هل يغفر الله للمنتحر.. وهل الانتحار كفر؟
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
هل يغفر الله للمنتحر.. وهل الانتحار كفر؟ سؤال يسأل فيه الكثير من الناس فأجاب الدكتور محمد العشماوي من علماء الازهر الشريف وقال أولا .. الانتحار حالة يأس بتنتاب الإنسان .. في لحظة ضعف .. بيغذيها الشيطان .. وينفخ فيها .. ويغيب العقل تماما .. لحد ما الإنسان ينهي حياته بإيديه .. ظنا منه إنه هيرتاح من المعاناة .
ثانيا .. كل إنسان عرضة للانتحار .. حتى الإنسان المتدين .. لأنه مرتبط بلحظات ضعف الإنسان .. والإنسان أصلا مخلوق من ضعف .. لكن بالاستقراء تبين أن الناس اللي إيمانهم قوي .. ولهم صلة بالله .. وارتباط بالعبادة .. والقرآن .. والذكر .. والمساجد .. وحب الصالحين .. بيبقى عندهم رضا وسكينة وطمأنينة .. بتهون عليهم الصعاب .. علشان كده دايما بننصح الناس بالأمور دي .. بخلاف الناس اللي حياتهم كلها مادة في مادة .. بييجي عليهم وقت .. الروح بتتخنق خالص .. بتبقى عاوزة تطلع من البدن .. لأن ملهاش حاجة تغذيها .. من الأمور الإيمانية اللي ذكرناها .. فبيتخلصوا من حياتهم بالانتحار ..
ثالثا .. اتنين من الناس .. أسرار الناس عندهم .. رجل الدين .. والطبيب النفسي .. ودا بيأثر غالبا على حالتهم النفسية .. أنا شخصيا من كتر ما بيتعرض عليا من مشاكل واستفتاءات .. شعر راسي شاب قبل الأوان .. ووقع من كتر الهم .. لأن أنا من النوع اللي بيحمل هموم الناس .. لدرجة برجع أحيانا البيت مغموم .. ونفسيتي تعبانة .. فأولادي يسألوني انت كنت كويس .. ايه اللي جرى .. أقولهم مشاكل الناس .. وكان ده حال سيدنا الشيخ عبد السلام أبو الفضل .. كنت ادخل عليه أحيانا ألاقيه في حالة قبض شديد .. ما بيتكلمش .. ولا حتى بيرحب .. وبعد شوية ألاقيه يحكيلي ان حد كان عنده وحكاله حاجة .. نكدت عليه .. وخليته في حالة قبض .. وكانت مشاكل والله لا يصدقها عقل .. كان أحيانا بيذكرها في كتبه .. وأحيانا على المنبر .. أو في الدرس .. ولما جربت الحالة دي عذرته .. مشاكل الناس النهاردة شيء فوق تصور العقول .. شيء ملوش مثيل .. لا شرع .. ولا عقل .. ولا منطق .. ولا توقع ..
وبفكر ما عنتش أستقبل مشاكل الناس .. ولا فتاواهم .. لأن بصراحة بقيت بتعب جدا .. هما بيرتاحوا بالفضفضة .. وأنا اللي أفضل تعبان .. وحامل الهم .. وفعلا أنا مبردش على معظم الرسايل والمكالمات بقالي فترة ..
رابعا .. المرض النفسي مش بعيد عن حد .. دا نوع من البلاء .. والبلاء ما بيفرقش .. فممكن إنسان لا تتوقع إنه يكون مريض نفسي .. وتلاقيه مريض نفسي .. لأن الأمراض النفسية المعاصرة من نوع معقد وغامض جدا .. وأكتر الناس لما تقرب منهم .. تحس ان عندهم حاجة نفسية .. ربنا يكون في عون الناس والله .. ويرحمنا ويرحمهم برحمته الواسعة .. ويطبطب علينا وعليهم بإيده الحنونة الكريمة ..
