في مشهدٍ أمني غير مسبوق، كشفت الأجهزة الأمنية عن مشاهد جديدة لاعترافات إحدى خلايا شبكة التجسس التابعة التابعة لغرفة العمليات المشتركة للعدو الأمريكي الصهيوني السعودي التي ألقي القبض عليها بعملية ومكر أولئك هو يبور الأمنية النوعية وما تضمنته اعترافات الخونة، وبالوثائق والاعترافات بالصوت والصورة،

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

الحدث يمثل تحولاً نوعياً في المواجهة الاستخباراتية بين اليمن ودول العدوان، إذ كشفت الاعترافات عن خيوط عميقة للاختراق الخارجي، وعن أساليب مركبة لاستخدام أدوات مدنية وثقافية وإنسانية كواجهة لأنشطة تجسسية منظمة.

تأتي أهمية ما أعلنته الأجهزة الأمنية من كون الاعترافات موثقة بالصوت والصورة، وتتضمن تفاصيل دقيقة لأنشطة استخبارية جرى تنفيذها في الميدان، بدءًا من عمليات الرصد وجمع المعلومات، مروراً بتجنيد العملاء وتشغيلهم ميدانياً، وانتهاءً بزرع أجهزة تنصّت وكاميرات مراقبة بالقرب من منشآت حيوية ومنازل مواطنين ومسؤولين في الدولة.
كما تكشف الاعترافات بوضوح عن استخدام منظمات مدنية ’’محلية’’ لها إمتداد إستخباري بالولايات المتحدة الأمريكية، أبرزها منظمة قدرة، كغطاء لتنفيذ مهام استخباراتية تهدف إلى استهداف بنية الدولة ومؤسساتها، ما يسلّط الضوء على البعد الخطير للحرب الناعمة التي يخوضها العدو عبر أدواته غير العسكرية.

 

خلفية الحدث وسياق العملية الأمنية

وفق ما أعلنته الأجهزة الأمنية قبل أيام ، أن العملية الأمنية جاءت بعد أشهر من الرصد والمتابعة الدقيقة لتحركات الخلية التجسسية داخل العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، تبيّن لاحقاً أن نشاطها التجسسي واسع الارتباط بدوائر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية، وقد تمكّنت الأجهزة الأمنية المتخصصة من كشف نشاط هذه الخلية ومتابعتها ميدانياً وتقنياً، إلى أن تم إسقاطها مع كامل أدلتها المادية والتقنية والمالية، موثقة بالصوت والصورة وباعترافات تفصيلية أدلى بها عناصرها.

 

الاعترافات الموثقة .. خريطة المهام والارتباطات

الاعترافات التي بثّتها وسائل الإعلام الوطنية حملت تفاصيل دقيقة عن طبيعة المهام التي كُلِّف بها عناصر الشبكة، ومن بينها، الرصد الميداني وجمع المعلومات عن قيادات سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية، وتحديد مواقع إقامة وتحركات بعضهم، وكذلك استقطاب وتجنيد عناصر محلية لصالح ضباط الارتباط الأمريكيين والسعوديين، وتكليفهم بمهام الرصد الميداني والتصوير والتوثيق، وتم تدريبهم تدريباً عالياً ليقوموا بعد ذلك بزرع أجهزة تنصّت وكاميرات تجسسية بالقرب من مقارّ ومنازل قيادات في الدولة، واستبدال بعض شبكات الاتصالات للتحكم بالمعلومات، وكذا تلقّي حوالات مالية من السعودية لتمويل الأنشطة الميدانية وشراء سيارات تُستخدم في عمليات النقل والمراقبة، وفي الجانب الاجتماعي والثقافي تم العمل تحت غطاء مدني وثقافي عبر تنظيم فعاليات ودورات تدريبية وورش عمل شبابية لاستقطاب فئات محددة من المجتمع وتجنيدها تدريجيًا.

هذه المهام لم تكن عشوائية أو فردية، بل جزء من منظومة استخباراتية متعددة الأطراف مرتبطة بغرف عمليات خارجية تديرها أجهزة أمريكية وإسرائيلية وسعودية، وفق ما أظهرته التحقيقات الموثقة.

 

أهداف  تجسسية خطيرة 

من خلال مسار التحقيقات وما ورد في الاعترافات، تبيّن أن الهدف المركزي للشبكة هو ضرب منظومة الدفاع والأمن اليمني من الداخل، عبر تنفيذ مهام دقيقة ترمي إلى كشف مواقع القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر واستهدافها استخباراتياً، واختراق المؤسسة الإعلامية اليمنية، وجمع بيانات تفصيلية عن القيادات المدنية والعسكرية، واختراق اجتماعي عبر مشاريع مدنية ظاهرها إنساني وباطنها استخباري، وبناء شبكات نفوذ ناعمة تسهّل للعدو اختراق البنية الاجتماعية والفكرية في الداخل اليمني.

 

استغلال منظمات المجتمع المدني .. الواجهة الناعمة للاستخبارات

تُعدّ قضية استغلال منظمات المجتمع المدني واحدة من أخطر ما كشفت عنه الاعترافات الأخيرة، إذ سبق الكشف في عمليات أمنية سابقة أن العدو عمد إلى إنشاء و تمويل كيانات ومنظمات تحمل عناوين إنسانية وتنموية، لاستخدامها كأغطية شرعية لتنفيذ أجنداته.

فمنظمة قُدرة، بحسب الاعترافات، كانت نموذجًا واضحًا لهذه الواجهة، حيث تولّت تنفيذ مشاريع ظاهرها اجتماعي وثقافي، بينما كانت في الواقع تُستخدم كقناة اتصال لجمع المعلومات عن مؤسسات الدولة، واستقطاب الجواسيس، وتنفيذ أنشطة ذات طابع استخباري.

