الكثير من الحكايات والأسرار تناولتها الكتب المختلف التي كتبت عن رشدي اباظة ومغامراته، فلم تكن علاقة رشدي أباظة ومريم فخر الدين في البداية مقبولة من كلا الطرفين، فقد اعترضت على قيامه ببطولة فيلم "لقاء في الغروب" بدعوى أن أدواره السابقة بعيدة عن هذا الدور الرومانسي الحالم، وطلبت من المخرج "سعد عرفة" تغييره وإسناد البطولة إلى شكري سرحان، ولكن بعد مناقشات طويلة تمكن "سعد عرفة" من إقناعها بأن رشدي يستطيع أداء دور العاشق الذي يحب في صمت، وبالفعل صدقت رؤية "عرفة" وأبدت "مريم" إعجابها بـ"رشدي" بعد مرور أسبوع واحد من بدء التصوير، وتحول الإعجاب إلى صداقة حميمة.

 

بداية علاقة رشدي أباظة ومريم فخر الدين

 

وحسبما جاء في كتاب "الدنجوان"، بعد ذلك كثرت جلساتهما على كورنيش "الإسكندرية" في أثناء التصوير، وروت له النجمة الشقراء حكايتها مع زوجها السابق "محمود ذو الفقار" والذي عاشت معه فترة عصيبة لفارق السن بينهما ومعاملته السيئة لها، كما قص عليها تفاصيل وأسرار حياته مع مطلقته الأخيرة "بوبي".

 

لم يكن صعباً أن يدرك كل العاملين في الفيلم أن ثمة قصة حب تنمو وتتصاعد بين رشدي ومريم، وامتدت الهمسات إلى صفحات الجرائد والمجلات، ووصل الخبر إلى "سامية جمال" فاشتعلت الغيرة في قلبها، وبعد أن كانت تتهرب منه حتى لا يقال إنها وراء طلاقه من "بوبي" أصبحت تبحث عنه في كل مكان، لذا فحين عاد إلى القاهرة بعد انتهاء تصوير الفيلم، وجد "سامية جمال" ثمرة يانعة في انتظار "القطاف".

وعندما عاد إلى شقته، رفع "رشدي" سماعة التليفون حتى لا يزعجه أحد، وفي المساء كان أول "تليفون" يتلقاه من "مريم فخر الدين" التي سألته عن سر اختفائه في الليلة الماضية، فاضطر لأن يكذب وأخبرها بأنه قضى اليوم مع أسرته في منزل والده، وفي نهاية المكالمة اتفقا على أن يزورها في منزلها بالجيزة، وفي المساء كانت "مريم" ووالدتها مجرية الجنسية في استقباله، وقضى معهما سهرة ناعمة، وقبل انصرافه طلب "رشدي" منها الزواج، ولكنها طلبت "مهلة" للتفكير.

 

عودة رشدي اباظة لسامية جمال 

 

قضى "رشدي" عدة أشهر حائراً بين سامية جمال ومريم فخر الدين، وازدادت حيرته بسبب وجود "قسمت" مع والدته، لذا حاول أن يبحث لها عن "أم" وليست زوجة أخرى، كان "رشدي" في تلك الفترة يشعر بحب جارف نحو "مريم" واحتياج كامل لـ "سامية"، ووصل الأمر إلى "مريم" التي واجهته بجرأة فاعترف لها بتفاصيل علاقته بـ "سامية" ووعدها بالتخلص من هذه العلاقة، وفي هذه الفترة بدأ تصوير فيلم "بهية" أمام لبنى عبد العزيز وإخراج رمسيس نجيب، بينما سافرت "مريم" إلى الإسكندرية لتصوير فيلم "البنات والصيف" فوجد نفسه مدفوعاً بقوة إلى منزل "سامية جمال" ذهب إليها وفتح الباب فوجدها جالسة وحيدة تستمع إلى الموسيقى الهادئة، وعندما رأته قالت له بهدوء وثقة: "كنت في انتظارك"، فارتمى في أحضانها قائلاً: "وأنا محتاجلك جداً".

