كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، اليوم الأحد، عن حالة غضب شديدة داخل إسرائيل من قرار متوقع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بشأن تل السلطان، أو ما يعرف مدينة أريحا القديمة.

ووفقا للصحيفة العبرية فأنه من المتوقع أن تعلن منظمة اليونسكو خلال مؤتمر سوف يعقد بعد نحو أسبوعين في السعودية، أن تل السلطان موقعا للتراث العالمي في فلسطين.

ووجه عضو الكنيست دان إيلوز “الليكود” رسالة إلى الأمينة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، دعا فيها إلى إلغاء التصويت، بزعم أن هذا يعد تدخلا سافرا من قبل المنظمة في صراع معقد، وأن القرارات السابقة، التي طالت مدينة الخليل والحرم القدسي، أضرت بالعلاقات بين اليونسكو ودولة إسرائيل.

وأضاف "إن طلب السلطة الفلسطينية يذكر هذه الأهمية التاريخية، لكنه يقوضها على أساس أنها كاذبة من الناحية الأثرية. وهذه ليست إهانة لليهود فحسب، بل أيضا إهانة للمسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين يعجبون بالموقع لتاريخه التوراتي".

وتابع "يجب على اليونسكو الاعتراف بالتاريخ القديم لأرض إسرائيل والحفاظ على تاريخه وتجنب تشويهه لأغراض سياسية، إن مثل هذه الأعمال تضر بمصداقية المنظمة ورسالتها أكثر مما تضر بدولة إسرائيل".

وادعى: تعمل السلطة الفلسطينية بشكل منهجي على محو جميع روابط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل".

من جانبه، قال مدير عام التراث العالمي في وزارة السياحة الفلسطينية، أحمد الرجوب، إن اختيار تل السلطان لإدراجه في التراث العالمي، يعود لتاريخه وموقعه الجغرافي اللذين يمتلكان استراتيجية فريدة نابعة من موقعه القريب من عين السلطان، والتي تشكل أساس وجود مدينة أريحا، وبداية الحياة البشرية خلال الفترة الناطوفية قبل ظهور النباتات قبل حوالي ١٠٥٠٠ عام.

أوضح الرجوب أن الأهمية التراثية والتاريخية لتل السلطان تتجلى في تميزه كأقدم مدينة زراعية مسوّرة في العالم، تاريخها يمتد لأكثر من 8 آلاف عام، وهي تمثل نموذجا معماريا فريدا في العصور القديمة.

وأشار إلى أن تل السلطان يحوي 29 طبقة لحضارات قديمة ومبان معمارية هامة، منها المبنى الدائري "البرج"، الذي يعتبر منجزا معماريا فريدا، حيث يضم درَجا داخليا منحوتا من الحجر، ويحتوي على ممر بعرض 3 أمتار، وتم تشييد سور يحيط بالمدينة وخندق بعمق 3 أمتار، وتحتضن المدينة نظاما اجتماعيا واقتصاديا مزدهرا.

وأكد أن وزارة السياحة قد أعدت ملفا تراثيا فلسطينيا لتل السلطان، بالتعاون مع خبراء من وزارة السياحة، وأخرين فلسطينيين ودوليين، وتم تقديمه إلى اليونسكو للتسجيل.

وعن أهمية تسجيل تل السلطان في قائمة التراث العالمي، أكد الرجوب أنها تعتبر حماية للهوية والرواية الفلسطينية، وستساهم في تعزيز الجوانب الاقتصادية والسياحية للمنطقة، وستعزز مكانة فلسطين في العالم، كم أن تسجيله على لائحة التراث سيزيد عدد الزوار والسائحين إليه خلال السنوات القادمة، وسيحقق الرؤية الطموحة لتطوير الموقع وتسجيله كموقع تراثي عالمي، ما سيسهم في إبراز التراث الفلسطيني وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

تاريخيا، كان أول موقع فلسطيني يتم تسجيله في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، هو البلدة القديمة وأسوار القدس، وذلك من قبل المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1982. وفي السنوات التالية، بالتحديد مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية، تم تسجيل العديد من المواقع الهامة في قائمة التراث العالمي، ومنها كنيسة المهد ومسار الحجاج عام 2012، وفلسطين أرض الزيتون والعنب عام 2014، والمشهد الثقافي لمدرجات جنوب القدس - بتير في ذات العام، وأخيراً تم تسجيل البلدة القديمة في الخليل في عام 2017.

