أزمة نقص الجنود.. تقرير يكشف تكثيف السلطات الروسية ملاحقتها للمنشقين العسكريين لإجبارهم على العودة
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
المنشقون الذين تحدثوا مع وسائل الإعلام يروون قصصًا عن اعتقالات مفاجئة في منازلهم، مراقبة مستمرة لهواتفهم وبطاقاتهم المصرفية، ومحاولات مستمرة لإجبارهم على العودة، أحيانًا مع وعود كاذبة بعدم محاكمتهم أو إرسالهم إلى خطوط القتال.
تشهد صفوف الجيش الروسي موجة متزايدة من الانشقاقات منذ بداية الغزو الشامل لأوكرانيا.
وبالرغم من التهديدات القانونية بعقوبة السجن التي قد تصل إلى 15 عامًا، تميل القيادة العسكرية إلى استخدام أساليب أكثر إلحاحًا لإعادة الجنود إلى الجبهة، بما في ذلك الضرب والابتزاز النفسي والتلاعب العاطفي.
وتؤكد شهادات منشقين، حسب the insider، أن السلطات الروسية أنشأت نظامًا متكاملًا لتعقب الجنود الهاربين، يعتمد على مراقبة الهواتف، وفحص العناوين المسجلة، وتنفيذ كمائن بالقرب من منازل الأصدقاء والأقارب.
ويشير خبراء مشروع Get Lost إلى أن الانشقاق يتطلب حذرًا شديدًا واتباع إجراءات أمنية صارمة، مثل عدم استخدام البطاقات المصرفية، وعدم التواجد في العناوين الرسمية، وتغيير أسلوب الحياة بالكامل لتجنب التعقب.
وتكشف قصص الجنود المنشقين عن القسوة والضغوط التي يواجهونها.
فعلى سبيل المثال ألكسندر، 30 عامًا، وهو اسم مستعار، حاول الفرار من الجبهة عدة مرات. وبعد إصابته بارتجاج في الدماغ وجروح في الفك أثناء قصف منزل مهجور كان يختبئ فيه، لجأ إلى المستندات الطبية لإثبات عدم صلاحيته للعودة إلى القتال. ورغم ذلك، بدأت التهديدات تصل إليه باستمرار: "كانوا يصرخون ويصفونه بالجبان ويهددونه بوضعه في وحدة هجومية"، تقول زوجته يفغينيا.
وبين خيارين وحشيين ،السجن أو الموت، لجأ ألكسندر أخيرًا إلى الاختباء في قرية جديدة، لكنه لم ينجُ من تتبع الشرطة العسكرية. وأُلقي القبض عليه وأُرسل مرة أخرى إلى خط الجبهة في إقليم "جمهورية دونيتسك الشعبية"، حيث أصبح مصيره مجهولًا لعائلته.
وقالت زوجته: "جاء ثلاثة رجال وقيدوا زوجي ووضعوه في سيارة وأخذوه بعيدًا. لم يكن من المفترض أن يعرف أحد مكان اختبائنا، فقد انتقلنا إلى مكان جديد لم نعيش فيه من قبل. لكن أحدهم أخبرهم عن مكان عمله وزوّدهم بعنواننا، ويبدو أن بعض الأشخاص رأوه يدخل أحد المتاجر."
أما سيرغي، وهو اسم مستعارأيضا ، فقد دفع أكثر من نصف مليون روبل لمحاولة الحصول على وثائق مزيفة تسمح له بالهروب من الخدمة العسكرية، لكنه اكتشف أن المحامي الذي استعان به كان محتالًا. وأعيد سيرغي إلى وحدته العسكرية، حيث وُضع مع جنود متهمين بالانشقاق، وواجه سلسلة من الضغوط النفسية والتهديدات بالانضمام إلى وحدات هجومية.
Related ضغوط أميركية وتنازلات "ثقيلة" لصالح روسيا.. تفاصيل مسودة خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا"إغلاق آخر قنصلية لموسكو".. بولندا تتهم روسيا بالإرهاب الحكومي بعد تفجير السكك الحديديةخطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا تخرج إلى العلن.. والكرة في ملعب زيلينسكيوخلال فترة خدمته في خط الجبهة بمنطقة زابوريزهيا، شهد سيرغي الهجمات وعمليات القتل، وكذلك حالات عدم تقديم المساعدة للجرحى، إلى جانب الفوضى والارتباك المستمر في صفوف الجيش الروسي، ما زاد شعوره باليأس وأكّد رغبته الملحة في الهروب.
حتى الجنود الذين تطوعوا للقتال تحت ضغط الظروف الشخصية، عاشوا تجربة قاسية مليئة بالموت والدمار والتهديدات العاطفية. فقد اضطر أحدهم للتعامل مع الطائرات المسيرة والألغام والقتلى في ظروف مأساوية، قبل أن يتمكن من الفرار في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر عدة مدن، مع العلم أن السلطات كانت تراقبه باستمرار، وفق شهادته.
وتكشف هذه الحالات مدى تعقيد وتعزيز أجهزة التعقب الروسية، إضافة إلى الضغط النفسي والجسدي الذي يتعرض له الجنود الهاربون.
وفي الوقت نفسه، يوضح الخبراء أن استمرار هذه الملاحقة يعكس أزمة أعمق داخل الجيش الروسي، حيث تعاني القيادة من نقص الجنود، ما يدفعها لاستخدام أي وسيلة لإبقاء الصفوف ممتلئة، حتى لو كانت على حساب حقوق المنشقين وحياتهم.
