رئيس الدولة: نهج الإمارات راسخ في بناء الشراكات التنموية لتحقيق التنمية والازدهار للجميع
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وفخامة لي جيه ميونغ رئيس جمهورية كوريا الجنوبية أمس مختلف مسارات التعاون والعمل المشترك لتحقيق أهداف الشراكة الإستراتيجية الخاصة والشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين وفرص توسيع آفاقهما بما يخدم المصالح المشتركة لهما ويعود بالخير والنماء على شعبيهما.
جاء ذلك خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها سموه في قصر الوطن مع الرئيس الكوري الذي يقوم “بزيارة دولة” إلى دولة الإمارات.
ورحب سموه بالرئيس الكوري في بداية الجلسة..متطلعاً إلى أن تسهم زيارة فخامته في مواصلة دفع العلاقات الإماراتية – الكورية إلى الأمام بما يعزز رؤية البلدين نحو تحقيق الازدهار المستدام لشعبيهما.
واستعرض الجانبان خلال الجلسة مختلف أوجه التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة المتجددة بجانب العديد من المجالات الحيوية الأخرى وفي مقدمتها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستدامة والتعليم والثقافة .. إضافة إلى الفرص الطموحة لتطوير هذا التعاون بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين ويلبي متطلبات التنمية خلال المرحلتين الحالية والمستقبلية .. مؤكدين حرصهما على تنويع جوانب التعاون في ظل الرؤية التنموية المشتركة بجانب توفر مقومات التعاون وفرصه المتنوعة الطموحة.
كما بحث سموه والرئيس الكوري عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها وفي مقدمتها أهمية دعم جميع المساعي الإقليمية والدولية لإرساء أسباب السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان .. إن دولة الإمارات وجمهورية كوريا تجمعهما علاقات إستراتيجية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والعمل المشترك من أجل التنمية والازدهار في البلدين والعالم.. مؤكداً سموه حرص الدولة على مواصلة تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية والاستثمار في شراكة البلدين التي تركز على المستقبل .. مشيراً سموه إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة خلال عام 2024 دشن مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والنمو المشترك بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا.
وأضاف سموه أن كوريا تعد إحدى أهم الشركاء التجاريين للإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي .. مشيراً سموه إلى النجاحات التي تحققت في مسار العلاقات الإماراتية – الكورية خلال السنوات الماضية مما يجعلها نموذجاً للعلاقات البناءة بين الدول الصديقة.
وأعرب سموه عن تطلعه إلى مواصلة العمل مع الرئيس لي جيه ميونغ لتحقيق الرؤية المشتركة للتنمية المستدامة في ظل الحرص المتبادل على تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات .. مؤكداً نهج دولة الإمارات الراسخ في بناء الشراكات التنموية مع الدول التي تشاركها رؤيتها لتحقيق التنمية والازدهار للجميع.
من جانبه أكد الرئيس الكوري عمق علاقات دولة الإمارات وكوريا والحرص على مواصلة تعزيزها خاصة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة والثقافة وغيرها.
وكتب فخامته كلمة في سجل كبار الزوار أعرب خلالها عن سعادته بزيارته إلى دولة الإمارات والتي ترتبط مع كوريا بعلاقات إستراتيجية وثيقة مضيفاً أنهما يمثلان نموذجين تنمويين ملهمين..وعلاقاتهما تسير بخطى حثيثة نحو مزيد من التطور والنماء لمصلحة شعبيهما
وشكر الرئيس لي جيه ميونغ سموه لحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق منذ وصوله إلى دولة الإمارات متمنياً للدولة مزيداً من التقدم والازدهار.
وأقام صاحب السمو رئيس الدولة مأدبة غداء تكريماً لفخامة الرئيس الكوري والوفد المرافق.
وكان صاحب السمو رئيس الدولة وفخامة الرئيس الكوري قد صافحا مجموعة مجتمعية شاركت في مراسم الاستقبال احتفاء بالرئيس الضيف ضمت عدداً من الطلبة المتميزين إضافة إلى مجموعة من المهندسين والمهندسات والعاملين في مجال الطاقة النووية ضمن مشاريع الدولة التنموية بجانب وفد اقتصادي من الجانبين الإماراتي والكوري.
حضر جلسة المحادثات كل من..سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة..كما حضرها الوفد المرافق للرئيس الكوري الذي يضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، استقبل أمس، فخامة لي جيه ميونغ، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية الذي يقوم “بزيارة دولة” إلى دولة الإمارات.
وجرت لفخامة الرئيس لي جيه ميونغ، مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه قصر الوطن في العاصمة أبوظبي.
واصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الضيف، إلى منصة الشرف حيث عزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وجمهورية كوريا فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية لفخامته.
ولدى وصول موكب الرئيس الكوري إلى ساحة قصر الوطن، حلق فريق “فرسان الإمارات” الوطني للاستعراضات الجوية في سماء القصر مشكلاً لوحة بعلم كوريا.
كما قدمت فرق الفنون الشعبية الإماراتية أهازيجها وعروضها التراثية المتنوعة بجانب عروض الخيول والهجن ترحيباً بالرئيس الكوري، واصطفت مجموعات من الأطفال يحملون أعلام البلدين ويرددون عبارات الترحيب بالضيف.
وكان في استقبال فخامته سمو الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين الذين رحبوا بزيارته إلى الدولة؛ وقد كان في الاستقبال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة استراتيجية تنشد التنمية والازدهار
ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية بشراكة استراتيجية خاصة، أضفت على علاقاتهما الثنائية أهمية استثنائية، ودفعتها باستمرار نحو المزيد من النمو والتقدم، تجسيدا لرؤاهما في تعزيز التنمية والازدهار لشعبي البلدين.
