الصين تدفع باتجاه زيادة الاقتراض منها باليوان
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
تعهد البنك المركزي الصيني بتشجيع الكيانات الخارجية على التمويل باليوان، مراهنا على أن انخفاض تكاليف الاقتراض وزيادة الطلب على العملة في الخارج سيشكلان دافعين أساسيين لتدويله.
وأعلن بنك الشعب الصيني في تقريره السنوي الصادر في 30 أكتوبر/تشرين الأول أن البلاد ستعزز دور اليوان كعملة تمويل كإحدى الخطوات الرئيسية لتعزيز تدويله.
وتعهد البنك المركزي بدعم استخدام مجموعة متنوعة من منتجات التمويل -بما في ذلك قروض اليوان وسندات الباندا وسندات اليوان الخارجية وتمويل التجارة- لتسهيل حصول المؤسسات والشركات الأجنبية على العملة.
تدويل اليوانوحسب "بلومبيرغ"، يعكس التقرير عزم بكين على تعزيز دور اليوان في النظام النقدي العالمي، واستعدادها لتوفير المزيد من السيولة باليوان للكيانات الخارجية، وهي طريقة لجعل العملة متاحة للمستخدمين العالميين على الرغم من الرقابة الصارمة التي تفرضها الصين على تدفقات رأس المال الخارجية.
وأصبحت تكلفة الاقتراض المنخفضة لليوان الصيني ميزة تسويقية جديدة، إذ أدت السياسة النقدية المتساهلة نسبيا للبلاد والضغوط الانكماشية إلى انخفاض عوائد السندات إلى ما دون عوائد سندات الخزانة الأميركية بكثير.
وقال شياوجيا تشي الخبير الاقتصادي في بنك "كريدي أغريكول سي آي بي" في هونغ كونغ -في إشارة إلى اليوان- إن هذا "يأتي في إطار خطة الصين لتوسيع نطاق استخدام الرنمينبي (اليوان) لأغراض متعددة، مع انخفاض عوائد الصين قد يصبح الرنمينبي أكثر جاذبية كعملة تمويل، ويمكن للصين أن تشجع تطوير أسواق سندات الباندا وسندات اليوان الصيني، مما قد يساعد في تعزيز سيولة اليوان الخارجية".
وأحرزت الصين بالفعل بعض التقدم نحو تدويل عملتها في السنوات الأخيرة، وكان اليوان ثاني أكثر العملات العالمية استخداما في أسواق تمويل التجارة في سبتمبر/ أيلول الماضي، وبلغ حجم تسويته 7.3% من إجمالي المعاملات، وفقا للبيانات الصادرة عن شبكة سويفت العالمية للمراسلة.
إعلانولطالما سعت بكين إلى تعزيز استخدام اليوان في أنشطتها العابرة للحدود، في إطار جهودها الرامية إلى حماية البلاد من المخاطر الجيوسياسية وتعزيز سلامتها المالية.
وبينما يحافظ الدولار على دوره المهيمن في المعاملات العالمية ازدادت الصين جرأة هذا العام بشأن مبادراتها المتعلقة باليوان، في محاولة للاستفادة من تنامي القلق بشأن العملة الأميركية بعد أن أثارت السياسات الأميركية المتقلبة قلق الأسواق المالية.
وأفاد بنك الشعب الصيني في التقرير بأن البنوك المركزية -بما في ذلك تلك الموجودة في هونغ كونغ وتركيا وكوريا الجنوبية– تلجأ بانتظام إلى خطوط مقايضة العملات الثنائية للحصول على اليوان لدعم تمويل التجارة.
وأدى النمو السريع في مبيعات سندات الباندا والديم سوم إلى تمويل ديون باليوان بقيمة 1.4 تريليون يوان (197 مليار دولار) لجهات الإصدار الخارجية العام الماضي، وبلغت قروض البنوك التجارية القائمة باليوان للمقترضين الخارجيين تريليوني يوان (209 مليارات دولار) بنهاية عام 2024، بزيادة 14% عن العام السابق.
ولجأ مقترضون من الأسواق الناشئة -بما في ذلك المجر وكازاخستان وكينيا- إلى اليوان لمشاريع البناء أو تمويل الديون، وتخطط شركة إيبوري للمدفوعات، ومقرها المملكة المتحدة، لزيادة التوظيف في مكاتبها بالصين لتلبية الطلب المتزايد على تسويات اليوان من قبل الشركات الصينية.
