الثورة نت:
2025-11-07@08:07:45 GMT

بإيمان الشهداء وحكمتهم تصان الأوطان

تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT

 

منذ عشرة أعوام واليمن ترفع راية الجهاد في سبيل الله ليظل بلدنا_ كما حفظته ذاكرة التاريخ_ حرا شامخا أبيا يدفن من جاءه غازيا طامعا، ويبقى أهله رمزا للعزة والكرامة والإباء وموئلا للقيم والأخلاق عندما يعز حاملوها، رفعت تلك الراية المقدسة لإغاثة المستضعفين المقهورين من أهلنا في غزة الصمود حينما تخلى عنهم الأقربون وأنهكتهم طعنات الغدر والخيانة، وأسلموا إلى عدو مفلس من كل قيمة أو مبدأ أو خلق أو إنسانية، كما رفرفت تلك الراية المباركة عاليا لردع أعداء الله من يهود ونصارى ومن يقف إلى جانبهم من عملاء الداخل والخارج ممن استحوذ عليهم الشيطان وزين لهم أعمالهم .

في هذه السنوات ارتقى الآلاف من الشهداء من خيرة أبناء اليمن ممن استجابوا لله ورسوله وجاهدوا في سبيله بأرواحهم ودمائهم وأموالهم، جاؤوا يحثون السير من جميع أنحاء اليمن ، فعلم الله صدق إيمانهم وثبات مواقفهم ؛ فنالوا توفيقه وآتاهم الحكمة والبصيرة فلم يلتفتوا لخداع المنافقين المثبطين ولا لدعوات الخوالف المتذرعين بشعارات زائفة للقعود عن الجهاد، ولا للخونة المندسين تحت غطاء الوطنية الجوفاء التي لا تتجاوز حناجرهم وما الوطن وأهله في الحقيقة بالنسبة لهم إلا مركب يوصلهم إلى أمانيهم ولا بأس بإغراقه في أي مستنقع أو التخلي عنه للقراصنة اللئام يفعلون به ما يشاؤون، بينما هم ارتضوا لأنفسهم الثمن الزهيد الذي باعوا به وطنا وشعبا أصبحوا غرباء عنه ، ولم ينطل على الشهداء خداع العملاء الساقطين في وحل الخيانة لله ورسوله والمؤمنين وإن كانوا يرتدون رداء الدين الذي ما لبث أن صار رداء مهترئا تتبدى من خلاله بنية مشوهة هزيلة فاستحال حجة عليهم أمام من يرى بنور الله .

شهداؤنا ثلة ممن حملوا القيم والمبادئ القرآنية حقا فارتقت نفوسهم، وحلقت في سماوات العلا حرة طليقة تتفلت من كل قيد؛ فلم تستهوهم دنيا يصيبونها أو أحلام يركنون إليها، رحلوا تاركين في نفوسنا نموذجا إيمانيا راقيا مشرقا يضاهي من جاهدوا مع الأنبياء والصالحين والعترة من آل البيت، فأنار أعماق نفوسنا بنور الحق والعزة وأيقظ هممنا للتحليق في آفاق الإيمان.

شهداؤنا مرآة صادقة تعكس الصورة الحقيقية لشعب آمن بالله ورسوله، فاكتسى عزة من عزة الله وقوة من قوته، شعب وثق بوعد الله ووعيده، وحرص على شرف أن يكون من خاصة الله وأوليائه في زمن قل فيه من يتولون الله ورسوله ويجاهدون في سبيله.

أضحت ذكرى الشهيد تاريخا ملهما للأجيال، ونبعا يروي ظمأ النفوس المتعطشة للعزة المستلبة، وعاملا لرأب صدع الذات المتشظية بمعاول الحاقدين، وحاجزا منيعا أمام كل من يروم إذلال شعب قدم أبناءه وفلذات كبده في سبيل الله في سبيل الحق والعدل والحرية والكرامة.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

دماءٌ لا تُنسى وعُهدٌ لا يُبدَّل

يمانيون | بقلم: عبدالله الذارحي
نحمد الله الذي مَنّ علينا بنعمة القيادة الحكيمة، التي جعلت من 13 جمادى الأولى من كُـلّ عام مناسبةً وطنيةً مقدسة؛ يُحيي فيها أحرار اليمن “أسبوع الشهيد”، تكريمًا لمن سطّروا بدمائهم أسمى ملاحم العزة والكرامة.

ففي هذا اليوم من عام 1430هـ، أُقيمت الذكرى الأولى لأسبوع الشهيد، تزامنًا مع استشهاد المجاهد الكبير الشهيد زيد علي مصلح – أحد قادة المسيرة المباركة، وعظيمٍ من عظماء هذا الطريق – الذي ما زال حيًّا في ذاكرتنا ببطولاته، وجهاده، وأشعاره، وارتباطه العميق بالشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليهما.

وقد افتتح سيّدُ العلم والهدى، السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي – حفظه الله – الذكرى السنوية للشهيد بكلمةٍ شاملةٍ حملت رسائلَ واضحةً للداخل والخارج.

