وقالت اللجان في بيان لها إن المشروع الأمريكي يشكّل غطاءً سياسياً لمخططات العدو الإسرائيلي بهدف إعادة إنتاج السيطرة الصهيونية على غزة بوسائل جديدة، معتبرة ذلك شكلاً آخر من أشكال الاحتلال عبر البوابة الدولية.

وأبدت لجان المقاومة رفضها القاطع لنشر أي قوات دولية أو أجنبية داخل قطاع غزة بديلاً عن قوات الاحتلال، مشددة على أن أي دور أمريكي في إدارة القطاع غير مقبول، كونه يمثّل امتداداً لسياسات الهيمنة التي تستهدف إفراغ المقاومة من قوتها وإرادتها.

وأعربت اللجان عن تطلعها إلى موقف جزائري واضح وصلب يعبّر عن تطلعات شعوب الأمة في رفض المشروع الأمريكي ودعم حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن أرضه دون وصاية أو تدخل خارجي.

وأكد البيان أن الشعب الفلسطيني وقواه الحية يدركون أن المساعي الأمريكية تسعى لإعادة ترتيب المشهد بما يخدم الاحتلال، مشدداً على أن إرادة المقاومة وجماهير الشعب الفلسطيني ستفشل هذه المحاولات كما أفشلت غيرها.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

السعي الأمريكي لإنفاذ المرحلة الثانية لخطة ترامب

تعمل الإدارة الأمريكية على الدفع، باتجاه محاولة تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب المتعلقة بمستقبل قطاع غزة. وفي هذا الإطار، زار مساعدا الرئيس الأمريكي ويتكوف وكوشنر "إسرائيل"، كما قدمت الولايات المتحدة مسودة لمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي.

المتابعات الأمريكية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة تشمل عددا من الملفات أبرزها:

- الترويج لخطة ترامب المتعلقة بمستقبل قطاع غزة، وهي خطة ذات طابع اقتصادي، وتتجاهل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وتفرض عليه وصاية خارجية، وتسعى لنزع أسلحة المقاومة، من خلال قوات خارجية عربية ودولية.

- إحياء مسار التسوية السلمية والتطبيع في المنطقة، مع التركيز على السعودية، كمدخل يفتح المجال لدى دول أخرى عديدة بعدها للحاق بمسار التطبيع.

- ترتيبات ما بعد الحرب تجاه "محور المقاومة"، ومحاولة إيجاد تحالفات أو آليات إقليمية، لإضعاف هذا المحور، خصوصا في لبنان والعراق واليمن، ومواصلة الضغوط لتحييد الدور الإيراني وتهميشه.

- تحسين صورة الكيان الإسرائيلي في المنطقة، ومحاولة إعادة تأهيله و"غسله"، بعد الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها في القطاع، وإدماجه كشريك "طبيعي" في المنطقة.

* * *
تعمّدت خطة ترامب وضع سقف مرتفع جدا للخطة، بحيث يبدو الحصول ولو على بعض الحقوق الأساسية للفلسطينيين كما لو أنه "تضحيات" وتنازلات كبيرة من الأمريكان والإسرائيليين
تعمّدت خطة ترامب وضع سقف مرتفع جدا للخطة، بحيث يبدو الحصول ولو على بعض الحقوق الأساسية للفلسطينيين كما لو أنه "تضحيات" وتنازلات كبيرة من الأمريكان والإسرائيليين.

وتبدو العقبات الرئيسية واضحة في رفض الفلسطينيين والبلاد العربية والكثير من دول العالم لفكرة مجلس الوصاية، وسعيهم في المقابل لتثبيت حقّ السلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة، وإدماج حلّ الدولتين في الخطة أو مشروع القرار المرفوع لمجلس الأمن. كما أنّ هناك خلافا أساسيا حول مهمة القوات الخارجية؛ إذ يرى الجانب الفلسطيني والعربي أنها إذا وُجدت، فيجب أن تكون قوات فصل دولية، معنية بمتابعة ترتيبات الهدنة والتأكد من الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، لا أن تكون قوات معنية بنزع أسلحة المقاومة، ومحاولة إنجاز ما فشل الاحتلال الإسرائيلي بإنجازه.

ولأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تدعم حلّ الدولتين في الوقت الراهن، كما لا تدعم استلام السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، ولا تميل لإعطاء الفلسطينيين حقوقا سياسية، فإنها ستواجه عقبات كأداء في إنفاذ الخطة، ولذلك ستلجأ بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي إلى:

- متابعة إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي للضغط على قطاع غزة، وممارسة عملية الابتزاز، من خلال استمرار الاحتلال، وإغلاق المعابر والتحكّم بالمساعدات، ومتابعة عمليات الاغتيال والتدمير، وتشجيع عصابات العملاء.

