صحيفة الاتحاد:
2025-11-06@05:47:01 GMT

«جيل زد» يغير الخريطة السياسية في أميركا

تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT

أكرم ألفي (القاهرة)
نجح «جيل زد» أن يغير شكل الخريطة السياسية في الولايات المتحدة بدفع مرشح الحزب الديمقراطي زهران ممداني للفوز بانتخابات عمدة مدينة نيويورك.
ممداني وصفته صحيفة «واشنطن بوست» بأنه «صوت جيل جديد» يعبر عن غضب الشباب من غلاء المعيشة واتساع الفجوة الطبقية.انتخابات نيويورك كشفت عن قوة «جيل زد» في الولايات المتحدة، حيث إن الشباب والشابات في عمر (18 - 29 عاماً) يمثلون نحو 26 % من سكان مدينة المهاجرين البالغ عدد سكانها 8.

4 مليون نسمة لا يمثل فيها البيض سوى 30 % مقابل 28% للاتينيين (الهسبانيك) و20% للأميركيين من أصل أفريقي و15 % من الآسيويين.
إن نتائج الانتخابات في نيويورك أظهرت قوة استثنائية لقوة «جيل زد» في صناديق الانتخابات، حيث أظهرت الاستطلاعات أن 78% من الناخبين في عمر 18 إلى 29 عاماً صوتوا لصالح ممداني للحصول على منصب عمدة نيويورك.
وكان لافتاً أن نحو 67 % من الناخبين الشباب من البيض ايدوا ممداني مقابل تأييد 50% من الناخبين البيض من كبار السن (فوق 45 عاماً) لممداني بفارق يزيد 17 نقطة.
ما سبق ليس كافياً، بل إن استطلاع «فوكس نيوز» كشف عن أن أكثر من 70% من الشابات أقل من 30 عاماً انتخبن المرشح الديمقراطي وأن 50% من الشابات اليهوديات أيدن ممداني.
ولكي تتكشف الصورة بوضوح حصل ممداني على أصوات «جيل زد» الذين خاطبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبودكاست، وظهرت قدرته على الحديث في حملته الانتخابية بالأردية كلغة أم، إلى جانب مقاطع فيديو للحملة باللغات البنغالية والإسبانية والعربية في مدينة يتحدث سكانها نحو 800 لغة ولهجة مختلفة.
ويزيد على ذلك أن ممداني استهدف جمهور المتعلمين من «جيل زد» فنحو 57% من الحاصلين على تعليم جامعي أيدوا ممداني مقابل 40% من الذين لم يكملوا تعليمهم الثانوي.
إن التركيبة الديموجرافية لنيويوك هي تركيبة مدينة للمهاجرين فقد غابت عنها «شمس الرجل الأبيض» منذ عقود لصالح «الهسبان» وأصحاب الأصول الأفريقية الذين يمثلون معاً نحو نصف سكانها.
فهي المكان الذي لو ذهبت لمدرسة فإنك ستجد أن نصف الأطفال هم مولودون لأمهات مهاجرات، فنحو 36% من سكان المدينة ولدوا خارج الولايات المتحدة ومن بينهم ممداني الذي ولد في أوغندا.
شباب «جيل زد» في نيويورك هم تعبير عن التحولات في الخريطة الاجتماعية بالولايات المتحدة خريطة تسير نحو جيل أكثر ليبرالية وانفتاحاً على الثقافات المختلفة يدفعه كثافة التعليم الجامعي للتسامح مع التيارات والإثنيات وأصحاب الديانات المختلفة.
جيل ينقل التعايش من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الواقع المعاش وربما تكون اختياراته مغايرة لما يراه صناع السياسة من ضرورات الحكمة والعقلانية.
ولكن في النهاية فإن تحولات هذا الجيل الجديد قد تفرز تغيرات في اتجاه نقيض بعد 10 سنوات كما حدث مع «جيل البيتلز» الذي هيمن لفترة قصيرة على المجتمع الأميركي وتحول بعد عقدين من الزمن إلى حصن للأفكار التقليدية والسياسات القائمة على المصلحة والتوازنات. 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة ونائباه يعزون عائلة ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق ترامب يهدد بحجب المساعدات الغذائية للأميركيين إذا استمر الإغلاق الحكومي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أميركا الولایات المتحدة جیل زد

إقرأ أيضاً:

“زلزال سياسي” وانتصار لغزة: فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك يشعل تفاعلا عربيا

جاء ذلك وفق ما رصدته وسائل اعلام من تفاعلات عبر منصتي “فيسبوك” وشركة “إكس” الأمريكيتين، بعد إعلان فوز أول مسلم بهذا المنصب في المدينة الأكبر والأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة، والمعروف بمواقفه المؤيدة لحقوق الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة طيلة العامين الماضيين.

وبحسب النتائج الأولية غير الرسمية التي أعلنتها وكالة “أسوشيتد برس”، حصل ممداني (34 عاما) على 50.4 بالمئة من الأصوات، متقدماً على أقرب منافسيه، المرشح المستقل أندرو كومو، بفارق نحو 9 نقاط مئوية. فيما نال كومو 41.6 بالمئة من الأصوات، وحصل مرشح الحزب الجمهوري كورتيس سليا على 7.2 بالمئة.

ويبلغ عدد سكان نيويورك نحو 8.5 ملايين نسمة، بينهم أكثر من 950 ألف يهودي. 

رياح تغيير”  

وقال السفير المصري السابق محمد مرسي: “أكاد أشتم رياح تغيير في المزاج الأمريكي تجاه إسرائيل (..) يتضح بفوز ممداني رغم أنف ترامب وجانب من جماعات الضغط اليهودية في أمريكا”.

ووصف الكاتب و الباحث الفلسطيني إبراهيم المدهون الفوز بأنه “انتصار أخلاقي وكسر لقواعد السياسة الأمريكية”، موضحا أن ممداني “أعلن تأييده لفلسطين، ورفض الإبادة، ولم تهزه حملات التشهير”.

وأضاف: “لا نرفع سقف التوقعات، لكننا نؤمن بأن التغيير ممكن، جيل جديد يرى فلسطين قضية حق وعدالة”.  

  أما الأكاديمي المصري المقيم في نيويورك حسام فخر، فقال إن ممداني “سيكون العمدة رقم 111 وأصغر من شغل هذا المنصب، وأول شخص من جنوب آسيا وأول مسلم ينتخب لقيادة هذه المدينة الأكبر والأهم من دول كثيرة”.

واعتبر أن هذا الفوز “لا يصعب وصفه بأنه زلزال سياسي حقيقي يضع الساسة الأمريكيين أمام اختبار بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا”.

وأشار فخر إلى أن “انتقاد إسرائيل قبل خمس سنوات فقط كان بمثابة انتحار سياسي، أما اليوم فمرشح يعد بالقبض على (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو) لو وطأت قدمه نيويورك صاحبة أكبر تجمع يهودي خارج الاراضي الفلسطينية يفوز بمنصب عمدة المدينة”.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024، مذكرة اعتقال لمجرم الحرب نتنياهو إثر ارتكابه جرائم حرب وضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة، بينما تعهد ممداني، في تصريحات سابقة، باعتقال نتنياهو في حال وصل مدينة نيويورك، حيث يوجد مقر الأمم المتحدة.

ويتمتع ممداني بدعم قاعدة عريضة ومتنوعة من الناخبين، بينهم يهود يرفضون سياسات حكومة نتنياهو، لا سيما الإبادة الجماعية التي ارتكبتها بدعم أمريكي في قطاع غزة لمدة سنتين، وأسفرت عن 68 ألفا و872 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و677 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.

تلك الإبادة الإسرائيلية بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، مخلفة دمارا هائلا بـ90 بالمئة من البنية التحتية المدنية بالقطاع، بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار. ونبه فخر إلى أن “انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر 2026 ستكون المحك والاختبار الرئيسي لهذا التحدي الذي يواجه عالم السياسة الأمريكية الداخلية”.  

   “منبر مؤثر”

وقال الكاتب والأكاديمي الأردني وليد عبد الحي إن فوز ممداني يكرس توجها متصاعدا داخل الحزب الديمقراطي منذ أكثر من عقد، خاصة بين الشباب والأقليات. وأوضح أن هذه النتيجة تعكس اتساع حضور خطاب العدالة الدولية، الذي يضع قضايا مثل غزة، ونهب إفريقيا، والتدخل في أمريكا اللاتينية ضمن أولوياته.

وكتب الصحفي الفلسطيني علي أبو زرق أن ممداني اعتمد في خطابه السياسي على حرب غزة، وتعهد أكثر من مرة باعتقال نتنياهو إذا دخل نيويورك. وأضاف أن وجوده على رأس أهم بلدية أمريكية يشكل “منبرا مؤثرا” للتعريف بالقضية الفلسطينية، حتى وإن اكتفى بذكرها أحيانا. ووصف الأكاديمي المصري المقيم في الولايات المتحدة خليل العناني هذا الفوز بأنه “يصنع التاريخ”.  

