رؤية استشرافية ملكية نحو مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الأردن.
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / الدكتور أيمن أبو هنية .
يمتلك جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رؤية استشرافية عميقة تستبق التحديات وتستشرف المستقبل في عالم سريع التغير تقوده التكنولوجيا والمعرفة فقد أدرك جلالته منذ وقت مبكر أن التطور التكنولوجي لم يعد خيارًا بل هو ضرورة وطنية لضمان التقدم والازدهار، وجعل من التحول الرقمي ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني قائم على الإبداع والابتكار.
ومن هذا المنطلق جاء إيعاز جلالته بإنشاء المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل خطوة استراتيجية تهدف إلى توحيد الجهود الوطنية في مجال التكنولوجيا الحديثة وتنظيمها ضمن إطار مؤسسي شامل هذا المجلس يمثل منصة وطنية عليا لتحديد السياسات العامة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة بما يضمن انسجامها مع متطلبات التنمية الوطنية واحتياجات المؤسسات العامة والخاصة.
لقد أكد جلالته على أهمية إدخال الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والمؤسسات الأردنية بدءًا من التعليم والصحة ووصولًا إلى النقل والخدمات الحكومية بهدف رفع كفاءة الأداء وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين فهذه التكنولوجيا تمثل أداة حيوية لتطوير العمل المؤسسي وبناء بيئة رقمية حديثة قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
وفي ظل هذا التحول الرقمي السريع تبرز الحاجة إلى وجود إطار تشريعي متين ينظم عمل الذكاء الاصطناعي ويضمن استخدامه بطريقة أخلاقية ومسؤولة إذ لا بد من سن قوانين وتشريعات واضحة تراعي خصوصية الأفراد وتحمي بياناتهم وتوازن بين دعم الابتكار والمحافظة على القيم الإنسانية والحقوق الرقمية وهذا ما تسعى إليه السلطة التشريعية في الأردن تماشيًا مع التوجهات الملكية الرامية إلى ترسيخ دولة القانون والتطور العلمي.
إن التكيف مع التكنولوجيا الحديثة بات ضرورة وطنية لا يمكن تجاهلها فالتكنولوجيا ليست تهديدًا بل فرصة حقيقية للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة في مجالات البرمجة وتحليل البيانات والأمن السيبراني والتقنيات الذكية ومن هنا تأتي أهمية الاستثمار في العنصر البشري من خلال تطوير المناهج التعليمية وتأهيل الشباب لامتلاك مهارات المستقبل التي تتناسب مع متطلبات سوق العمل العالمي.
وقد شهد الأردن في السنوات الأخيرة انعقاد العديد من المؤتمرات والمنتديات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة مما يعكس التزام الدولة بنشر الوعي الرقمي وتعزيز ثقافة الابتكار هذه اللقاءات الوطنية والدولية تمثل جسور تواصل بين الخبراء والمبدعين وصناع القرار وتفتح آفاقًا جديدة أمام التعاون بين القطاعين العام والخاص.
إن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في هذا المجال لا تقف عند حدود التخطيط بل تمتد إلى التنفيذ الواقعي والممنهج الذي يضع الأردن في موقع متقدم بين الدول الساعية إلى استثمار الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان والتنمية وإن إنشاء المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل يمثل بداية مرحلة جديدة من العمل المؤسسي الهادف إلى بناء أردن رقمي متطور يستمد قوته من علم أبنائه وإبداعهم.
بهذه الرؤية الملكية الواعية نمضي نحو المستقبل بخطى واثقة واضعين نصب أعيننا أن الاستثمار في التكنولوجيا هو استثمار في الإنسان وفي مستقبل الوطن فالأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ماضٍ في مسيرته نحو التحول الرقمي الشامل ليبقى وطنًا سبّاقًا في العلم والمعرفة ومركزًا إقليميًا للتكنولوجيا والإبداع في المنطقة.
النائب
الدكتور أيمن أبو هنية
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
خالد بن محمد بن زايد يطّلع على خطط مايكروسوفت لاستثمار 15.2 مليار دولار لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي ودفع التحوّل الرقمي بالإمارات
كشفت شركة مايكروسوفت أمس عن تفاصيل استثمارها بقيمة 15.2 مليار دولار في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من انطلاق هذه المبادرة في عام 2023 وحتى نهاية عام 2029.