وعلى الرغم من هذه الجهود للحفاظ على هذه المواقع الثقافية الهامة، فإنها جميعها تم تسجيلها في قائمة "تحت الخطر". وهذا يعكس التهديدات المستمرة التي تواجهها هذه المواقع من جانب الإسرائيليين، والتي تؤثر على استقرارها وحمايتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل اليونسكو السعودية فلسطين التراث العالمی

إقرأ أيضاً:

قنصلية دولة فلسطين في معرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية

شاركت القنصلية العامة لدولة فلسطين بالإسكندرية في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب 2025 في الدورة العشرين، بجناح خاص يعكس صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال وتمسكه بأرضه وحفاظه على موروثه الثقافي.


ويضم الجناح مجموعة من الكتب المتنوعة عن التراث والأدب والثقافة الفلسطينية والصدفيات والمشغولات الخشبية، بالإضافة إلى مشغولات يدوية عن التراث الإسلامي والمسيحي تُبرز الترابط العريق بين أطياف الشعب الفلسطيني.


ويُقام على هامش الجناح ورش عمل مصغرة بالمجان للأطفال للرسم على الزجاج والفخار تضم رسومات عن التراث الفلسطيني.


وأعرب الدكتور وفيق أبو سيدو، القنصل العام لدولة فلسطين بالإسكندرية، عن تقديره لمكتبة الإسكندرية لاستضافة جناح فلسطين بالمعرض، قائلًا: "مكتبة الإسكندرية صرح عالمي وشرف لنا أن نكون مشاركين في معرضها الدولي للكتاب".


وأكد "أبو سيدو" أن مشاركتهم في المعرض رمزية تعبر عن وجود فلسطين على الرغم من الآلام والأحزان والدمار والقتل الذي يشهده قطاع غزة، آملًا إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في القريب العاجل.
 

وتستضيف مكتبة الإسكندرية ندوة هامة عن "دور المرأة الفلسطينية في الحياة الاجتماعية والثقافية" تتحدث فيها السيدة ريم أبو سيدو، يوم الجمعة الموافق ١٨ يوليو، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المُقام على هامش المعرض. 


وجدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية،  ويأتي ذلك بالتوازي  في القاهرة  "ببيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.


وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.

IMG-20250710-WA0147 IMG-20250710-WA0137 IMG-20250710-WA0134

مقالات مشابهة

  • اليونسكو قد تدرج قلاع بافاريا ضمن قائمة التراث العالمي
  • بعد رفعه من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.. معلومات عن دير أبو مينا
  • قنصلية دولة فلسطين في معرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية
  • اليمن تسلم اليونسكو 31 موقعًا تراثيًا وطبيعيًا تمهيداً لإدراجها في قائمة التراث العالمي.. تعرف عليها
  • اليونسكو ترفع مدينة غدامس الأثرية في ليبيا من قائمة الخطر
  • اليمن يقدم ملفات 31 موقعاً تراثياً وطبيعياً لإدراجها على القائمة التمهيدية للتراث العالمي في اليونسكو
  • اليونسكو تعيد إدراج مدينة «غدامس القديمة» ضمن قائمة التراث العالمي
  • رفع موقع دير أبو مينا الأثري من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
  • غدامس تعود إلى قائمة التراث العالمي
  • سلطنةُ عُمان تشارك في أعمال الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي