بوابة الوفد:
2025-11-11@11:17:21 GMT

حكم قول حرمًا بعد الصلاة في الشرع

تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT

الصلاة.. تعد مصافحة الناس بعضهم بعضًا وقول كلمة "حرمًا" بعد الصلاة من الأمور الجائزة في الشرع الشريف؛ لما فيها من معاني الألفة والمودة بين المسلمين، كما أن دعاء الإنسان لغيره أن يجمعه الله تعالى معه في الحرم يُعدّ دعاءً للنفس، وهو أرجى للإجابة.


حثّ الشرع الشريف على السلام والمصافحة حتى بعد الصلاة:

وحثَّ الشرع الشريف على السلام والمصافحة، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، وابن شاهين في "الترغيب".

وعن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.

حكم المصافحة بعد الصلاة:

والمصافحة مطلوبة عند كل التقاء، ومن ذلك التقاء المصلين بعد الصلاة، فهي سنة بصفة عامة، وسبب لمغفرة الذنوب.

وقد تواردت عبارات العلماء الدالة على استحباب المصافحة بصفة عامة، وأنها مطلوبةٌ ومباحة بعد الصلاة، واستحبها بعضهم.

قال العلامة الطحطاوي الحنفي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (ص: 530، ط. دار الكتب العلمية): [وكذا تُطلب المصافحة؛ فهي سنة عقب الصلاة كلها، وعند كل لُقِيٍّ] اهـ.

قول حرما بعد الصلاة:

وقال العلامة الشرنبلالي الحنفي في "حاشيته على درر الحكام شرح غرر الأحكام" (1/ 142، ط. دار إحياء الكتب العربية): [والتهنئة بتقبل الله منا ومنكم لا تنكر كما في "البحر"، وكذا المصافحة، بل هي سنة عقب الصلوات كلها، وعند كل لقي، ولنا فيها رسالة سميتها: "سعادة أهل الإسلام بالمصافحة عقب الصلاة والسلام"] اهـ.

وقال العلامة ابن الحاج المالكي في "المدخل" (2/ 288، ط. دار التراث): [قال الشيخ الإمام أبو عبد الله بن النعمان رحمه الله: إنه أدرك بمدينة فاس والعلماء العاملون بعلمهم بها متوافرون أنهم كانوا إذا فرغوا من صلاة العيد صافح بعضهم بعضًا] اهـ.

الصلاة
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" (3/ 488، ط. دار الفكر): [والمختار أنْ يقال: إن صافحَ مَنْ كان معه قبل الصلاة: فمباحةٌ كما ذكرنا، وإن صافح من لم يكن معه قبل الصلاة عند اللقاء: فسنة بالإجماع؛ للأحاديث الصحيحة في ذلك] اهـ، ونقله الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس اليعمري في "النفح الشذي شرح جامع الترمذي" (4/ 564، ط. دار الصميعي) وارتضاه.

وقال الإمام النووي أيضًا في "الأذكار" (ص: 266، ط. دار الفكر): [واعلم أنَّ هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر فلا أصل له في الشرع على هذا الوجه، ولكن لا بأس به؛ فإن أصل المصافحة سُنَّة، وكونُهم حافظوا عليها في بعض الأحوال وفرَّطوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها لا يُخْرِجُ ذلك البعضَ عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها] اهـ.

وقال العلامة ابن علان الصديقي الشافعي في "الفتوحات الربانية شرح الأذكار النووية" (5/ 397، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية): [قوله: (واعلم أن المصافحة مستحبة عند كل لقاء) أي سواء كان بعد سفر أو لا. قوله: (وأما ما اعتاده الناس... إلخ) في "صحيح البخاري" من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى أقبل علينا بوجهه، وفيه قال أبو جحيفة: وخرج صلى الله عليه وآله وسلم بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين، وقام الناس فجعلوا يأخذون بيده، فيمسحون بها وجوههم، فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك. أورد هذين الحديثين المحب الطبري في غايته وأورد أحاديث كثيرة كذلك، وقال: يستأنس بذلك لما تطابق عليه الناس من المصافحة بعد الصلوات في الجماعات لا سيما في العصر والمغرب إذا اقترن به قصد صالح من تبرك أو تودد أو نحوه اهـ، وأفتى حمزة الناشري وغيره باستحبابها عقب الصلوات مطلقًا، أي وإن صافحه قبلها؛ لأن الصلاة غيبة حكمية فتلحق بالغيبة الحسية اهـ] اهـ.

حكم قول المصلي حرمًا عند المصافحة بعد الصلاة

أما قول حرمًا عند هذه المصافحة فقد جرت العادة أن المصلي إذا قال لجاره: "حرمًا" أن يَرُدَّ عليه بقوله: "جمعًا"، والمعنى: أن هذا من باب دعاء المسلم لنفسه ولأخيه أن يجمعهما الله تعالى في الحرم الشريف، ودعاء المسلم لأخيه مما رغَّب الشَّرع الشَّريف فيه، وبيَّن أنَّه مستجابٌ؛ فعن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه يقول: حدثَّني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب" أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن المبارك في "الجهاد"، والدولابي في "الكُنَى والأسماء".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصلاة حرما بعد الصلاة قول حرما بعد الصلاة حكم قول حرما بعد الصلاة إتقان الصلاة صلى الله علیه وآله وسلم المصافحة بعد رضی الله عنه قال العلامة بعد الصلاة عند کل

إقرأ أيضاً:

هل التوبة والندم تمحي الصلوات التي لم يؤدها الشخص؟..دار الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك سؤالًا من أحد المتابعين يقول فيه: عندما يتوب الإنسان إلى ربه؛ هل تُمحى الصلوات التي لم يصلها من قبل؟ وهل تُحسب عليه؟

وردت دار الإفتاء موضحة أن قضاء الصلوات المفروضة الفائتة واجب باتفاق الأئمة الأربعة، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْضُوا اللهَ الذي لَهُ، فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» رواه البخاري، مشيرة إلى أن المسلم في هذه الحالة عليه أن يقضي مع كل فرض حاضر فرضًا من جنسه مما ترك، حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، وإذا عاجلته المنية قبل أن يتم ما عليه، فإن الله يعفو عنه بمنه وكرمه.