ويهدف استثمار مايكروسوفت إلى تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في الدولة، وتوسيع نطاق برامج تأهيل المواهب والكفاءات الرقمية المتخصصة، وتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية.
وتؤكد هذه الخطوة التزام مايكروسوفت طويل الأمد بدعم رؤية دولة الإمارات لتعزيز الابتكار المستدام وتسريع وتيرة التحول الرقمي.
واطّلع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، من براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس شركة مايكروسوفت، على الخطط الاستثمارية المستقبلية للشركة في دولة الإمارات، بما في ذلك مشاريع تعزيز البنية التحتية الرقمية ومنظومة الذكاء الاصطناعي، وجهود تأهيل الكفاءات المحلية من خلال البرامج التدريبية ومبادرات البحث والتطوير.
وأكّد سموّه أن هذا الاستثمار الإستراتيجي يعكس الثقة العالمية في الرؤية الاقتصادية طويلة المدى لدولة الإمارات التي تواصل بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتكنولوجيا، مشيراً سموّه إلى أن هذه الشراكة تُرسّخ مكانة الإمارة والدولة كوجهة رائدة لاستقطاب الشركات العالمية للاستثمار في منظومة الابتكار ودعم بناء صناعات المستقبل.
وقال براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة، رئيس شركة مايكروسوفت: “يعكس هذا الاستثمار التزام مايكروسوفت بضخ استثمارات مباشرة داخل دولة الإمارات، بما يعزز الاقتصاد المحلي ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة. وكما دأبنا في مختلف أنحاء العالم، نحرص على المساهمة في تنمية الاقتصادات المحلية بالتوازي مع توسيع وتطوير أعمالنا، بالاستناد إلى ثلاث ركائز أساسية وهي التكنولوجيا، وتنمية المواهب وترسيخ الثقة”.
وأضاف سميث: “لا يقتصر استثمار مايكروسوفت على التكنولوجيا فحسب، ولكنه يتمحور حول الإنسان بالدرجة الأولى. فمن خلال تنمية المواهب المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمكين الأفراد من تطوير ونشر واستخدام هذه التقنيات، بما ينسجم مع خصوصية المنطقة واحتياجاتها، تساهم مايكروسوفت في ترسيخ مكانة دولة الإمارات الريادية في تبني ونشر ابتكارات الذكاء الاصطناعي”.
من جانبه، قال معالي خلدون خليفة المبارك، الأمين العام لمجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة: “تواصل أبوظبي ودولة الإمارات ترسيخ مكانتهما كمركزين عالميين لابتكار وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال دمج التكنولوجيا في مختلف مجالات العمل الحكومي والمجتمعي والاقتصادي. ويسهم هذا الاستثمار في تعزيز الشراكة التكنولوجية القوية وطويلة الأمد بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، تأكيداً لالتزام الجانبين بتوظيف قدرات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو المستدام، ودفع مسيرة التنويع الاقتصادي، وتهيئة فرص واعدة للأجيال القادمة”.
ويأتي هذا الاستثمار امتداداً للشراكة الراسخة بين مايكروسوفت ومجموعة G42 الإماراتية الرائدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويؤكد تركيز الشركة على الجمع بين التكنولوجيا وتنمية المواهب وبناء الثقة كركائز أساسية لتحقيق نمو اقتصادي شامل.
بدوره، قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42: “تؤكد شراكتنا مع مايكروسوفت التزامنا الراسخ بتحويل الطموحات إلى إنجازات واقعية، حيث نعمل معاً على تطوير بنية تحتية رقمية عالمية المستوى، وتعزيز الابتكار في استخدامات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، وإرساء نموذج جديد للتعاون الدولي قائم على أسس الثقة المتبادلة. وبذلك نسهم في تحقيق قيمة مستدامة، لا تقتصر على دولة الإمارات فحسب، بل تمتد إلى العالم بأسره، لتشكيل مستقبل أكثر ترابطاَ وذكاءً”.
