مسقط ـ «الوطن»:

تشارك سلطنة عُمان دوَل العالَم ومنظَّمة اليونسكو في الاحتفال باليوم الدّولي لِمَحْوِ الأُمِّيَّة، الذي يصادف الـ(8) من سبتمبر من كُلِّ عام. ففي هذا اليوم تسعى السلطنة ـ ممثَّلةًّ بوزارة التربية والتعليم ـ إلى تسليط الضوء على أهم الجهود وإبراز المشاريع والبرامج الداعمة لها التي تبذلها في سبيل القضاء على الأُمِّيَّة، الذي يأتي هذا العام عَبْر شعار «تعزيز مَحْوِ الأُمِّيَّة في ضوء التحوُّل العالمي: بناء الأساس لتحقيق حياة مستدامة وآمنة للمُجتمعات»، كما تسعى إلى توضيح نِسَب الأُمِّيَّة والقرائية التي تمَّ الوصول إليها في سلطنة عمان خلال الفترات السابقة.

فسلطنة عُمان عملت جاهدة منذ العام الدراسي 1973/‏1974 على مكافحة الأُمِّيَّة والقضاء عليها بجميع أشكالها القرائية والكتابية والثقافية والحضارية، والتزمت بمبدأ «حقُّ التعليم للجميع» دُونَ تمييز بين الجنسين أو مختلف الفئات العمرية، فالتعليم حقٌّ مضمون للجميع، ومع تزايد الطموح بالتطوير والتحديث ومواكبة للمستجدَّات في مجال مَحْوِ الأُمِّيَّة ومع تسارع المتغيرات العالمية وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة كان لزامًا على التعليم في هذا الجانب أن يواكبَ هذا التغيُّر والتطوير فينتقل من مفهومه البسيط المعني بِمَحْوِ الأُمِّيَّة الأبجدية فقط، وينطلق إلى مفهوم أشمل يواكب التنمية المستدامة وهو «التعليم المستمر والتعلُّم مدى الحياة» ـ وبلا شك ـ فإنَّ هذا المفهوم يتناسب مع مراحل التطوُّر الذي تشهده سلطنة عُمان في توجُّهها؛ لتحقيق رؤية عُمان (2040).
ومن منطلق هذه الرؤية وترجمة لها، وضعت وزارة التربية والتعليم الخطط الاستراتيجية التي تضمنت في أهدافها أنشطة خاصَّة لتحقيق برامج ومشاريع مَحْوِ الأُمِّيَّة وتطويرها، والتي كان من شأنها تسريع القضاء على الأُمِّيَّة بسلطنة عُمان، ونتيجة لتلك الجهود انخفضت نسبة الأُمِّيَّة في سلطنة عُمان لتصبحَ (2.60) في الفئة العمرية (15 سنة فأكثر) وفق البيانات الواردة من المركز الوطني للإحصاء لعام 2022م.
كما تسعى سلطنة عُمان إقليميًّا ـ ممثَّلةً بوزارة التربية والتعليم ـ للالتزام بتنفيذ بنود العَقد العربي لِمَحْوِ الأُمِّيَّة (2015/‏2024) وتوصياته الذي أقرَّته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأن تصبحَ الدول الأعضاء في هذا العقد خالية من الأُمِّيَّة في العام 2024، إذ تسعى سلطنة عُمان لتنفيذ مضامينه وتوفير التمويل اللازم له لتحقيق البنود المنصوص عليها، فوضعت الخطط والاستراتيجيات المناسبة لذلك؛ ولتحقيق الهدف المنشود من العقد العربي وهو أن تكُونَ سلطنة عُمان خالية من الأُمِّيَّة بنهاية عام 2024م، فقد ركزت الوزارة على مَحْوِ أُمِّيَّة الفئة العمرية المنتجة (15-44) خلال فترة العقد، وقد بيَّنت الإحصائيات الواردة من الجهات المختصة النسبة المئوية، فبلغت نسبة الأُمِّيَّة في الفئة العمرية المذكورة (0.44%)، وذلك بنهاية عام 2023 ومقارنة بالنسبة المئوية لذات الفئة في العام 2015 بداية فترة العَقد العربي فإنَّ هذه النسبة كانت (2.2%). ويُعدُّ هذا إنجازًا نوعيًّا في القضاء على الأُمِّيَّة في الفئة المذكورة. وتسعى السلطنة لتحقيق التزامها بحلول عام 2024.
ويجدر بالذكر أنَّه بلغ إجمالي أعداد المُعلِّمين والمُعلِّمات في مراكز وشُعب مَحْوِ الأُمِّيَّة في المديريات التعليمية بالمحافظات في العام الدراسي 20222023 (8631) مُعلِّمًا ومُعلِّمة، بَيْنَما بلغ إجمالي عدد الدارسين في مَحْوِ الأُمِّيَّة للعام الدراسي المنصرم 2022ـ 2023 (2623) طالبًا وطالبة.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تحتفل غداً بأول أيام عيد الأضحى المبارك

