تضامن: 533 حالة اعتقال في الضفة والقدس خلال أكتوبر
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
إسطنبول - صفا
أكدت المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين (تضامن)، أن شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 شهد تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تمثل في حملة اعتقالات واسعة وإجراءات قمعية متزايدة داخل أماكن الاحتجاز، بالتزامن مع استمرار منع الجهات الحقوقية والدولية من الوصول إلى السجون وتقييد الرقابة عليها.
وقال تقرير تضامن الشهري، إن شهر أكتوبر وحده سجّل 533 حالة اعتقال وإعادة اعتقال في الضفة الغربية والقدس، بينهم أطفال ونساء وأسرى محررون، في مؤشر واضح على استمرار سياسة الاستهداف المنهجية بحق المدنيين والفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسهم القُصّر.
كما شهد الشهر إصدار وتجديد 669 أمر اعتقال إداري ضد فلسطينيين، بينهم نشطاء وصحفيون، بما يعكس تعمّد الاحتلال توسيع استخدام هذا الإجراء كوسيلة قمع سياسي وتجريد المعتقلين من أي ضمانات قانونية.
وبيّن التقرير أن العدد الإجمالي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ 9,204 أسيرًا حتى نهاية أكتوبر، بينهم 3,544 معتقلًا إداريًا دون تهمة أو محاكمة، في واحدة من أعلى نسب الاعتقال الإداري المسجلة على الإطلاق، إضافة إلى أكثر من 400 طفل تعرض بعضهم للتعذيب والتحقيق العنيف، و53 أسيرة بينهن معتقلات إداريات وطفلتان وأسيرة من قطاع غزة.
كما يواصل الاحتلال احتجاز 1,205 فلسطينيين من قطاع غزة تحت تصنيف “مقاتل غير شرعي”، وهو إجراء استثنائي يجرّد المحتجزين من الحد الأدنى لحقوقهم القانونية، ويمنع أي رقابة أو زيارات حقوقية.
وأوضح التقرير أن الوضع الصحي داخل السجون يزداد خطورة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وحرمان المرضى من العلاج، حيث تضم السجون عددًا من الحالات المرضية الخطيرة، من بينها مصابون بالسرطان ومرضى يعانون الشلل وأمراضًا مزمنة، في وقت تُمارس فيه سياسة الإهمال الطبي المتعمد كأداة قمع إضافية.
وسجل أكتوبر كذلك استشهاد ثلاثة أسرى جراء التعذيب والإهمال الطبي، ليرتفع عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 81شهيدًا، بينما بلغ عدد الشهداء منذ عام 1967 نحو 318 شهيدًا. وما يزال الاحتلال يحتجز جثامين عدد من الشهداء، في مخالفة صارخة لمعايير القانون الدولي التي تكفل كرامة المتوفين وحقوق عائلاتهم.
وفي تطور صادم، قال تقرير تضامن إن سلطات الاحتلال سلمت جثامين 255 شهيدًا أسيرًا، لافتًا إلى أن معظم الجثامين تظهر عليها آثار تعذيب وإعدام وتشويه، مع شهادات ووقائع متواترة تشير إلى اشتبهات سرقة أعضاء بشرية من بعض الجثامين.
وعدّت تضامن هذا السلوك جريمة مركبة تمس كرامة الإنسان الحي والميت، وتشكل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني.
وأشار التقرير إلى أن صفقة التبادل التي جرت في أكتوبر، والتي أُطلق خلالها سراح 1,968 معتقلًا بينهم أطفال ونساء وغالبية من معتقلي غزة، كشفت حجم الاعتقالات العشوائية التي مورست خلال العام الماضي، واستخدام المدنيين الفلسطينيين كورقة ضغط سياسية خارج أي إطار قانوني أو قضائي.
وختمت تضامن بالتأكيد أن هذه الأرقام تعكس واقعًا قمعيًا ممنهجًا يستهدف الحركة الأسيرة بهدف كسر إرادتها وتفكيك بنيتها، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والضغط الفوري لوقف جرائم الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري، والإفراج عن المعتقلين الإداريين، وتمكين المؤسسات الحقوقية من زيارة السجون، وفتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حالة اعتقال الضفة القدس تضامن
إقرأ أيضاً:
شهيد و87 حالة اعتقال و15 عملية هدم وتجريف و10822 مستعمرًا اقتحموا الأقصى خلال تشرين الأول
القدس المحتلة - صفا
قالت محافظة القدس في تقريرها عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المحافظة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2025، إنه استُشهد مواطن وأصيب 40 آخرون، واعتُقل 87، فيما نفذ الاحتلال 15 عملية هدم وتجريف، كما نفذ المستعمرون 68 اعتداءً، واقتحم المسجد الأقصى المبارك 10822 مستعمرا.
ملف الشهداء
شهدت محافظة القدس المحتلة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2025، استمرارًا لسياسة القتل الميداني التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا، ضمن منظومة اعتداءات متصاعدة تشمل المداهمات العسكرية والمطاردات المنظمة للعمال الفلسطينيين. وفي هذا السياق، ارتقى المواطن سليم راجي حسن أبو عيشة (57 عامًا) من محافظة جنين، بتاريخ 15 تشرين الأول 2025، إثر اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب المبرح على الرأس في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاده.
اعتداءات المستعمرين
أفادت محافظة القدس بأنها رصدت (68) اعتداءً نفذها المستعمرون منها (2) بالإيذاء الجسدي خلال شهر تشرين الأول 2025، شملت اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم مسيرات استفزازية في البلدة القديمة، واعتداءات على المواطنين والممتلكات، ضمن سياسة منظمة تنفذها جماعات استعمارية إرهابية، مدعومة من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي توفر لها الغطاء القانوني والسياسي، وتشجعها صراحة على ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين.
الإصابات
رصدت محافظة القدس خلال الشهر المنصرم، ما مجموعه (40) إصابة، توزعت بين إصابات بالرصاص الحي والمطاطي، وحالات اعتداء بالضرب، وتؤكد هذه الانتهاكات أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة باتت تطلق العنان لقواتها والمستعمرين لتنفيذ اعتداءاتهم بحق المقدسيين بغطاء قانوني وحماية عسكرية، في مشهد يعكس تواطؤًا رسميًا وسياسة متعمدة للإفلات من العقاب.
الجرائم والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك
شهد شهر تشرين الأول تصعيدًا واضحًا وممنهجًا في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، حيث رصدت محافظة القدس اقتحام (10822) مستعمرًا لباحات المسجد، إلى جانب (8704) آخرين دخلوا تحت غطاء ما تسمى "السياحة"، في إطار سياسة تهويدية ممنهجة تهدف إلى فرض سيادة الاحتلال على المسجد ومحيطه. وقد تزامنت هذه الاقتحامات مع ما يسمى "عيد الغفران" و"عيد العُرش اليهودي"، لتشكل ذروة الانتهاكات خلال هذا الشهر، إذ أقدم المستعمرون على أداء صلوات جماعية وطقوس تلمودية علنية، تضمنت الغناء والرقص والتصفيق ونفخ الشوفار، وحمل القرابين النباتية، وارتداء زي "كهنة الهيكل"، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم.
حالات الاعتقال
رصدت محافظة القدس تصعيدًا ملحوظًا في سياسات القمع والاعتقال التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إذ تم توثيق اعتقال (87) مواطنًا، بينهم (11) طفلا و(3) نساء. وترافقت هذه الاعتقالات مع اقتحامات المنازل والأحياء، واعتقالات ميدانية عند الحواجز وفي الطرقات، حيث استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة، والضرب، والإهانة، والتهديد، ما يعكس استمرار سياسة الإفلات من العقاب واستهداف الهوية الفلسطينية والمقدسات.
قرارات محاكم الاحتلال بحق المعتقلين
تواصل محاكم الاحتلال الإسرائيلي فرض أحكام تعسفية على المعتقلين الفلسطينيين، تشمل السجن لفترات متفاوتة، وفرض الحبس المنزلي القسري، إضافة إلى قرارات بالإبعاد عن أماكن السكن أو العبادة، وفرض غرامات مالية ثقيلة تثقل كاهل العائلات الفلسطينية. كما واصلت هذه المحاكم تمديد فترات الاعتقال الإداري التعسفي لعدد من الأسرى دون توجيه لوائح اتهام واضحة، في بعض الحالات لفترات تمتد لسنوات، وهو انتهاك صارخ لمبادئ المحاكمة العادلة.
السجن الفعلي
كما رصدت محافظة القدس صدور (16) حكمًا وقرارًا بحق الأسرى المقدسيين، منها (13) بالاعتقال الإداري، في إطار استمرار سياسة الاحتلال الإسرائيلي القمعية بحقهم، إذ شملت الأوامر تجديدات متكررة لعدد من الأسرى للمرتين الثانية والثالثة، وحتى الرابعة عشرة على التوالي، دون توجيه تهم واضحة، بينما صدرت ثلاثة أحكام بالسجن الفعلي تراوحت مددها بين خمسة أشهر ونصف وثلاث سنوات، ورافقت بعضها غرامات مالية وصلت إلى 4000 شيقل.
الحبس المنزلي
وخلال الشهر الماضي، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الحرمان القسري من الحرية عبر الحبس المنزلي بحق المقدسيين، كإحدى الأدوات العقابية البديلة عن الاعتقال المباشر، خصوصًا ضد الصحفيين والنشطاء. إذ تم خلال هذا الشهر تمديد قرار الحبس المنزلي بحق الصحفية المقدسية بيان الجعبة بتاريخ 22 تشرين الأول 2025، حتى 7 تشرين الثاني المقبل، مع منعها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي طوال مدة القرار، في خطوة تستهدف تقييد نشاطها الإعلامي وتكميم صوتها.
قرارات الإبعاد
رصدت محافظة القدس خلال هذا الشهر (17) قرارًا بالإبعاد، من بينها (16) قرارًا عن المسجد الأقصى المبارك، فيما تنوعت باقي القرارات بين الإبعاد عن البلدة القديمة والضفة الغربية.
عمليات الهدم والتجريف والاستيلاء على الممتلكات
نفذت سلطات الاحتلال (15) عملية هدم وتجريف، شملت (5) عملية هدم ذاتي قسري أُجبر خلالها المقدسيون على هدم منازلهم لتفادي الغرامات، و(7) عمليات هدم نفذتها آليات الاحتلال بالقوة، إضافة إلى (3) عمليات تجريف، استهدفت أراضي وشوارع فلسطينية، بحجة البناء غير المرخص، في وقت تُفرض فيه القيود المشددة على الحصول على تراخيص بناء، ما يجعلها شبه مستحيلة للمقدسيين.
قرارات الهدم والإخلاء القسري والاستيلاء على الأراضي
وثقت محافظة القدس، إصدار سلطات الاحتلال (55) إخطارًا، خلال الشهر الماضي، توزعت بين (45) أمرًا بالهدم، و(7) قرارات بالإخلاء، و(3) قرارات بالاستيلاء على أراضٍ وممتلكات. وتركزت الإخطارات في بلدات الطور، وسلوان، وعناتا، وجبع، وقلنديا، إلى جانب تجمع السعيدي البدوي شرق المدينة، ما يعكس استمرار الاحتلال في توسيع مشاريعه الاستعمارية والاستيلاء عبى الأراضي تحت غطاء "الحدائق التوراتية" و"المنفعة العامة".
الجرائم والانتهاكات ضد المؤسسات والمعالم المقدسية
شهدت مدينة القدس المحتلة خلال شهر تشرين الأول 2025 تصعيدًا ممنهجًا في الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت المؤسسات الدينية، والتعليمية، والرياضية، والمجتمعية، إلى جانب ملاحقة القيادات الوطنية والدينية، في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى إحكام السيطرة على المشهد الديني والمدني في المدينة وتقويض هوية القدس الفلسطينية. وتنوعت هذه الاعتداءات بين اقتحامات واعتقالات واعتداءات جسدية، إلى جانب فرض قيود على الفعاليات المجتمعية، واستهداف المساجد والكنائس والنقابات المهنية، ما يعكس استمرار الاحتلال في تضييق الخناق على الحضور الفلسطيني في المدينة المقدسة.
المشاريع الاستعمارية
رصدت محافظة القدس استمرارًا للسياسات الاستعمارية الإسرائيلية الهادفة إلى تعزيز السيطرة على مدينة القدس وضواحيها، من خلال مخططات استعمارية واسعة تشمل البناء والاستيلاء على الأراضي والتوسعة الاستعمارية، وقد وثقت المحافظة، استنادًا إلى المتابعة اليومية للإعلانات الرسمية الصادرة عما تسمى "الإدارة المدنية وبلدية الاحتلال في القدس" بالإضافة إلى ما وثقه مركز بيت الشرق، ما مجموعه 13 مخططًا استعماريًا خلال الشهر، منها خمسة مخططات تم إيداعها تشمل بناء 769 وحدة استعمارية على مساحة 19.861 دونم، وخمسة مخططات تمت المصادقة عليها تشمل بناء 5,129 وحدة استعمارية جديدة.