روسيا تبحث مع دول الشرق الأوسط إنتاج طائرات الجيل الخامس
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
كشف رئيس الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني دميتري شوغاييف عن إجراء محادثات مع دول الشرق الأوسط لتطوير والإنتاج المشترك للمعدات الجوية بما في ذلك طائرات الجيل الخامس، و ذلك بحسب قناة روسيا اليوم.
وقال شوغاييف: "تجري المفاوضات مع ممثلي دول الشرق الأوسط حول التطوير والإنتاج المشترك للمعدات الجوية، بما فيها طائرات الجيل الخامس وأسلحة جو-جو الحديثة.
وجاء التصريح خلال مشاركة المسؤول الروسي في "معرض دبي للطيران"، الذي انطلق اليوم الاثنين ويستمر حتى يوم الجمعة القادم.
وأشار إلى أن هذه المشاريع طويلة الأمد وتتطلب دراسة مفصلة بسبب تعقيدها التقني، مؤكدا على اهتمام دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنتجات الدفاعية الروسية، لاسيما المعدات الجوية والمدرعة، وأنظمة الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة، والأسلحة الخفيفة بمختلف أنواعها.
وتشارك روسيا بقوة في معرض دبي للطيران، وتبلغ مساحة الجناح الروسي في المعرض قرابة 5 آلاف متر مربع، حيث تعرض كبرى الشركات الروسية المتخصصة في مجالات الصناعة الجوية والفضاء والدفاع نحو 900 نموذج، منها 30 قطعة تعرض بالحجم الطبيعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخدمة الفيدرالية الروسية الشرق الأوسط طائرات الجيل الخامس معرض دبي للطيران الطائرات المسيرة طائرات الجیل الخامس دول الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
إعادة أمركة الشرق الأوسط
ترجمة: أحمد شافعي -
للولايات المتحدة دور متزايد الأهمية في العديد من بلدان المنطقة. في حالات عديدة، يحاول البيت الأبيض أيضا أن يقود بلدانًا ومناطق إلى الاستقرار، من سوريا إلى غزة، وقد يؤدي هذا إلى تغيير الشرق الأوسط؛ غير أن هذه الاستراتيجية قد تجذب الولايات المتحدة إلى عدد من الأزمات، في وقت يسعى فيه البيت الأبيض إلى التركيز إما على السياسة الداخلية، أو على قضايا أكبر في آسيا وأوروبا.
ويجب النظر إلى هذا التورط في غزة والعراق وسوريا ولبنان من خلال عدسة «الأمركة»، وهي محاولة لتولي مسؤولية هذه المناطق المحورية ودفعها إلى التغير من خلال أساليب جديدة.
استضاف الرئيس دونالد ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع في العاشر من نوفمبر. وفي الوقت نفسه تقريبًا، سافرت وفود أمريكية رفيعة المستوى إلى لبنان والعراق لمناقشة قضايا متعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب.
وقرب حدود غزة، يجري عسكريون أمريكيون من القيادة المركزية وصناع سياسة أمريكيون مناقشات حول كيفية توسيع اتفاق إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإحلال الاستقرار بغزة. وترددت أخبار أيضًا عن أن واشنطن سوف تستثمر في مزيد من القواعد بإسرائيل.
تدفع الولايات المتحدة أيضا القوات الديمقراطية السورية في شرق سوريا إلى الاندماج في قوات الأمن السورية الجديدة. وقد تكونت القوات الديمقراطية السورية بدعم من الولايات المتحدة في عام 2015. فضلا عن ذلك، تنضم سوريا إلى التحالف المناهض لداعش. وفي حين أن التحالف المناهض لداعش كان يلعب دورًا محدودًا، وإن يكن مهمًا، في شرقي سوريا، فإنه قد يتولى الآن مسئوليات جديدة.
وهذا يعني أنه بدلا من تقليص القوات، الذي أرادت إدارة ترامب في أول الأمر أن تقوم به سنة 2019 في سوريا، فإن نصيحة الولايات المتحدة قد تكون ضروية لدمج القوات السورية الديمقراطية. لقد تكللت المهمة المناهضة لداعش بالنجاح لأنها كانت مصممة من أجل العمل بواسطة قوات سوريا الديمقراطية ومعها ومن خلالها. ومهمة الجيش السوري الجديد، وهي دمج القوات الديمقراطيية السورية ذات الميل اليساري مع الوحدات الإسلامية المحافظة التابعة للرئيس الشرع، سوف تواجه عراقيل. فهل سيرغب البنتاجون والبيت الأبيض في مواصلة المسار؟
في العراق، يناقش البيت الأبيض كيفية تغيير العلاقات الثنائية إذ لم تعد الحاجة كبيرة إلى القوات الأمركية في الحرب مع داعش. وقد ترددت أنباء عن حديث وزير الدفاع بيت هيجسيث مع نظيره العراقي عشية الانتخابات العراقية، كما قام وفد أمريكي يضم مسئولين من وزارة الدفاع بزيارة بغداد. فما الذي سيترتب على ذلك بالنسبة للجنود الأمريكيين في العراق؟
لقد أعيد نشر الكثيرين في المنطقة الكردستانية ذات الاستقلال الذاتي. فضلا عن ذلك، ترجو الولايات المتحدة أن تثمر محادثات حزب العمال الكردستاني مع تركيا العضوة في الناتو عن نتائج تقلل التوتر في شمالي العراق. وفي لبنان، تحث واشنطن بيروت على نزع سلاح حزب الله، ويعمل المبعوث الأمريكي توم باراك ونائبه مورجان أورتاجوس على هذا الملف منذ ستة أشهر.
