«الشارقة» تضع خريطة جديدة للنشر العالمي بمشاركة خبراء بارزين
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
شهد مؤتمر الناشرين الدولي في دورته الخامسة عشرة، الذي يقام قبيل انطلاق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، تجمُّعاً عالمياً لروّاد صناعة النشر من مختلف دول العالم، حيث تجاوز النقاش حدود الكلمات والخطابات الرسمية نحو حوار عملي معمّق، يسعى إلى إيجاد حلول واقعية لتحديات القطاع.
خلال يومه الأول، احتضن المؤتمر 31 ورشة عمل متخصصة، قادها خبراء بارزون من مختلف قارات ودول العالم، بهدف تعزيز التعاون المهني وتبادل المهارات والخبرات الأساسية بين العاملين في صناعة النشر.
وتحدّث محمد بن عبد الله الفريح، مدير شركة العبيكان للأبحاث والنشر والترجمة، خلال ورشة عمل تفاعلية تناولت المراحل الخفية في رحلة الكتاب قبل وصوله إلى رفوف المكتبات، موضحاً أن إنتاج كتاب واحد يمر عبر جهود أكثر من خمسين شخصاً من محررين ومراجعين ومصممين ومسوّقين، وغيرهم، قبل أن يصل إلى القارئ في صورته النهائية.
وأشار الفريح إلى أن النقاش في الورشة قاد المشاركين إلى تحديات التوزيع، التي وصفها بأنها «العقدة المشتركة في سلسلة صناعة الكتاب»، مبيناً أن النشر، كغيره من القطاعات الصناعية، يواجه عقبات معقّدة تتطلب تفكيراً مبتكراً واستلهاماً لتجارب صناعات أخرى.
وأوضح أن الورشة شكّلت عصفاً ذهنياً جماعياً أتاح للمشاركين استكشاف حلول يمكن تكييفها لتناسب سوق الكتاب، مؤكداً أن كثيراً من الأساليب المعتمدة في مجالات اقتصادية وتجارية أخرى قابلة للتطبيق بفاعلية في مجال التوزيع والنشر.
النشر الأدبي
من أبرز الجلسات، التي احتضنها المؤتمر، جلسة بعنوان «نشر كتب الأطفال باللغات الفرنسية»، التي أدارها سيمون دو جوكاس، رئيس ومالك دار النشر الكندية Éditions Les 400 Coups في مونتريال.
وأوضح جوكاس أن النقاش تمحور حول مرتكزات النشر الحديث مثل البيانات التعريفية (metadata)، وسُبل تعزيز اكتشاف الكتب والوصول إليها، وأهمية توحيد الجهود لبناء منظومات نشر قوية. وأضاف أن الجلسة خلصت إلى قناعة مشتركة مفادها أن «البداية الحقيقية للنجاح في عالم النشر تنطلق من خطوات عملية صغيرة وقابلة للتنفيذ، وليس من الضرورة أن تكون الظروف كلها مهيئة للنجاح مئة بالمئة».
النشر الورقي
بدوره، قاد الدكتور محمد عايش، مدير دار الفكر الجديد في الأردن، إحدى الورش التي تناولت «عوامل تجعل الكتاب الورقي لا يُستغنى عنه»، حيث أوضح أن سحر الكتاب المطبوع لا يكمن في مادته فقط، بل في تكامل عناصره من شكلٍ ومضمونٍ وتصميمٍ وإخراجٍ بصريٍّ جذّاب، وحتى نوعية الورق التي تتناسب مع موضوع الكتاب.
وأكد الدكتور عايش أن الكتاب الورقي والإلكتروني وسيلتان لنقل المعرفة وليسا غايتين بحد ذاتهما، إلا أن فنّ تنسيق المعلومة وتنظيمها وإخراجها يظلّ جزءاً جوهرياً من قيمة النشر.
وانتقل النقاش في ورشة أخرى إلى مستقبل النشر الرقمي، في جلسة أدارَتها ميتي كاسيرتا، الشريكة المؤسسة لدار Fioranello Publishing الدنماركية، التي ناقشت خلالها كيفية بناء دار نشر رقمية في اقتصاد يعتمد على البث الإلكتروني.
كما تناولت الورشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال، حيث قدّمت كاسيرتا رؤية جديدة تتجاوز الاستخدام التقليدي له في الترجمة، نحو توظيفه في خفض التكاليف التشغيلية وتعزيز الكفاءة الداخلية لدور النشر.
الوصول إلى الأسواق
أما ورشة «فهم آليات الوصول إلى الأسواق»، فقدّمت فيها ودهة ستراتيستي، مديرة المشاريع في شركة Gramedia International الإندونيسية، خريطة طريق واضحة للناشرين الدوليين الراغبين في التعاون مع نظرائهم في إندونيسيا.
وخلال مشاركتها الخامسة في مؤتمر الناشرين بالشارقة، أشارت ستراتيستي إلى القيمة المتجددة التي يقدّمها المؤتمر سنوياً في تعزيز الروابط المهنية بين الناشرين حول العالم، موضحة أن أبرز الأسئلة التي طرحها المشاركون تمحورت حول كيفية تحديد دور النشر الإندونيسية المتخصصة في أنواع معينة من الكتب، وآليات التواصل المعتمدة معها، سواء عبر الوكلاء أو من خلال الاتصال المباشر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر الناشرين الدولي الشارقة
إقرأ أيضاً:
انطلاق المؤتمر السنوي للمعهد القومي للأورام بمشاركة علماء من مصر والعالم
ينظم المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة تحت رعاية د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ود.محمد عوض تاج الدين مساعد رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، ود.محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، المؤتمر السنوي تحت عنوان:
NCI Annual Congress Bridging Gaps in Oncology (BGO) ،
"صوت واحد ورؤية واحدة لمستقبل بلا سرطان”، خلال الفترة من 5-7 نوفمبر 2025، ويأتي في إطار ريادة جامعة القاهرة في دعم البحث العلمي والتطوير المستمر في مجالات الطب والرعاية الصحية، وبمشاركة نخبة من كبار أساتذة وعلماء الأورام من مصر والعالم.
وأوضح د. محمد سامي عبد الصادق، أن المؤتمر السنوي للمعهد القومي للأورام سوف يتناول أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات تشخيص وعلاج الأورام، وخاصة في مجالات العلاج المناعي والموجّه، وسبل الكشف المبكر وتحسين نتائج العلاج وجودة الحياة للمرضى، بما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة في المجتمع المصري بمختلف الأعمار، مشيرًا إلى أن المؤمر يأتي بشراكات دولية بارزة مع كل من الجمعية العالمية لأورام الدم (SOHO)، وجمعية جراحة الأورام (SSO)، وجامعة أكسفورد، كما يتضمن الاجتماع السنوي للأشعة التشخيصية، بما يعكس الطبيعة متعددة التخصصات للحدث، ويؤكد تكامل الجهود العلمية والطبية في مكافحة السرطان.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن تنظيم هذا المؤتمر السنوي يأتي في إطار حرص الجامعة على توحيد الجهود بين مختلف التخصصات الطبية والبحثية لتقديم نموذج يحتذى به في مواجهة التحديات الصحية الكبرى، وعلى رأسها مرض السرطان لتحقيق التنمية الصحية المستدامة في مصر والمنطقة، مؤكدًا أن المعهد القومي للأورام يمثل صرحًا علميًا وعلاجيًا عالميًا يحتضن رسالة وطنية وإنسانية في مواجهة السرطان.
ومن جانبه، أكد د. محمد عبد المعطي سمره، عميد المعهد القومي للأورام، أن المؤتمر هذا العام يستهدف سد الفجوات البحثية والعلاجية في مجال الأورام، وفتح آفاق التعاون بين العلماء والباحثين من مختلف التخصصات، لبحث أحدث الابتكارات في التشخيص والعلاج والرعاية المتكاملة لمرضى السرطان، مضيفًا أن جميع فعاليات المؤتمر معتمدة من الجمعية الأمريكية للتعليم الطبي المستمر (AACME)، مما يضمن الالتزام بأعلى معايير الجودة الأكاديمية والتعليم الطبي المستمر للمشاركين به.
وأشار عميد المعهد القوميّ للأورام، إلى أن المؤتمر يمثل منصة علمية دولية تجمع بين الخبرة المصرية والريادة العالمية، تحت مظلة جامعة القاهرة، التي تمثل منارة للتعليم والبحث الطبي في مصر والعالم العربي، لافتًا إلى حرص المعهد من خلال هذا المؤتمر على بناء شراكات جديدة تعود بالنفع على مرضى الأورام في مصر والمنطقة من خلال عقد عدة جلسات وورش عمل علمية مكثفة، ومناقشات مفتوحة حول أحدث ما توصل إليه العلم في مجالات علاج الأورام، بمشاركة نخبة من أبرز الخبراء والرواد العالميين في التخصص.