  سخرية وتفاعل واسع

وتفاعل الإعلامي المصري الأمريكي الساخر باسم يوسف مع الحدث بسخرية، رابطا بين فوز ممداني ووفاة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني، الذي كان من أبرز الداعمين لغزو العراق عام 2003، قائلا: “يفوز ممداني في نفس يوم وفاة تشيني (الاثنين)؟ يا له من أمر إلهي!”.

أما الإعلامي المصري حافظ الميرازي فقال: “أهمية فوز ممداني ليست فقط في تغلب شاب مهاجر على مرشح مدعوم من النخب، بل في استعادة الثقة بقدرة النظام الديمقراطي على التغيير السلمي”.

ووصف الكاتب المصري جمال سلطان النتيجة بأنها “هزيمة مذلة للوبي الإسرائيلي في أمريكا للمرة الأول في تاريخ الولايات المتحدة”.

وأكد أن “الصراع لم يكن على عمدية عاصمة المال والسياسة، الصراع كان على عقل وروح أمريكا الجديدة، تاريخ جديد أعلن عن نفسه اليوم”.      

   تسونامي ترحيب

شهدت منصة شركة “إكس” الأمريكية سيلا من التفاعلات المرحبة بفوز ممداني، بينها ما كتبه الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي تحت عنوان “نشوة الانتصار وذل الهزيمة”، حيث قال إن النتيجة “هزيمة لترامب والجمهوريين، وانتصار مستحق للديمقراطيين”.

وأضاف: “لو جرت الانتخابات الرئاسية اليوم لخسرها ترامب”. من جانبه، كتب الإعلامي القطري جابر الحرمي أن الفوز “رغم حملات التشويه وتلقي منافسيه مئات الملايين من عشرات المليارديرات الداعمين لإسرائيل”.

وأضاف: “سبق أن وصف ما حصل في غزة بأنها جرائم وحشية وحرب إبادة، ويدعم حركة مقاطعة إسرائيل ولم يكن أحد يتصور قبل عامين هذا التغيير الكبير ضد الرواية الصهيونية”.

ورأى الإعلامي المصري أحمد منصور أن “اللوبي الصهيوني يعيش حالة من الهلوسة والجنون بعد فوز ممداني”.

وأضاف: “أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات، وحشدوا إعلامهم وكل قوتهم، لكن خسارتهم كانت مدوية، العالم يتغير، والانقسام داخل الولايات المتحدة يشتد، وفوز الديمقراطيين في أكثر من ولاية يدفع ترامب لعسكرة المجتمع الأمريكي”.

ويرى الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان أن النتيجة “تشكل تسونامي تغييرا وانتصارا لدماء الشهداء في غزة ولبنان والهند واليمن وأفغانستان، وهزيمة ساحقة لإمبراطورية الضلال والإبادة التي يتزعمها نتنياهو ويتبعه فيها ترامب”، معتبرا أنها “بداية النهاية لعصر الهيمنة والضلال الصهيوني”.

أما المؤثر السعودي خالد حبش فقال إن فوز ممداني “هزيمة للصهاينة في عقر دارهم، وهزيمة أجندة الإسلاموفوبيا في المدينة التي بدأت منها بعد أحداث سبتمبر (2001)”.

وتحت عنوان “غزة تغير العالم”، قال المؤثر الفلسطيني بلال نزار ريان إن “فوز ممداني يعد بداية مرحلة جديدة يعاد فيها تشكيل الوعي والسياسة، وعلامة على تحول تاريخي داخل أمريكا”.

وفي خطاب فوزه الأربعاء، قال ممداني: “أنا مسلم، أنا اشتراكي ديمقراطي، أرفض الاعتذار عن أي من هذا”.

مقالات مشابهة

  • من هو زهران ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك
  • يمنيون يحصدون مقاعد حكومية في الولايات المتحدة.. ومرشح مسلم يتولى منصب عمدة نيويورك
  • نيويورك تغيّر قواعد اللعبة السياسية بانتخاب ممداني لمنصب العمدة
  • “زلزال سياسي” وانتصار لغزة: فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك يشعل تفاعلا عربيا
  • هل يمكن لزهران ممداني أن يصل إلى البيت الأبيض بعد منصب عمدة نيويورك؟
  • فوز الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك
  • زهران ممداني يفوز برئاسة بلدية نيويورك
  • حادث سيارة مروع في الولايات المتحدة يقتل 3 طلاب من جامعة أريزونا
  • نيويورك تايمز: ترامب يتجاوز الحدود وديمقراطية أميركا في خطر