ويقول إيفان تشوفيليايف من مشروع Get Lost: " مراقبة الهارب لا تتوقف أبدًا، ويجب على الشخص الذي يحاول الفرار ألا يعيش في العنوان المسجل، وأن يتجنب استخدام الهواتف وبطاقات البنك".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصحة الذكاء الاصطناعي حروب غزة إسرائيل دونالد ترامب الصحة الذكاء الاصطناعي حروب غزة الجيش الروسي روسيا الحرب في أوكرانيا إسرائيل دونالد ترامب الصحة الذكاء الاصطناعي حروب غزة فولوديمير زيلينسكي الصين أستراليا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جمهورية السودان حركة حماس
إقرأ أيضاً:
ثلث غذاء إسرائيل يُهدر فيما 1.5 مليون شخص يواجهون الجوع.. تقرير يكشف أرقامًا صادمة
قال جيدي كروخ، الرئيس التنفيذي لـ "Leket Israel"، إن النتائج تكشف "فشلاً وطنياً بلا أي مبرر أخلاقي أو بيئي أو اجتماعي أو اقتصادي".
كشفت منظمة Leket Israel (أكبر منظمة لإنقاذ الغذاء في إسرائيل وتعمل أيضاً بمثابة بنك الغذاء الوطني) في تقريرها السنوي العاشر، بالتعاون مع وزارة حماية البيئة ووزارة الصحة وشركة BDO، أن نحو 40 في المئة من الغذاء في البلاد يُهدر، في وقت يعيش فيه أكثر من 1.5 مليون مواطن في حالة انعدام أمن غذائي. وتُظهر البيانات أن قيمة الغذاء المهدور خلال عقد واحد بلغت 64 مليار دولار، ما يعكس أزمة ذات طابع اقتصادي وأخلاقي وبيئي.
هدر بملايين الأطنان خلال عام واحدووفق التقرير، تخلّصت إسرائيل في عام 2024 وحده من 2.6 مليون طن من الغذاء بقيمة 26.2 مليار شيكل (7 مليارات دولار)، أي ما يعادل 39 في المئة من إجمالي الغذاء المنتج في البلاد.
وعلى مستوى المنازل، بلغت الخسارة 10 مليارات شيكل، بمتوسط سنوي يصل إلى 10,785 شيكلاً لكل أسرة. ويأتي ذلك فيما يكافح نحو 485 ألف أسرة لتأمين غذاء كافٍ ومغذٍ كل شهر.
تكاليف بيئية وصحية تتسعولا يقتصر الضرر على الجانب الاقتصادي. فالكلفة البيئية السنوية لهدر الغذاء تصل إلى 4.2 مليار شيكل، وتشمل هدر المياه والأراضي، وانبعاثات ملوثة، وتكاليف معالجة النفايات. أما الكلفة الصحية لانعدام الأمن الغذائي فتصل إلى 5.8 مليار شيكل، أي نحو 4 في المئة من ميزانية الصحة، ما يضيف ضغطاً كبيراً على نظام صحي يعاني من أعباء متزايدة.
تحول في السياساتمنذ تقرير مراقب الدولة عام 2015 الذي انتقد غياب سياسة وطنية لإنقاذ الغذاء، دفعت Leket Israel باتجاه إصلاحات مهمة، شملت إقرار قانون التبرع بالغذاء وتعديله، وإدراج الأمن الغذائي ضمن البرنامج الوطني، وتطوير أطر عمل مشتركة بين الوزارات. وفي عام 2025، أطلقت الحكومة أول خطة وطنية لخفض فقد الغذاء، بقيادة وزارة حماية البيئة وبالتعاون مع وزارة الزراعة، مع تحديد أهداف قابلة للقياس للحد من الهدر وتعزيز إنقاذ الغذاء.
قال جيدي كروخ، الرئيس التنفيذي لـ Leket Israel، إن النتائج تكشف "فشلاً وطنياً بلا أي مبرر أخلاقي أو بيئي أو اجتماعي أو اقتصادي". وأضاف: "بعد عقد من الوعي، آن أوان العمل. يجب أن نتوقف عن رمي الطعام ونبدأ بإنقاذه". وأكد أن كل "شيكل واحد يُستثمر في إنقاذ الغذاء يعود بقيمة 10.7 شيكل على الاقتصاد الوطني".
وزيرة حماية البيئة إدِيت سيلمان وصفت الخطة الوطنية بأنها "خارطة طريق" لمعالجة واحد من أكبر تحديات منظومة الغذاء في إسرائيل. ورأت أن إنقاذ الغذاء يساعد في بناء اقتصاد مستدام، ويخفف العبء عن الأسر، ويقلص الفجوات الاجتماعية.
تحسين الوصول إلى المنتجات الطازجةالدكتورة موران بلايشفِلد مغنازي من وزارة الصحة أكدت أن تحسين الوصول إلى الخضار والفواكه لدى الفئات الضعيفة يمكن أن يرفع مستوى الصحة ويُقلّص التكاليف العلاجية لاحقاً.
شِن هيرزوغ، كبير الاقتصاديين في BDO، حذّر من أن فقد الغذاء ساهم بارتفاع يقارب 15 في المئة في أسعار الفواكه والخضار منذ بداية الحرب، خاصة في المناطق الزراعية القريبة من غزة والشمال التي تنتج نحو 30 في المئة من المحاصيل. وأشار إلى أن الكلفة السنوية لفقد الغذاء ارتفعت من 18 مليار شيكل عام 2015 إلى 26 مليار شيكل اليوم، واعتبر غياب التمويل الحكومي "فشلاً مستمراً".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة