عربي21:
2025-11-11@16:15:50 GMT

في البحث عن فلسطين

تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT

الاتكاء على معنى فرض وقف إطلاق النار في غزة، وجهود الوساطة العربية والدولية في ملف القضية الفلسطينية، بعد عامي حرب الإبادة، أصبح مرادفا لمقولة غربية وإسرائيلية عن نزع العقبة الأساسية من هذا المسار، لرفع الحصار عن غزة ودخول المساعدات والبدء بإعادة الإعمار، بالتركيز على نقطة نزع سلاح المقاومة وتدمير بنيتها التحتية، وكأن مخزون سلاحها الفردي "الخطير" من وجهة نظر الضاغطين يقارن بما بين يدي الاحتلال.

في صدارة العناوين السياسية تتربع هذه النقطة، لضمان أن لا يكون لحركة "حماس" دور في حكم غزة، مع نقطة مهمة أيضا تتعلق بمهام القوة الدولية في غزة، حول تشكيلها وطبيعة عملها وجنسياتها. في هذا الجدل يسقط مجددا تداول استمرار العدوان على غزة والحصار المشدد وعدم التزام إسرائيل ببقية بنود وقف إطلاق النار.

تفاصيل لا نهائية تركز عليها إسرائيل، للحيلولة دون وقف فعلي للعدوان، وهذا ميدانها الرابح، عبر جر كل الأطراف نحو مربع الغرق والتيه في التفاصيل، بينما ينشغل الوسطاء والضامنون لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، للحفاظ عليه وتنفيذ بنوده التي لم ينفذ منها ما يتعلق بالسماح بدخول المساعدات لتلبي حاجات القطاع الهائلة وبكافة المجالات. وهنا سؤال من أسئلة عديدة: من بمقدوره الضغط على إسرائيل مجددا للامتثال بشروط وبنود وقف إطلاق النار؟

الخروقات كثيرة والتفاصيل عديدة، والمعاناة مستمرة، وهنا نقول إنه من المعروف أن طموح الشعب الفلسطيني هو المنهل الطبيعي الذي تعود إليه القيادة السياسية للشعب الرازح تحت الاحتلال، كي تستقي منه أدواتها، لتؤطر بواسطتها وحولها الشارع لمتابعة معركتها لتحقيق التطلعات الوطنية. لكن ما يجري على هذا الصعيد معاكس في الجوهر والمطلق لهذه الطموحات، إن كان على الساحة الفلسطينية أو في دهاليز السياسات العربية والدولية.

على ما تقدم، أصبحت القضية الفلسطينية من بوابة الإبادة الجماعية في غزة، المدخل الرئيس لتخفيض الآمال المتوقعة حولها، بسياسة عربية وفلسطينية يتمحور فيها كل شيء على تنفيذ الشروط الإسرائيلية الأمريكية، والخضوع المطلق لتنفيذ الشروط انطلاقا من قبولها بالوضع الراهن كأنظمة عربية وسلطة فلسطينية، مختلفة حول رؤيتها للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني مرتبطة بثوابت وحقوق متعلقة بالأرض والسكان ودحر الاحتلال، لكن مع قبولها في المضمون والواقع بوجود إسرائيل ضمن تحالف والتطبيع معها بالحديث عن وجوب تحقيق "السلام" بترجمته الإسرائيلية الاستعمارية على الأرض، بدون مواقف عربية رسمية لا تصل لمسامع الحكومة الإسرائيلية ولا للإدارة الأمريكية؛ تتعلق بالضغط على الاحتلال، أو بوجوب خضوع إسرائيل للمحاكم الدولية لإدانتها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. أي أن الضعف والعجز العربي، والأزمات التي تلاحق الوضع الفلسطيني الداخلي؛ ستزيد الأعباء عمقا وستتحول لكارثة سياسية قاتلة تخدم الخطط الإسرائيلية.

تُصر إسرائيل وقادتها وحكومتها الفاشية على التمسك بمواقفها الراهنة، التي تعبر عن رفضها المطلق لقيام أي كيان فلسطيني متحد الجغرافيا، وعلى المضي بسياسات الاستيطان الاستعمارية، وارتكاب المزيد من الجرائم في بقية المدن الفلسطينية في الضفة والقدس، وتستعر حملتها العنصرية حتى على سكان فلسطين التاريخيين في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.

