فلكية جدة: المذنب بين النجوم 3I/أطلس يُظهر سلوكاً "غير مألوف"
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن المذنب بين النجوم 3I/أطلس يواصل جذب اهتمام العلماء والباحثين في أنحاء العالم بعد مروره بنقطة الحضيض الشمسي في أواخر أكتوبر 2025، حيث كشفت أحدث الأرصاد والقياسات عن سلوك غير معتاد لهذا الزائر القادم من خارج حدود النظام الشمسي.
وأوضح أبو زاهرة أن المذنب رُصد للمرة الأولى في يوليو الماضي عبر منظومة "أطلس" في تشيلي، وسرعان ما تأكدت طبيعته بين النجمية، ليصبح ثالث جسم معروف من هذا النوع بعد "أومواموا" و"بوريسوف".
أخبار متعلقة أكثر إشراقًا بـ 30%.. "اليوم" تحصل على صورة خاصة للقمر العملاق في سماء جدةفلكية جدة: نوفمبر شهر المذنبات والبدر العملاق وزخات الشهب"دلتا قيفاوس" يظهر الليلة.. نجم يتنفس الضوء ويكشف أسرار الكونتفاصيل المذنب
وأضاف أن البيانات الصادرة عن تلسكوب جيمس ويب الفضائي أظهرت أن الغلاف الغازي للمذنب يهيمن عليه غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تقارب ثمانية أضعاف كمية الماء، وهي نسبة غير مألوفة في مذنبات النظام الشمسي، ما يشير إلى أن المذنب نشأ في بيئة باردة وغنية بالكربون تختلف عن المناطق الداخلية للأنظمة الكوكبية المعروفة.
كما أظهرت التحليلات الطيفية أن المذنب يُطلق بخار ماء بمعدل يقارب 40 كيلوجراماً في الثانية، وهو معدل مرتفع جداً قياساً بمسافته الحالية عن الشمس، حيث تكون درجات الحرارة عادة منخفضة إلى حد لا يسمح بتبخر الجليد، مما يعكس خصائص فريدة لتركيب نواته.
وأشار أبو زاهرة إلى أن صور مرصد جيمني ساوث التابع لمختبر "نويرلاب" أظهرت توسع الهالة المحيطة بالمذنب وازدياد وضوح الذيل الغازي مع بروز نفثات موجهة نحو الشمس تمتد لآلاف الكيلومترات.
وبيّن أن قياسات استقطاب الضوء كشفت سلوكاً غير معتاد لجزيئات الغبار في المذنب، إذ ظهر ما يُعرف بـ"الفرع السالب الضيق والعميق"، وهو نمط لم يُرصد سابقاً في مذنبات النظام الشمسي، مما يدل على اختلاف في حجم أو شكل جزيئات الغبار.
أما عن مساره، فقد اقترب المذنب من الشمس إلى مسافة 1.4 وحدة فلكية في نهاية أكتوبر، ومن المتوقع أن يمر بأقرب نقطة له من الأرض على بعد 1.8 وحدة فلكية (نحو 270 مليون كيلومتر)، ما يجعله آمناً تماماً ولا يشكل أي تهديد على كوكب الأرض.
وأضاف أن المذنب أصبح قابلاً للرصد مجدداً في مطلع نوفمبر 2025 بعد مروره خلف الشمس، حيث تمكنت المراصد الأرضية من التقاط أولى صوره باستخدام تلسكوبات متوسطة الحجم من النصف الشمالي للكرة الأرضية.
وكشف أن التحليلات تشير إلى أن الطبقة الخارجية للمذنب تعرضت على الأرجح لمليارات السنين من الإشعاع الكوني خلال رحلته بين النجوم، ما غيّر تركيب سطحه وأكسبه لوناً أكثر قتامة وأعاد تشكيل مادته المتطايرة.
وردّ أبو زاهرة على التكهنات المتداولة حول احتمال أن يكون المذنب جسماً صناعياً أو ذا منشأ تكنولوجي، مؤكداً أن الوكالات العلمية - ومنها "ناسا" - نفت هذه الادعاءات، مبينة أن جميع خصائصه تتوافق مع سلوك مذنب طبيعي، ولا توجد أي دلائل تدعم غير ذلك.
وأضاف أن بعض الأوراق العلمية طرحت تفسيرات مثيرة مثل احتمال كونه جسماً تكنولوجياً، إلا أنه لا توجد أي تأكيدات علمية قاطعة لهذه الفرضيات حتى الآن.
واختتم رئيس الجمعية تصريحه بالتأكيد على أن خصائص نواة المذنب - من حيث الحجم والشكل والكتلة - لا تزال قيد الدراسة، ومن المتوقع أن تتغير بعض التقديرات مع توفر المزيد من البيانات والتحليلات الدقيقة، مشيراً إلى أن العناوين المثيرة التي تحدثت عن "اختفاء ذيل المذنب" أو "تغير لونه" مبالغ فيها، فالمذنب ما زال يتصرف ضمن النطاق الطبيعي، وإن كان بنمط غير مألوف مقارنة بمذنبات النظام الشمسي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جدة فلكية جدة المذنب أحدث الأرصاد الحضيض الشمسي النظام الشمسی أبو زاهرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء يتوقعون نهاية الحياة على الأرض بعد خمسة مليارات عام.. لماذا؟
توصل مجموعة من العلماء إلى نظرية علمية لنهاية العالم وفناء الحياة على الأرض، مشيرين إلى أن الشمس ستتمدد في المستقبل البعيد وتبتلع كوكبنا بعد ما يقارب خمسة مليارات سنة.
وبين العلماء، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، أن مستقبل البشرية يواجه مصيرا مظلما، إذ يتوقع أن تنفد الطاقة الهيدروجينية من الشمس مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى تمددها وتحولها إلى نجم عملاق أحمر يبتلع الكواكب القريبة، وبينها الأرض التي قد تنهار أو تتفكك بالكامل نتيجة هذا التمدد الهائل.
وأشارت الدراسة، التي أعدها فريق من علماء الفلك في كلية لندن الجامعية وجامعة وارويك، إلى أنه حتى لو نجت الأرض من التمدد الشمسي، فلن تتمكن الحياة من الاستمرار عليها، نتيجة القوى الجاذبية الشديدة المعروفة بـ"قوى المد والجزر"، وهي الظاهرة ذاتها التي يسببها القمر عند تأثيره على حركة محيطات الأرض.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور إدوارد براينت، أن الكواكب تمارس قوة جذب على نجومها تشبه تأثير القمر على محيطات الأرض، ومع مرور الوقت وتطور النجم وتمدد حجمه، تزداد هذه التفاعلات قوة، فتبطئ حركة الكوكب وتقلص مداره تدريجياً، إلى أن ينتهي به المطاف بالاصطدام بالنجم أو التفتت بالكامل.
وأضاف براينت أن هذا الاكتشاف المقلق جاء بعد تحليل نحو نصف مليون نجم دخلت مرحلة ما بعد التسلسل الرئيسي في حياتها، موضحاً أن نجوم التسلسل الرئيسي مثل شمسنا تكون مستقرة بسبب توازن بين الجاذبية الداخلية والقوة الناتجة عن تفاعلات الاندماج النووي في نواتها، لكن عند نفاد الهيدروجين اللازم للاحتراق، يختل هذا التوازن ويبدأ النجم بالانهيار على نفسه.
ويؤدي هذا الانهيار إلى تسخين النواة بما يكفي لدمج ذرات الهيليوم وتحويلها إلى كربون، مما يطلق موجة طاقة جديدة تُحفز تفاعلات الاندماج في الطبقات الخارجية للنجم، فتتمدد هذه الطبقات وتبرد، ويتحول النجم إلى عملاق أحمر يمكن أن يتضخم حجمه من مئة إلى ألف مرة.
وباستخدام برامج حاسوبية متطورة، رصد الباحثون انخفاضات طفيفة في سطوع النجوم الناتجة عن مرور كواكب أمامها، ومن بين 15 ألف إشارة محتملة، حددوا 130 كوكبا عملاقا تدور حول نجوم ما بعد التسلسل الرئيسي، 33 منها تُكتشف لأول مرة، ووجد الباحثون أن النجوم التي تمددت وتحولت إلى عمالقة حمراء كانت أقل احتمالاً بكثير لاستضافة كواكب كبيرة قريبة منها.
وبينت الدراسة أن 0.28 في المئة فقط من النجوم التي شملها المسح كانت موطناً لكوكب عملاق، فيما كانت النجوم الأصغر في مرحلة التسلسل الرئيسي أكثر ميلاً لاستضافة كواكب. وقال براينت إن هذه النتائج تمثل "دليلا قويا على أن تطور النجوم خارج تسلسلها الرئيسي يمكن أن يؤدي بسرعة إلى دخول الكواكب في مسار حلزوني نحو نجومها وتدميرها".
وأضاف: "كنا نتوقع حدوث هذا التأثير، لكننا فوجئنا بسرعة وكفاءة هذه النجوم في ابتلاع كواكبها القريبة"، مشيراً إلى أن ما يثير القلق هو أن مصير الأرض سيكون مشابهاً في نهاية المطاف.
ويتوقع العلماء أن تتحول الشمس إلى عملاق أحمر بعد نحو خمسة مليارات سنة، ومع ذلك، لا يزال مصير كواكب النظام الشمسي غير واضح.
وقال الدكتور فينسنت فان إيلين، المشارك في الدراسة من كلية لندن الجامعية: "عندما يحدث ذلك، هل ستنجو كواكب النظام الشمسي؟ لقد وجدنا أنه في بعض الحالات لا تنجو الكواكب".
ورغم أن الأرض تعتبر أكثر بعداً عن الشمس مقارنة بالكواكب العملاقة التي تم رصدها، فإن الباحثين يشيرون إلى أن المرحلة التي تمر بها الشمس بعد التسلسل الرئيسي لم تُدرس إلا في سنواتها الأولى (من مليون إلى مليوني سنة فقط)، ما يعني أن أمامها فترة طويلة لتتطور وقد تصبح أكثر تدميراً في المستقبل.
وتوضح الأبحاث أن الشمس ستتوسع إلى حد قد يبتلع كوكبي عطارد والزهرة، وربما لا تمتد لتصل إلى الأرض، إلا أن العلماء يجمعون على أن الحياة ستنقرض حتماً. وأكد الدكتور إدوارد براينت أن تمدد الشمس سيؤدي إلى ارتفاع هائل في مستويات الإشعاع الحراري، ما سيرفع درجات الحرارة إلى حد يجعل الأرض غير قابلة للحياة تماماً.
ويرجّح العلماء أن الحرارة الشديدة الناتجة عن تمدد الشمس ستؤدي إلى تبخر محيطات الأرض بالكامل وتدمير غلافها الجوي، ما يجعل الكوكب خالياً من أي مقومات للحياة، وحتى إن لم تتفكك الأرض بفعل الجاذبية، فلن يبقى بشر ليشهدوا نجاتها.