الأونكتاد: انخفاض حاد في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بأفريقيا
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
تحمل القارة الأفريقية العبء الأكبر من تدهور مناخ الاستثمار العالمي الذي يتسم بتصاعد التوترات التجارية، وارتفاع أسعار الفائدة، واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
وذكرت وكالة “ايكوفين” الدولية المتخصصة في الشئون المالية والاقتصادية الأفريقية أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أفريقيا انخفضت بنسبة 42% في النصف الأول من عام 2025، لتصل إلى 28 مليار دولار وفقا لتقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
ونقلت الوكالة عن التقرير الذي نشر تحت عنوان "رصد اتجاهات الاستثمار العالمية" أن هذا الانخفاض كان أكثر وضوحا في شمال أفريقيا، حيث بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 11 مليار دولار خلال الفترة بين 1 يناير و30 يونيو من هذا العام، في مقابل 27 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 23% على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2025، ليصل إلى 17 مليار دولار أمريكي.
وبوجه عام، خالفت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر المستقطبة إلى القارة الأفريقية في الأشهر الستة الأولى من هذا العام الاتجاه العام الملحوظ في الاقتصادات النامية، حيث ظلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة مستقرة إلى حد كبير، على الرغم من تسجيل زيادات في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (+12%) وفي الدول النامية في آسيا (+7%).
وعلى الصعيد العالمي، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 3% في النصف الأول من عام 2025، ليصل إلى 737 مليار دولار أمريكي، وسط رياح معاكسة مثل تصاعد التوترات التجارية، وارتفاع أسعار الفائدة، وعدم اليقين الجيوسياسي الذي دفع المستثمرين إلى توخي الحذر.
ويعود هذا الانخفاض في المقام الأول إلى انكماش التدفقات في الاقتصادات المتقدمة، حيث انخفضت عمليات الدمج والاستحواذ عبر الحدود - التي تعد عادة محركا رئيسيا للاستثمار الأجنبي المباشر - بنسبة 18% لتصل إلى 173 مليار دولار.
كما سلط التقرير الضوء أيضا على أن ارتفاع تكاليف الاقتراض وعدم اليقين الاقتصادي استمرا في التأثير سلبا على الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعة والبنية التحتية عالميا خلال النصف الأول من عام 2025. ففي كلا القطاعين، انخفض عدد الإعلانات عن مشاريع التأسيس الجديدة (عندما تنشئ الشركات عمليات جديدة في الخارج) بنسبة 17%، مدفوعا بانخفاض بنسبة 29% في قطاعات التصنيع المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية، مثل المنسوجات والإلكترونيات والسيارات، في ظل حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية.
كما انخفض تمويل المشاريع الدولية، الضرورية لتطوير البنية التحتية، بنسبة 11% في عدد المعاملات و8% في القيمة.
علاوة على ذلك، انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بنسبة 10% من حيث العدد و7% من حيث القيمة خلال النصف الاول من عام 2025، عقب انخفاض حاد شهده العام الماضي.
فعلى سبيل المثال، انخفضت استثمارات البنية التحتية الجديدة بنسبة 31% من حيث القيمة و25% من حيث العدد، ما كشف عن انكماش حاد في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (-78% من حيث القيمة و-43% من حيث العدد).
وتراجعت الاستثمارات في المياه والصرف الصحي بنسبة 40% عالميا، ولم يتم إطلاق أي مشاريع جديدة في أفريقيا أو في أقل الدول نموا ككل.
وأظهرت الاستثمارات في قطاعي الأغذية الزراعية والصحة اتجاهات إيجابية في الاقتصادات النامية فقط، مع استقرار الاستثمارات في قطاع الأغذية الزراعية وزيادة بنسبة 37% في قطاع الصحة.
وفيما يتعلق بتوقعات الاستثمار الأجنبي المباشر، قدرت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن مناخ الاستثمار العالمي سيظل صعبا حتى نهاية عام 2025، مشيرة إلى أن التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والتفتت الاقتصادي والجهود المبذولة للتخفيف من مخاطر سلسلة التوريد ستظل تلقي بظلالها على التدفقات العالمية.