ولقد كان نائب مساعد الرئيس سيباستيان جوركا في لبنان في العاشر من نوفمبر مع وفد أيضا. غير أن لبنان حتى الآن يعاني مشكلات في كبح جماح الجماعة المدعومة من إيران. وما دام حزب الله يمتلك أسلحة، ستظل إسرائيل في ما يبدو مستمرة في غاراتها الجوية الدقيقة ضده. وهو ما يضع واشنطن في موقف عصيب. فهل بوسعها أن تحمل بيروت على المسارعة في الحركة لمنع إسرائيل من جولة أخرى من الصراع؟
يعد هذا المستوى الجديد من التدخل الأمريكي إلى حد كبير نتيجة لحرب السابع من أكتوبر التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل سنة 2023. فقاد هذا إسرائيل إلى حرب عديدة الجبهات مع حماس، وحزب الله، ووكلاء آخرين لإيران في لبنان واليمن والعراق. وقد لعبت واشنطن أدوارًا متعددةً في الصراع، منها المحاولة الفاشلة لبناء رصيف مساعدات موقت لغزة في عام 2024 مع تنفيذ ضربات للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
ما كادت إدارة ترامب تتولى السلطة، حتى بدأت محاولة لتغيير بعض الأولويات. فتولت واشنطن قدرًا أكبر من المسئولية في الضغط من أجل إيقاف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. فضلا عن ذلك، تنشغل الولايات المتحدة بالحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان. وفي سوريا، كان احتضان الشرع يعني أن البيت الأبيض يريد تقليص التوترات بين سوريا وإسرائيل.
لقد ثبت أن حل نزاعات المنطقة أمر صعب. استطاع دونالد ترامب أن يصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واستطاع أيضا أن يدفع حليفتي الولايات المتحدة، قطر وتركيا، إلى دعم وقف إطلاق النار في غزة. وأدى هذا إلى تدخل أمريكي في عموم المنطقة. وليس التدخل الأمريكي في لبنان والعراق وسوريا وإسرائيل بالأمر الجديد. لكن الجديد هو الدرجة التي تتشابك بها هذه الصراعات مع بعضها بعضا، مستوجبة وضع الكثير من الأغطية لكي لا يفور الماء المغلي من هذه الأوعية معا. وسوف يكون حل حرب غزة صعبًا وحده. وكذلك فإن رؤية تكوين قوة إحلال استقرار تشترك فيها بلدان عديدة التزاما أمريكيًا فريدًا تجاه الفلسطينيين وإسرائيل.
غير أن غزة ليست غير واحدة من ساحات وقف إطلاق النار الرئيسية؛ فلبنان وسوريا والعراق تمثل جميعا تحديات مختلفة. ولا تزال القوات الأمريكية منتشرة في سوريا والعراق. وما يجري في لبنان والعراق سوف يؤثر على سوريا والعكس صحيح. ولقد احتلت سوريا بنان من قبل بين عامي 1976 و2005. وكانت لحرب الأهلية السورية مسئولة عن تغذية داعش التي احتلت مساحة شاسعة من العراق سنة 2014.
قد تمثل أمركة هذا القوس المؤلف من مناطق صراع متصلة نهاية للاضطراب في المنطقة، ويعني هذا أن الولايات المتحدة بدأت تدخلها المتزايد الأخير في المنطقة خلال خرب الخليج سنة 1991. وتنامى هذا في نهاية المطاف إلى حرب عالمية على الإرهاب بعد أحداث 11/9. وعليه فقد نشهد المزيد من التدخلات الدبلوماسية الأمريكية للمساعدة في حل عدد من الصراعات القديمة الراسخة، وفي حال نجاح هذا الأمر، فإنه قد يؤدي بنا إلى عصر جديد. ولقد أعرب ترامب بالفعل عن هذه الرؤية؛ غير أن الوصول إلى منطقة النهاية سوف يستوجب تركيزا يقظا خلال الشهور والسنين القادمة.
سيث جيه فرانتزمان هو مؤلف كتاب «حروب الطائرات المسيرة: الرواد، آلات القتل، الذكاء الاصطناعي، ومعركة المستقبل» وزميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. يشغل منصب محلل ومحرر أخبار وكبير مراسلي الشرق الأوسط في صحيفة جيروزالم بوست.
الترجمة عن ذي ناشونال إنتريست