بوابة الوفد:
2025-11-28@03:30:45 GMT

مشكلة دور النشر في مصر

تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT

تكاثرت في الفترة الأخيرة دور النشر الصغيرة في مصر إلى درجة محيرة كثيرا، فقد ظهرت في السوق عشرات الدور التي تعلن عن نفسها هنا وهناك، وتسعى لجذب المؤلفين والقراء.
لا أحد يعرف سبب هذا التوالد الكبير الذي يتناقض مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتناقص عدد الذين يقبلون على شراء الكتب بعد ارتفاع أسعارها إلى أرقام لم تكن تخطر على البال، فالرواية البوليسية التي كنا نشتريها ببضعة قروش، أصبحت تباع اليوم بـ800 جنيه، وهو ما يجعلنا نترحم على رائد الرواية العربية نجيب محفوظ الذي كانت كتبه تباع بقروش عندما كانت تصدر في الستينيات عن مكتبة مصر.

 
السبب الثاني الواضح لتراجع الإقبال على شراء الكتب هو القرصنة والنشر الالكتروني الذي يتيح إمكانية تحميل الكتب مجانا مع تجاهل حقوق المؤلفين والناشرين.
ورغم ذلك فدور النشر تتكاثر كما أشرت، في حين يجب أن تنحسر. والملاحظ أن الكثير منها ليس له مقر محدد، بل يمارس هؤلاء الناشرون عملهم من على المقاهي لتفادي دفع إيجارات للمقار، أو ضرائب عقارية وفواتير الكهرباء والغاز والتليفون ورواتب الموظفين، وغير ذلك. وهي ظاهرة عجيبة حقا، خاصة عندما نعرف أيضا أن اتحاد الناشرين المصريين يعترف بهذه الدور ويمنحها عضويته رغم عدم وجود عناوين محددة لممارسة نشاطها، بل مجرد صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي!
وعندما سألت من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، قيل لي إن هؤلاء الناشرين يقدمون طلباتهم مرفقة ببطاقة ضريبية وسجل تجاري، وهذا هو كل المطلوب طبقا للوائح الاتحاد!
أما الملاحظة التي أدهشتني شخصيا، فهي أن هذه الدور الجديدة تتفنن في اتخاذ أسماء غريبة لها ليس من الممكن لأي قاريء فهما مدلولاتها ومعانيها، فماذا يعني هذا سوى أن يكون الولع بكل ما هو غريب وعجيب ومستغلق على الفهم! 
في الماضي كانت دور النشر تحمل أسماء جميلة وواضحة وسهلة الفهم، يمكنها أن ترسخ في الذاكرة مثل نهضة مصر، ابن خلدون، الفارابي، التحرير، التنوير، التكوين، المعارف، الرواق.. وغيرها. أما اليوم فأنت لن يمكنك أبدا أن تعرف ما معنى الأسماء الجديدة لتلك الدور مهما اجتهدت، ولابد أن تبحث وتنقب، فهل إصابة القاريء بالحيرة هو المقصود؟!
المشكلة الأكبر هي أن الغالبية العظمى من دور النشر المصرية أصبحت أيضا تعتمد على ما يمكنها الحصول عليه من تمويل من المؤلف نفسه، وبالتالي أصبح أنصاف الكتاب وهواة الشهرة الذين يملكون بعض المال ويرغبون في نشر مجموعة قصصية أو رواية مثلا أو أي شيء، هم المرحب بهم أكثر من الكتاب المعروفين الذين يستنكفون أصلا أن يدفعوا مقابل نشر أعمالهم، بل الطبيعي هو أن يحصلوا على مقابل لبيع حقوق النشر. 
وفي أفضل الأحوال، ولأن دور النشر ترغب أيضا في الحصول على كتب لأسماء كتاب معروفين حتى تدعم صورتها أمام القراء وفي المعارض الدولية، فهي تتكرم بمنح المؤلف بضعة نسخ من كتابه، ثم احتكار توزيع الكتاب والحصول على أي عائد يمكن الحصول عليه. وأما النسبة التي يخصصونها أحيانا للمؤلفين من بيع الكتاب، فلا يوفون بها أبدا، ولا يعترفون قط بما يحصلون عليه من عملات "صعبة" في المعارض الخارجية. وطبيعي أن المؤلف عندما يطلب بيانا تفصيليا بالتوزيع، فإنهم قد يستجيبون ويرسلونه له بعد مرور عام أو أكثر، بينما يفيد بأن كمية المرتجع من كتابه أكثر من المطبوع!
والله الموفق والمستعان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دور النشر