ومع ذلك، أشارت المنظمة إلى أن تخفيف الظروف المالية، وزيادة نشاط الدمج والاستحواذ في الربع الثالث من العام وزيادة نفقات صناديق الثروة السيادية في الخارج، من شأنها أن تدعم التعافي الطفيف من الان وحتى نهاية العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القارة الأفريقية التوترات التجارية ارتفاع أسعار الفائدة تدفقات الاستثمار الأجنبی المباشر النصف الأول من عام 2025 الاستثمار العالمی ملیار دولار من حیث
إقرأ أيضاً:
ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في الصين للمرة الأولى منذ يونيو
سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعا في الصين في أكتوبر بعكس التوقعات، وفق ما أظهرت بيانات رسمية، اليوم الأحد، بعد أشهر من الركود وضعف الإنفاق في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها بكين.
وتجهد الصين لتحقيق انتعاش اقتصادي قوي بعد وباء كوفيد ووسط أزمة الديون التي ضربت قطاعها العقاري العملاق، إضافة إلى انخفاض الاستهلاك وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يعد مقياسا رئيسيا للتضخم، بنسبة 0.2% على أساس سنوي الشهر الماضي، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء.
وهذه النتيجة مفاجئة إلى حد ما، إذ توقعت شبكة بلومبرغ انخفاض المؤشر بنسبة 0.1% استنادا إلى استطلاع أجرته بين مجموعة من المحللين.
وشهد المؤشر ركودا في يوليو، تلاه انخفاض لمدة شهرين.
وأدت الحرب التجارية مع الولايات المتحدة إلى تفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين.
لكن أكبر اقتصادين في العالم توصلا إلى اتفاق بعد لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالزعيم الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية في نهاية أكتوبر.
هذا وسجل مؤشر أسعار المنتجين انخفاضا في أكتوبر، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء، ولكن بمعدل أبطأ من الشهر السابق.
وانخفض مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار السلع قبل خروجها من المصانع إلى أسواق الجملة، بنسبة 2.1% في أكتوبر، مقارنة بالعام السابق وبنسبة 2.3% في سبتمبر.
ويؤدي انخفاض مؤشر أسعار المنتجين إلى تضاؤل هوامش الربح للشركات التي تخوض حرب أسعار شرسة فيما بينها وتسعى السلطات إلى لجمها.
احتياطيات الصين الأجنبية ترتفع إلى 3.343 تريليون دولار بنهاية أكتوبر
ارتفعت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي إلى 3.3433 تريليون دولار بنهاية شهر أكتوبر الماضي، بنمو 0.14% مقارنة بمستويات نهاية شهر سبتمبر 2025.
وأفاد بيان صادر عن الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي في الصين، أن الارتفاع يعود إلى التأثير المشترك لتحويلات أسعار الصرف وتغيرات أسعار الأصول.
وذكرت الهيئة أن شهر أكتوبر شهد ارتفاع أسعار الأصول المالية العالمية بشكل عام، وذلك نتيجة لعوامل متعددة تضمنت بيانات الاقتصاد الكلي وتوقعات السياسات النقدية للاقتصادات الرئيسية.
وأظهرت بيانات بنك الشعب الصيني، أمس الجمعة، أن البنك المركزي أضاف الذهب إلى احتياطياته في أكتوبر للشهر الثاني عشر على التوالي.
وبلغت احتياطيات الصين من الذهب 74.09 مليون أونصة بنهاية أكتوبر، مقارنة بـ74.06 مليون أونصة في الشهر السابق، و72.8 مليون أونصة في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة نسبتها 1.8%.
وبلغت قيمة هذه الاحتياطيات من المعدن النفيس نحو 297.21 مليار دولار، مقابل 283.29 مليار دولار في سبتمبر، وفقاً لبنك الشعب الصيني، بحسب الاسواق العربية.