"عمان": تحتفل سلطنة عُمان غداً مع نظيراتها من عدد من الدول الإسلامية، بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط تكبيرات حجاج بيت الله الحرام، وسوف يتوجه المعايدون منذ الساعات الأولى لليوم العاشر من ذي الحجة - اليوم الأول لعيد الاضحى المبارك - إلى أداء صلاة العيد، تقربا لله، وامتثالا لأوامره ثم تتلوه الخطوة الثانية التي تتجسد في التقرب إليه بأضحية مباركة من الأنعام وهي سنة مباركة يؤديها المسلم العاقل البالغ.

وتشكل الاحتفالات في سلطنة عُمان بهذه المناسبة واقعا نوعيًّا للتواصل الإنساني الاجتماعي المتميز بدءا من اليوم الأول لشهر ذي الحجة المبارك، والاستعداد المبكر (للهبطات) في كل المحافظات والولايات العُمانية، حيث تتفرد في ماهيتها وما تقدمه من احتياجات أساسية للبيت العُماني من مستلزمات متعددة، تمتزج بفرحة الأطفال الغامرة، وشغف الآباء وهم يقتنون ما يجمّل أسرهم ومحيطهم العائلي.

ومع اقتراب يوم العيد تعلو أصوات العازي والهبوت والرواح وهذا ما اعتاد عليه الناس في أغلب محافظات سلطنة عُمان، وللنشيد بهجته وللكلمة حضورها فينشد الشعراء أجزل قصائدهم وهم يتغنون بالرزحة العُمانية مع بيان "الندبة" والعيالة والرزفة الحماسية وما يصاحبها من فنون عُمانية مغناة تليق بالمناسبة العظيمة.

وتتوالى مظاهر الاحتفاء بالعيد المبارك، وتتنوع الأكلات العمانية الفريدة بين الحلوى العُمانية، والمظبي، والشواء (التنور)، والمحمس، أو ما يطلق عليه بـ(المصلي) في بعض ولايات سلطنة عُمان، وغيرها الكثير مما يجمّل (الفوالة) العمانية.

فالمكوّن الديني والروحي لعيد الأضحى المبارك يأتي متوائما مع التفاعل الاجتماعي الذي يرتكز على أساس نسيج تتسق مفاهيمه وأهدافه الواعية، ولا تكتمل بهجة العيد عند الأطفال إلا بحضور سوق "العيود" ويقام قديما في الأسواق عادة، وفي الفترة الحالية تعددت أماكن إقامته، فيبتهج المكان بفرح الكبار وابتسامات الصغار؛ المتحلقين حول الباعة بخناجرهم و(حزقانهم) المشعة بالأمل والفرح وتعرض في العيود الألعاب بمختلف أشكالها، إضافة إلى القشّاط بألوانه المبهجة، والمكسرات بأنواعها.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تحتفل غداً بأول أيام عيد الأضحى المبارك
  • سعر الذهب في سلطنة عُمان أول أيام عيد الأضحى المبارك
  • سعر الذهب في سلطنة عُمان اليوم الأحد 16 يونيو 2024
  • طب عين شمس تحتفل باليوم العالمى للتبرع بالدم
  • طب عين شمس تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم
  • بمشاركة 90 دولة ومنظمة.. سويسرا تحتضن اليوم قمة دولية حول أوكرانيا
  • جامعة بنها تنجح في محو أمية 1499 مواطنا بدورة أبريل 2024
  • جامعة بنها تنجح فى محو أمية 1499 مواطنا فى دورة ابريل 2024
  • (عمان عبر الزمان) يتأهل لجائزة عالمية سنعرف نتائجها بعد 5 أشهر
  • 70% من الأتراك يقضون عطلة عيد الأضحى في المنزل