عادت "مريم فخر الدين" واتصلت به، فعلمت أنه يعيش سعيداً مع "سامية جمال" فقررت الانسحاب من حياته، وقالت له "لست المرأة التي تقبل الدخول في منافسة مع امرأة أخرى على قلب رجل مهما كنت أحبه ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رشدي أباظة

إقرأ أيضاً:

رسالة من مريم الى قلوب الذئاب.. لا أظنّها تصل! (قصة قصيرة من وحي العدوان على غزة)

مريم فتاة غزاوية في سن العاشرة، تتمتع بحيوية عالية، تتسامى على الجراح مهما بلغت، تعمل جهدها على التخفيف من وطأة الحرب على من دونها سنّا، تحاول أن تتقمّص شخصية الكبار خاصة بعد استشهاد أمّها بداية الحرب، لم يكن أمامها من خيار إلا أن تتبوأ دور أمّها، صنعت الحرب منها أمّا رغم نعومة أظفارها، مولعة في سماع الأخبار ومولعة أكثر في التحليل والسخرية وتناقلها بطيّبها وخبيثها، بسعيدها وتعيسها وغثّها وسمينها.

ذات يوم قريب من أيام التجويع والقصف والقهر، غفت وجه الصبح دون أن تتمكّن من نومة طويلة، سيمفونية هذه الليلة كانت قاسية، إيقاعات القصف وزمجرة الطائرات الحاملة لقنابل الألفي رطل لم تستطع آخر الليل من أن تمنع مريم من النوم، هيمنة سلطان النوم أخيرا غلبت بعد صراع طيلة الليل زمجرة سلطان المعركة. بعد ساعة نوم أو ساعتين لسع بطنها جوعها فتذكّرت جوع صغارها، ثلاث بنات وولد تتوزّع أعمارهم دونها، فنهضت قبل نهوض الشمس من ليلها، حملت طنجرتها وغدت مبكّرة إلى حيث تكيّة الطعام قبل أن يعلوه الزحام.

تناهت لسمعها عبر جوّالها الصغير أخبار زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمملكة العربية السعوديّة وتلك الحفاوة البالغة التي حظي بها وما ينتظر هذه الزيارة من نهب فظيع للخزينة السعوديّة، وكانت تنظر من حولها لركام الأبنية التي كانت يوما شاهقة فأصبحت قاعا صفصفا، الخراب والدمار وهلاك الحجر والشجر وكل ما فيها من حياة وخبر.

وراح خيالها لمائدة الضيافة حسب الكرم السعودي الأصيل، تلقي نظرة هناك حيث ما أخرجت به المائدة أثقالها يكفي أضعاف من هم حولها، كلّ ما لذّ وطاب وكلّ عجائب الشراب، اللحوم بأشكالها وأنواعها، الخضروات والسلطات وما تعرفه مريم وما لا تعرفه إلا في خيالها، ثم يرتدّ لها البصر حيث انتظار ما تجود به هذه القدر الضخمة المليئة بالبقوليات الجافّة بعد أن يتمّ نضجها على النار الموقدة، لا تعرف لها قرارا ولا لونا ولا طعما ولا رائحة، فقط هو شيء يؤكل ويسدّ بعض فراغ المعدة الفارغة، هذا إن لم يخرجك التدافع عن دورك فتعود أدراجك خالي الوفاض والطنجرة.

ستبقى مريم متسمّرة في مكانها كشجرة ثابتة وفرعها يرقب القدور الغالية، بينما تنخر رائحة المائدة السعودية البهيّة مسامات أمعائها الخاوية، خطرت ببالها فكرة، تصوير مقطع فيديو، اليوم نحن في عالم سريع لعلّ فدائيا من مشرفي تلك الشاشات المحيطة بمائدة السلطان يلتقط ما أصوره مباشر الآن فيرفعه على تلك الشاشات فتصل رسالتي، والله فكرة جهنميّة من عندك تبدأ الحكاية يا مريم. فتحت كاميرتها وجموع الأطفال مع طناجرهم خلفها وشرعت في التسجيل بعفويّة متلوّعة:

