في زمن أصبحت فيه الهواتف المحمولة غرفًا مغلقة مليئة بالأسرار، ووسائل التواصل الاجتماعي ساحات مكشوفة تتشابك فيها العواطف والخصوصية والقانون، باتت المشكلات الزوجية أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. ومع التحولات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة، تصاعدت الخلافات الزوجية المبنية على دلائل رقمية؛ من رسائل "واتساب" ومحادثات "فيسبوك"، إلى الصور والفيديوهات التي تُستخدم كقرائن على وجود خيانة أو خلافات عميقة بين الأزواج.

رغم انتشار الاعتقاد بأن “سكرين شوت” أو مقطع صوتي قادران على تغيير مجرى القضايا الأسرية، إلا أن الواقع القانوني المصري أكثر دقة وتعقيدًا. فالقضاء يتعامل مع هذه الأدلة وفق ضوابط مشددة لحماية الخصوصية ومنع التلاعب الرقمي، خاصة مع انتشار جرائم القرصنة وانتحال الهوية عبر الإنترنت.

التحقيق الرقمي شرط أساسي لقبول الأدلة

وفي هذا السياق، أوضحت المحامية المتخصصة في شؤون الأسرة والقانون دينا عدلي، أن أي أدلة رقمية يتم تقديمها في قضايا الطلاق للضرر أو الخلع أو النفقة لا تُقبل مباشرة أمام محكمة الأسرة، وبيّنت أن هذه الأدلة تُصنف في الأساس ضمن نطاق "الجرائم الإلكترونية" وليس قانون الأحوال الشخصية، ما يعني ضرورة إخضاعها لتحقيق فني وقانوني لإثبات صحتها بنسبة لا تقبل الشك.

منح طلاب ومعلمي سوهاج شهادة البرنامج الدولي لعلوم الحاسب الآلي وتطبيقات الإنترنت

وأكدت عدلي أن محكمة الأسرة تعتمد على تلك الأدلة فقط بعد إثبات سلامة مصدرها عبر جهات مختصة، مثل مباحث الإنترنت والطب الشرعي المعلوماتي، للتحقق من عدم فبركتها أو التلاعب فيها بالتعديل أو المونتاج.

وأضافت الخبيرة القانونية أن انتهاك خصوصية الطرف الآخر عبر اختراق هاتفه أو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يُعد جريمة يعاقب عليها القانون، حتى وإن كان الهدف جمع أدلة لتعزيز موقف قضائي في قضايا الأسرة. مشيرة إلى أن التصوير أو التسجيل دون علم الزوج أو الزوجة قد يُعرض صاحبه للمساءلة القانونية أيضًا.

بين الخصوصية والبحث عن الحقيقة

تضع هذه الاعتبارات المجتمع أمام معادلة دقيقة، تحتاج إلى توازن عادل بين حق الزوج أو الزوجة في حماية حياتهما الأسرية، وحق كل طرف في إثبات الضرر الواقع عليه دون خرق للقانون أو تعدٍ على الخصوصية.

نجاح مفاجئ لفيلم فوريوسا على الإنترنت رغم فشله في شباك التذاكر

تعكس هذه القضية واقعًا جديدًا للعلاقات الزوجية في العصر الرقمي، حيث لم تعد الخلافات تقف عند حدود البيوت، بل امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي، وفي ظل هذا التطور، تبقى المعرفة بالقانون واتباع المسارات الصحيحة هما الضمان الوحيد للحصول على حقوق عادلة بعيدًا عن الفوضى الرقمية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي واتساب فيسبوك سكرين شوت

إقرأ أيضاً:

الداخلية تضبط دجالاً أوهم ضحاياه بالعلاج الروحاني عبر السوشيال ميديا

أعلنت وزارة الداخلية ضبط أحد الأشخاص لاتهامه بممارسة أعمال الدجل والنصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني، وذلك في إطار جهود مكافحة جرائم الاحتيال.

 

ترويج عبر السوشيال ميديا لجذب الضحايا

وأكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة أن المتهم، وهو عامل فني له معلومات جنائية ومقيم بدائرة مركز شرطة الخانكة بالقليوبية، استولى على أموال عدد من المواطنين بعد إيهامهم بقدرته على العلاج الروحاني. كما تبين أنه كان يروج لنشاطه الإجرامي عبر صفحات بمواقع التواصل الاجتماعى.

 

ضبط المتهم والأدلة الإلكترونية

وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهم بدائرة قسم شرطة كرموز بالإسكندرية، وعُثر بحوزته على هاتف محمول يحتوي على دلائل تؤكد ممارسته أعمال الدجل، إضافة إلى أدوات مستخدمة في تلك الأنشطة. وبمواجهته، أقر المتهم بتصوير مقاطع فيديو أثناء ممارسته أعمال الشعوذة وبثها عبر حساباته لزيادة نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مالية.

 

إجراءات قانونية

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة المتهم للجهات المختصة للتحقيق.




مقالات مشابهة

  • الانفلات الرقمي وسوء استخدام "السوشيال ميديا"
  • من لقب استشاري إلى طلاق وانهيار علاقات عاطفية .. أزمة الطبيب محمد المغربي تضرب السوشيال ميديا
  • أدلة بصرية وفضائية غير مسبوقة عن السودان
  • يسرقون دور الدولة.. نشأت الديهي ينتقد تحذيرات "مؤثّري الغذاء" على السوشيال ميديا
  • الديهي ينتقد مؤثري الغذاء على السوشيال ميديا: يسرقون دور الدولة
  • حادث أم هروب.. اختفاء شقيقين بجنوب الأقصر يثير الجدل على السوشيال ميديا
  • "سكرين شوت مش دليل طلاق".. محامية تكشف مفاجآت عن أدلة الخيانة على السوشيال
  • الداخلية تضبط دجالاً أوهم ضحاياه بالعلاج الروحاني عبر السوشيال ميديا
  • «سلو مع الحمار».. رقصة على كورنيش بني سويف تثير غضب السوشيال ميديا