- محاولة إقناع عدد من البلدان العربية والإسلامية بالمشاركة في القوات الدولية، وفي عملية إعمار غزة، مقابل بعض الحوافز في علاقاتها الثنائية معها.

- الطلب من عدد من البلدان العربية الضغط على المقاومة وعلى السلطة الفلسطينية للتجاوب مع خطة ترامب.

- التلويح بإمكانية رفع الغطاء عن مسار وقف الحرب؛ وترك المجال للاحتلال الإسرائيلي لاستئناف الحرب ومتابعة مسلسل التجويع والتهجير والضم.

القوى الفلسطينية والشعب الفلسطيني الإصرار على استقلالية القرار الفلسطيني، وأن إدارة القطاع شأن داخلي فلسطيني، وأن موضوع السلاح مرتبط بإنهاء الاحتلال وترتيبات ما بعد التحرير. وهذا يدفع إلى التأكيد على أولوية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني
ومع ذلك، فإنّ الجانب الأمريكي يدرك أنّ هذه الضغوط ستفشل في تحصيل تنازلات فلسطينية، متعلقة خصوصا بالوصاية على الشعب الفلسطيني في غزة، وبالصعوبة البالغة بإقناع أي دولة بالمشاركة بقوات عسكرية لنزع أسلحة المقاومة بالوكالة عن الاحتلال الإسرائيلي.

* * *

ولذلك، فقد تلجأ إدارة ترامب في مراحل لاحقة للعمل على إيجاد صياغات مخففة، وقد تعطي دورا أكبر للسلطة الفلسطينية في رام الله، وتقلل أو تلغي الدور الأمني للقوات الدولية، وتقدم عددا من الضمانات لجدولة الانسحاب الإسرائيلي، وفتح المعابر ودخول المساعدات. ولكنها في الوقت نفسه، ستسعى لتثبيت أمرين على الأقل:

الأول: إيجاد آلية، ولو فلسطينية عربية، لسحب أو نزع أسلحة المقاومة، أو تحييدها بطريقة ما.

الثاني: عزل حماس وقوى المقاومة من المشهد السياسي الفلسطيني.

وهما نقطتان قد تجد من يؤيدهما في سلطة رام الله والبلاد العربية، خصوصا وأن جوهرهما قد تمت الإشارة إليه في إعلان نيويورك الداعم لإنشاء الدولة الفلسطينية.

وبالنسبة لإدارة ترامب فقد يكون ذلك أمرا مقبولا في ضوء الحاجة للدفع بمسار التسوية والتطبيع، وإعادة تأهيل وتسويق الكيان الإسرائيلي، وإضعاف قوى المقاومة في المنطقة.

غير أنه على القوى الفلسطينية والشعب الفلسطيني الإصرار على استقلالية القرار الفلسطيني، وأن إدارة القطاع شأن داخلي فلسطيني، وأن موضوع السلاح مرتبط بإنهاء الاحتلال وترتيبات ما بعد التحرير. وهذا يدفع إلى التأكيد على أولوية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الثوابت والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وبناء مؤسسات تمثيلية وتنفيذية حقيقية فعالة، قادرة على المضي في مشروع التحرير والعودة.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • البرغوثي: المشروع الأمريكي حول غزة يُشكل وصاية أجنبية على شعبنا بأكمله
  • لجان المقاومة في فلسطين : المشروع الأمريكي شكل آخر من أشكال العدو الصهيوني
  • لجان المقاومة: المشروع الأمريكي بشأن غزة أداة لتكريس الهيمنة الصهيوأمريكية
  • الفصائل الفلسطينية: نحذر من خطورة المشروع الأمريكي بمجلس الأمن لتشكيل قوة دولية في غزة
  • “الأحرار الفلسطينية”: مشروع القرار الأمريكي يتبنى الرؤية الاسرائيلية ويتجاهل الحق الفلسطيني
  • الفصائل الفلسطينية تحذر من المشروع الأمريكي لإنشاء قوة دولية في غزة
  • الفصائل الفلسطينية ترفض مشروع القرار الأمريكي في الأمم المتحدة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدعو الجزائر لرفض المشروع الأمريكي في مجلس الأمن بشأن غزة 
  • السعي الأمريكي لإنفاذ المرحلة الثانية لخطة ترامب