الولايات المتحدة تدخل رسمياً في أطول إغلاق حكومي على الإطلاق
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
واشنطن"أ.ف.ب": دخلت الولايات المتحدة اليوم في اليوم الـ36 من الإغلاق الحكومي، محطّمة الرقم القياسي لأطول تعطل للموازنة في تاريخ البلاد، فيما يتسع نطاق تداعياته التي تطال ملايين الأميركيين.
وبدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر عندما فشل الجمهوريون والديموقراطيون في الاتفاق على خطة إنفاق موقتة تحافظ على التمويل الحكومي.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون في مؤتمر صحافي في مبنى الكابيتول اليوم الاول، "سأكون صريحا معكم، أعتقد أن أحدا منا لم يكن يتوقع أن يستمر (الإغلاق) كل هذه المدة".
ودخل الإغلاق الحكومي يومه الـ36 اليوم بعد فترة وجيزة من الإعلان عن نتائج انتخابات رئيسية حقق فيها الديموقراطيون انتصارات كبيرة.
وانتُخبت الديموقراطيتان أبيغيل سبانبيرغر حاكمة لولاية فرجينيا ومايكي شيريل حاكمة لنيوجيرسي، بينما انتُخب الديموقراطي التقدمي زهران ممداني رئيسا لبلدية نيويورك. وفي كاليفورنيا، وافق الناخبون على نص يهدف إلى إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية للولاية، ردا على خطوة مماثلة قام بها الجمهوريون في تكساس.
وتشكّل هذه الانتخابات مقياسا للأشهر التسعة الأولى من ولاية ترامب الثانية، كما تنعكس تداعيات الشلل الحكومي في النكسات الانتخابية لحزبه.
وقال الرئيس الجمهوري في منشور على منصته تروث سوشل، إنّ "(اسم) ترامب الذي لم يكن على بطاقات الاقتراع، والإغلاق الحكومي، هما السببان وراء خسارة الجمهوريين للانتخابات هذه الليلة، وفقا لمعاهد استطلاع الرأي".
على الجهة المقابلة، كانت الأجواء أكثر احتفالا.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز في منشور على منصة إكس، إنّ "الديموقراطيين هزموا دونالد ترامب والجمهوريين المتطرّفين في جميع أنحاء البلاد".
وتأمل المعارضة الآن في استخدام نتائج الانتخابات للتأثير على مسار إقرار الموازنة، فيما أصبح الأمريكيون يشعرون بتبعات الشلل الحكومي بشكل متزايد.
وتوقف مئات الآلاف من الموظفين الفدراليين عن عملهم، بينما تمّ تأجيل صرف أجورهم، وأُجبر مئات الآلاف على مواصلة عملهم من دون أجر إلى حين انتهاء الأزمة.
كذلك، تعطّلت المعونات الاجتماعية بشكل كبير.
وفي ظل نفاد الأموال المخصصة لبرنامج المساعدات الغذائية، تعهّد الرئيس الأمريكي امس بتجميد توزيع هذه المساعدات التي يستفيد منها 42 مليون أمريكي، وقال إنّها ستُمنح "فقط عندما يفتح الديموقراطيون اليساريون المتطرفون الحكومة، وهو ما يمكنهم فعله بسهولة، وليس قبل ذلك!".
لكن القضاء الفدرالي أمر الإدارة بالإبقاء على هذه المساعدات، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت امس أن الحكومة ستمتثل لقرارات القضاء.
وأضافت ليفيت "على المستفيدين من برنامج سناب (برنامج المساعدات الغذائية التكميلية) أن يدركوا أن تَسَلُّم هذه الأموال سيستغرق وقتا، لأن الديموقراطيين وضعوا الإدارة في موقف غير مقبول".
من جهة ثانية، تشهد المطارات أيضا حالة من الجمود، حيث يؤدي النقص في مراقبي الحركة الجوية إلى تأخير الرحلات الجوية وإلغائها.
وقال وزير النقل الأمريكي شون دافي في مؤتمر صحافي عقده في فيلادلفيا "إذا مددتم (الأزمة) أسبوعا من اليوم، أيها الديموقراطيون، فسترون فوضى عارمة... وتأخيرات كثيرة في الرحلات الجوية".
في الكونجرس، لا يزال كلا الجانبين مصرّين على موافقهما، إذ يقترح الجمهوريون تمديد الموازنة الحالية وفق مستويات الإنفاق ذاتها، بينما يطالب الديموقراطيون بتمديد الدعم لبرامج تأمين صحي للأُسر ذات الدخل المنخفض.
وكشفت مجموعة مستقلة من الحزبين، تضم أربعة أعضاء وسطيين في مجلس النواب الاثنين عن إطار توافقي لخفض تكاليف التأمين الصحي.
ويرى الديموقراطيون أن ملايين الأمريكيين الذين سيشهدون ارتفاعا هائلا في أقساط التأمين الصحي السنة المقبلة سيضغطون على الجمهوريين للسعي إلى التوصل لحل وسط.
وفي ظل القواعد المعمول بها في مجلس الشيوخ، فإن إقرار الموازنة يتطلّب الحصول على عدة أصوات ديموقراطية، وإن كان الجمهوريون يتمتّعون بالأغلبية.
لكن دونالد ترامب يرفض أي مفاوضات مع الديموقراطيين بشأن برنامج الرعاية الصحية، قبل "إعادة فتح" الحكومة الفدرالية.
وظهر امس، رفض مجلس الشيوخ للمرة الـ14 الاقتراح الجمهوري بشأن الموازنة. وكما جرت العادة منذ التصويت الأول، لم يصوّت لصالحه سوى ثلاثة سناتورات من المعارضة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أطول إغلاق في تاريخ أميركا.. اليوم السادس والثلاثون!
دخل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة اليوم الأربعاء يومه السادس والثلاثين ليسجل رقما قياسيا جديدا غير مسبوق في تاريخ البلاد بعد أن كان أطول فترة إغلاق سابقة 35 يوما.
ويصيب الإغلاق الحكومي الناتج عن فشل الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس على ميزانية العام المالي الجديد الذي بدأ أول أكتوبر الماضي اضطرابا في حياة ملايين الأميركيين من تقليص البرامج الحكومية وتأخير رحلات الطيران ووقف صرف أجور أغلب موظفي الحكومة الفيدرالية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
ورفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب التفاوض مع الديمقراطيين بشأن مطالبهم بإنقاذ إعانات التأمين الصحي المنتهية الصلاحية حتى يوافقوا على إعادة فتح الحكومة، لكن الديمقراطيين المتشككين يتساءلون عما إذا كان الرئيس الجمهوري سيفي بوعده، خاصة بعد أن قيدت الإدارة مساعدات برنامج المساعدة الغذائية التكميلي (سناب)، على الرغم من صدور أحكام قضائية تلزم الإدارة بضمان توفر الأموال اللازمة للبرنامج لمنع الجوع.
ومن المقرر أن يجتمع ترامب، الذي سجلت ولايته الأولى في البيت الأبيض رقمًا قياسيا في إغلاق الحكومة، صباح اليوم لتناول الإفطار مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. ولكن لم يحدد موعدا لأي محادثات مع الديمقراطيين.
وقالت السيناتور مي كلوبوشار، الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، في خطاب ألقته في وقت متأخر من المساء: "لماذا يحدث هذا؟ نحن في حالة إغلاق لأن زملاءنا غير مستعدين للجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة أمر بسيط واحد: أقساط الرعاية الصحية".