اعتادت المؤسسة الصهيونية على مواقف عربية وفلسطينية أثناء الإبادة الجماعية، باعتبارها محل اختبار أخلاقي وسياسي وقانوني ووطني وإنساني، سقط فيه الجميع، ويغرقون الآن في متابعة التفاصيل الإسرائيلية والعجز عن الفعل فيما يتعلق بإتمام عملية إنقاذ غزة ومدها بشريان الحياة، في ظل التركيز على التفصيل الإسرائيلي في متابعة استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة، وضمان القضاء على المقاومة وجعل غزة منزوعة السلاح. وهذه تفاصيل يمكن أن تأخذ وقتا طويلا بحسب الرؤية الصهيونية التي تسمح بالمضي بعملية القضاء على الحقوق الفلسطينية وإحداث عملية تغيير جوهرية على الأرض، وهو ما يحصل.

لذلك أفرزت ظروف المجابهة في غزة، بين المقاومة والاحتلال، شكلا جديدا من التعاطي العربي مع القضية الفلسطينية، والذي بات معروفا بمفاهيم العجز والخذلان والتآمر الواضح، وشكلا آخر من التمايز في المواقف الدولية الرسمية والشعبية، بدلت من طبيعة السردية الصهيونية في الغرب، وانتقلت هذه السردية لنقاش عربي محمول على عبارات ملاينة السياسة الإسرائيلية، وتغليظ عبارات إدانة مقاومة الفلسطينيين؛ لتبرير ما أقدمت عليه السياسة العربية وما تنوي القيام به.

في البحث عن فلسطين في غزة، من تحت ركام المجازر الجماعية، وفي أروقة السياسة العربية، يعثر المرء على براهين وافية لاكتفاء الفلسطينيين من العذاب والخذلان، ومن الموت والمذابح والتآمر والانقسام والتشظي، والبحث عن فلسطين الأخرى في الضفة والقدس. أشياء كثيرة من العبث واللامعقول الذي أصبح مرادفا لأوهام فلسطينية وعربية رسمية لا يمكن الاتكاء عليها لمستقبل شعب يسعى للتحرر من الاحتلال، إلا إذا وُجدت آذان صاغية لكل هذا الصراخ والمطالب والمحاذير والمخاطر، ولتكون العين واسعة الرؤية لأبعد من خطط وتفاصيل ترمي لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني.

وبالبحث المستفيض عن فلسطين من غزة، الدرس الأكثر بؤسا وشراسة وبمواصفاته الإبادية اللامعقولة تماما، يمكن أن نعيد القول إن العثور على فلسطين كقضية عادلة يتطلب إزالة معيقات كثيرة ميزت الحالة الفلسطينية المتردية، ومن ورائها حالة عربية أكثر رداءة ومخيبة للآمال؛ بسخطها على مقاومة الاحتلال، لا على الاحتلال وعلى سياساته الاستعمارية.

ونحن نعرف الآن، والجميع أيضا، أن ما وُضع في خطة إنهاء الحرب على غزة هو من موقع الرغبة الأمريكية في تهدئة مواقف وشوارع دولية غاضبة من السياسة الإسرائيلية ومتغيرة باتجاه دعم عدالة قضية فلسطين، وليس من أجل لجم السياسة العدوانية الإسرائيلية المستعرة على كل أرض فلسطين التاريخية حتى لا يبقى ما نبحث عنه في فلسطين؛ الدولة والأرض والسكان والحقوق.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة الفلسطينية الاحتلال احتلال فلسطين غزة ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار عن فلسطین فی غزة

إقرأ أيضاً:

الوطني الفلسطيني: وحدتنا خط الدفاع الأول عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف

دعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، اليوم الإثنين، كل فصائل وقوى العمل الوطني الفلسطيني إلى وحدة الصف، ولم الشمل، فالعدو يسابق الزمن لتهويد القدس والاستيلاء على الضفة الغربية وطمس معالم الهوية الوطنية الفلسطينية، مشددا على أن وحدة الفلسطينيين هي خط الدفاع الأول عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف.

أحمد سعد يهتف لغزة ويرفع علم فلسطين في حفله بألمانيا.. صور صندوق الموت.. لأول مرة الكشف عن سجن «راكيفيت» السري لأسرى فلسطين

وقال رئيس الوطني الفلسطيني - في بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى الـ21 لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات "أبوعمار" - : "إننا نجدد العهد بالتمسك بإرث القائد الشهيد ياسر عرفات وبالثوابت الوطنية ، والشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه ، ولن يتراجع عن نضاله حتى ينال حريته ويحقق استقلاله على كامل أرضه".

 

وأضاف فتوح : "إن هذه الذكرى الحزينة تحل والشعب الفلسطيني يواجه حرب ابادة وتطهير عرقي يستهدف وجوده واقتلاعه من أرضه ، وخاصة في قطاع غزة الذي يشهد منذ اكثر من عامين مجازر متواصلة ، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمارا واسعا في للمدن والمستشفيات والبنية التحتية، في ظل حصار خانق يحرم الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة".

 

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" تسلم الأمانة، حاملا الراية، محافظا على نهج النضال السياسي والدبلوماسي، من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته .. مؤكدا ان الوحدة الوطنية هي السبيل لحماية الهوية الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية ، والاستقلال، وحق العودة.

 

وأوضح أن استمرار العدوان والجرائم اليومية بحق الشعب الفلسطيني وسط صمت دولي يعكس ازدواجية المعايير ويفتح الباب أمام الاحتلال لمواصلة التطهير العرقي وفرض مخططاته الاستيطانية التوسعية..داعيا إلى ضرورة مطالبة الجهات الضامنة والقوى الدولية المؤثرة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والعمل الفوري على تثبيت وقف شامل للعنف والعدوان والضغط الجاد على الاحتلال لوقف انتهاكاته اليومية واحترام القانون الدولي.

 

وطالب رئيس الوطني الفلسطيني ، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الإنسانية بالتدخل الفاعل لحماية الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون الإعدامات والعذاب والحرمان والموت البطيء، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض احترام القانون الدولي، ووقف سياسة الكيل بمكيالين التي تسهم في استمرار معاناة الفلسطينيين.

 

بلدية غزة: تراكم 70 مليون طن ركام.. وتدمير 85% من البنية التحتية

 

قال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، إن المدينة تعرّضت لدمار واسع وغير مسبوق، حيث طالت الأضرار نحو 85% من البنية التحتية، وشملت شبكات المياه والصرف الصحي والطرق والمرافق العامة والتعليمية والاقتصادية.

 

وأضاف في تصريحاتٍ صحفية، أن كمية الركام تجاوزت 70 مليون طن، وهو ما يفوق قدرة البلديات على التعامل معه، خاصة بعد تدمير الاحتلال 134 آلية خدمية، أي ما يعادل 85% من أسطول البلدية، بحسب وكالة سند.

 

وأشار إلى أن غزة لا تمتلك حاليًّا سوى جرافة واحدة تعمل في ظروف شبه مستحيلة.

 

وحذّر من كارثة بيئية وصحية نتيجة تراكم أكثر من 260 ألف طن من النفايات في الشوارع والمكبات المؤقتة، بسبب منع قوات الاحتلال وصول الطواقم إلى مكب جحر الديك الرئيسي.

 

وبيّن مهنا أن بلدية غزة وضعت خطة طوارئ عاجلة لفتح الشوارع وإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي، إلى جانب خطة متوسطة المدى لإعادة التأهيل بالتعاون مع المنظمات الدولية.

 

وأكد أن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الأزمة الإنسانية والخدمية، ويحول دون إدخال الوقود ومواد البناء، مشددًا أن إعادة فتحها بشكل دائم تمثل الخطوة الأولى نحو التعافي الإنساني والخدماتي في المدينة.

 

ومع اقتراب فصل الشتاء، تتصاعد المخاطر الإنسانية والبيئية في قطاع غزة، حيث يعيش مئات آلاف النازحين في مخيمات مكتظة ومتهالكة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

 

وفي الوقت نفسه، تفرض الاحتلال الإسرائيلي قيودًا صارمة على دخول المساعدات الأساسية ومواد الإيواء إلى القطاع المحاصر، ما يزيد من معاناة السكان ويضعهم أمام تحديات كبيرة للتصدي للأحوال الجوية القاسية المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • الفصائل الفلسطينية: قانون إعدام الأسرى ”جريمة حرب مكتملة الأركان”
  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين
  • الوطني الفلسطيني: وحدتنا خط الدفاع الأول عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف
  • الوحش الاستيطاني يبتلع الأراضي الفلسطينية
  • عمرو موسى: التطبيع مع إسرائيل بدون حل القضية الفلسطينية ليس سلاماً بل التفافاً حوله
  • البث الإسرائيلية: واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب
  • رئيسة سلوفينيا: لن نسمح لـ"إسرائيل" بالقضاء على الدولة الفلسطينية
  • نقابة الصحفيين الفلسطينية: الاحتلال قتل 44 صحفيا داخل خيام النزوح في غزة
  • حماس: سنسلم جثة الضابط التي عثر عليها أمس في رفح الفلسطينية