خنفر: هزيمة المشروع الصهيوني أقرب من أي وقت.. والرنتاوي: لا مكان لعباس وخليفته
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
قدّم كل من المفكرين عريب الرنتاوي، مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، ووضاح خنفر، المدير العام السابق لشبكة الجزيرة ورئيس منتدى الشرق، قراءتين حادّتين للمشهد الفلسطيني خلال مشاركتهما في ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول.
واتفق المتحدثان على أن المسارات التقليدية للحل قد انهارت تماماً، وأن القضية الفلسطينية تدخل لحظة تحوّل مفصلية، وسط تصدّع للنظام الدولي وتآكل شرعية القيادات القائمة.
وشدّد وضاح خنفر على أن "هزيمة المشروع الصهيوني باتت أقرب من أي وقت في التاريخ"، مؤكداً أن هذا الاستنتاج ليس "أمنيات" بل يستند إلى تفكك النظام الدولي الذي تأسست إسرائيل في ظله بعد الحرب العالمية الثانية.
ورأى خنفر أن الضغوط الجيوسياسية العالمية واهتزاز التحالفات الكبرى تفتح نافذة تاريخية غير مسبوقة أمام الفلسطينيين والمنطقة، داعياً إلى قراءة المرحلة بعيداً عن منطق التسويات التقليدية.
لا مسار تفاوضي
في المقابل، قدّم عريب الرنتاوي رؤية قاتمة تجاه مسار التفاوض وحل الدولتين. وقال إن "أي مسار تفاوضي مع هذا العدو رهان خائب"، لا سيما في ظل التحولات العميقة داخل إسرائيل نحو مزيد من التطرف والأيديولوجيا الإقصائية.
واتّهم الرنتاوي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله بأنها تعمّدت تعطيل الوحدة الوطنية منذ 7 أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن "لا وحدة ولا مصالحة بوجود الرئيس محمود عباس وخليفته" في إشارة إلى حسين الشيخ.
وحذّر من أن المرحلة التالية قد تشهد إعادة تكييف السلطة بما يتوافق مع الشروط الأمريكية والإسرائيلية، وصولاً – بحسب تعبيره – إلى "قبول دولة على حدود رام الله والبيرة".
دعوة لبناء جبهة فلسطينية جديدة
اعتبر الرنتاوي أن التعلّق باجتماعات المصالحة المتناثرة (بكين 2، القاهرة 10، الدوحة 5…) هو مضيعة للوقت، داعياً بدلاً من ذلك إلى: خلق كتلة فلسطينية قوية، بناء جبهة وطنية عريضة وموحدة، ومنافسة القيادة الحالية على الشرعية.
ورأى أن حركة حماس تشكل العمود الفقري الثاني للنظام السياسي (بعد فتح)، لكنها "لا يجب أن تكون قطباً وحيدة"، داعياً إلى توسيع الاصطفاف ليشمل فصائل ومؤتمرات وشخصيات مستقلة، بما يقدّم عنواناً وطنياً بديلاً للفلسطينيين.
وفي رؤيته لإعادة بناء المؤسسات الوطنية، دعا الرنتاوي إلى إنشاء "وكالة فلسطينية عالمية" لرعاية شؤون الشتات، يحث يمكن تسجيل الفلسطينيين إلكترونياً لتمكينهم من المشاركة في القرار.
يشار إلى شخصيات وطنية فلسطينية أجمعت خلال مشاركتها في ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث على أهميّة تمثيل الفلسطينيين في الخارج وإشراكهم في القرار الفلسطيني، ومنع تهميشهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الرنتاوي الفلسطيني وضاح خنفر فلسطين غزة وضاح خنفر الرنتاوي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نائل البرغوثي في ملتقى إسطنبول: طوفان الأقصى صدم أنظمة عربية قبل الاحتلال
تواصلت في إسطنبول أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث الذي يجمع شخصيات فلسطينية وعربية وأكاديمية من 28 دولة، لمناقشة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وسبل إعادة بناء المشروع الوطني على أسس وحدة وتكامل بين الداخل والخارج.
وقدم المناضل الفلسطيني والأسير المحرر نائل البرغوثي مداخلة أكد فيها أن "طوفان الأقصى لم يفاجئ الاحتلال وحده، بل صدم الأنظمة العربية التي لم تكن تتوقع حجم التحول الذي صنعه الشعب الفلسطيني بمقاومته".
ودعا البرغوثي إلى مراجعة شاملة لكل قطاعات العمل العربي والفلسطيني، قائلاً: "كل منا عليه أن يراجع دوره في مجاله فالشاعر يجب أن يراجع شعره، والسياسي يراجع موقفه، والإعلامي يراجع خطابه".
واستعاد البرغوثي ذكرى استشهاد القائد القسامي أحمد الجعبري، التي تتزامن مع انعقاد الملتقي وكذلك ذكرى حرب عام 2012، مشيراً إلى أنه في ذلك الوقت "وقف رئيس وزراء مصر هشام قنديل في غزة كما أعلن رئيسها المنتخب محمد مرسي أن مصر لن تترك غزة وحدها"، مؤكداً أن هذه اللحظات التاريخية يجب أن تكون دافعاً لمراجعة المواقف الرسمية العربية من جديد.
وأضاف: "الاحتلال لم يعد خطراً على الفلسطينيين فقط، بل على المنطقة كلها"، موجهاً رسالة واضحة: "النصر لمن يحمل البندقية ويدافع عن شعبه".
وفي السياق نفسه، شدّد الإعلامي الفلسطيني وضّاح خنفر على أن الإرادة الشعبية الفلسطينية هي العنصر الأكثر حسماً في مسار التحرر، قائلاً: "لدينا شعب يقاوم بلا توقف، وهذه هي النقطة الجوهرية في أي مشروع وطني"، وأوضح خنفر أن الرأي العام العالمي يشهد تحولاً غير مسبوق لصالح القضية الفلسطينية، لكنه أكد أن "الذي يغير النتائج فعلياً هو اهتزاز النظام الصهيوني من الداخل وفقدانه الدعم الدولي المطلق".
وأشار خنفر إلى أن الأنظمة العالمية تراجع حساباتها تجاه إسرائيل، مستحضراً ما جرى في تجارب تاريخية مثل جنوب أفريقيا وانهيار الاتحاد السوفيتي، حيث أدى تغيّر الأولويات الدولية إلى تحولات كبرى. وأضاف: "نحتاج إلى روح جديدة في المشروع الوطني، وهذه الروح بدأ يصنعها شعبنا بتضحياته".
ويواصل الملتقى جلساته في إسطنبول لمناقشة قضايا متعلقة بالوحدة الوطنية، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، ودور الشتات الفلسطيني، إضافة إلى مقاربات سياسية وقانونية للتصدي لسياسات الاحتلال وتعزيز الصمود على الأرض.