لن تسمح "المعارضة" لـ"حزب الله" بإيصال مرشّحه رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة إلى بعبدا بسهولة، فقد رفضت سريعاً الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، إضافة إلى أنّها لن تُجيب على أسئلة رسالة الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان، ما يضع المبادرة الفرنسيّة في مأزقٍ، وسط ما يترددّ بين أوساط سياسيّة من أنّ مهمّة باريس الجديدة فشلت وأصبحت من الماضي، ما يعني عمليّاً أنّ الإستحقاق الرئاسيّ دخل في مرحلة حرجة من التعطيل، وأنّ الفراغ سيستمرّ.


 
وما يهمّ "حزب الله" هو إيصال رئيسٍ مقرّبٍ منه وتشكيل حكومة يُشارك فيها، كي يضمن بند "الجيش والشعب والمقاومة" الذي يُؤمّن الغطاء الحكوميّ لأعماله العسكريّة. والمشكلة الحقيقيّة التي يُواجهها "الثنائيّ الشيعيّ" تتمثّل بانتخاب رئيسٍ "سياديّ" أو آخر وسطيّ، فإذا وصل مرشّح متشددّ تجاه سلاح "الحزب"، أو معتدل سياسيّاً إلى بعبدا، وشاركت "القوّات" و"الكتائب" و"تجدّد" بانتخابه، فإنّ هذه الأحزاب والكتل "المعارضة" ستُشارك في الحكومة المقبلة، ولن تسمح بتمرير البند الذي تهدف حارة حريك إلى إدراجه في البيان الوزاريّ. وأصلاً، لن تكون "المعارضة" كما أعلنت، جزءاً من أيّ حكومة مع "الثنائيّ الشيعيّ"، إنّ نجحت في تحييد فرنجيّة أو سواه من المقرّبين من محور "الممانعة" بالوصول إلى سدّة الرئاسة.
 
أمّا "المعارضة"، فتُركّز وفق مراقبين، على إفشال أيّ فرصة لانتخاب فرنجيّة. ولهذا السبب، لا يزال "حزب الله" ومعه "حركة أمل" يتمسّكان برئيس "المردة"، ويتحاوران مع النائب جبران باسيل لانتخاب رئيسٍ "ممانع". ويقول المراقبون إنّه بمجرّد نجاح فرنجيّة رئاسيّاً، فإنّ "المعارضة" ستستبعدّ نفسها تلقائيّاً عن المشاركة في أيّ حكومة في عهد يتحكّم به "الحزب"، تماماً كما حصل في ولاية الرئيس السابق ميشال عون، عندما أعلنت "القوّات"، وخصوصاً بعد اندلاع "ثورة 17 تشرين"، أنّها لن تكون في أيّ حكومة يتمثّل فيها وزراء حزبيّون تابعون لحارة حريك وعين التينة وميرنا الشالوحي.
 
وفي هذا السيّاق، يستمرّ "حزب الله" في الدعوة للحوار للإجماع على سليمان فرنجيّة، فهمّه ليس فقط إيصال حليفه المسيحيّ إلى بعبدا، وإنّما إبعاد "القوّات" و"الكتائب" عن الحكومات المقبلة، كي يفرض بند "الجيش والشعب والمقاومة"، علما انه استطاع في السنوات الأخيرة، وحتّى في ظلّ مشاركة معارضين له في حكومات سابقة، من تمرير بنده.
 
ويُشير المراقبون أيضاً، إلى أنّه ليس هناك من إلتقاء تامّ بين أركان "المعارضة"، فالإختلاف موجود على سبيل المثال بين معراب ونواب "التغيير"، وهناك تباين في العديد من المواضيع بينهم، فقد تُشارك "القوّات" في الحكومة المقبلة إنّ أجمعت مع الفريق الآخر على إيصال مرشّح وسطيّ، كقائد الجيش العماد جوزاف عون، بينما كتلة "التغييريين" لن تُساهم في تعديل الدستور، ولن تكون ضمن حكومة تنخرط فيها الأحزاب التقليديّة التي تتّهمها بالفساد، وبإيصال البلاد إلى ما هي عليه إقتصاديّاً ومعيشيّاً.
 
ويُعوّل "حزب الله" على الإختلافات وعدم تلاقي أطراف "المعارضة" في ما بينها رئاسيّاً، وحتّى لو فشل "الثنائيّ الشيعيّ" في انتخاب فرنجيّة، فهو على قناعة أنّ كتلاً لن تنغمس في العمل الحكوميّ، وستظلّ في الموقع المعارض، ما يُخفض حصّة الوزراء المعارضين. ويلفت المراقبون إلى أنّ الضاحيّة الجنوبيّة لن تسمح بتمرير البيان الوزرايّ، إنّ لم يتضمّن إعطاء الشرعيّة لها لمقاومة العدوّ الإسرائيليّ، وسينتقل التعطيل حكماً إلى أروقة مجلس الوزراء.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ البيان الوزاريّ أصبح متعلّقاً بهويّة الرئيس الذي سيُنتخب، فإذا كان فرنجيّة، فإنّ بند "الجيش والشعب والمقاومة" سيُدرج بسهولة. أمّا إذا كان وسطيّاً وقرّرت "القوّات" و"الكتائب" المشاركة في الحكومة، فإنّ هناك صعوبة بالتصويت عليه، بينما إذا أوصلت "المعارضة" مرشّحها، فإنّها ستعزل الأحزاب "الممانعة" عن الحكومة المقبلة، وستدخل البلاد في سجال خطيرٍ، ربما ينسحب على الشارع أمنيّاً، لأنّ "حزب الله" بحاجة ماسّة لغطاء رئاسيّ وحكوميّ لسلاحه...
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يهاجمون الجيش الإسرائيلي قرب رام الله: قائد الكتيبة خائن!