واختم كلامي بتكرار النصيحة .. لنفسي ولكل المسلمين .. خليكو مع ربنا .. قربوا من ربنا .. مفيش أحن منه .. ولو ضاقت عليك نفسك أو الدنيا .. قول يا رب .. بإذن الله تهون .. والفرج بييجي أكيد .. بس خلي عندك صبر .. الصبر مفتاح الفرج .. وكل شيء بأوان ..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتحار العشماوي ضعف الإنسان المساجد
إقرأ أيضاً:
مفهوم مبدأ التعايش في الإسلام وشموليته لجميع الناس
اقتضت المشيئة الإلهية أن يكون الإسلام خاتم رسالات الله عز وجل لأهل الأرض؛ ومن ثمَّ وجب أن تعُم هذه الرسالة الخاتمة كافَّة البشر، وبهذا الاعتبار أصبح الإسلام دينًا عالميًّا، وصار الناس جميعًا أمَّةً لدعوته، مُخاطبين بهديه وشريعته، وإلى هذا المعنى يشير البيانُ القرآنيُّ الحكيم في قول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: 158]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [سبأ: 28].
مبدأ التعايش السلمي في الإسلام وشموليته لجميع الناسومما يدلُّ دلالةً قاطعةً على وجود مبدأ التعايش السلمي في الإسلام؛ أنه لم ينكر الأديان السماوية التي سبقته، بل أوجب على أتباعه الإيمان بجميع كتبهم ورسلهم، وعدم التفرقة بينهم؛ مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ [البقرة: 285]، كما أن تنوع الشرائع الدينية من مقتضى المشيئة الإلهيَّة التي لا تتبدل ولا تتحول؛ تصديقًا لقول الله تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [المائدة: 48]، ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۞ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ [هود: 118-119].
كما إنَّ المقاصد العليا للإسلام التي تتمثل في عبادة الله عز وجل، وتزكية النفس، وعمارة الأرض، هي بمثابة الأساس الإيماني، لدعوة دائمة للتَّعايش السلمي مع غير المسلمين.
وفي هذا المعنى يقول العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في كتابه "النماذج الأربعة من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التعايش مع الآخر" (ص: 6، ط. دار الفاروق): [إن الإسلام دعانا إلى التعايش السلمي مع الآخرين حتى يؤدي بدوره إلى تبادل المصالح والأفكار والمنافع وتقوية العلاقات مع الآخر، وقد كان الأمر على هذا منذ فجر الإسلام بين المسلمين وغيرهم؛ حيث جعل الإسلام علاقة المسلمين بغيرهم قائمة على أُسس إيمانية مبنية على قيمة السلام، وبعيدة عن صفة العنف والطغيان] اهـ.
وإذا نظرنا إلى مفهوم التعايش من منظور الإسلام فيما يتعلق باليهود والنصارى على وجه الخصوص، نجده ينطلق من قاعدة عقائدية وجذور إيمانية، كما نلاحظ أن الإسلام يولي عناية خاصة للتعايش مع اليهود والنصارى عن سائر البشر؛ لكونهم أهل إيمان بالله عز وجل، وعلى هذا الأساس فإنَّ الإسلام بمفهومه الحضاري يستوعب كلَّ إنسانٍ ليتعايش معه، وقد طبق الصحابة رضي الله عنهم ذلك في البلاد التي قَدِموا إليها، واستطاعوا غرس هذا المفهوم بوضوح.
التعايش في الإسلام
ولعل من أبرز صور البرِّ بأهل الكتاب ما أوجبه الله تعالى على المسلمين ورغَّبهم فيه؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]، وكذلك قوله عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: 5]، فإن الأحكام الواردة في هاتين الآيتين الكريمتين، والتي تتعلق ببر أهل الكتاب، يظل العمل بمقتضاها ساريًا عبر العصور والأزمان؛ فمن المقرر أن "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب".