بإيمان الشهداء وحكمتهم تصان الأوطان
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
منذ عشرة أعوام واليمن ترفع راية الجهاد في سبيل الله ليظل بلدنا_ كما حفظته ذاكرة التاريخ_ حرا شامخا أبيا يدفن من جاءه غازيا طامعا، ويبقى أهله رمزا للعزة والكرامة والإباء وموئلا للقيم والأخلاق عندما يعز حاملوها، رفعت تلك الراية المقدسة لإغاثة المستضعفين المقهورين من أهلنا في غزة الصمود حينما تخلى عنهم الأقربون وأنهكتهم طعنات الغدر والخيانة، وأسلموا إلى عدو مفلس من كل قيمة أو مبدأ أو خلق أو إنسانية، كما رفرفت تلك الراية المباركة عاليا لردع أعداء الله من يهود ونصارى ومن يقف إلى جانبهم من عملاء الداخل والخارج ممن استحوذ عليهم الشيطان وزين لهم أعمالهم .
في هذه السنوات ارتقى الآلاف من الشهداء من خيرة أبناء اليمن ممن استجابوا لله ورسوله وجاهدوا في سبيله بأرواحهم ودمائهم وأموالهم، جاؤوا يحثون السير من جميع أنحاء اليمن ، فعلم الله صدق إيمانهم وثبات مواقفهم ؛ فنالوا توفيقه وآتاهم الحكمة والبصيرة فلم يلتفتوا لخداع المنافقين المثبطين ولا لدعوات الخوالف المتذرعين بشعارات زائفة للقعود عن الجهاد، ولا للخونة المندسين تحت غطاء الوطنية الجوفاء التي لا تتجاوز حناجرهم وما الوطن وأهله في الحقيقة بالنسبة لهم إلا مركب يوصلهم إلى أمانيهم ولا بأس بإغراقه في أي مستنقع أو التخلي عنه للقراصنة اللئام يفعلون به ما يشاؤون، بينما هم ارتضوا لأنفسهم الثمن الزهيد الذي باعوا به وطنا وشعبا أصبحوا غرباء عنه ، ولم ينطل على الشهداء خداع العملاء الساقطين في وحل الخيانة لله ورسوله والمؤمنين وإن كانوا يرتدون رداء الدين الذي ما لبث أن صار رداء مهترئا تتبدى من خلاله بنية مشوهة هزيلة فاستحال حجة عليهم أمام من يرى بنور الله .
شهداؤنا ثلة ممن حملوا القيم والمبادئ القرآنية حقا فارتقت نفوسهم، وحلقت في سماوات العلا حرة طليقة تتفلت من كل قيد؛ فلم تستهوهم دنيا يصيبونها أو أحلام يركنون إليها، رحلوا تاركين في نفوسنا نموذجا إيمانيا راقيا مشرقا يضاهي من جاهدوا مع الأنبياء والصالحين والعترة من آل البيت، فأنار أعماق نفوسنا بنور الحق والعزة وأيقظ هممنا للتحليق في آفاق الإيمان.
شهداؤنا مرآة صادقة تعكس الصورة الحقيقية لشعب آمن بالله ورسوله، فاكتسى عزة من عزة الله وقوة من قوته، شعب وثق بوعد الله ووعيده، وحرص على شرف أن يكون من خاصة الله وأوليائه في زمن قل فيه من يتولون الله ورسوله ويجاهدون في سبيله.
أضحت ذكرى الشهيد تاريخا ملهما للأجيال، ونبعا يروي ظمأ النفوس المتعطشة للعزة المستلبة، وعاملا لرأب صدع الذات المتشظية بمعاول الحاقدين، وحاجزا منيعا أمام كل من يروم إذلال شعب قدم أبناءه وفلذات كبده في سبيل الله في سبيل الحق والعدل والحرية والكرامة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مستشارة الطيب تدعو خريجي البعوث الإسلامية لحمل رسالة الأزهر للعالم برحمة ووسطية
قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، إن يوم تكريم طلاب معاهد البعوث الإسلامية يمثل لحظة فخر واعتزاز، تقطف فيها ثمار الجهد والمثابرة، مشيدة بما حققه الطلاب الوافدون من تميز في مسيرتهم التعليمية بالأزهر الشريف، ومؤكدة أن هذا التخرج ليس نهاية المطاف، بل بداية طريق جديد نحو مرحلة التعليم الجامعي والتعمق في ميادين الفكر والبحث والعلم.
وأكدت د. نهلة الصعيدي، في كلمتها خلال حفل تكريم الطلاب الوافدين خريجي المرحلة الثانوية والإعدادية والمتفوقين في المراحل التعليمية كافة، بمعاهد البعوث الإسلامية، الذي أقيم بحضور عدد من قيادات الأزهر والعلماء والأساتذة، أن العلم هو روح الأمة وسلاحها لبناء الحضارة وصون الكرامة، مشيرة إلى أن الإسلام جعل طلب العلم عبادة لا تنقطع، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿وقل رب زدني علما﴾.
البعوث الإسلامية تمثل ميدانا تتلاقى فيه الثقافات والقلوب من شتى الأوطان على مائدة القرآن والسنةوأضافت أن معاهد البعوث الإسلامية تمثل ميدانا تتلاقى فيه الثقافات والقلوب من شتى الأوطان على مائدة القرآن والسنة، مؤكدة أن خريجي اليوم هم امتداد لعلماء الأزهر الذين حملوا رسالته إلى القارات، وأن عليهم أن يكونوا صورة مشرقة للأزهر في بلادهم، ولسانه في الميادين العلمية والفكرية، ودعاة سلام ورحمة في عالم يحتاج إلى الاعتدال والحكمة.
ودعت الصعيدي أبناء الأزهر الوافدين إلى مواصلة طلب العلم، والتحلي بالتواضع والأخلاق، وتوظيف ما تعلموه في خدمة الإنسان والمجتمع، مؤكدة أن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر، وأن أثر المعرفة ينبغي أن يظهر في السلوك والمعاملة والصدق والأمانة.
واختتمت كلمتها بتهنئة الخريجين، قائلة: "افرحوا اليوم بتخرجكم، ولكن اجعلوا فرحكم الأكبر بلقاء الله بعلم نافع وعمل صالح؛ فأنتم سفراء النور وحملة رسالة الأزهر إلى العالم."