- سيّد ترامب، لقد أكلت وشبعت مما لذّ وطاب، هنيئا مريئا، نحن أطفال غزّة نتضوّر جوعا، لم نأكل اللحم والخضار والفاكهة منذ 550 يوما، نأكل الخبز العفن وما في هذه القدر من شوربة بلا طعم، وحتى هذا الخبز لا نجده منذ سبعين يوما، لقد ذاب الشحم واللحم من أجسادنا، وغزا المرض أعماقنا وضرب الموت أرواحنا، ننتظر الموت ونتمنّاه موتا رحيما في كل لحظة قادمة، من فعل هذا بنا؟ ستقولون الإجابة المعروفة: حماس السبب، وأنا طفلة فلسطينيّة بريئة ستتوّقعون مني أن أقول لكم: الاحتلال هو السبب، ولكنّي سأقول لكم: أنتم السبب، أمريكا والعرب، لو أنّ أحدكم قرّر غير ذلك لما وصلت حالنا إلى هذا الكرب والكلل، لمّا تمكن منا هذا الاحتلال القذر ولما تجرّأ على كلّ هذه الدناءة والألم. لن نرجو منكم شيئا إذ لو أن في صدوركم قلوب بشر لما فعلتم هذا بنا، أنتم في صدوركم قلوب ذئاب لا تعرف مشاعر البشر، لذلك لن نجو الا ربنا وربّكم الخلاص والفرج.

ثم إنّها أودعت هذا المقطع مع سيمفونية من الموسيقى الخلفية من أصوات الأطفال الجوعى المتلهّفين على مغرفة من الشوربة الفقيرة. عادت أدراجها مع بلوغ الشمس الزوال وانتشار لهيبها، كانت منهكة وكان ثقل الفيديو الذي سجّلته وألقته هناك في عالم يوتيوب أشدّ عليها من ثقل الألم النفسي للاصطفاف والمزاحمة على فتات طعام.

وضعت الطعام بين يدي أطفالها لتغرق هي في سِنة من النوم، رأت في المنام المقطع الذي سجّلته يلعلع على شاشاتهم، كان ترامب يمدّ رأسه ويزمّ شفتيه ويتقطّر جبينه عرقا وغضبا، بينما كان مضيفه يذوب خجلا ويود لو أن الأرض تنشق فتبتلعه وتغيّبه عن هذا المشهد.

انتبهت من نومها، نظرت إلى الطنجرة فوجدتها خاوية على عروشها، أختها الصغيرة مدلّلتها، جاءت بصحن فيه بضع لقيمات وهتفت:

- خبأت لك هذه، هي حصّتك يا مريم.

مقالات مشابهة

  • مدرب هجومي.. عمرو جمال يكشف تفاصيل فترته مع ريفيرو في فنلندا | حوار
  • جرس إنذار.. علاقة عاطفية تهدد البشرية بكارثة أشد من كورونا| تفاصيل
  • جلالة السُّلطان يُصدر 3 مراسيم سلطانية سامية
  • جلالة السلطان يصدر 3 مراسيم سامية
  • رئيس حزب الوفد الأسبق: عدم اندماج مصر الكامل في القمة الخليجية الأخيرة كان قرارًا حكيمًا
  • رسالة من مريم الى قلوب الذئاب.. لا أظنّها تصل! (قصة قصيرة من وحي العدوان على غزة)
  • رئيس حزب الوفد الأسبق بعد زيارة ترامب الخليجية: مصر لم تغب عن المشهد
  • وفاة شاب بعد صراع مع السرطان يثير حزن السوشيال ميديا| تفاصيل مؤثرة
  • الشيخ عبدالله رشدي يكشف تفاصيل مثيرة في واقعة وفاة زوجته بإحدى المستشفيات
  • عاجل.. تفاصيل الهزة الأرضية التي شعر بها سكان القاهرة وعدة محافظات