تصاعدت حدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة، مع استمرار المواجهات العنيفة بين مستوطنين إسرائيليين وقوات الجيش، خارج قاعدة لواء بنيامين العسكرية شمال شرقي رام الله، في مشهد غير معتاد يعكس انقسامًا داخليًا حادًا داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في صفوف المستوطنين المتطرفين.

وشهد محيط القاعدة تظاهرات عنيفة من عشرات المستوطنين، بعضهم رفع لافتات وصفوا فيها قادة عسكريين بالخونة، في إشارة مباشرة إلى قائد وحدة احتياط هاجمه المستوطنون جسديًا يوم الجمعة، ما يعكس مستوى غير مسبوق من التمرد على الجيش من داخل المجتمع الذي يفترض أنه يحميه.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر عسكري، حاول مستوطنون اقتحام القاعدة العسكرية، واعتدوا على الجنود برشق الحجارة ورذاذ الفلفل، إضافة إلى تخريب مركبات عسكرية، وأظهرت صور من الموقع حالة من الفوضى واحتقانًا غير معهود في العلاقة بين الجيش والمستوطنين.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر صباح الإثنين، وقوع ما وصفه بـ”أعمال شغب” من قبل المستوطنين خارج القاعدة.

وأوضح أن القوات الأمنية والشرطة تدخلت لتفريق المتظاهرين، دون أن يحدد حجم الأضرار أو الإصابات، لكنه أشار إلى تقارير تفيد بإصابة أحد المستوطنين خلال الاشتباكات.

وأعلن الجيش بوضوح أنه “يدين أي شكل من أشكال العنف ضد قوات الأمن”، مضيفًا أن “محاولات إيذاء الجنود لن تمر دون رد، وستتم مواجهتها بكل حزم”، مع التشديد على التزام المؤسسة العسكرية بفرض النظام وحماية أرواح المواطنين، إلى جانب الحفاظ على القانون.

أصل الأزمة.. من كفر مالك إلى بوابة القاعدة

تفجّرت الأزمة الحالية بعد اعتداء مجموعة من المستوطنين، يوم الأربعاء الماضي، على سكان قرية كفر مالك شرق رام الله، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين.

وردًا على هذا الهجوم، اعتقل الجيش الإسرائيلي ستة مستوطنين يوم السبت، بعد أن رشقوا الجنود بالحجارة وهاجموهم جسديًا عند محاولة منعهم من دخول منطقة عسكرية مغلقة قرب القرية.

وأفاد بيان عسكري أن المستوطنين “حاولوا دهس الجنود وتخريب مركباتهم”، مؤكداً أن المعتقلين تم تسليمهم للشرطة، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر السياسي والعسكري داخل إسرائيل بشأن التعامل مع تصاعد العنف في الضفة الغربية.

أزمة أمنية أم شرخ داخلي؟

ما يثير القلق في الأوساط الإسرائيلية هو ليس فقط تصاعد الهجمات من المستوطنين على الفلسطينيين، بل التمرد المتزايد ضد قرارات الجيش نفسه، خاصة حين يتعلق الأمر بتقييد تحركات المستوطنين في مناطق حساسة عسكريًا.

وتأتي هذه الأحداث في وقت يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تحديات متعددة، سواء من التصعيد الأمني في غزة والشمال، أو من الأوضاع غير المستقرة في الضفة الغربية، لكن هذا الاشتباك المباشر مع مستوطنين متطرفين ينتمون إلى نفس الفئة التي عادة ما تُعتبر قاعدة دعم سياسية للتيار اليميني في الحكومة، يُعد تصعيدًا ذا طابع داخلي قد تكون له تداعيات سياسية وأمنية عميقة.

עשרות מפגינים מול חטמ"ר בנימין. גורם ביטחוני: שוב השחיתו רכבים, ריססו גז פלפל והתפרעו@shapira_nitzan pic.twitter.com/dPnA5ZpaDE

— החדשות – N12 (@N12News) June 29, 2025

مقالات مشابهة

  • بيان جديد من الجيش... هذه تفاصيله
  • تركيا: اعتقال 157 معارضًا في إزمير بينهم رئيس بلدية سابق بتهمة "الفساد"
  • الجيش: توقيف سوريين في منطقة البقاع عند الحدود اللبنانية السورية
  • في العديسة.. هذا ما يقوم به الجيش الإسرائيلي
  • مستوطنون يهاجمون الجيش الإسرائيلي قرب رام الله: قائد الكتيبة خائن!
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة
  • رئيس مجموعة العمل الليبي: لا حل دون حكومة موحدة وسلاح بيد جيش وطني فقط
  • رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
  • رئيس جامعة المنصورة يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة
  • المطران جورج شيحان يهنئ رئيس الجمهورية وقيادات الدولة والشعب المصري بذكرى ثورة ال٣٠ من يونيو