أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن 17 مليون شخص لا يزالون يعانون الجوع الشديد في اليمن، وأن التوقعات تشير إلى ارتفاع العدد بمليون إضافي.
وقالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: «إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في اليمن، أدت لعرقلة الواردات، وأن الصراع المستمر تسبب في نزوح السكان، وفاقم التدهور الاقتصادي».


وتابعت: «إن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يُعدّ مثالاً صارخاً على العلاقة بين العنف والجوع». 
في السياق نفسه، حذّر البنك الدولي من اتساع أزمة الجوع في اليمن، مشيراً إلى أن أكثر من 60% من الأسر تواجه صعوبة في توفير الغذاء. وقال البنك الدولي: «إن الاقتصاد اليمني واجه ضغوطاً هائلة خلال النصف الأول من العام الجاري، بسبب الحصار المستمر على صادرات النفط، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع حجم المعونات، في ظل تراكم آثار سنوات من الصراع والانقسام على مستوى مؤسسات الدولة».
ووفقاً لتقديرات 46 منظمة إغاثية محلية ودولية، فإن نصف سكان اليمن يواجهون مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعاني ملايين الأطفال سوء تغذية، وقد دخلت نحو 100 مديرية يمنية مرحلة الطوارئ الغذائية الحرجة. وشدد حقوقيون يمنيون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، على ضرورة فرض ضغوط دولية حاسمة على جماعة الحوثي لإزالة القيود التي تفرضها على المنظمات الإنسانية، وضمان حرية وصول المساعدات، ومساءلة كل من يعرقل أو ينهب المساعدات الإغاثية.
وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري: «إن التقارير الإنسانية الموثوقة تشير إلى أن الأسباب العميقة لأزمة الغذاء في اليمن لا ترتبط فقط بالحرب والانهيار الاقتصادي، بل تتصل مباشرة بسياسات الحوثيين الذين يحتكرون المساعدات، ويفرضون قيوداً على عمل المنظمات الإنسانية، ويعرقلون وصول القوافل الإغاثية إلى المحتاجين». وأضاف الزبيري في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين تحولت إلى أداة سياسية واقتصادية للابتزاز، من خلال فرض الجبايات على الموردين، ومصادرة الشحنات الإغاثية، في انتهاك صارخ لمبادئ الحياد والاستقلال الإنساني».
وأشار إلى أن استمرار الحوثيين في احتجاز المساعدات وفرض الرسوم والإتاوات غير القانونية على الغذاء والوقود، أدى إلى ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فضلاً عن انهيار القطاعات الزراعية والخدمية، موضحاً أن العاملين الإنسانيين يواجهون تهديدات واعتقالات وانتهاكاً صارخاً لحصانتهم القانونية، مما يعرقل التدخلات الإغاثية.
وأكد الزبيري أن الأزمة الحالية تتطلب تحركاً عاجلاً من السلطات المحلية والمنظمات المدنية لتوثيق الانتهاكات الحوثية وحماية العمل الإنساني وفتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات من دون عراقيل.
في السياق، أوضح الناشط الحقوقي، همدان ناصر العليي، أن الوضع الإنساني في اليمن بالغ الخطورة، ويستدعي تدخلاً مباشراً وسريعاً من المجتمع الدولي لإنهاء معاناة ملايين المواطنين، خصوصاً مع تفاقم معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال.
وأشار العليي في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أنه من غير الأخلاقي أن تُستغل المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية أو تفاهمات مرحلية تتعلق بخارطة الطريق الخاصة بعملية السلام في اليمن، مشدداً على أن تحريك الملف الإنساني يجب أن يكون منفصلاً عن أي مسار تفاوضي.
وأفاد بأن الشعب اليمني يتطلع إلى سلام حقيقي يعالج جذور الصراع الذي أشعلته جماعة الحوثي، داعياً إلى تحرك جاد من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.

أخبار ذات صلة «اليونيسيف» تحذر من تدهور أوضاع أطفال غزة اليوم.. إطلاق القمر الاصطناعي «فاي 1»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عدن اليمن الجوع الأمم المتحدة البنك الدولي فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: جهود الاستجابة الإنسانية متواصلة في سوريا

أحمد مراد (دمشق، القاهرة)

أخبار ذات صلة مجلس الأمن يجدد العقوبات على الحوثيين عاماً آخر الأمم المتحدة: الجيش الإسرائيلي ينفذ تهجيراً قسرياً بالضفة الغربية

أفاد مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، بأن العاملين في المجال الإنساني على الأرض يواصلون دعم جهود الاستجابة الإنسانية في جنوب سوريا، على الرغم من النقص الكبير في التمويل، إذ لم تحصل خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في البلاد -البالغة 3.2 مليار دولار- إلا على ربع المبلغ المطلوب «778 مليون دولار».
وذكرت الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية تصل لأكثر من 350 ألف شخص شهرياً في سوريا، حيث يوفر برنامج الأغذية العالمي حوالي 400 طن متري من الدقيق أسبوعياً لدعم المخابز العامة، في حين ساعدت «اليونيسف» في إعادة تأهيل المدارس في محافظة السويداء. وأضافت أن شركاءها العاملين في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، يدعمون عمليات نقل المياه بالشاحنات في محافظتي درعا والسويداء، مؤكدة أنهم وفروا في أكتوبر الماضي، أكثر من 19 ألف متر مكعب من مياه الشرب و78 ألف لتر من الوقود لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي الأساسية في كلتا المحافظتين.
ومع ذلك، حذر العاملون في المجال الإنساني من أن محدودية التمويل وتحديات الوصول تسببت في انخفاض بنسبة 68% في عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم في السويداء ودرعا وريف دمشق في أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر الماضيين.
ولا تزال الذخائر المتفجرة تشكل تهديداً خطيراً لكل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة، ففي أكتوبر الماضي، أبلغ الشركاء عن 15 إصابة ناجمة عن حوادث الذخائر المتفجرة، في حين يواصل العاملون في المجال الإنساني عمليات المسح والتطهير، وتقديم أنشطة التوعية بالمخاطر حسب الظروف الأمنية والتمويل.
وشدد محللون سوريون في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن نجاح مساعي سوريا لتطوير علاقاتها الخارجية، مرهون باتخاذ خطوات متوازنة نحو الإصلاح الداخلي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، مؤكدين أن استعادة الثقة الإقليمية والدولية تتطلب بيئة داخلية مستقرة تُظهر جدية دمشق في تبني نهج إصلاحي شامل يمهد لبناء علاقات خارجية متينة تقوم على المصالح المشتركة.
وقال الكاتب والمحلل السوري، شفان إبراهيم: إن سوريا تبذل في المرحلة الراهنة جهوداً حثيثة لتعزيز علاقاتها الخارجية، في محاولة لإعادة تموضعها السياسي والدبلوماسي ضمن محيطها العربي والدولي، غير أن نجاح هذه المساعي يبقى مرهوناً بجملة من العوامل والضوابط، إذ لا يمكن تحقيق انفتاح خارجي فعال ومستدام من دون السير بخطوات متوازنة نحو الإصلاح الداخلي، وتعزيز الاستقرار المجتمعي والسياسي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وأضاف إبراهيم في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استعادة الثقة الإقليمية والدولية تتطلب بيئة داخلية مستقرة تُشجع على التعاون، وتُظهر جدية دمشق في تبني نهج إصلاحي شامل يمهد لبناء علاقات خارجية متينة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
بدوره، أوضح الكاتب والباحث السياسي السوري، عبد الحليم سليمان، أن علاقات سوريا الخارجية في سنوات الصراع الداخلي، تضررت بشكل كبير نتيجة الاصطفافات الحادة والزوايا الضيقة، التي وضعت نفسها فيها كدولة، ومع بداية مرحلة جديدة أو عهد جديد تبرز حاجة ملحة لإعادة ترميم وتقييم علاقات البلاد الخارجية، وبنائها على أسس متينة وراسخة تأخذ بعين الاعتبار التطورات الإقليمية والدولية.
وشدد سليمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، على ضرورة إحداث توازن حقيقي في السياسة الخارجية السورية يعكس تطلعات الشعب السوري في رسم علاقاته مع الدول الأخرى، موضحاً أن سوريا ترتبط بالعديد من الأطر والانتماءات الثقافية والسياسية والاقتصادية، لكن نجاحها في بناء علاقات متوازنة يعتمد بالدرجة الأولى على أوضاعها الداخلية، وطبيعة تركيبتها المجتمعية، ومدى تقدم العملية الانتقالية السياسية فيها، إذ إن استقرار الداخل يشكل الركيزة الأساسية لانفتاحها على دول الجوار والإقليم والعالم.
وقال الباحث السياسي السوري: إن المساعي الجارية لجعل سوريا جزءاً من التحالف الدولي ضد الإرهاب تمثل تطوراً مهماً في إعادة تموضعها الجيوسياسي، وفي إعادة تشكيل تحالفاتها الدولية، وهو ما سيكون له أثر بالغ في إعادة بناء علاقاتها الخارجية وتطوير مكانتها الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يرحّب بخطة ترامب لوقف حرب غزة
  • اليمن على شفا كارثة غذائية: 17 مليون شخص يواجهون الجوع الشديد
  • الأمم المتحدة: إيصال المساعدات إلى غزة ما يزال مقيدا
  • توقعات أممية بارتفاع نسبة الجوع في اليمن إلى 18 مليون شخص
  • نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: النزاع والجوع وجهان لأزمة واحدة
  • الأمم المتحدة: 17 مليون يمني يعانون الجوع الشديد والعدد يتزايد
  • الأمم المتحدة: جهود الاستجابة الإنسانية متواصلة في سوريا
  • الأمم المتحدة تحذر: نقص التمويل يعرقل المساعدات الإنسانية في أفغانستان
  • الأمم المتحدة: جهود الاستجابة الإنسانية متواصلة بسوريا رغم نقص التمويل