فقال في مستهلها: «نفتتح الذكرى السنوية للشهيد، والتي تستمر على مدى أسبوع كامل بأنشطةٍ متنوعة».

ووجّه التحية والإعزاز والتقدير «لكل أقارب الشهداء»، مؤكّـدًا أن «الشهادة هي امتيَاز وتقديرٌ عظيمٌ جعله الله سبحانه للذين قُتلوا في سبيله، وتحَرّكوا وفق الطريق التي رسمها».

وَأَضَـافَ القائد الحكيم: «في الشهادة لا خسارة مع الله أبدًا، وقد وهب الله للشهداء ما هو خيرٌ وأبقى من هذه الحياة الدنيا».

مُشيرًا إلى أن «المقام الرفيع الذي يحظى به الشهداء هو مواساةٌ لأهاليهم، وحافزٌ للمجاهدين على مواصلة الجهاد في سبيل الله، مهما كانت التحديات والمخاطر».

فسلام الله على قائد الثورة، وسلام الله على شهداء الحق الأبرار.

وفي هذا الأسبوع المقدس، أقول: إن ذكرى الشهداء ليست محصورةً بيومٍ أَو أسبوع، بل هي حاضرةٌ في كُـلّ دقيقةٍ من حياتنا، في كُـلّ نفسٍ نتنفّسه، وفي وجدان كُـلّ جيلٍ قادم.

فدماؤهم نورٌ لا ينطفئ، وذكراهم وصيةٌ لا تُنسى.

ووجب علينا – جميعًا – أن نشارك في فعاليات أسبوع الشهيد، لا شكليًّا، بل إيمانًا واعتزازًا، تأكيدًا على أننا على العهد باقون، وعلى دربهم سائرون.

وليعلم الأعداء أن شهداءنا عظماؤنا، وأننا من بطولاتهم نستمدّ الإيمان، ومن تضحياتهم نستلهم الثبات على الموقف الحق – الموقف الذي “أحقُّ أن يتّبع”.

وإننا نُعدّ العُدّة، بعون الله، لمواجهة قوى العدوان الصهيو–سعوديّ–إماراتي–الأمريكي ومرتزِقته، الذين لم يجلبوا للبلاد والعباد سوى الدمار والخزي.

ها نحن في يمن الصمود والجهاد نُحيي أسبوع الشهيد، وقلوبنا تتفجّر ألمًا على ما يجري في غزة العُزّة، والسودان، وسوريا، وغيرها من أرض المسلمين، في ظلّ تخاذلٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ، وصمتٍ دوليٍّ مُخزٍ.

ولا يخفى على أحد حجمُ المؤامرات الصهيونية–الأمريكية–الغربية التي تحاك ضد اليمن ودول المقاومة.

ومع ذلك، يظل موقف اليمن – قيادةً وشعبًا – أكثر ثباتًا وصلابةً في الدفاع عن الوطن، ونصرةً للمظلومين في فلسطين ولبنان وسائر المستضعفين في الأرض، والعاقبةُ للمتقين.

ولولا ثقتنا بالله، ولولا تضحية الشهداء، لكان اليمن اليوم يرزح تحت نير الاحتلال، كحال المحافظات التي وقعت في قبضة المرتزِقة.

ولما كان جيشُنا يقف في وجه العدوان، بل لكان – لا سمح الله – يُستخدم كأدَاة في يد الكيان الصهيوني لضرب إخوتنا في غزة ولبنان وسوريا والسودان.

ولولا توكلنا على الله، ولولا دماء الشهداء الزكية، لما عشنا في أمنٍ وأمان، ولما تذوّقنا طعمَ العزة والكرامة، ولما استطعنا – رغم كُـلّ التحديات – أن نواجه دول الاستكبار العالمي، بقيادة أمريكا – الشيطان الأكبر – والغدة السرطانية – الكيان الصهيوني – وعملائهما.

فسلام الله على شهداء الميادين، الميامين، الذين بذلوا أرواحهم؛ فداءً لله؛ ودفاعًا عن الدين، والوطن، وقضايا الأُمَّــة المصيرية.

وسلام الله على سيد القول والفعل، القائد الذي لا ينثني.

وسلام الله على أُسَر الشهداء وأبنائهم.

طوبى لهم طوبى.. الذكر العظيم في الدنيا، والفوز العظيم في الآخرة.

مقالات مشابهة

  • على خلفية قضية ضحايا الأيدز.. مطالبات في بلغاريا لإخلاء سبيل “ساركوزي”
  • دماءٌ لا تُنسى وعُهدٌ لا يُبدَّل
  • الشهادة في سبيل الله.. بيعةُ الخلود وفوزُ العابدين
  • الشهيد …حكاية الخلود في ذاكرة الوطن
  • فعالية للأوقاف والإرشاد ومدارس العلوم الشرعية في حجة بالذكرى السنوية للشهيد
  • ذي قار.. إخلاء سبيل رئيس مجلس المحافظة السابق بعد توقيفه بتهمة السب
  • الشهادة في سبيل الله.. نبراس العزة وصون الكرامة
  • شهداؤنا عظماؤنا
  • ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة يناقش نظرة الإسلام إلى الآثار والحضارات القديمة