أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن قيم ومبادئ التسامح والتعايش السِّلْمي والأخوة الإنسانية في الإِمارات تتجسد على أَرْض الواقع، في رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإنَّ سموَّه يؤَكِدُ دائما على الأَوْلَوِيَّةِ القُصْوَى لِمَبْدَأ الإلتزام بالمَسؤولية عِنْد الجميع وأنَّ حركة التنمية والتقدُّم في الدولة تَستَلْزم بالضَّرورة منْ كُلِّ فَرْد المُشارَكَةَ الكامِلَة في خِدمةِ المجتمع والإِسهامَ الواعي والمُنْتِج في تَحقيق أهدافِ الوطن والقُدرة على العَيْش في سَلام وأمان من خلال روح التَّعاوُن والعَمَلِ المُشتَرَك، وتَفَهُّم الآخَر واحترامِ احتياجاتِه والِاعْتِياد على التعامُل السَّويِّ بَيْن الجميع.

 

وأضاف معاليه أن ذلك يَتَّصِلُ بِشَكْلٍ مُباشِرْ بِمَفهومِ التسامُحِ في الإمارات، الذي لا يعني إزالةَ الفُروق أو الاختلافات في الجِنْس أو العِرْق أو الدين أو الثقافة بَيْنَ بَنِي البَشَر، بل على العكسِ مِنْ ذلك، التعامل الإيجابيّ إزاءَ هذهِ الفُروقِ والاختلافات ودَعْمِ القُدْرَة على التعايُشِ السِّلْمِيِّ بَيْنَ الجَميع وذلك مِنْ أَجْلِ تَأسيسِ مُستَقْبَلٍ أَفْضَل للجميع.

 

وقال في كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للتسامح الذي يحتفل به العالم في 16 نوفمبر من كل عام، إن الدعوات تنطلق في هذا اليوم عبر المنصات المختلفة ومن كل مكان، من أجل التعايش السلمي والتسامح والأخوة الإنسانية، في حين تجد الأمر أكثر تميزا وتفردا في الإمارات على المستويات كافة، لأنها جعلت من التسامح والتعايش نهجًا ثابتًا، ومكونًا أصيلًا في الهوية المجتمعية، وممارسةً يومية يعيشها كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، حتى أصبحت الإمارات النموذج والمثال إقليميا وعالميا في هذا المجال.

 

وأضاف معاليه: "من هنا استطاعت دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن تقدم للعالم نموذجًا متفرّدًا في التعايش السلمي والتعاون المجتمعي، واحترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية بحرية وتقدير، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية في بيئة من الاحترام والتفاهم المتبادل والتعاون بين الجميع والحور البناء.. مجتمع يقوم على تفيل المشتركات بين البشر في بيئة تجسد المعنى الحقيقي للأخوة الإنسانية، يشاركون معًا في فعاليات ومهرجانات تُجسد التواصل الحضاري بين الثقافات، وتفتح آفاقًا رحبة للتقارب الإنساني والفكري والفني".

 

وأشار إلى أن وزارة التسامح والتعايش تؤدي، في هذا السياق، دورًا محوريًا في ترسيخ هذه القيم على المستويين المحلي والعالمي، من خلال برامجها ومبادراتها الرائدة التي تجسد رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع متسامح ومتعايش يرحب بالجميع، في مناخ يجسد روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها.

 

وأكد أن الرسالةَ الواضحةَ لِوَزارة التسامح والتعايش، تَتَمَثَّلُ بِالأَساس في أنها وَزارةٌ لِجميعِ السُّكانِ في الدولة، المُواطِن والوَافِد، والرَّجُلْ والْمَرْأَة، والشَّبابْ وكِبارُ السِّنّ، والأَصِحّاءْ والمَرْضَى، والوَزاراتِ والهَيْئات، والشَّرِكات والمُؤَسَّسات، وأصحابُ الهِمَم، والعُمّالُ الأَجانب، بِالإضافةِ إلى التواصُل مع الأَشِقَّاءْ والأَصْدِقاءْ حَوْلَ العالَم، والعَمَل مَعَ المُنَظَّماتِ الدَّوْلِيَّةِ المُتَخَصِّصَة.

 

وأوضح معاليه أنَّ خُطَّةَ العملْ في الوَزارة تُركِّزْ على عِدَّةِ مَجالات هِيَ التعليم والتوعيةُ المجتمعية لِجميعِ فِئاتِ السُّكان، مع التركيزِ بصفةٍ خاصّة على الأُسرةِ والشباب، بِالإضافةِ إلى التنسيق مع مؤسساتِ المجتمع كافة، مِنْ أَجْلِ نَشْرِمَبادئِ التسامُحِ والتعايُش وتَشجيعِ العاملين في الدولة على الإسهامِ الناجح في مَسيرةِ المجتمعِ والعالَم دُونَ تَشَدُّد أو تَعَصُّب أو تَطَرُّف أو كَراهِيَة، لافتا إلى أن الوَزارةِ تقوم كذلك بدَوْر مُهِمّ في إِنتاجِ المَعارف ونَشْرِها حَوْلَ التسامُح في الإمارات، بِالإضافةِ إلى تَنظيمِ الأَنشِطةِ والفَعالِياتِ المُجتَمَعِيَّة، التي تُجَسِّدْ مَفاهيمَ التسامُح على أَرضِ الواقِع، إلى جانبِ تحقيقِ التواصُلِ الإيجابيّ بَيْنَ جَميعِ الجالِياتِ في الدولة.

 

أخبار ذات صلة الإمارات تحتفي بـ "اليوم الدولي للتسامح" وتواصل دورها المحوري في تعزيز صوت الاعتدال الإمارات.. نموذج عالمي في التسامح والتعايش

ولفت إلى أبرز برامج ومبادرات وزارة التسامح والتعايش، ومن بينها مبادرة "الحكومة حاضنة للتسامح" التي تسعى إلى جعل مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية نموذجًا يحتذى في ترسيخ ثقافة التسامح في بيئات العمل، وبين موظفيها ومتعامليها، وفي بيئتها المحيطة، وذلك عبر تعاونها مع قطاعات المجتمع الأخرى من خلال مئات البرامج التوعوية على مدار العام، ومبادرة "فرسان التسامح" التي لعبت على مدى سبع سنوات دورا بارزا لدى فئات المجتمع كافة ولا سيما الشباب؛ إذ ركزت على إعداد قيادات مجتمعية مؤمنة بقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وقادرة على نشرها في محيطها المهني والمجتمعي والبيئة المحلية، إلى جانب أندية التسامح في المدارس والجامعات التي عملت على تعزيز روح الحوار والانفتاح بين الطلبة من الجنسيات والأعراق والأديان والثقافات المختلفة.

 

ونوه معاليه إلى المهرجان الوطني للتسامح والتعايش الذي تنظمه الوزارة سنويا ليكون منصةً وطنية للاحتفاء بالتنوع والتعايش السلمي والتزام الجميع بمبادئ الأخوة الإنسانية، وهو الأمر الذي يثري المجتمع الإماراتي، بجانب إطلاقها مبادرات دولية ومجتمعية مثل "حدائق التسامح" التي تجسد التسامح في فضاءات الحياة العامة وتعبّر عن قيم الانسجام والجمال الإنساني بين الشعوب والأمم من خلال رمزية تجمع بين أشجار العالم في مكان واحد.

 

‎وأردف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن الوزارة تتبنى، على المستوى الدولي، مبادرات رائدة مثل التحالف العالمي للتسامح، وغيره من المبادرات التي تعمل على تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات حول العالم لنشر ثقافة السلام والتفاهم المشترك.

 

وقال معاليه: "إذا تحدثنا عن منهج التسامح الإماراتي فإن الأمر يبدأ بدولة القانون التي تمثل الركيزة الأساسية لهذا التلاحم المجتمعي والتعايش السلمي بين الجميع؛ إذ تُطبّق القوانين بعدالة ومساواة على الجميع، مواطنين ومقيمين، بما يعزز شعور الجميع بالأمن والطمأنينة والانتماء، فالقانون هو الحامي لكرامة الإنسان، وهو الضمان الحقيقي لاستمرار نهج العدالة الذي تميزت به دولتنا منذ قيامها".

 

واستطرد بالقول: "يجد المقيمون في الإمارات بيئةً مثاليةً للاستقرار المعيشي والأسري، فهي دولة توفر الأمن والرخاء وفرص العيش الكريم للجميع، وتمنح كل من يعيش فيها الإحساس بأنه في وطنه الثاني، ‎كما تحرص الدولة على دعم هذا الاستقرار عبر انتشار المؤسسات التعليمية للجاليات في شتى الإمارات، بما يتيح لهم الحفاظ على لغاتهم وثقافاتهم وهوياتهم، في إطار من التفاعل الإيجابي مع منظومة القيم الإماراتية التي تقوم على الاحترام والمحبة والتعاون".

 

وأكد معاليه في ختام كلمته ‎أن الإمارات ستواصل رسالتها الحضارية القائمة على قيم الخير والعطاء والاحترام المتبادل، وأن وزارة التسامح والتعايش ستواصل العمل على تطوير المبادرات التي تُجسد هذه القيم وتُبرز الوجه الإنساني المشرق لدولتنا في المحافل العالمية، انطلاقا من إيمانها بأن التسامح هو السبيل إلى الأمن والسلام والازدهار، وأن التعايش الإنساني هو الطريق الأمثل لمستقبل تسوده العدالة والاحترام المتبادل بين الشعوب.

 

 

 
 
 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التسامح والتعايش نهيان بن مبارك رئيس الدولة وزارة التسامح والتعايش الإمارات اليوم الدولي للتسامح فی الإمارات والتعایش ا فی الدولة آل نهیان من خلال التی ت

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يكرِّم عشر شخصيات بـ «جائزة أبوظبي» في الذكرى العشرين لانطلاقها تزامناً مع عام المجتمع

كرَّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عشر شخصيات من أصحاب المبادرات الخيرة بـ «جائزة أبوظبي» في دورتها الثانية عشرة، تقديراً لإسهاماتهم النبيلة التي تركت أثراً إيجابياً في مجتمع دولة الإمارات، وذلك تزامناً مع «عام المجتمع 2025».
وجرى خلال حفل التكريم، الذي أقيم في قصر الحصن في أبوظبي، تسليط الضوء على قصص المكرمين الملهمة التي ترسخ ثقافة العطاء والتكافل، وتؤكد أن العطاء لا يرتبط بعمر أو مهنة أو فئة معينة، بل هو قيمة إنسانية قادرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
وهنأ صاحب السمو رئيس الدولة، بهذه المناسبة، المكرمين بالجائزة، مشيداً بعطائهم وإسهاماتهم الملهمة في خدمة المجتمع، والتي تشكل رافداً للخير والعطاء الذي لا ينضب.
وقال سموه، في الذكرى العشرين لإطلاق الجائزة: «نحتفي بصُنَّاع الخير والأمل، ونُعبِّر عن تقديرنا لكل من يغرس قيم الخير، ويسهم في تعزيز روح التعاون والبذل والمسؤولية المجتمعية المشتركة التي يتميز بها مجتمع الإمارات».
وشكلت «جائزة أبوظبي»على مدى عقدين من الزمن منصة وطنية تجسد قيم الخير والإيثار والتقدير المتأصلة في مجتمع دولة الإمارات، مستلهمة رؤيتها من نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل مسيرتها برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ومنذ انطلاقها عام 2005، سلّطت جائزة أبوظبي الضوء على 110 شخصيات من 18 جنسية مختلفة، وتضمنت إسهاماتهم مجالات عدة مثل الرعاية الصحية والعمل التطوعي والتعليم وصون الثقافة والتراث وحماية البيئة وتمكين أصحاب الهمم، تجسيداً لرسالتها النبيلة التي تتجدد في هذه الدورة تزامناً مع «عام المجتمع 2025» الذي يستهدف ترسيخ قيم التلاحم والتكافل التي يتحلى بها مجتمع دولة الإمارات.
حضر الحفل، سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، بجانب عائلات المكرمين، وشركاء الجائزة وداعميها.
وشملت قائمة المكرمين في الدورة الثانية عشرة للجائزة، شخصيات بارزة تركت أثراً إيجابياً في مجتمع الإمارات وهم:
-عبيد كنيش الهاملي:
يعد أحد رواد العمل الخيري والتنموي والمجتمعي في دولة الإمارات، وهو رجل أعمال إماراتي حفلت مسيرته بالعطاء رغم الأوقات الصعبة التي عاشها بفقدانه والديه منذ صغره، وقد عمل في ستينيات القرن الماضي مرشداً ميدانياً لفرق التنقيب عن النفط في منطقة الظفرة، وامتدت إسهاماته إلى مجالي التعليم والتنمية الاجتماعية، حيث كان من أوائل الذين شجعوا أبناء الظفرة على التعليم وإكمال دراساتهم العلمية، وأطلق عام 1998 «جائزة عبيد بن كنيش الهاملي للتفوق والتميز التعليمي» التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الظفرة، أسهمت في تشجيع الطلبة والمعلمين على الإبداع والتميز، وعززت من مستوى التعليم في المنطقة.
-موزة محمد الحفيتي:
تعد نموذجاً ملهماً في ميدان التعليم، امتدت مسيرتها المهنية إلى أكثر من عقدين، وهي معلمة في مجمع زايد التعليمي في دبا الفجيرة، وتُعرف بإسهاماتها المبتكرة الهادفة إلى تطوير البيئة التعليمية لطلابها، وحرصها على الإسهام في إعداد جيل واعٍ ومبدع يلتزم بالقيم ويحرص على المعرفة، ومن أبرز المشاريع التي ابتكرتها موزة لطلابها «سجادة الصلاة الرقمية التفاعلية» لتعليم الصلاة، والمكتبة الرقمية التي أطلقتها خلال جائحة «كوفيد - 19»، بجانب تنفيذها العديد من المبادرات التعليمية بهدف تنمية مهارات الطلبة وغرس القيم في نفوسهم. كما أسهمت في تدريب المعلمين وتأهيلهم من خلال ورش عمل وبرامج إرشادية تطوعية، وأدرج اسمها ضمن قائمة أفضل 50 مرشحاً لجائزة أفضل معلم في العالم، كما نالت عدداً من الجوائز، من أبرزها جائزة خليفة التربوية وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشارقة للتميز التربوي.
-معالي راشد عبد الله النعيمي:
يعد من أبرز الشخصيات الوطنية الذي ارتبطت مسيرته ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الدولة، حيث ترعرع في بيئة غرست لديه قيم العطاء والوفاء وخدمة الوطن، والتي وجهت مسيرته الحافلة بالإنجاز، وتولى معاليه عدداً من المناصب القيادية البارزة، من بينها وزير الدولة للشؤون الخارجية من عام 1977 إلى 1990، ثم وزير الخارجية من عام 1990 إلى 2006، وكان له دور مهم في صياغة السياسة الخارجية للدولة، وتعزيز حضورها الإقليمي والدولي، كما شغل في بداية مسيرته العملية منصب وكيل وزارة الإعلام والسياحة، وكان معاليه المفوض العام الأول لجناح أبوظبي في «إكسبو 1970 أوساكا» في اليابان، حيث شارك ممثلاً لإمارة أبوظبي، وأسهم في إرساء أسس العلاقات مع اليابان، وفتح آفاق جديدة للتقارب السياسي والاقتصادي بين البلدين، كما أسهم في توفير الموارد اللازمة لتقديم جناح مشرف للإمارة.
وعرف عن معاليه التزامه تجاه المجتمع، وحرصه على المبادرات الإنسانية والعمل الخيري، وكان من أبرز إسهاماته تأسيس «مركز راشد لعلاج السكري والأبحاث» عام 2010 و«مبرة راشد بن عبد الله النعيمي الخيرية» عام 2012.
كما أسهم معاليه في المجال الثقافي، فقد ألف أول رواية إماراتية حديثة «شاهنده» عام 1971، ويعد كتابه «زايد: من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد»، مرجعاً وطنياً مهماً يوثق مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
-الراحل محمد إبراهيم عبيد الله:
سخر جهوده في المجال الإنساني والخيري ودعم الرعاية الصحية في دولة الإمارات وتطويرها، وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن التقدم يبدأ من خدمة الإنسان، ومن أبرز إسهاماته تأسيس «مستشفى عبيد الله لعلاج كبار المواطنين» في رأس الخيمة عام 2009، وهو أول مستشفى متخصص من نوعه في الدولة، بجانب الإسهام في تطوير منشآت صحية أخرى من بينها «مركز غسيل الكلى» في رأس الخيمة و«مركز جراحة الفم والوجه والفكين في مستشفى راشد» في دبي، وامتد عطاؤه السخي ليشمل مجالات أخرى كالتعليم وتقديم المنح الدراسية للطلبة للمحتاجين.
وكان الراحل عضواً مؤسساً في «جمعية بيت الخير»، وشغل عضوية مجلس إدارتها لأكثر من ثلاثة عقود، إضافة إلى دعمه برامج طبية وإغاثية وتنموية أسهمت في تعزيز الرعاية الصحية للكثيرين، وكُرِّم خلال حياته بجوائز عديدة من أبرزها جائزة رئيس الدولة التقديرية عام 2012، وجائزة أوائل الإمارات عام 2017، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عام 2009، وذلك تقديراً لإسهاماته المتميزة في مجالي العمل الإنساني والرعاية الصحية، وتوفي محمد إبراهيم عبيد الله خلال العام الجاري، تاركاً بصمة بارزة في العطاء والإنسانية وخدمة الوطن، ليظل أثر إسهاماته ملهماً للأجيال القادمة.
-سالم حمد المنصوري وفاطمة ماجد المنصوري:
يمثلان نموذجاً في العطاء الإنساني، حيث اختار الوالدان سالم وفاطمة بعد رحيل ابنتهما زهية ذات الخمس سنوات أن يحولا ألم الفقد إلى أمل وحياة جديدة للآخرين بقرار إنساني شجاع، يجسد قيم العطاء والخير المتأصلة في مجتمع الإمارات من خلال التبرع بأعضاء ابنتهما زهية، ليسهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص داخل الدولة وخارجها، من بينهم طفلان ومريض بالغ، وكونها أول أسرة إماراتية تقدم على هذه الخطوة النبيلة، فقد أسهمت مبادرة سالم وفاطمة في دعم برنامج «حياة» للتبرع بالأعضاء في دولة الإمارات، مما أضاف بعداً إنسانياً آخر للعطاء ومساندة الآخرين.
-حمامة عبيد خميس:
ولدت حمامة في مدينة الذيد، حيث اكتسبت منذ صغرها من الآباء مهنة التداوي بالطب الشعبي، واجتهدت لخدمة المجتمع بتوفير العلاجات العشبية وخدمات العلاج بالكي والقبالة التقليدية، وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، استقبلت حمامة في منزلها آلاف المرضى من مختلف إمارات الدولة ومنطقة الخليج، وقدّمت لهم العلاج دون مقابل، وفي زمن لم تكن فيه المستشفيات الحديثة متوافرة، كان لدور حمامة أثر كبير في تلبية احتياجات الناس الصحية، إذ عملت قابلةً، وأسهمت في ولادة العديد من الأطفال، لتصبح رمزاً للعطاء والرعاية في المجتمع المحلي مجسدة بعطائها وإخلاصها في خدمة الآخرين مثالاً ملهماً للخير والروح الإنسانية.
-عبد المنعم بن عيسى السركال:
يعد من الشخصيات الإماراتية التي أثْرَت مجالي الفنون والثقافة، وأسهم بدور مهم في حراك المشهد الثقافي في دولة الإمارات والمنطقة.
وتحول شغف عبد المنعم السركال بالثقافة والفنون الإبداعية إلى واقع في منطقة القوز في دبي، فقد أسّس في عام 2008 «السركال أفينيو» أحد أهم المراكز الثقافية في المنطقة، والذي يضم بين أروقته المعارض والمسارح الفنية، وأصبح مع الأيام نقطة التقاء للحوار والابتكار.
وفي عام 2019 أنشأ «مؤسسة السركال للفنون»، وهي مؤسسة غير ربحية هدفها دعم الفنانين والباحثين والطلبة، وتقديم منح وفرص وبرامج إقامة لهم، وقد ساهمت جهوده الريادية في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات كوجهة عالمية للفن والثقافة والإبداع، كما يسهم عبد المنعم في المجتمع الفني الدولي من خلال عضويته في مجالس استشارية لمؤسسات فنية مرموقة مثل متحف تيت ومؤسسة سولومون آر. غوغنهايم.
وحاز عبد المنعم «وسام فارس في الفنون والآداب» من الحكومة الفرنسية ووسام الإمارات للثقافة والإبداع؛ تقديراً لإسهاماته المتميزة في دعم المشهد الثقافي والفني.
-الراحل ديفيد هيرد:
من الشخصيات البارزة التي ارتبط اسمها بالتاريخ الحديث لدولة الإمارات، حيث قدِم ديفيد إلى أبوظبي في ستينيات القرن الماضي، وعمل مهندساً في قطاع النفط، وكان له دور أساسي في المراحل الأولى من تطوير هذا القطاع حتى عين بعد ذلك مستشاراً للمجلس الأعلى للبترول ليسهم في تحديد أبرز ملامح قطاع الطاقة في الدولة.
وخلف هذا العمل، كان هناك عطاء خفي اجتهد فيه ديفيد في الماضي، ليصبح مرجعاً وثائقياً في مستقبل الوطن وحاضره، حيث وثّق بشكل كبير مراحل التطور في دولة الإمارات، بدءاً من صيد اللؤلؤ والتجارة إلى قيام دولة قوية مزدهرة، كما كان مؤرخاً وكاتباً شغوفاً، وألف العديد من الكتب المهمة عن التاريخ النفطي وتطوره في المنطقة.
وفي عام 2019، تبرع ديفيد لمكتبة جامعة نيويورك أبوظبي بأرشيف يضم أكثر من 440 وحدة أرشيفية جمعها على مدى أكثر من 50 عاماً، لتصبح مرجعاً ثرياً للباحثين والطلبة.
وتوفي ديفيد هيرد عام 2024، وبقيَ إرثه شاهداً على جهوده الملهمة في دعم التعليم والتبادل الثقافي والإسهام في حفظ تاريخ دولة الإمارات.
-الراحل سلطان علي العويس:
كرس حياته وما يملك في خدمة الثقافة والمعرفة وعمل الخير في دولة الإمارات والمنطقة، تميز «رحمه الله» بعطائه وإسهاماته النوعية المهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي والعمل الخيري، وإيماناً بدور الثقافة في تعزيز المعرفة والإبداع أسس المرحوم «جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية» في عام 1987 والتي لا تزال قائمةً حتى يومنا هذا، إذ تُعد من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي، كرم من خلالها مئات الكُتاب والمثقفين.
وبجانب إسهاماته في القطاع الثقافي، تبنّى المرحوم سلطان العديد من المبادرات الإنسانية والتنموية، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات، وأسهم في تعزيز التعليم والرعاية الصحية محلياً وإقليمياً، وانطلاقاً من إيمانه بأهمية تطوير البنية التحتية، فقد بادر ببناء خمسة سدود رئيسة في الفجيرة وعجمان، ما زالت توفّر المياه للمزارعين.
