نفّذ مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم أمس ورشة إقليمية موسعة (عن بُعد) للتعريف بالإطار المفاهيمي والمرجعي لمشروع مقياس جودة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وقد استمرت الورشة أربع ساعات، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والمختصين من مختلف الدول العربية والإقليمية والدولية، وسط تفاعل واسع وترحيب كبير من الحضور الذين أكدوا أهمية المشروع ومكوناته في تطوير تعليم اللغة العربية عالميًا.

بدأت الورشة بكلمة ترحيبية ألقاها سعادة مساعد المدير العام للمركز الدكتورة فاطمة رويس عبّرت فيها عن تقدير المركز للدعم المستمر من المؤسسات التعليمية العربية والدولية، وأكدت أن هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا. عقب ذلك قدّم مدير المشروع ورئيس اللجنة العلمية للمركز أ. د أحمد النشوان تعريفًا شاملًا بالمشروع وأهدافه، موضحًا أنه يهدف إلى وضع معايير جديدة للتميز والابتكار في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإنشاء شبكة تعاون عربية وإقليمية ودولية مستدامة.

ثم تحدّث رئيس الفريق العلمي أ. د فهد العليان عن أهمية وجود مقياس موحد لجودة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشددًا على دوره في دعم السياسات التعليمية وتسهيل التعاون بين المؤسسات. وفي سياق تعريف المشاركين بمكونات المقياس ومنهجية العمل، شارك الأستاذ الدكتور فهد كلًّا من أعضاء الفريق د.أنور بدوي و د.سعاد عبد الواحد في مناقشة الخلفيات النظرية للمقياس في السياق العربي، تلاها عرض الخلفيات النظرية في السياق الأجنبي، بما أتاح مقاربة علمية مقارنة بين التجارب العربية والدولية.

وتخللت الجلسات مناقشات ومداخلات ثرية حول المنهجية المعتمدة في إعداد المقياس، ودور الخبراء في تحكيمه، إضافة إلى شرح تفصيلي لبنية المقياس ومكوناته ومجالاته ومحاوره ومعاييره. أما الجلسة الأخيرة فقد خُصصت لتقديم المنصّة الإلكترونية الخاصة بالمقياس، والتي ستتيح للمؤسسات التعليمية أداة عملية لتطبيقه وتقييم برامجها وفق معايير دقيقة وموحدة، بما يعزز الشفافية والمساءلة ويرفع من جودة البرامج التعليمية.

وأكدت مساعد المدير العام للمركز على الخطوات المستقبلية التي يتم العمل عليها للاستفادة من هذا المشروع في الدول العربية والاستفادة من المنصة الإلكترونية وفي الختام جرى نقاش مفتوح بين الفريق والمشاركين حول سبل مواءمة المقياس مع تعدد السياقات المؤسسية والتعليمية، بما يضمن تحقيق مراجعة شاملة وفاعلة للمقياس ويعزز مكانة اللغة العربية عالميًا. باعتبار المشروع يمثل نقلة نوعية في دعم أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وبخاصة الهدف الرابع المتعلق بضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة، مشيرين إلى أنه يضع أساسًا متينًا لتطوير هذا المجال الحيوي بما يخدم انتشار اللغة العربية وتعزيز مكانتها العالمية، ويجعلها أكثر قدرة على المنافسة في المشهد التعليمي الدولي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: تعلیم اللغة العربیة للناطقین بغیرها

إقرأ أيضاً:

رئيس المتحف المصري الكبير يشارك كمتحدث رئيسي ضمن فعالية ثقافية بمنظمة اليونسكو عن المتحف

شارك الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير كمتحدث رئيسي في الفعالية الثقافية التي نظمها الوفد الدائم لجمهورية مصر العربية لدى منظمة اليونسكو حول المتحف المصري الكبير، وذلك بالقاعة الرئيسية بمقر اليونسكو بباريس، وذلك بالتعاون مع الجمعية الدولية لأصدقاء المتاحف المصرية.

وخلال كلمته استعرض الرئيس التنفيذي للمتحف، من خلال عرض تقديمي، تاريخ مشروع إنشاء المتحف، والجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة المصريه لانجاز هذا المشروع الثقافي الضخم، كما ألقي الضوء على التعاون الدولي القائم مع عدد من الشركاء أبرزهم اليابان وفرنسا في هذا المشروع.

كما استعرض أبرز ما يتضمنه المتحف من مقتنيات ومجموعات أثرية فريدة من الحضارة المصرية القديمة، فضلا عما يتمتع به المتحف من أحدث الوسائل التكنولوجية في صون وترميم الآثار.

وأعرب  د. أحمد غنيم عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، والتي تأتي في إطار جهود الوفد الدائم المصري باليونسكو للترويج للمتحف في المنظمة والأوساط الفرنسية، داعياً المشاركين إلى زيارة هذا الصرح العظيم الذي يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وخلودها عبر العصور.

وقد ألقى السفير علاء يوسف، سفير جمهورية مصر العربية في باريس والمندوب الدائم لدى اليونسكو، كلمة افتتاحية أشار خلالها إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل فصلاً جديداً في تاريخ مصر، لاسيما أنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة وهي الحضارة المصرية الخالدة والتي ظلت على مر العصور بوتقة تنصهر فيها الثقافات المتنوعة وحارسة للتراث الإنساني، لافتاً إلى ضخامة هذا المشروع الذي يضم عشرات الآلاف من القطع الأثرية الفريدة على رأسها المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتعاون الوثيق بين مصر واليابان في هذا المشروع، وكذا جهود د. خالد العناني المدير العام لمنظمة اليونسكو في الإشراف على المشروع إبان توليه منصب وزير السياحة والآثار.

كما ألقى سفير اليابان لدى اليونسكو، ومساعد المدير العام لليونسكو للثقافة، والمديرة العامة السابقة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" كلمات تناولا خلالها دور الحضارة المصرية القديمة وتأثيرها الكبير في مختلف المجالات، وأشادوا بالمتحف المصري الكبير وقيمته الكبيرة ودوره في تعزيز وصون التراث الثقافي، بما يتماشى مع دور مصر الريادي والتاريخي في اليونسكو منذ إنشاء المنظمة، معربين عن تهنئتهم لمصر على جهودها في إنشاء وافتتاح ذلك المتحف الفريد.

وقد شهدت الفعالية حضوراً كبيراً من السفراء والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء لدى اليونسكو من بينهم رئيس المؤتمر العام ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة، والعديد من مسئولي اليونسكو، إلى جانب المسئولين الفرنسيين، والمتخصصين في مجال الثقافة والتراث والمتاحف والمهتمين بالعلم المصريات.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا: الموقف الإقليمي يربط الصعيد
  • ورشة إقليمية موسعة حول "مقياس جودة تعليم العربية للناطقين بغيرها"
  • الجامعة العربية تنظم ورشة عمل إقليمية حول تعزيز حقوق الجنسية للأطفال
  • التربية تطلق مشاورات لتحديث «المقررات الدراسية» ورفع جودة التعليم
  • رئيس المتحف الكبير متحدث رئيسي ضمن فعالية ثقافية بمنظمة اليونسكو
  • من مقر اليونسكو.. رئيس المتحف الكبير يستعرض تفاصيل الإنشاء والمقتنيات
  • رئيس المتحف المصري الكبير يشارك كمتحدث رئيسي ضمن فعالية ثقافية بمنظمة اليونسكو عن المتحف
  • معجم الدوحة التاريخي.. لحظة القبض على عقل العربية
  • اجتماع برئاسة الصعدي يناقش آلية تجويد التعليم وتعزيز الأداء بالمؤسسات التعليمية