القرآن الكريم.. قالت دار الإفتاء المصرية لا يجوز شرعًا اعتماد المفسر للقرآن الكريم على رأيه الشخصي الذي لا سند له من الكتاب أو السنة أو قواعد اللغة العربية؛ فالواجب على الذي يتعرَّض لتفسير كتاب الله تعالى أن تتحقق فيه مجموعة من الشروط؛ بأن يكون راسخَ القدم في معرفة قواعد اللغة العربية وعلومها المتنوعة من نحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ، وكذلك في معرفة علوم الفقه والأصول والقراءات والتاريخ وغير ذلك من العلوم التي لا غنى عنها لمن يتعرَّض لتفسير كتاب الله تعالى.

حكم اللجوء إلى الرأي الشخصي في تفسير القرآن الكريم:

وأوضحت أن المقرر أن أصحَّ طُرق تفسير كتاب الله العزيز: هو تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم، ثم بسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بالمأثور عن الصحابة الكرام وكبار التابعين.

تفسير القرآن الكريم

وأضافت أن تفسيرُ القرآن الكريم على رأس العلوم المهمة التي يجب أن يشتغل بها العلماءُ المحققون؛ إذ هو المفتاح الذي يكشف عن الهدايات السامية، والتوجيهات النافعة، والعظات الشافية، والتشريعات الحكيمة، والآداب القويمة التي اشتمل عليها القرآن الكريم.

وبدون تفسير القرآن الكريم تفسيرًا علميًّا سليمًا مستنيرًا لا يمكن الوصول إلى ما اشتمل عليه هذا الكتاب الكريم من هدايات وتوجيهات مهما قرأه القارئون وردَّد ألفاظه المرددون؛ قال إياس بن معاوية: "مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قومٍ جاءهم كتاب من مليكهم ليلًا وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة؛ لأنهم لا يدرُون ما في الكتاب، ومثل الذي يعرفُ التفسير كمثل رجلٍ جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب".

ولقد فصَّل الإمام ابن كثير رحمه الله القولَ في بيان أحسن طرق التفسير للقرآن الكريم؛ فقال: [فإن قال لنا قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: أنَّ أصحّ الطرق في ذلك أنّ يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد بُسِطَ في مكان آخر، فإنْ أعياك ذلك فعليك بالسنة النبوية الشريفة؛ فإنها شارحةٌ للقرآن ومُوَضِّحةٌ له، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ». يعني السنة، فإنْ أعياك ذلك فعليك بأقوال الصحابة؛ فإنهم أدرى بذلك بسبب ما شاهدوا من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح، فإنْ أعياك ذلك فعليك بأقوال كبار التابعين؛ لأنهم أدرى الناس بمعاني كلام الله تعالى بعد الصحابة] اهـ. بتصرف "تفسير ابن كثير" (1/ 8- 9، ط. دار الكتب العلمية).

القرآن الكريم
وأكدت الإفتاء أنَّه يجب على مَن يتعرَّض لتفسير كتاب الله تعالى أن يعتمدَ في تفسيره على القرآن الكريم نفسه؛ لأن ما أَجْمَلَه القرآن في موضع قد يُفَصِّله في موضع آخر، ثم على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنها شارحةٌ للقرآن الكريم ومُوَضِّحةٌ لما جاء مُجْمَلًا فيه، ثم على أقوال الصحابة؛ لأنهم هم الذين شاهدوا عصر التنزيل وسألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما خَفِي عليهم، ثم على أقوال تلاميذهم من كبار التابعين، كما يجب على الذي يتعرَّض لتفسير كتاب الله تعالى أن يكون راسخَ القدم في معرفة قواعد اللغة العربية وعلومها المتنوعة من نحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ، وفي علوم الفقه والأصول والقراءات والتاريخ وغير ذلك من العلوم التي لا غنى عنها لمن يتعرَّض لتفسير كتاب الله تعالى.

وأوضحت أنه يجوز إطلاقًا أن يعتمد المُفَسِّر للقرآن الكريم على رأيه الشخصي الذي لا سندَ له من الكتاب أو السنة أو قواعد اللغة العربية؛ فإنَّ التفسير بالرأي والاجتهاد لكي يكون مقبولًا لا بدَّ أن يكون مستندًا إلى ما يؤيده من القواعد الشرعية ومن أساليب اللغة العربية، فإذا لم يكن كذلك كان تفسيرًا مبنيًّا على الجهالة والضلالة، وبعيدًا عن الحق الذي أمرنا الله تعالى باتباعه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القران الكريم حكم قراءة القرآن الكريم فضل قراءة القرآن الكريم تفسير القرآن الكريم صلى الله علیه وآله وسلم قواعد اللغة العربیة تفسیر القرآن الکریم للقرآن الکریم تفسیر ا

إقرأ أيضاً:

تواصل اختبارات المرحلة الأولى في مسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تواصل اختبارات المرحلة الأولى للذكور والإناث من المقيمين في فئتي خواص الحفاظ، وعموم الحفاظ بفرع القرآن الكريم كاملا، في مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم التي تنظمها الوزارة في دورتها الثلاثين.

وأوضح السيد فهد أحمد المحمد، عضو اللجنة المنظمة للمسابقة، أن حفاظ كتاب الله من الذكور والإناث يتنافسون في أشرف العلوم وأزكاها، ليتأهل إلى المرحلة الثانية 15 متسابقا و15 متسابقة في فئة عموم الحفاظ، و15 متسابقا و15 متسابقة في فئة خواص الحفاظ.

وقال المحمد: إن المسابقة تتميز بتشجيعها للشباب والحفاظ، ذكورا وإناثا، على التلاوة بالقراءات القرآنية المتعددة، والمحافظة على علم القراءات في الصدور"، مبينا أن هذه ميزة تنفرد بها مسابقة الشيخ جاسم دون المسابقات القرآنية العالمية، حيث اشترطت للفائز في فرع القرآن الكريم كاملا برواية معينة المشاركة برواية أخرى في المسابقة التالية.

وأضاف أن هذا الشرط دفع حفظة القرآن الكريم إلى التسابق على تعلم الروايات المختلفة لكتاب الله، ما ساعد في انتشار علم القراءات، حيث تشهد الدورة الحالية الثلاثين للمسابقة تسجيل 68 متسابقا ومتسابقة بثلاثة عشر رواية مختلفة، غير رواية حفص عن عاصم؛ لتساهم المسابقة بذلك في المحافظة على علم القراءات في الصدور، ونشرها بين حفظة كتاب الله.

وأوضح أن الروايات التي سجل بها المتسابقون، ذكورا وإناثا، هي: قالون عن نافع المدني، والسوسي عن أبي عمرو البصري، وابن ذكوان عن أبي عامر الشامي، وشعبة عن عاصم الكوفي، وإسحاق عن خلف البزار البغدادي، والدوري عن أبي عمرو البصري، وروح عن يعقوب الحضرمي، وهشام عن أبي عامر الشامي، وورش عن نافع المدني، وابن جماز عن أبي جعفر المدني، وخلف عن حمزة الكوفي، وخلاد عن حمزة الكوفي، وابن وردان عن أبي جعفر المدني، إضافة إلى رواية حفص عن عاصم الكوفي التي يشارك بها أغلب المتسابقين.

وبلغ إجمالي عدد المتسابقين المسجلين للمشاركة في اختبارات المرحلة الأولى 1493 متسابقا ومتسابقة، ينتمون إلى 57 جنسية، منهم 731 متسابقا في فئة عموم الحفاظ، و384 متسابقا في فئة خواص الحفاظ.

ويقصد بخواص الحفاظ معلمي القرآن الكريم من الرجال والنساء أو مقرئي القرآن الكريم والقراء المعروفين والأئمة والمؤذنين ومن سبق له الفوز في المسابقة أو أي مسابقة دولية، بينما بلغ عدد الإناث المقيمات اللاتي سجلن في فئة خواص الحفاظ 79 متسابقة، و299 في فئة عموم الحفاظ.

ويشرف على اختبارات الذكور في الفئتين 11 لجنة، تتكون كل منها من ثلاثة أشخاص وهم: رئيس لجنة التحكيم، عضو لجنة التحكيم، وممثل اللجنة المنظمة، بينما تشرف على اختبارات الإناث في الفئتين 8 لجان تحكيم.

وتتواصل اختبارات المرحلة الأولى حتى يوم 12 نوفمبر الجاري، حيث تقام اختبارات الذكور في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب خلال الفترتين الصباحية والمسائية.

وتبدأ الفترة الصباحية من الساعة 7:30، بينما تنطلق اختبارات الفترة المسائية من الساعة 3:00 عصرا، وتقام اختبارات النساء في مقر النشاط النسائي بمنطقة الوعب خلال الفترة المسائية بدءا من الساعة 2:30 عصرا.

مقالات مشابهة

  • افتتاح "مدرسة الإيمان للقرآن الكريم" في قلعة المصالحة بالحمراء
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: قصة سيدنا نوح الذي لبث في قومه أَلْف سَنَة إِلا خَمْسِينَ عَامًا دليل على وجوب الصبر
  • علي جمعة: التلاعب بالألفاظ يبدل المفاهيم ويقود للضلال.. وعلى المسلمين العودة لمراد الله في اللغة
  • كرامات حافظ القرآن الكريم.. أمور ترفع قدرك
  • تعرف على فيديو.. حوار الوفد عن هل هناك تعارض بين العلاج بالقرأن و الطب النفسي
  • بث الختمة المرتلة لطلاب الأزهر الشريف على إذاعة القرآن الكريم.. اليوم
  • فضل نيل مصر على غيره من الأنهار
  • تواصل اختبارات المرحلة الأولى في مسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم
  • منطقة البحر الأحمر الأزهرية تتابع فعاليات مسابقة الأزهر الشريف السنوية لحفظ القرآن الكريم