إقرأ أيضاً:

إصدار كتاب "رحلة عُمان" بالشراكة مع دار النشر العالمية "أسولين"

لندن- العُمانية

أعلنت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبالشراكة مع دار النشر العالمية "أسولين"، عن الإطلاق الرسمي لكتاب "رحلة عُمان"، وهو أول إصدار خاص بسلطنة عُمان لدار النشر المعروفة برؤيتها الفنية وانتشارها الدولي الواسع.


 

ويمثل هذا الكتاب ركيزة مهمة في إبراز المقومات السياحية والمكانة الثقافية والحضارية لسلطنة عُمان، ويعد إضافة نوعية إلى المكتبة العُمانية ونافذة عالمية جديدة للتعريف بالموروث الثقافي والحضاري والثراء الجغرافي.

ويأتي هذا الإصدار ضمن الجهود الوطنية المشتركة لتعزيز حضور سلطنة عُمان على الخريطة الثقافية والسياحية عبر المنصات والقنوات العالمية، وتسليط الضوء على الإرث التاريخي والتراثي والتنوع الثقافي الفريد الذي تتميز به سلطنة عُمان، إلى جانب التنوع الطبيعي والإنساني الذي يجعلها من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة.

ويتضمن كتاب "رحلة عُمان" مجموعة ثرية وحصرية من الصور الفوتوغرافية الفنية، إلى جانب نصوص ثقافية واقتباسات أدبية لمجموعة مختارة من الشخصيات، تسرد جماليات سلطنة عُمان بطبيعتها الساحرة ومعالمها التاريخية، وتعكس القيم العُمانية الراسخة والمتجذرة لدى العمانيين، كما يسلط الكتاب الضوء على التطور المتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان في عدة قطاعات، ويبرز الوجه المشرق للنهضة العُمانية حيث ينعكس عبق الماضي في نبض الحاضر باتزان متفرد.

ويعكس الكتاب جهود الترويج لسلطنة عُمان دوليًا بأسلوب فني معاصر، كما يعد أداة مهمة لإبراز عمق الهوية العُمانية الأصيلة بطريقة عصرية وجذابة للجمهور العالمي.


 

وسيتيح التعاون مع دار "أسولين" الفرصة للمهتمين للتعرف عن قرب على سلطنة عُمان، من خلال الاطلاع على الكتاب واقتنائه عبر مختلف المنافذ والمتاجر الخاصة بالدار في أهم العواصم العربية والعالمية، إضافة إلى توفر الإصدار في المتاجر وعبر الموقع الإلكتروني الخاص بدار النشر.

مقالات مشابهة

  • الصين تطلق «الكتاب الأبيض» للمجالات الجديدة!
  • بالفيديو.. شاهد ردة فعل الفنانة فهيمة عبد الله وطليقها أحمد الصديق عندما سألتهم المذيعة (علاقتكم مع بعض كانت كيف؟)
  • ركّاب مخمورون في الجو.. مشكلة يتفق عليها الجميع ولا يتفق على حلها أحد
  • حماس: بذلنا جهودا كبيرة مع الوسطاء لحل مشكلة المقاتلين برفح الفلسطينية
  • إصدار كتاب رحلة عُمان بالشراكة مع دار النشر العالمية أسولين
  • رسامني: العاصفة التي شهدناها كانت اختبارًا فعليًا وجديًا لجهوزية الوزارة
  • إصدار كتاب "رحلة عُمان" بالشراكة مع دار النشر العالمية "أسولين"
  • «تريندز» يدشّن الكتاب الـ 15 من موسوعته البحثية حول «جماعة الإخوان»
  • مصدر أمني: الحافلة التي جرفتها السيول في الزرقاء كانت خالية من الركاب