معركة عمرها 66 مليون سنة تعيد كتابة تاريخ الديناصور تي ركس
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
أعلن باحثون من جامعة ولاية نورث كارولينا أن الديناصور المعروف باسم نانوتيرانوس لانسينسيس المكتشف سابقا لم يكن مجرد "مراهق" من النوع الشهير تيرانوصوروس ركس (صاحب الاسم الأشهر "تي ركس") كما اعتُقد لعقود، بل هو نوع مستقل عاش إلى جانبه.
وتميز هذا الديناصور بخفة الحركة وسرعة الصيد، ليضيف بذلك طبقة جديدة من التعقيد إلى عالم المفترسات العملاقة قبل 66 مليون سنة.
وقد وصفت النتائج -التي نُشرت في دراسة بدورية "نيتشر" المرموقة مؤخرا- بأنها أكثر لحظة حسم في علم الحفريات منذ اكتشاف "تي ركس" نفسه.
منذ اكتشاف أول جمجمة في أربعينيات القرن الماضي، احتدم الجدل حول هوية هذا الديناصور الصغير نسبيا، بطول 5 إلى 6 أمتار فقط، مقارنة بـ12 مترا لـ"تي ركس". فهل هو مجرد صغير "تي ركس" لم يكتمل نموه بعد؟ أم أنه كائن آخر عاش في بيئة مختلفة؟
وظل الجدل مفتوحا حتى ظهرت أحفورة اكتشفت عام 2006 وعُرفت باسم "الديناصورين المتصارعين" حيث وُجدت حفريات نانوتيرانوس في وقت كان في مواجهة قاتلة مع ترايسيراتوبس (الديناصور ذي القرون الثلاثة).
ووجدت هذه الحفريات في تكوين هيل كريك الجيولوجي بولاية مونتانا الأميركية، وهي طبقة صخرية تعود إلى أواخر العصر الطباشيري المتأخر، أي قبل نحو 66 مليون سنة، في فترة قريبة جدا من الانقراض الجماعي الذي أنهى عصر الديناصورات.
وتشير التحاليل الدقيقة لطبقات الترسيب المحيطة بالأحفورة إلى أن الاثنين ماتا في الوقت ذاته تقريبا، ربما خلال معركة حقيقية انتهت بإصابة قاتلة للطرفين، أو أثناء دفنهما فجأة بانهيار طيني أو فيضان رسوبي غطّاهما بالكامل بعد القتال.
وقد حفظ هذا الدفن السريع تفاصيل دقيقة من الجلد والعظام وحتى آثار الأسنان، مما جعل العينة واحدا من أفضل السجلات الطبيعية للحظة صراع متجمدة في الزمن، تنقل إلينا مشهدا حيا من نهاية عالم الديناصورات.
استخدم الفريق -بقيادة العالمة ليندسي زانو الأستاذة من جامعة ولاية كارولينا الشمالية ورئيسة قسم علم الحفريات في متحف كارولينا الشمالية للعلوم الطبيعية- تقنيات تصوير دقيقة لعد حلقات النمو داخل العظام، وهي تشبه حلقات الأشجار التي تحدد العمر.
إعلانوالمفاجأة أن العينة لم تكن لمراهق، بل ديناصور بالغ في نحو العشرين من عمره، كما أظهرت الفحوص اندماجا كاملًا في فقرات الظهر والذيل والعظام القحفية، وهي علامات نضج بيولوجي قاطع.
ولم تتوقف المفاجآت عند ذلك، حيث ظهر أن نانوتيرانوس يمتلك أذرعا أطول نسبيا من "تي ركس" وأسنانه كانت أكثر عددا وأرفع حافة.
وإلى جانب ذلك، كانت جمجمته أكثر انسيابية، وذيله أقصر قليلا، بحسب الدراسة.
كما ظهر أن العصب البصري وبنية الدماغ مختلفة تماما، مما يشير إلى إستراتيجيات صيد تعتمد على السرعة والبصر الحاد لا على القوة المطلقة.
نوع مستقلتقول زانو في تصريحات حصلت الجزيرة نت على نسخة منها "هذه الأحفورة لا تحسم الجدل فحسب، بل تقلب عقودا من أبحاث التيرانوصور ركس رأسا على عقب".
وتضيف "يرسم هذا الاكتشاف صورة أكثر ثراء وتنافسية للأيام الأخيرة للديناصورات".
وتعني إعادة تصنيف نانوتيرانوس كنوع مستقل أن أميركا الشمالية أواخر العصر الطباشيري لم تكن يحكمها مفترس واحد كما ظن العلماء سابقا، بل نظام بيئي تنافسي جمع بين عمالقة بطيئة مث "تي ركس" ومفترسات أخف وأكثر رشاقة.
ويشير الباحثون -في بيان صحفي رسمي أصدرته جامعة ولاية نورث كارولينا- إلى أن نانوتيرانوس ربما احتل "المستوى المتوسط" في السلسلة الغذائية، ويصيد فرائس أصغر بسرعة خاطفة، في حين ترك الفريسة الكبرى لـ"تي ركس" الأثقل والأبطأ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات جامعة ولایة
إقرأ أيضاً:
"يونيسف": أكثر من مليون طفل في غزة بحاجة للماء والغذاء
أكدت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تيس إنغرام، أن أكثر من مليون طفل في غزة لا زالوا بحاجة للماء والغذاء، وأن آلاف الأطفال ينامون جياعًا كل ليلة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يحتاج (650) ألف منهم العودة إلى مدارسهم.
وأوضحت إنغرام، في لقاء صحفي، مساء الأحد، أن وقف إطلاق النار يمثل "خبرًا جيدًا"، لأنه يعني توقف القصف اليومي الذي كان يودي بحياة الأطفال، لكنه "لا يكفي وحده لإنهاء الجوع أو ضمان حصول العائلات على مياه شرب آمنة".
وأضافت: "أن العائلات في غزة لا تزال تكافح يوميًا من أجل البقاء، والبنى التحتية التي كانت توفر المياه والرعاية الطبية للأطفال تضررت بشدة، ما يجعل الوصول إلى هذه الخدمات الأساسية أمرًا في غاية الصعوبة".
وقالت إنغرام: "إن حجم المساعدات التي دخلت القطاع بعد بدء وقف إطلاق النار شهد زيادة طفيفة خلال الأسبوعين الأولين، لكنها ما تزال غير كافية على الإطلاق، وأن الكميات التي وصلت لا تزال دون المستويات التي كانت تدخل قبل اندلاع الحرب".
وأشارت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إلى أن آلاف الأطفال ما زالوا ينامون جياعًا، فيما يعاني آخرون في المستشفيات من أمراض يمكن علاجها، لكن نقص الأطباء والأدوية يجعلهم يتألمون دون علاج.
فلسطينغزةقد يعجبك أيضاًNo stories found.