وأكدت دار الإفتاء أن الصلاة من الفرائض التي لا تسقط عن المسلم البالغ العاقل، ويلزمه قضاء الفائتة، موضحة أن القول بعدم وجوب القضاء والاكتفاء بالتوبة فقط قول باطل مخالف لإجماع الأمة، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا» رواه الطبراني، وقوله صلى الله عليه وسلم: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى» رواه أبو داود.

وأوضحت الدار أن التوبة من ترك الصلاة ترفع الإثم فقط، ولا تُسقط القضاء، لأن الصلاة دين في ذمة العبد لا يُرفع عنه إلا بأدائها، مشيرة إلى أن من تاب من ترك الصلاة فعليه أن يبدأ بالقضاء شيئًا فشيئًا مع الصلوات الحالية، حتى يغلب على ظنه أنه أدى ما فاته.

الإفتاء: خفض أسعار الفواتير للتهرب من الضرائب محرم شرعًا وكذب وغشالإفتاء: الغش في المنتجات الغذائية محرم شرعا.. وزيارة القبور يوم الجمعة مستحبةهل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر بدعة؟.. الإفتاء: جائزة بشرطماذا يحدث عند البكاء في الحمام ليلا؟.. الإفتاء: احذروه لـ 3 أسباب

من جانبه، قال الشيخ أحمد صبري، الداعية الإسلامي، إن الصلاة عماد الدين، وهي واجبة على كل مسلم، مشيرًا إلى أن هناك قولين في مسألة تعويض الصلوات الفائتة، الأول هو قضاء ما فات من صلوات، والثاني وهو ما يرجحه، أن التوبة تجب ما قبلها إذا كانت الصلوات الفائتة كثيرة جدًا بما يصعب قضاؤها، موضحًا أن في هذه الحالة يُستحب الإكثار من النوافل لأنها تُعوض النقص في الفريضة.

وأضاف «صبري» أن من كان يعلم عدد الصلوات التي فاتته ويسهل عليه قضاؤها فعليه أن يقضيها وقتما شاء، مبينًا أن ترتيب الصلوات لا يكون شرطًا في هذه الحالة، لأن الوقت والترتيب يسقطان إذا فات وقت الصلاة.

كيف قضي الصلاة الفائتة عدة سنوات 

وفي سياق متصل، قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلوات التي قصّر العبد في أدائها تعد دينًا في ذمته لا يسقط عنه إلا بأدائها، مضيفًا أن مجرد التوبة أو الاستغفار لا يكفي لإسقاط هذا الحق، لأن دين الله أحق أن يُقضى، واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أتته امرأة، فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر رمضان، أفأقضيه عنها؟ قال: (أرأيتك لو كان عليها دَيْن، كنت تقضينه؟)، قالت: نعم، قال: (فدين الله أحق أن يُقضى)».

وأوضح ممدوح أن العبد الذي لم يصل طيلة ثلاث سنوات على سبيل المثال، يمكنه أن يقضي ما فاته بأن يصلي مع كل فرض حالي فرضًا فائتًا، وبذلك يتم قضاء ما عليه تدريجيًا دون مشقة كبيرة، مشيرًا إلى أن توبة من فاتته صلوات كثيرة لا تُسقط وجوب القضاء، وإنما ترفع الإثم فقط.

كما أشار إلى أنه يجوز لمن عليه صلوات كثيرة أن يصليها بإيجاز دون إخلال بصحتها، كأن يقتصر على قراءة الفاتحة والتسبيح في الركوع والسجود، حتى لا يدخل الشيطان على قلبه بالملل والتكاسل، ويستطيع إبراء ذمته سريعًا.


 

طباعة شارك دار الإفتاء الصلوات الفائتة القضاء التوبة النوافل ترك الصلاة

مقالات مشابهة

  • مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر في المحافظات
  • حكم تأخير صلاة العشاء قبل الفجر بساعة؟.. هذا آخر وقتها بدون إثم
  • 5 سنن عند سماع الأذان ترفعك عند الله درجات.. لا تفوتها
  • فضل صلاة العشاء قبل منتصف الليل.. 15 سببا يجعلك تصليها الآن
  • 13 دعاء تمحو ذنوبك كلها.. رددها بعد الصلاة وانسى أمرها
  • تعلن محكمة رداع ان على المدعى عليه ضيف الله قشاشة الحضور إلى المحكمة
  • هل الدعاء مستجاب عند المصافحة؟.. الإفتاء توضح
  • مواقيت الصلاة .. موعد صلاة العصر والمغرب والعشاء
  • هل التوبة والندم تمحي الصلوات التي لم يؤدها الشخص؟..دار الإفتاء توضح