إن هذا النوع من الاستغلال يسلّط الضوء على شكل جديد من الحروب التي تُدار ضد اليمن، وهي حروب الوعي والمعلومة والاختراق الناعم، حيث يتحول التمويل الإنساني إلى سلاح استخباراتي، وتتحول الأنشطة الثقافية والاجتماعية إلى منصات تجنيد للجواسيس والخونة، ما يتطلب يقظة مؤسسية ومجتمعية عالية.

 

الدلالات الاستراتيجية والسياسية للنشر الإعلامي

اختارت الأجهزة الأمنية أن تُعلن نتائج هذه العملية بشفافية كاملة أمام الرأي العام، موثّقة بالصوت والصورة، في خطوة تحمل رسائل استراتيجية متعددة، منها إثبات كفاءة الأجهزة الأمنية وقدرتها على مواجهة أعتى الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة، وتعزيز الثقة الشعبية بأن الدولة قادرة على حماية الأمن الوطني من الاختراقات، وكذلك كشف الوجه الحقيقي للعدوان الخارجي الذي لا يكتفي بالعدوان العسكري، بل يسعى لاختراق الداخل عبر أدوات مدنية وثقافية، وإرسال رسالة ردع إلى العدو  بأن الحرب الاستخباراتية ضد اليمن باتت مكشوفة ولن تمر دون حساب.

 

خاتمة

تكشف عملية ومكر أولئك هو يبور من جديد أن المعركة مع العدو تجاوزت ساحات الحرب العسكرية إلى ميادين الحرب الاستخباراتية والناعمة، وأن أدواتها لم تعد محصورة في الجواسيس التقليديين، بل امتدت إلى الفضاء المدني والثقافي.
إن ما أعلنته الأجهزة اليمنية يمثل انتصاراً أمنياً واستخباراتياً واستراتيجياً كبيراً، ورسالة قوية للعالم بأن اليمن، رغم كل التحديات، بات يمتلك منظومة أمنية قادرة على كشف وتفكيك أخطر شبكات التجسس المعادية، وأن مكر الأعداء إلى زوال، مهما تعددت واجهاته وأساليبه.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة بالصوت والصورة

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يثمّن كشف شبكة التجسس المشتركة ويؤكد قدرة الشعب اليمني على إفشال المؤامرات

يمانيون |
بارك مجلس النواب لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية وكل أبناء الشعب اليمني الإنجاز الأمني الكبير الذي تحقق من خلال العملية الأمنية النوعية “ومكرُ أولئكَ هو يبور”، التي أسفرت عن كشف شبكة تجسس تابعة لغرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الأمريكية (CIA)، الموساد الإسرائيلي، والمخابرات السعودية، مقرها في الأراضي السعودية، بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من أفرادها.

وفي بيان صادر عن المجلس، أشاد مجلس النواب بتمكن الأجهزة الأمنية من إحباط هذه المؤامرة المعادية، والتي تهدف إلى إضعاف دور اليمن في المنطقة، مشيرًا إلى أن الإنجاز الأمني يعود الفضل فيه بعد الله تعالى إلى الوعي الوطني واليقظة الأمنية العالية، اللذين كانا وراء كشف المخطط الصهيوني الذي يتعاون فيه أعداء الأمة وأذنابهم في المنطقة لإضعاف اليمن في دعمه المستمر لقضايا الأمة.

كما أشار المجلس إلى أن هذا الإنجاز يعكس يقظة الشعب اليمني وقدرته على مواجهة كافة المؤامرات والتصدي لأية محاولات اختراق تستهدف أمنه واستقراره.

وأكد المجلس أن الشعب اليمني، الذي صمد في وجه العدوان منذ بداية الحرب، سيظل قادرًا على إفشال جميع المخططات التآمرية.

وفي ختام البيان، أكد مجلس النواب ثبات الموقف اليمني في دعم قضايا الأمة، موجهًا تحية إلى إرادة ويقظة الشعب الذي سيكون دائمًا في المرصاد لأعداء اليمن.

وأهاب المجلس بضرورة التكاتف والتعاون بين جميع أبناء الشعب اليمني لضمان استمرار الصمود والثبات في مواجهة مخططات الأعداء حتى يتحقق النصر الكامل.

مقالات مشابهة

  • الأجهزة الأمنية تعرض اعترافات جديدة لشبكة التجسس التابعة للعدو الأمريكي والإسرائيلي والسعودي
  • شاهد.. أخطر وأبرز المهام والأدوارالتي أوكلت لعناصر شبكة التجسس
  • وزارة الداخلية تكشف عن تفاصيل جديدة لإحدى خلايا شبكة التجسس
  • تفاصيل جديدة لإحدى خلايا شبكة التجسس 4 عصرا
  • اعترافات شبكة التجسس تكشف عن آليات ووسائل نقل وأجهزة حديثة وأبرز الأنشطة العدائية
  • صنعاء : بدء محاكمة شبكة التجسس التابعة لغرفة عمليات العدو ومقرها السعودية
  • اعترافات عناصر شبكة التجسس: تلقينا تدريبات معظمها في الرياض حول كيفية استخدام أجهزة وتطبيقات حديثة
  • مجلس النواب يثمّن كشف شبكة التجسس المشتركة ويؤكد قدرة الشعب اليمني على إفشال المؤامرات
  • اعترافات عناصر شبكة التجسس تكشف عن أساليب عدة لاستدراجها في أعمال لصالح غرفة عمليات العدو