تفاقم الأزمات الإنسانية في غزة وسط خروقات متواصلة لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من قطاع غزة، إن الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد سوءًا مع تفاقم الأزمات المعيشية واستمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.
. لكن حسابها لم يبدأ
وأوضح خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد أبو زيد، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن بناية سكنية في حي الدرج شرق مدينة غزة انهارت قبل قليل على رؤوس قاطنيها، مشيرًا إلى أن المبنى كان قد تعرض في وقت سابق لقصف إسرائيلي جعله آيلًا للسقوط، إلا أن مئات العائلات الفلسطينية اضطرت إلى العودة للسكن في منازل مدمرة أو متصدعة لعدم وجود بدائل أخرى.
وأكدت طواقم الدفاع المدني أنها تعمل حاليًا على انتشال ضحايا ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، فيما أطلقت الأجهزة المختصة تحذيرات جديدة مع اقتراب فصل الشتاء، بسبب مخاطر السكن في المنازل المهددة بالانهيار أو الخيام المنتشرة على طول الساحل الغزي، خاصة مع احتمال ارتفاع الأمواج وغرق تلك الخيام.
وأشار أبو كويك إلى أن الجيش الإسرائيلي واصل خروقاته للهدنة خلال ساعات الليل وصباح اليوم، حيث استهدف مناطق شرقية في مدينة خان يونس وشرق محافظة غزة بعمليات قصف ونسف لأحياء سكنية، إضافة إلى غارات جوية متكررة في المناطق الشرقية الواقعة قرب "الخط الأصفر"، والتي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل كامل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة وقف إطلاق النار مدينة غزة الخروقات الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
كاتب وأسير محرر يكشف تفاقم حالات التعذيب في سجون الاحتلال
أكد الكاتب الفلسطيني والأسير المحرر حديثا ناصر أبو سرور، أن استخدام التعذيب من قبل الاحتلال الإسرائيلي زاد بشكل كبير خلال العامين الأخيرين من أسره، حيث بدأت "إسرائيل" تتعامل مع سجونها كجبهة أخرى لحرب الإبادة في قطاع غزة.
وجاء في تقرير صحيفة "الغارديان" تقريرا إن الكاتب أبو سرور أُفرج عنه الشهر الماضي بعد أكثر من 32 عاما في السجون الإسرائيلية، قال إن استخدام التعذيب زاد بشكل كبير خلال العامين الأخيرين من أسره.
وذكر التقرير أن ناصر أبو سرور، الذي تُرجمت مذكراته من السجن إلى سبع لغات ويُتوقع أن يفوز بجائزة أدبية دولية كبرى هذا الشهر، كان من بين أكثر من 150 فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد أُفرج عنهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بوساطة أمريكية، ثم نُفوا على الفور إلى مصر، حيث لا يزال معظمهم في وضع غير مستقر.
وأضاف أن أبو سرور، البالغ من العمر 56 عاما، تحدث عن زيادة حادة في استخدام الضرب والحرمان من الطعام والدفء بعد اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ونقل عنه قوله: "تغير زي حراس السجن، حيث وُضعت شارة على الصدر مكتوب عليها كلمة 'مقاتلون' أو 'محاربون'، وبدأوا يتصرفون وكأنهم في حرب وهذه جبهة أخرى، وبدأوا بالضرب والتعذيب والقتل مثل المحاربين".
ولفت التقرير إلى أن لجنة تابعة للأمم المتحدة أدرجت 75 حالة وفاة لفلسطينيين في الحجز الإسرائيلي بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و31 آب/ أغسطس 2025. بينما نفت مصلحة السجون الإسرائيلية مرارا وتكرارا استخدام التعذيب في سجونها.
وأوضح التقرير إن أبو سرور تحدث عبر الهاتف من مصر، ووصف أيضا "الصدمة المذهلة" التي شعر بها عندما نُقل مباشرة من الظروف القاسية للاعتقال الإسرائيلي إلى فندق خمس نجوم في القاهرة كضيف على السلطات المصرية.
وأشار إلى أن أبو سرور شارك في شبابه في الانتفاضة الأولى، الانتفاضة الفلسطينية بين عامي 1987 و1993، حيث اتُهم بالتواطؤ في مقتل ضابط أمن إسرائيلي من جهاز الشاباك كان يحاول الضغط على ابن عم أبو سرور ليصبح متعاونا.
وأضاف أنه بناء على اعتراف أدلى به تحت التعذيب، حُكم على أبو سرور عام 1993 بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط. خلال عقود اتسمت بفترات طويلة من الحبس الانفرادي، حصل على شهادة البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية، وبدأ بنشر الشعر وكتابات أخرى تم تهريبها من السجن.
وقد أملى أبو سرور مذكراته في السجن، "حكاية جدار: تأملات في معنى الأمل والحرية"، في معظمها خلال محادثات هاتفية مع أحد أقاربه على مدى أكثر من عامين. وقد تُرجم الكتاب من العربية ليُنشر بسبع لغات، وهو مرشح نهائي لجائزة الأدب العربي التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس سنويا.
وأشار التقرير إلى أن مناشدات إطلاق سراحه ظلت دون جدوى على مدى عقود، لذلك عندما جاء المسؤولون إلى السجن بعد وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر حاملين قائمة بأسماء السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم، حاول أبو سرور تجاهلهم.