وفي عام 1996، قلد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سلطان علي العويس «وسام زايد» من الدرجة الثانية؛ تقديراً لإسهاماته الوطنية والثقافية.
وتوفي سلطان العويس عام 2000، تاركاً إرثاً مُلهماً يرتكز على الولاء والعطاء والتفاني في خدمة الإنسانية، حتى احتفت «اليونسكو» في شهر يونيو من عام 2025 بالذكرى المئوية لميلاده تقديراً لإسهاماته البارزة في إثراء المشهدين الثقافي والأدبي الإماراتي والعربي، ودوره في ترسيخ قيم الإبداع والمعرفة التي تتماشى مع رسالة اليونسكو في تعزيز الثقافة والهوية الإنسانية.
-معالي خلدون خليفة المبارك:
قدم معاليه على مدى العقدين الماضيين إسهامات نوعية ضمن مسيرة التقدم التي تشهدها أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث جسد في كل منصب يشغله قيم التفاني في خدمة الوطن والكفاءة المهنية، فهو قدوة ومصدر إلهام للأجيال الحالية والمقبلة، وبصفته أحد رواد الأعمال المؤثرين وراسمي السياسات العامة في دولة الإمارات، يسهم معاليه في دعم مسيرة الدولة نحو تنمية اقتصادية مستدامة ومتنوعة، ويشرف خلال مسيرته القيادية، على العديد من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية التي تجسد رؤية القيادة المستقبلية في مختلف القطاعات، بما يشمل العلاقات الدولية الاستراتيجية والاقتصاد والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والتعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
وبجانب إنجازاته المهنية، يجسد معاليه مبادئ الإخلاص والاهتمام والاحترام في تعامله مع الجميع، مما أكسبه التقدير والثقة من المحيطين به، وانطلاقاً من إيمانه بأهمية التمكين، فقد ركز على ترسيخ ثقافة الدعم والتميز في المؤسسات التي يتولى قيادتها وإلهام الزملاء لتقديم الأفضل دائماً، كما يحرص على إعداد جيل جديد من الكفاءات المهنية الواعدة والملتزمة بتحقيق رؤية دولة الإمارات وتطلعاتها الريادية المستقبلية.
ويتولى معالي خلدون المبارك حالياً العديد من المسؤوليات البارزة، فهو العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار، والتي تولى قيادتها منذ تأسيسها عام 2002، كما يشغل منصب رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وعضوية المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي منذ عام 2004، إضافة إلى توليه رئاسة وعضوية عدد من مجالس الإدارات واللجان العليا على المستويين الوطني والدولي، بما يجسد بعد خبراته واتساع نطاقها، ويمثل معالي خلدون المبارك نموذج القيادة الإماراتية القادرة على تحويل الطموح إلى إنجاز، والتحديات إلى فرص، والأفكار إلى واقع، مما يسهم في رفعة الوطن وازدهاره المستدام.

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يلتقي محمد بن راشد رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة شحن عسكرية المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. نموذج عالمي في التسامح والتعايش
  • الإمارات.. عاصمة عالمية للتسامح والتعايش
  • نهيان بن مبارك: قوة الإمارات تنبع من تنوعها وتكامل وتلاحم المواطنين والمقيمين على أرضها
  • نهيان بن مبارك يحضر أفراح الخييلي والقمزي في العين
  • جمال بن حويرب: التسامح ممارسة يومية
  • نهيان بن مبارك يفتتح الدورة السابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش
  • خلال افتتاحه معرض «خارج النص».. نهيان بن مبارك: الإمارات مركز عالمي للحوار الثقافي بفضل رؤية القيادة
  • الإمارات: العمل البرلماني الخليجي بوابة لحوارات التسامح والتعايش والسلام مع برلمانات العالم
  • رئيس الدولة يكرِّم عشر شخصيات بـ «جائزة أبوظبي» في الذكرى العشرين لانطلاقها تزامناً مع عام المجتمع