وفي إطار هذه المبادرة، تعمل مايكروسوفت على توسيع نطاق البنية التحتية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في مختلف أنحاء دولة الإمارات، بما في ذلك تصدير وحدات معالجة رسومية متقدّمة من الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة الإمارات، لتمكين الجيل الجديد من قدرات الذكاء الاصطناعي.
وبدءاً من عام 2023 وحتى نهاية العام الجاري، تكون مايكروسوفت قد استثمرت وأنفقت أكثر من 7.3 مليار دولار في دولة الإمارات، بما في ذلك استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار يشمل حصص ملكية في مجموعة G42، ونفقات رأسمالية تزيد عن 4.6 مليار دولار لتطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في الدولة، وأكثر من 1.2 مليار دولار من النفقات التشغيلية المحلية وتكاليف بيع السلع.
ومن مطلع عام 2026 وحتى نهاية عام 2029، تعتزم الشركة إنفاق أكثر من 7.9 مليار دولار في دولة الإمارات، ويشمل ذلك أكثر من 5.5 مليار دولار من النفقات الرأسمالية المخصصة للعمليات التوسعية الحالية والمخطط لها في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بما في ذلك مبادرات جديدة سنعلن عنها خلال هذا الأسبوع في أبوظبي. كما يشمل نحو 2.4 مليار دولار من النفقات التشغيلية المحلية وتكاليف بيع السلع.
وحصلت الشركة على التراخيص اللازمة لتصدير وحدات إنفيديا المتقدمة A100، وH100، وH200 إلى دولة الإمارات، وتوفير ما يعادل أكثر من 80 ألف شريحة من نوع A100 لتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي عبر منصة أزور (Azure AI) ودعم الابتكار المحلي في مختلف القطاعات.
وتعمل مايكروسوفت في إطار تنسيق وثيق مع الحكومتين الإماراتية والأميركية لضمان الالتزام بمعايير الأمن السيبراني، وضوابط التصدير، وممارسات الذكاء الاصطناعي المسؤول، تأكيداً لالتزام الشركة الراسخ بالشفافية وبناء الثقة في شراكات التكنولوجيا.
وتركز استثمارات مايكروسوفت أيضاً على بناء القدرات المحلية وتعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي المتكاملة في دولة الإمارات. وتحقيقاً لهذه الغاية، أنشأت الشركة مركزها العالمي للتطوير الهندسي ومختبر “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير” (AI for Good Lab)في أبوظبي، في إطار جهودها لدعم الأبحاث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي المسؤول والنماذج واسعة النطاق.
وبالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية في الدولة، تعهدت مايكروسوفت بتدريب وتأهيل مليون فرد في دولة الإمارات بحلول عام 2027، من بينهم 120 ألف موظف حكومي، و175 ألف طالب، و39 ألف معلم، ما يسهم في توسيع نطاق الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ليصبح أكثر شمولاً ويُتاح لمختلف فئات المجتمع.
وبالشراكة مع مجموعة G42 وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أسست مايكروسوفت مطلع العام الجاري مؤسسة “مستقبل الذكاء الاصطناعي المسؤول” (RAIFF)، بهدف تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي. وتعمل المؤسسة على تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي المسؤول والممارسات الأخلاقية في هذا المجال، وتسعى إلى تعزيز جهود التعاون العالمي في حوكمة التكنولوجيا وترسيخ الثقة في أنظمتها.
وترسخت هذه الشراكة من خلال اتفاقية ضمان حكومية دولية وُضعت بالتشاور مع حكومتي دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لضمان الالتزام بأعلى معايير الأمن السيبراني، وحماية البيانات، وضوابط التصدير، وحوكمة الذكاء الاصطناعي المسؤول.
وتعكس الجهود المتواصلة لشركة “مايكروسوفت” وتعاونها مع شركائها في دولة الإمارات وإمارة أبوظبي إيماناً مشتركاً بين جميع الأطراف بأهمية أن يقوم التقدّم في مجال الذكاء الاصطناعي على أسس من الثقة بين المؤسسات والدول والأفراد.
وتحرص الشركة، من خلال الجمع بين الابتكار التقني والتطوير المسؤول للتقنيات، على ضمان استفادة المجتمعات كافة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تعزيز النمو المستدام وتوسيع آفاق الفرص في دولة الإمارات وخارجها.وام