وتمثل "زيارة دولة" التي يقوم بها فخامة لي جيه ميونغ رئيس جمهورية كوريا، غدا "الإثنين" إلى الإمارات، محطة بارزة في المسار التاريخي للعلاقات الثنائية بين البلدين التي انطلقت منذ نحو 45 عاما.
وتعد الإمارات من أوائل دول الشرق الأوسط التي أسست شراكة استراتيجية خاصة مع جمهورية كوريا الجنوبية، والتي شملت مجالات متعددة مثل السياسية، والاقتصاد، والتعاون النووي، وتغير المناخ، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، والدفاع، والرعاية الصحية، والثقافة، والإدارة الحكومية، إضافة إلى الفضاء.
ويحرص البلدان على تقوية الأسس الراسخة لعلاقتهما الثنائية من خلال الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، والزيارات الدورية المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، فضلا عن الحوار الاستراتيجي الخاص الذي يعقدانه بشكل دوري منذ عام 2019.
وتواصل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين تطورها ونموها المتصاعد، حيث بلغ إجمالي قيمة التجارة غير النفطية بين الإمارات وكوريا الجنوبية 6.6 مليار دولار في عام 2024، مسجلاً نمواً بنسبة 11.4% مقارنة بعام ،2023 وبنسبتي 17.8% و40.8% مقارنة بعامي 2022 و2021 على التوالي.. فيما تجاوزت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 3.14 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2025.
وتمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين أحد منجزات برنامج التجارة الخارجية الذي تنفذه دولة الإمارات والهادف إلى المساهمة في زيادة قيمة التجارة الخارجية غير النفطية إلى ما يفوق 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031 ، إذ وبعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ سيستفيد المستثمرون والشركات من الجانبين من إلغاء أغلب الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز أمام التجارة في أهم القطاعات بما يشمل الطاقة والموارد والرعاية الصحية والصناعات المتقدمة والمزارع الذكية والاقتصاد البيولوجي بجانب تعزيز الوصول إلى الأسواق في المناطق سريعة النمو في الشرق الأوسط وآسيا.
وفي عام 2023 أعلنت دولة الإمارات عن التزام أجهزتها الاستثمارية السيادية باستثمار مبلغ 30 مليار دولار في قطاعات استراتيجية في جمهورية كوريا، كما اتفق البلدان خلال أعمال الدورة الثامنة للجنة الاقتصادية المشتركة بينهما، على توسيع وتنويع مظلة التعاون الاقتصادي في 11 قطاعاً استراتيجياً وتحفيز الاستثمارات المتبادلة بها.
ويجسد مشروع براكة للطاقة النووية السلمية نموذجاً متميزاً للتعاون التنموي بين البلدين الصديقين، ليس فقط من حيث قيمته المادية، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية تنفذه كوريا الجنوبية في الخارج بعدما منحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في ديسمبر 2009 ائتلافاً بقيادة شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو) عرضاً قيمته 20 مليار دولار لبناء المشروع.
ويقدم البلدان نموذجاً متميزاً للتعاون في قطاع السياحة والطيران مع زيادة عدد الرحلات والنمو المتواصل في حركة التدفقات السياحية بينهما، حيث يتجاوز عدد السياح القادمين من كوريا إلى الإمارات 200 ألف زائر سنوياً.
واتفق البلدان في يوليو 2023، على زيادة التبادل السياحي بما في ذلك تقديم الدعم للشركات الناشئة التي تدخل سوق السياحة في البلدين، ومواصلة تنفيذ مختلف المشروعات المشتركة عبر الاستفادة من نتائج "أسبوع السفر الكوري في دولة الإمارات" الذي عقد في مايو من ذات العام.
ويحرص البلدان على تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية عبر مجموعة من المبادرات والإجراءات مثل افتتاح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي، واستضافة مهرجان خاص بالثقافة الكورية الذي أصبح حدثاً رئيسياً على أجندة الفعاليات السنوية التي تشهدها الإمارات، وكذلك افتتاح فرع معهد "الملك سيجونغ" في إمارة الشارقة وفي جامعة زايد بالعين اللذين يشهدان تزايداً في أعداد الطلبة الراغبين في التعرف على اللغة والثقافة الكورية عاماً بعد آخر.
وأطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، برنامج "الحوار الثقافي الإماراتي الكوري لعام 2020”، وذلك احتفاء بالذكرى الـ 40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي المجال الطبي، أبرم البلدان العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون التي تشمل برامج التقييم والترخيص الطبي، وإدارة المستشفيات وتبادل الخبرات الطبية، إضافةً إلى تبادل الخبرات في التعليم الطبي.
وشهدت مدينة دبي الطبية في يونيو الماضي وفي نطاق مرحلتها الثانية وضع حجر الأساس لمستشفى "آسان-الإمارات لعلاج الأمراض الهضمية"، وهو مشروع لشركة سكوب للاستثمار الإماراتية، ليكون الفرع العالمي الأول لمستشفى آسان، أحد أكبر المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في كوريا الجنوبية، والذي سيسهم في تقديم أحدث خدمات الرعاية الصحية وفرص التعليم في مجال الأمراض الهضمية.
وتدير العديد من الشركات الصحية الكورية المتخصصة مستشفيات كبرى في الإمارات، نظراً لما تتمتع به كوريا من سمعة طيبة في الرعاية الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في قطاع الرعاية الصحية وخدمات رعاية المتعاملين.