قال أبو سرور: "كانوا ينادون أرقام الزنازين، وكنت جالسا على سريري في الغرفة رقم 6 أشعر أنني لست جزءا من الأمر. لقد كان هناك العديد من المرات التي كان ينبغي أن أكون فيها جزءا من ذلك طوال تلك السنوات. لكن الأمر برمته ضخم ومؤلم للغاية، ولم أكن أرغب في التفاعل. كانت آلية دفاعية. كنت أقول إن الأمر لا علاقة له بي.".
وأضاف: "لكنهم بعد ذلك جاءوا إلى زنزانتي وقالوا: 'ناصر، استعد'. لقد وصلتني رحمة الله أخيرا. كان أصدقائي يعانقونني ويقبلونني، وكنت في حالة من عدم التصديق".
وأخبر أبو سرور الصحيفة أنه بعد اندلاع حرب غزة، التي أشعلها هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تدهورت معاملة السجناء الفلسطينيين القدامى في السجون الإسرائيلية بشكل كبير.
وأضاف: "أي مكان لا توجد فيه كاميرات كان مكانا للوحشية. كانوا يربطون أيدينا خلف رؤوسنا ويرموننا على الأرض، ثم يبدأون بالدوس علينا بأقدامهم".
وأكدت الصحيفة أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، تفاخر بأن السجون الإسرائيلية لم تعد "معسكرات استجمام" تحت إدارته. وقال أبو سرور إنه تم سحب جميع مواد القراءة والكتابة في ظل هذا النظام.
كما أخبر أبو سرور الصحيفة بأن "جميع مظاهر الحياة الثقافية في السجن توقفت خلال العامين الماضيين، لذلك لم يبقَ سوى الحياة البيولوجية. حاول الجميع النجاة بطريقتهم الخاصة. وكنا دائما جائعين". فقد تم الحفاظ على الحصص الغذائية اليومية عند مستوى الكفاف، وقال إنه فقد 12 كيلوغراما من وزنه.
ولم يُسمح للسجناء إلا بمجموعة واحدة من الملابس الخفيفة، لذلك كانوا يشعرون بالبرد دائما في ليالي الشتاء. قال: "كانت أجسادنا ضعيفة. لم نكن نستطيع تحمل حتى درجة حرارة معتدلة. كلما كان أحدهم يغادر السجن، كان الجميع يحاولون مصادقته ليحصلوا على قميصه أو ملابسه الداخلية، أو أي شيء آخر".
وقال أبو سرور إنه في الساعات الأربع والعشرين التي سبقت إعلان أسماء السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب وقف إطلاق النار وصعودهم إلى الحافلات للمغادرة، تعرضوا لجولة أخيرة مكثفة بشكل خاص من الضرب المبرح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الرحلة التي استغرقت 48 ساعة، لم يُسمح لهم بفتح ستائر الحافلات التي عبرت "إسرائيل" ثم سارت على طول الحافة الجنوبية لقطاع غزة وصولا إلى معبر رفح مع مصر. لم يرَ السماء إلا بعد دخوله مصر لأول مرة خارج أسوار السجن.
أنزلت الحافلات الأسرى الـ 154 المفرج عنهم في فندق فاخر في القاهرة، الأمر الذي صدمهم أيضا. قال أبو سرور: "لم أذهب إلى فندق من قبل. فعلت كل شيء لأول مرة كطفل، من الدخول والخروج من المصعد، والتعرف على خدمة الغرف، وكيفية استخدام الدش".
كان جزء من الصدمة هو لقاء أربع من شقيقاته وشقيقه لأول مرة منذ عقود. قال: "كان هذا سببا آخر للتوتر بالنسبة لي.. لقد افترقنا لمدة 33 عاما تقريبا. شعرتُ بالأمر قاسيا لأنه حُرمتُ من اللقاء لفترة طويلة". يتذكر أنه كان يفكر: "هل من المقبول أن أعانقهم؟".
وكان مسؤولو الأمن المصريون يراقبون الأسرى المحررين وهم يختلطون بالسياح، ويستلهمون منهم كيفية التصرف.
قال أبو سرور: "في الصباح رأينا بوفيه الطعام ورأينا كل ذلك الطعام. فوضع الجميع كيلوغرامين من الطعام في أطباقهم. كان مشهدا سرياليا. شعرنا بالحرج. لم نكن نعرف ماذا نفعل بالسكين والشوكة". وأضاف: "كانت مشاعري مختلطة ومتوترة. شعرت بالحرج. أعجز عن التعبير، ولا أستطيع وصف الأشياء من حولي".
والسبت، بعد أن نشرت صحيفة ديلي ميل خبرا كشفت فيه عن وجود أسرى فلسطينيين محررين بين السياح الغربيين فيما أسمته "فندق حماس"، مُنحت المجموعة ساعتين لحزم أمتعتهم قبل نقلهم بالحافلات إلى فندق آخر في الصحراء، على بُعد ساعة بالسيارة من العاصمة.
وقالت الصحيفة إن تلك الخطوة المفاجئة، المتمثلة في إجبارهم على ركوب الحافلات لنقلهم إلى مكان مجهول اختاره آخرون، كانت تذكيرا لأبو سرور بأنهم لم ينالوا حريتهم الكاملة بعد.
عُرضت عليه عدة خيارات لدول ثالثة مستعدة لاستقباله على المدى الطويل، وهو يحاول تحديد وجهته بناء على سهولة وصول عائلته إليه، وما إذا كان سيتمكن من مواصلة الكتابة، وقال: "لا أريد دولة مريحة. لا أريد دولة بلا أسئلة أو دولة بلا قضية".