رئيس جامعة قناة السويس يستقبل مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
استقبل الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، اليوم الخميس، الدكتور عاشور العمري مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات.
تأتي الزيارة في إطار تنفيذ دورة تدريب مدربين TOT بجامعة قناة السويس، بمشاركة 21 متدرب خلال الفترة من 7 إلى 9 سبتمبر الجاري.
وحضر مراسم الاستقبال الدكتور تامر شوقي مدير وحدة التحول الرقمي، والدكتورة سهير أبو عيشه أمين عام الجامعة، والدكتور حسام رفعت نائب مدير وحدة التحول الرقمي.
ورافق الدكتور عاشور العمري كل من الدكتور جون فايز نائب مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية بالمجلس الأعلى للجامعات، والدكتور محمد حسن جاد الله مدير الوحدة المركزية للتدريب بالمجلس الأعلى للجامعات.
وطالب الدكتور ناصر مندور بزيادة أعداد المتدربين في برنامج ال TOT والتوسع فيها؛ بهدف تحفيز أعضاء هيئة التدريس والإداريين على التقدم لهذه الدورات، لإعداد أجيال من القادة لديهم القدرة على تقديم خدمة يرضى عنها المواطن.
وأوضح "مندور" أن الجامعة قامت بتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة لتنفيذ الأنشطة الخاصة بالدورة، من معامل مجهزة بأجهزة الحاسب الآلي، بما يتناسب مع عدد المشاركين، والتأكد من ربط جميع الأجهزة بشبكة الإنترنت، لتنفيذ الاختبار الخاص بتكنولوجيا المعلومات في نهاية الدورة.
وأشار الدكتور عاشور العمري إلى أن دورات ال TOT أصبحت أكثر انتشارًا في الوقت الراهن؛ لأن المدربين هم أيضًا أفرادٌ يتطلب منهم أن يصبحوا مدربين ذوي كفاءات متجددة.
وأضاف " العمري " أن الدورات تهدف إلى إعداد مدربين متميزين، وذوي جودة وكفاءة عالية في مجال التدريب ونقل الخبرات النظرية والعملية والمهنية والتطويرية.
ومن جانبه - أوضح الدكتور تامر شوقي أن أحد الشروط الأساسية للالتحاق بالدورة أن يكون جميع المرشحين حاصلين على شهادة التحول الرقمي FDTC، مع إحضار مايثبت ذلك قبل حضور التدريب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جامعة قناة السويس المجلس الأعلى للجامعات الخدمات الالكترونية بالمجلس الأعلى للجامعات
إقرأ أيضاً:
التحول الرقمي.. قرار يصنع المصير
د. ذياب بن سالم العبري
ليست كل لحظة تمنح المؤسسات فرصةً للنجاة، ولا كل زمن يسمح بإعادة المحاولة. فبعض القرارات، حين تتأخر، لا تنتظرك النتائج؛ بل تسبقك العواقب.
في زمنٍ يُعاد فيه تشكيل المفاهيم، وتتسارع فيه الخطى نحو المستقبل، لم يعد البقاء للأقوى ولا للأكبر، بل للأذكى فهمًا، والأجرأ تحرّكًا. لم تعُد المؤسسات على خط انطلاق مشترك، بل على مفترق مصيري: إما أن تختار التحوّل الرقمي بوعي وجرأة، أو تتخلّف عن الركب دون أن تدري.
والتحوّل الرقمي لم يعد تحسينًا تقنيًا تفرضه الموجات، بل قرارًا مصيريًا يعكس نضج المؤسسة، ويكشف قدرتها الحقيقية على عبور المستقبل. وهو في جوهره، ليس مجرد إدخال أدوات رقمية على العمليات، بل تغييرٌ شامل في طريقة التفكير، ونمط تقديم الخدمات، وآلية اتخاذ القرار، بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتقديم قيمة أكبر للمستفيد، بكفاءة أعلى، ومرونة أشمل.
إنه ليس مشروعًا يُضاف إلى الخطط، بل عقليةٌ تتجسّد في كل إجراء، وإرادةٌ تواجه التعقيد بالشجاعة لا بالتردد.
كم من جهةٍ اقتنت أحدث الأنظمة، لكنها ظلت رهينة البيروقراطية؛ لأن طريقة التفكير لم تتغير، ولم تتجدد أدوات القرار فيها. فليست التقنية بذاتها من يصنع التحوّل، بل وعي المؤسسة بها، وجرأتها على توظيفها وتطويعها، وقيادتها بمنطق جديد وروح متجددة.
وهنا تتجلّى أهمية القيادة الواعية، القادرة لا على إدارة التغيير فحسب؛ بل على إشعاله. القائد الحقيقي لا ينتظر خارطة الطريق، بل يصنعها. يمنح الثقة، ويرسم الرؤية، ويفتح النوافذ أمام فرق العمل لتبدع وتتفوّق، بدل أن تنغلق خلف جدران اللوائح.
ومن قلب هذا المشهد المتحوّل، يبرز الذكاء الاصطناعي لا كترفٍ عصري؛ بل كأداة حيوية لإعادة تشكيل القرار المؤسسي. بقدرته على تحليل البيانات، ورصد الأنماط، وتوليد البدائل، يتحوّل إلى محرّك فاعل يعيد تعريف كفاءة الأداء، ويختصر الزمن، ويقلّص الهدر، ويمنح القرار عمقًا لم يكن متاحًا من قبل.
لم تعد المؤسسات في سباق على امتلاك الأدوات، بل في سباق على الذكاء في إدارتها، والقدرة على تسخيرها بمنطق استباقي. فما كان يُنجز في سنوات، بات يُختصر في أشهر. والسؤال: هل يليق بنا أن نُواصل السير بخوف، بينما العالم يركض بثقة نحو المستقبل؟
نحن بحاجة إلى نمط تفكير جديد، لا يرى في التحوّل الرقمي تهديدًا للاستقرار، بل فرصةً للتجديد. تفكير يُبنى على الشفافية والمعرفة، يُعلي من قيمة الموظف كشريك في الإنجاز، ويضع المواطن في قلب الأولويات، ويرى في التقنية مخرجًا ذكيًا لا عبئًا إداريًا.
السؤال لم يعد: هل نرغب في التحوّل الرقمي؟ بل: هل نمتلك الجرأة لنبدأ به فعلاً؟ هل نملك القادة الذين يُشعلون الفكرة، لا أولئك الذين يُطفئون جذوتها بالتردد؟ هل نحرّر التقنية من الأقفاص لنقود بها، لا أن نتذرع بها؟
القرار لم يعد خيارًا إداريًا مؤجلًا؛ بل أصبح اختبارًا حقيقيًا لوعي المؤسسة وشجاعتها. فنحن لا نعيش زمن الانتظار، بل زمن المُبادرة. ومن لا يملك الجرأة ليصنع قراره الآن، سيجد نفسه غدًا أسير قرارات الآخرين.
التحوّل الرقمي ليس مشروعًا من ضمن المشروعات؛ بل مستقبلٌ يُصنع الآن، ونافذة من ضوء لا تفتح مرتين. فإما أن ننهض إليه بخطى ثابتة، أو ننسحب من مشهد الغد بصمتٍ لا يسمعه أحد!
الأمم المتحدة.. ثمانون عامًا : السقف الأخير للعالم المفتوح على المجهول