قراءة مصطفى يبحث مع وزير خارجية بلجيكا مستجدات الأوضاع في فلسطين الجيش الأميركي يُشغّل مسيّرات فوق غزة لمراقبة وقف إطلاق النار إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت أمر بالخليل الصحة العالمية تطالب بفتح دائم للمعابر لإخراج المرضى من غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025