وأوضح بنك الشعب الصيني أن زيادة الاقتراض الخارجي باليوان يمكن تنسيقها مع توجه الشركات الصينية نحو توسيع سلاسل التوريد الصناعية حول العالم، ومن المتوقع أن يسهم التمويل باليوان في تعزيز استخدام العملة بالتجارة والاستثمار.
وفي سياق متصل، حذر صندوق النقد الدولي من مخاطر تقلبات العملات التي تواجه دولا مثل كينيا وإثيوبيا التي تبدل قروضها الدولارية من الصين إلى اليوان لخفض تكاليف الديون.
وأكد الصندوق في رده على استفسارات عبر البريد الإلكتروني أن تحويل العملات يُعد نهجا استباقيا لإدارة الديون، لكن يجب على الدول ضمان ألا تؤدي فوائد هذه الخطوات إلى خلق نقاط ضعف جديدة.
وقال متحدث باسم الصندوق "في حين أن هذه المعاملات قد تخفض التكاليف لكنها قد تسبب كذلك مخاطر تقلب العملات وذلك حسب هيكلها يشجع صندوق النقد الدول على النظر في مثل هذه العمليات ضمن إستراتيجيات شاملة لإدارة الديون متوسطة الأجل والاحتياطيات، لضمان توازن مناسب بين التكلفة والمخاطر".
وبيعت سندات سيادية وسندات الشركات المقومة باليوان بنسبة 2.4% هذا العام، أي ما يقارب نصف سعر الفائدة على الديون المقومة بالدولار.
وخفّض تحويل كينيا قروض السكك الحديدية الصينية إلى اليوان تكاليفها السنوية بمقدار 215 مليون دولار، وتُجري إثيوبيا محادثات لتحويل جزء على الأقل من مبلغ 5.38 مليارات دولار المستحق عليها لبكين إلى اليوان.
وتُجري إثيوبيا -التي تخلفت عن سداد سندات دولية بقيمة مليار دولار- محادثات مع جهات مقرضة لإعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين.
إعلانونقلت "بلومبيرغ" عن ديباك ديف مدير في شركة أوتونومي كابيتال -ومقرها جوهانسبرغ- قوله "تنويع جزء من احتياطياتها الوطنية وتحويلها إلى اليوان أيضا قد يمثل تحديا للاقتصادات الصغيرة التي لا تصدّر بعملات متعددة، إذ يُعتبر الدولار العملة التشغيلية الفعلية للتجارة العالمية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات تمویل التجارة إلى الیوان
إقرأ أيضاً:
المسلاتي: انتشار الترامادول يعكس أزمة اجتماعية واقتصادية متفاقمة في ليبيا
باحث اجتماعي: الضغوط الاقتصادية تدفع بعض الشباب للانضمام إلى شبكات تهريب الترامادول
ليبيا – قال الباحث الاجتماعي وعضو هيئة التدريس بجامعة المرقب، بلال المسلاتي، إن انتشار عقاقير مثل الترامادول واستمرار نشاط شبكات تهريبها لا يعكسان فقط تزايد حالات الإدمان داخل البلاد، بل يُظهران أن بعض الشباب باتوا يلجؤون للانخراط في تلك الشبكات هربًا من الأزمات المعيشية والبطالة والضغوط الاقتصادية.
الشباب بين الإدمان والاستغلال
وأوضح المسلاتي، في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن هذا الواقع يجعل العديد من الشباب عرضة للاستغلال والتحول إلى حلقة ضمن شبكات التهريب العابرة للحدود، مشيرًا إلى أن الظاهرة باتت تمثل تهديدًا متصاعدًا للمجتمع الليبي في ظل ضعف الرقابة وتفشي البطالة.
انعكاسات اجتماعية وجنائية خطيرة
وأضاف الباحث أن تفشي هذه التجارة غير المشروعة يحمل آثارًا بالغة الخطورة على المجتمع، إذ تدفع بعض الفئات إلى تعاطي العقاقير كوسيلة للهروب من الواقع الاقتصادي الصعب، مؤكدًا أن انتشار هذه المواد يرتبط بشكل مباشر بارتفاع معدلات الجريمة بمختلف أشكالها، من السرقة إلى العنف الأسري والجرائم المنظمة.